|
خيـالٌ زارني يبكي رفــاقا |
وطــاف يَهزّ بالنفس اشتياقـا |
فَصَبّ بمقلَتـي سُهداً وأَذْكى |
لَظى الذّكْرى وأَوْرَدَني احتـراقـا |
يـرشّ بـمضجعي شوكا و ملحاً |
يزيد الرَّمْـل بالجرح الْتِصـاقا |
ويـوقظ ذكرُ مَجْدِكِ موجعاتٍ |
تـموجُ بـخافقٍ يأْبى انسيـاقا |
فمـا رَضِيَ الحيـاة بغير حبٍّ |
ولا قَبِـل التَّحـايلَ والنفـاقـا |
شكتْ بجوانحـي الآمالُ ضيقاً |
ومن كتل الهموم الصدرُ ضـاقـا |
جـرى قَدَري بمـا الأيـامُ جَلَّتْ |
لعَينٍ للعــُلا تَبْغي اسْتِباقـا |
تَطـاوَلَ في الزمانِ مدى اغْتِرابي |
أمـا يَكْفيهِ ما بالجَمـعِ حاقـا؟ |
أبَعْـدَ تأَلُّـقي بديـارِ عِـزٍّ |
أبيـعُ دمـي وأحترفُ ارْتـزاقا؟ |
وقـد رَسمَ اليراعُ الحَرْفَ حُـرّاً |
فـأَعْلَنَتِ النُّفوُسُ لهُ اعْتِناقـا |
فـإنْ جَمْعٌ بِغَـيْرِ الحَرْفِ لُمُّوا |
فهُمْ شَـتَّى وإنْ أَبـدَوْا وِفـاقا |
وأهـلُ الـحَرْفِ للأخْيـارِ خيْرٌ |
تَنـاصُحُهُمْ وما نخْشَى افتراقـا |
فمنهُ بنـوْا لنا قِيَمـاً ومـجداً |
ومنـهُ سقـَوْننا كـأْساً دِهـاقا |
ومنهُ لَـدَى الحُروبِ كتـابُ سِلمٍ |
لمَنْ بعـد النِّزاعِ رَضُوا اتفاقـا |
ومنه تُرامُ للعلم الـمَـطايـا |
وَيَخْتِـمُ ليلـةَ العُـرسِ الصداقـا |
يُذَلُّ القـومُ إن نامتْ حروفٌ |
ويَعـلو شـأنُ من عشقوا انعتـاقا |
كأُسـْدِ الغـابِ قد يَرْضَى انْقِياداً |
مُخَـذَّرُها، ويَفْتِـكُ إنْ أَفـاقا |
أَعَادِيكُمْ بَني وَطَنـي تَمـادَوْا |
بِفَتِّ الشَّمْـلِ وامْتَهَنُـوا اخْتِراقـا |
فمنهمْ دينُنـا يشكو انتِْهـاكـاً |
ومنهمْ قُـدْسُنا تشكو اخْتِنـاقـا |
أُنـاشِدُكمْ بَني القُربى سـلاماً |
يَشُـدُّ الأزْرَ واجْتَنِبُـوا الشِّقـاقـا |
وشُـدّوا العـزم تحت لواء رمـزٍ |
وكيـدوهم بما فتنـوا العراقـا |
وإنْ كثُرَ الكـلامُ؛ فَمَـا قَصيدي |
سِوَى صِبْر صَبَغْتُ بهِ الـمذاقا |
تَسَرَّبَ في الخيالِ فسالَ شعـراً |
وَفَـاضَ بمهْجتـي بوحي فَـراقـا |