|
ثملتُ بالشعرِ حتى صرتُ ندمانا |
وقد تناسيتُ إذ تعتعتُ خشّّانا |
فقلتُ يا شعرُ.. يانبض الفؤادِ.. ألا |
يجوزُ أن تكسرَ الأشجانُ أوزانا!؟ |
فقال :إن رُمتَ بالتكسيرِ جمجمتي |
وإن تراءت لك الأوزانُ شيطانا |
فلن يبيحَ لك الأستاذُ كسرَ يدي |
وهل يكسِّرُ وقعُ الفأسِ ثهلانا |
فهو الطبيب.. ورأسُ الداء! حقَّ لهُ |
أن يملك الشِعرَ قيعاناً وشطآنا |
فقلتُ إن كانَ رأسَ الداءِ.. ! كيف لنا |
أن لا نكسِّرَ بالأشعار أغصانا |
فقال.. لكنّهُ داءٌ يخامرُهُ |
طعمُ الشفاءِ.. وهذا الدّينُ أوصانا |
بأنَّ في الداءِ طِبٌّ ليس يعلمُهُ |
إلاّ الإله ..! فهل أزمعتَ عصيانا !! |
"فقلتُ أستغفرُ الرحمنَ".. ليس لنا |
إلاّ التقيدَ تشريعاً وقرءانا |
لكنني ناظمٌ للشعرِ أوهنني |
تقطيعُهُ فكرهتُ الشعرَ أزمانا |
أرومُ أن أنظمَ الأبياتَ كيف هَمَا |
شِعري.. و لا أُلبسُ الأشعارَ ألحانا!! |
يهمّني أن أقولَ الشعرَ واختلفت |
لديه قافيَتي مثنىً ووِحدانا |
فهل أَكُفُّ ؟!! وهل يوماً سيشفعُ لي |
أنّي حفظتُ ومالَ القلبُ طربانا! |
فقال: كلاّ.. وَقُلّْ شعراً معارضةً |
فربما تجتلي بالكدحِ تبيانا |
فقلتُ : حقّاً !! سأُفني فيه مُلهمتي |
وأصطفيهِ عدوّاً حيثما كانا |
حتى أُجنِّبَهُ وزن الخليلِ وما |
قد قال/فعلن /مفاعيلن / و فعلانا! |
وسوف أهجُرُهُ هجرَ المُحبِّ عسى |
أن يرعوي ويبيحَ الكسرَ إن بانا |
فقال مهلاً..!! وما هذا قصدتُ فَثُبْ |
إلى رشادكَ قد أسرفتَ بهتانا |
فقد يحجُّك : هذا ساكنٌ ..سببٌ.. /o |
ويجعلُ الشعرَ بالتقطيعِ قُطعانا ! |
نصيحتي فاغتنم إن كنتَ ذا رَشَدٍ |
أن تتّقِيهِ بنظم الشعرِ إذعانا ! |
فقلتُ بل حسبنا أن نشتكيهِ إلى |
كوفي أنان فقد يوليهِ سجّانا |
ونكتفي خيرَهُ حيناً.. /" ونطلبُهُ |
إذا أردنا"..فقد تاللهِ أعيانا |
فقال : يحزنني حالُ القريضِ إذا |
"زنزنتَهُ"..أيضمُّ السجنُ ربّانا!!؟ |
ستشتكي بُعْدَهُ حتماً وتَنْدبُهُ |
و تجتني بغيابِ الشيخِ خُسرانا |
أهكذا أنتَ .. .."والأعرابُ شأنهمُ |
نكرانُ مَن بذلوا برّاً وإحسانا"! |
أقلُّ إكرامهُ (إن كنتَ تُنصفَهُ) |
تاجاً من الدُّرِ إقراراً وعرفانا |
فقلتُ هذا الذي عندي له قَسَماً! |
وأصدقُ الودِّ ما نُخفيهِ كتمانا |
أُهديهِ من سِلسبيلِ الودِّ أعذبهُ |
ومن معينِ زلالِ الشعرِ هتّانا |