أجعلني على خزائن الارض( 1- 3)
بقلم خليل حلاوجي
هل يحق لمؤمن ان يعمل اجيرا" عند الكافر ؟
هذا السؤال طالما سؤلت به من قبل طلابي وهم يشيرون الى النبي يوسف الذي انقذ مصر والارض بحنكته وعقليته الاقتصادية الفذة
وكنت اجيبهم السؤال .... بسؤال آخر
هل يجوز ان يرضى المؤمن ان يعمل عنه الكافر ؟ ويكتفي هو بالشخير والنفير !!!
وهذا سؤال يُبنى عليه مستقبل العرب وبعض اقطار الامة المحمدية ، ذلك ان الثروة العربية الهاطلة علينا كثمن لنفطنا... ضاعت في أزمات وكوارث واخطاء تنمية وصار المستقبل قلق ومضطرب , حتى ان البعض يتصور ان حالنا ربما كان افضل لو ان الله لم يهبنا ثرواتنا تلك التي اطمعت المارينز ( بشقيه العربي والغربي)
وبرغم ان النفط يباع هذه الايام باضعاف سعره قبل سنوات الا اننا
نتناسى أن الظروف السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية كلها مجتمعة تساهم في رفع أسعار النفط التي قفزت بلامعقولية واضحة وهاهي تهدد الاقتصاد العالمي بالركود. فدخل الدول العربية المصدرة للنفط في نهاية عام 2005 كان حوالي 500 مليار دولار حسب تقرير البنك الدولي
ومعلوم ان الديون العربية بلغت عام 2005 حوالي 600 مليار دولار، وقياساً إلى خدمة هذا الديون التي تبلغ 40 مليار دولار، سنعلم ان هذه المديونية هي مرضنا الحقيقي اذ لها مخاطرها المفجعة
فهي تعيق مشاريع التنمية المستدامة اذ تحرمنا من ادخار اموالنا لاننا دوما" مشغولون في تفكيك التضخم الذي يخنقنا وربما استدعى ذلك تدني قيمة عملتنا المحلية فالدين الخارجي يجعلنا لانتمتع باموالنا برغم ضخامتها ، فاذا ما أضفنا الى هذا العامل عدم استقرار النظام النقدي الدولي، فاننا سنشاهد عودة للاستعمار وانتصاره دونما حروب واسلحته مواردنا واحباطات انساننا
ان دولة مثل تركية وهي ليست نفطية استطاعت تخفيض معدل التضخم خلال ( 2003-2005) بمعدل منضبط(38%-7.25%)
وانخفض عندها حجم الدين العام من 91% الى 63.4%
وللذين يعولون على مستقبل انتفاعنا بالنفط اقول انه من الاجدى أن نسأل سؤالا" افتراضيا"..
ماذا سنفعل بكل هذه الأموال اذا ما تجمعت وصارت بايدينا وليس في خزائن المستعمر ؟
هل سنتمكن من بناء قاعدة انتاجية تنموية حين نفطن للسلاحين ( نفطنا ومواردنا البشرية )؟
وهل نستطيع ان نستفاد من تجربة الصين مثلا" ؟
الصين التي أتاح لها اقتصادها النامي بسرعة مذهلة، إلى الرقي في حياتها ومعاشها. وعنوان هذا الرقي لم يكن امتلاكها للنفط فالكل يعلم انها تستورده منا في الوقت التي تنتفع هي ( الشاري ) ولا ننتفع نحن ( البائع )
ربما نحن بحاجة الى عقلية تشبه عقلية النبي يوسف لنستثمر مايتوفرمن أموالنا في بناء البنية التحتية لمجتمعاتنا،ولطالما تخيلته يفتح الطرق، ويقيم شبكة الاتصالات الدولية، ويبني المزيد من المصانع والمدارس والجامعات والمستشفيات. وربما امتلكنا مدن صناعية، يستوطن فيها جيش العاطلين ، او ربما التفت الى ترابنا الطاهر فجعله زاهر عندما يهتم بالزراعة ، ويقرض عباد الله قرضا" حسنا" لاولئك المزارعين ليطورون ارض البلاد فيحمونها من عقمها
وربما احتاج المشروع الى اقامة ..كتائب النبي يوسف وشعاره فيها حي على خير العمل بعد رسم أهنأ الامل !!!
وهاأنا ذا اعلن لكم انتمائي لتلك الكتائب التي ستقاوم الظلم والحسرة
وساخبركم سر جدوى مشروعنا الاقتصادي فيها ..
أن لانطالب بحق من حقوقنا مالم نتم كل واجباتنا اكرر ( كل واجباتنا)
وانا منتظر لمقترحاتكم .... كيما نجعل الارض مكانا" افضل ..... لنحيا جميعنا عليها..