|
غاب الكرام |
غابَ الكرامُ فغابَ القدْرُ و الأثرُ |
أبكي على الهممِ الكبرى و بي حَسَرُ |
أينَ الذينَ استقاموا و الضيا نشروا |
لم تلقَ في ساحهم ظلماءَ لو حضروا |
بدرٌ بليلٍ و نورٌ ضاءَ فاستتروا |
يا سُقمَ روحٍ فهل تشفى و من وجعٍ |
يسري يبيّنُ عن فقدٍ لهُ خطرُ |
فاض الهوانُ و سادَ الجهلُ و انقلبتْ |
بيضُ الحقائقِ سوداً فالهوى نظرُ |
عادَ الخوارجُ و التسطيحُ مذهبهم |
فكلُّ أهلِ الهدى و الحقِّ قد وزروا |
لم يُجْدِ يا صاحبي في ردّهمْ نُجُبٌ |
قد جاوزوا الحقَّ و الأصحابُ ما قُبِروا |
هل ينفعُ العلمُ و الأعلامُ قد رحُبتْ |
بها الحقابُ .. أوِ التحقيقُ و الدُّررُ ؟ |
أشكَّ إنّي و ذي الأخبارُ قد فصَلتْ |
فارجعْ لتدري فقد يُنبيكَ ذا الخبرُ |
لُذ يا نبيهاً بما الأفذاذُ قد تركوا |
و دعْ خروجكَ عن تحقيقِ من عبَروا |
العلمُ دينٌ فحاذرْ كيفَ تأخذهُ |
لا يخدعنّكَ قشرٌ لبّهُ الضّررُ |
نصحتكَ الخيرَ و المولى إرادتنا |
و ليسَ يُجدي دليلي و الهوى أشِرُ |
و إذ تجلّى زمانُ القلبِ في مُثلٍ |
هل ينفعُ الأصلُ و الإحقاقُ و الفِطَرُ؟ |
حادتْ دلائلُ حقٍّ بلْ قد اتُّهِمَتْ |
فكيفَ يُرْشِدُ عقلٌ كيف يعتبرُ ؟ |
و القلبُ عامتْ بهِ الأهواءُ من عللٍ |
يبغي الحميّةَ لا الإخلاصَ يختمرُ |
واحسرتاهُ فكيفَ الشعرُ مركبُهُ |
أم كيفَ يُقطفُ من أقوالنا الثّمَرُ |
أم كيفَ نوفي لذي الأخلاقِ منهجَهاُ |
و الرّوحُ ظمأى إلى الإيمانِ تفتقرُ |
قادَ الّزمانَ نفاقُ الحالِ يبهرُهُ |
و يقتفي الوهمَ أشباهٌ بهمْ غرَرَُ |
رفعتُ قولي فما يُضنيهِ مُنتقدٌ |
يُضني فؤادي ركونٌ باتَ يَشتهِرُ |
سأرسمُ الحقَّ ما دامتْ لنا لُسُنٌ |
فالحقُّ منتصرٌ لكنْ ليعتبروا |
و أبعثُ الشّهدَ مفطوراً على أملٍ |
يلقى لهُ ذمِماً لمْ يُسقمِ الكدرُ |
قد ينفعُ الطّبُ و الترياقِ ما بقيتْ |
في أصلها الجسمُ لم يستفحلِ الضررُ |
لكنْ إذا خربتْ نفسٌ بما جهلتْ |
لم يهدها النّصحُ و الإرشادُ و العبرُ |
أما رأيتَ إلى الأنعامِ يرفعها |
إذ لم يكنْ بقلوبِ القومِ مُعتَبَرُ |
العقلُ و الأذنُ و الأبصارُ إذ شَهِدوا |
لكنْ إذا عمِهوا ما نفعُها العمُرُ |
لا تقتفِ القصَّ و التأصيلَ منقطعاً |
يُردي الجهولَ طروزٌ شكلُها الأثرُ |
العلمُ نورٌ و ليسَ الحفظُ مصدرهُ |
يُرجى الفقيهُ إذا أشياخهُ شَهَروا |
نورٌ تسلسلَ لا يؤتاهُ منفرِطٌ |
نورُ الرّسولِ سرى بالإذنِ ينتشرُ |
جيلٌ و جيلٌ قرونٌ طابَ مورِدُها |
إلاّ زماني بجهلٍ باتَ ينتصِرُ |
لا يُقبضُ العلمُ نزعاً من صدورهمُ |
لكنْ يُنادى بأشباهٍ فيحتضِرُ |
ادريس قندوز الشعشوعي |
|