أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أعيدوا للمساجد مكانتها...!!!

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2003
    الدولة : الطائف
    المشاركات : 749
    المواضيع : 578
    الردود : 749
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي أعيدوا للمساجد مكانتها...!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أعيدوا للمساجد مكانتها
    الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان
    عضو هيئة كبار العلماء


    الحمد لله رب العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذّر من إضاعة الأعمار والأوقات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وما له من الأسماء والصفات ، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، حثّ على المبادرة إلى حضور الجمع والجماعات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات وسلّم تسليماً كثيراً.

    يقول تعالى: { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدّتْ لِلّذينَ ءآمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ الْعَظِيمِ }

    واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تُدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاّ مَنْ ءآمَنَ وَعَمِلَ صَاِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. فالجنة لمن ءآمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله ولو كان شريفاً قرشياً.

    إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي.

    ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة ، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه ، لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان. قال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مِنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ] وتلا هذه الآية.

    ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون المسلمين في إقامة شعائر الدين { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } . حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات وتكفير السيّئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.

    والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: [ إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا ] وفاته أجر التقدم إلى المسجد وانتظار الصلاة ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس ينتظر الصلاة في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يُكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك- لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.

    إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً فقال لهم: [ تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخّرهم الله ] .

    فدلّ هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره الله عن رحمته وعظيم فضله.. ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين الذين قال الله فيهم: { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَى } وقال فيهم: { وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى }

    أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم من الآخرة.

    لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تُفتح إلا بضع دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.

    لقد أصبحت المساجد تشكو من قلّة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله تعالى ، لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.

    فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار، فقد كانت المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلّقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها وإن طالت مدته ، ولا يسامون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.

    هذه حالة السّلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير من الناس وقلّ تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتناكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله.

    فاتّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ صلاة الرجل مع الجماعة تضعف على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ] [رواه البخاري].

    وروى مالك في الموطأ: "من توضّأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يُكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة ويُمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً" قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال : من أجل كثرة الخطأ.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطأ إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط ] [رواه مالك ومسلم].

    وعن بُريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ بشّر المشّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ] [رواه أبو داود والترمذي]

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ] [رواه مسلم].

    لقد عظّم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب ، قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوّ وَالآصَالِ . رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ. لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.

    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    اللهم اعز الاسلام والمسلمين وحفظ بلاد الحرمين من كل سوء يارب

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    نحن بحاجة ماسة وعاجلة الى أحياء دور المسجد في المجتمع
    كونه مشفى للارواح العليلة
    وكم منا من هو غير سقيم يروح ويغدو يبننا باتم صحة وعافية
    وهو علته في الروح فهي ماكرة او قاسية او خبيثة عافانا الله
    فياءيها الذاهبة أجسادهم الى المساجد
    أحضروا معكم الروح كي تنال من ترياقها ونصبح جميعنا
    آل محمد
    الرحيم
    بعون ربنا الحليم

    بارك الله فيك أخي وشد من أزرك في بث الموعظة والذكرى
    وذكر أن نفعت الذكرى
    وبورك كل من مر من هنا
    الإنسان : موقف

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم أبو دعاء
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وبارك الله في شيخنا الكريم وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ونفع الله بكم الأمة والحمد لله على نعمة الإسلام .
    عسى الله يهدينا لأقرب من هذا رشدا لنكون مسلمون حقا قولا وفعلا وعملا وعسى الله يعيد لنا عز الإسلام السابق ومجد الأديان السامق علنا نتبع القول بالعمل ويكون المسجد بيتا لله من أجل العبادة والريادة والسيادة بالدين والعلم معا .
    ودمتم بألف خير .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه .
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  5. #5