أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لا حريات في الإسلام

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 30
    المواضيع : 3
    الردود : 30
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي لا حريات في الإسلام

    حين بدأ الغرب في الغزو الثقافي بدأ بالديمقراطية وفرضها على الدولة العثمانية، على دولة الخلافة، فجعلت نظامها يتفق مع الديمقراطية واحتفظت بالخلافة، ومن يومئذ بدأت الديمقراطية تشق طريقها لأنظمة الحكم، ولعقول الناس. ولكن الديمقراطية تحتاج إلى الحريات بل الحريات العامة أساسها. وإذا كان قد غزا العالم الإسلامي بالديمقراطية عن طريق الشورى فإنه غزا العالم الإسلامي بالحريات عن طريق الحرية، لذلك غزا الشعوب بالحريات فانتشرت وقُبلت على اعتبار أنها من الحرية. والآن ونحن على ابواب إقامة نظام الخلافة، فلا بد أن ننزع من نفوس الناس فكرة الحريات العامة، كما تنزع الديمقراطية، وإذا كانت الديمقراطية لا تزال غامضة في أذهان الكثيرين ولا يزال المثقفون فقط هم الذين يتبنونها، فإن الحريات العامة صارت عامة عند الجميع، لذلك لا بد من العناية بقلع فكرتها، ولكن لا بتجاهلها بل بضربها وبيان زيفها. وها نحن نقدم الخطوط العريضة عن الحريات وبيان ضربها.
    أولاً: الحريات العامة هي الحريات الأربع، هي: حرية الاعتقاد، وحرية الرأي، وحرية التملك، والحرية الشخصية. هذه الحريات العامة جاءت أحكام الإسلام ضدها، فالمسلم ليس حراً في عقيدته، فإنه إذا ارتدّ يستتاب فإن لم يرجع يُقتل، وهو ليس حراً في رأيه، فما يراه الإسلام يجب أن يراه، ولا رأي له غير رأي الإسلام. وهو ليس حراً في الملك، فلا يصح أن يملك إلاّ ضمن أسباب التملك الشرعية، فليس حراً أن يملك ما يشاء بما يشاء، بل هو مقيد بأسباب التملك، فلا يصح له أن يملك بسواها مطلقاً. والحرية الشخصية لا وجود لها مطلقاً، فالمرء ليس حراً شخصياً بل هو مقيد بما يراه الشرع، فإذا لم يقم بأداء الصلاة يعاقَب لأنه لا حرية شخصية في الإسلام. فما يسمى بالحريات العامة جاء الإسلام بأحكام ضدها. فالغرب يعرف أن الإسلام أتى بالحرية فجاء عن طريقها وأدخل الحريات، فالحريات هي من النظام الديمقراطي والنظام الرأسمالي بل هي أصل النظام الديمقراطي فيجب أن تحارَب ببيان أنها من النظام الديمقراطي، وفرق بينها وبين الحرية في الإسلام.
    ثانياً: الفرق بين الحرية والحريات، أن الحرية هي ضد العبودية، أمّا الحريات فإنها من تصدير الغرب للعالم الإسلامي حين بدأ غزوه ثقافياً. وهي من النظام الديمقراطي، والنظام الديمقراطي نظام كفر، فالحريات نظام كفر. والبحث هو في الحريات العامة وليس في الحرية، ولا بحث في الحرية مطلقاً.
    ثالثاً: لا حرية في الإسلام لأي كان سواء كان عبداً أو حراً بل هو عبد لله تعالى، وله الشرف الكبير أن يكون عبداً لله. فالله أثنى على رسوله أعظم ثناء بالعبودية له فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده) فأضاف العبودية له، وكلمة (لا إله إلاّ الله) تعني لا معبود إلاّ الله، فلا حرية لأحد مطلقاً بل الكل عبيد لله. إلاّ أنه لما كان نظام الرق موجوداً حين جاء الإسلام، جاء نظام الإعتاق من الرق، فجاء نظام الحرية لعتق العبيد الذين كانوا. أمّا اليوم فلا عبيد في العالم، لذلك لا نظام للحرية أي لا حرية مطلقاً لفرد ما. فإذا وجد العبيد يطبق نظام الحرية لا نظام الحريات. فالحرية حين يوجد عبيد، توجد لإعتاقهم، وحين لا يوجد عبيد لا توجد، أمّا الحريات فلا وجود لها مطلقاً.
    رابعاً: أصل الحريات هو أن الغرب حين حارب النظام الديني الذي عنده كان يحرم عليه أن يعتقد غير ما يقوله رؤساء الدين، يحرم عليه أن يرى أي رأي، ويحرم عليه أن يملك إلاّ حسب ما يراه رؤساءالدين، ويحرم عليه تصرفاته الشخصية، فجاء الغرب ليتحلل من هذا النظام، فقال بالحريات الأربع، ثم نتج عن ذلك النظام الديمقراطي، والنظام الرأسمالي. أمّا الإسلام فليس نظاماً دينياً فحسب بل هو مبدأ ودين في آن واحد. أمّا كونه مبدأ فإن العقيدة الإسلامية وهي (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) هي القيادة الفكرية، وهي أساس الحياة، وهي التي تعيّن وجهة النظر في الحياة، وعنها تنبثق أنظمة الحياة، وعليها تبنى أفكار الحياة. وأمّا كونه نظاماً فإنه جاء بأحكام شرعية قد انبثقت من المبدأ، لذلك فهو مبدأ ونظام، دين ومنه الدولة. فأحكام الشرع جاءت مقيِّدة للإنسان أي إنسان سواء أكان مسلماً أو غير مسلم. فالمسلم مقيد بعقيدته فلا يصح له أن يعتقد ما يشاء، والإنسان الذي يعيش تحت ظل الإسلام مقيد بأحكام الشرع كلها، فيجب السير حسب أحكام الشرع. فالإنسان ليس حراً بل هو مقيد بأحكام الشرع.
    خامساً: إن استعباد الشعوب لا يعرفه الإسلام، لذلك لم تكن الحرية للشعب بمعنى تحريره من الاستعباد معروفة، ولكنه اليوم وقد قام الغرب باستعباد الشعوب فوجدت كلمة حرية وهي تعني عتق الشعوب، ونحن بدل أن نقول حرية ونعني تحرير الشعوب، نقول الإسلام، وهو من طبيعته لا يقبل الاستعباد لأنه يعلو ولا يُعلى عليه، ولا توجد لديه فكرة استعباد الشعوب، لذلك فإن الحرية لا وجود لها حتى بهذا المعنى. لذلك فإن جماع الأمر كله هو الدعوة إلى الإسلام، فلا حرية ولا حريات، وإنما هي الإسلام والدعوة إلى الإسلام.
    سادساً: إن المخاطبَ بالشرع هو الأفراد، والحريات نظام يخاطَب به الأفراد، وهو نظام كفر، والغرب وإن خاطب الشعوب فإنما يعمل بالأفراد، وللأفراد، وما استعماره للشعوب إلاّ وسيلة لتضليل الأفراد، فقال بالحريات للتضليل. فالحرية والحريات إنما يراد منها تحرير الشعوب، ونظام الحريات. فإذا قال بالحرية وهو يستعمِر الشعوب فإنه يكون مخادعاً ومضلالاً وكذاباً، ومراده أن يطبق الحريات، وأن يسمم العقول بالحريات. لذلك لا بد أن تحارَب الحرية والحريات، وأن يُحصر الأمر بالإسلام وبالدعوة إلى الإسلام.
    سابعاً: جاء الإسلام فوجد رقاً فقال بحرية الأرقاء، ونحن إذا وجد رقيق قلنا بحرية الرقيق، أمّا اليوم فلا رقيق في الوجود، لذلك لا نقول بالحرية ولا بالحريات. فما اتخذه الغرب وسيلة لإدخال الحريات قد انقضى عهده، فلا حرية لأحد، ولا حريات لأحد ولا للناس، بل الكل عبيد لله، مقيدون بالشرع، فلسنا في حاجة لأن نقول بالحرية وبالطبع ولا بالحريات، لأن الحرية غير موجودة، فما دام الناس عبيداً لله فهم ليسوا أحراراً، بل هم عبيد لله، والحريات غير موجودة، لأن الإنسان مقيد بالشرع، فلا حريات له ولا واحدة فلا حرية اعتقاد، ولا حرية رأي، ولا حرية شخصية، ولا حرية ملك. لأنه في كل ذلك مقيد بالشرع. فالشرع خطاب الإنسان وخاطب المسلم، والمسلم مقيد بالشرع، والإنسان مقيد بالشرع، لذلك لا حريات لأحد مطلقاً.
    ثامناً: الواقع أن القول بالحريات يعني التحلل من كل نظام، التحلل من كل قيد، وهذا يعني الفوضى، لذلك فإن القول بالحريات يعني الفوضى، والتحلل من كل نظام، فيجب القضاء على الفوضى، وتقييد الناس بالنظام، وهو الشرع. لذلك فإن الواقع يقضي بمحاربة الحريات والمحافظة على النظام، فإنه لا حياة بغير نظام، ولا عيش بدون قيد، فالحريات تعني الفوضى، والشرع أو النظام يعني الحياة المستقرة. والإنسان إذا أعطيت له الحريات عاش في الفوضى وعاش حياة غير مستقرة، لذلك لا يجوز أن تبقى فكرة الحريات بل يجب أن تحارَب ويقضى عليها، لذلك لا يصح أن يقول أحد بالحريات ولا أن يبقى لها وجود، فالنظام هو المطلوب وهو الذي يجب أن يسود.
    تاسعاً: إن جميع الأنظمة هي من صنع البشر، والإسلام هو النظام الذي جاء من عند الله فيجب أن يسود الإسلام، وإذا ساد الإسلام، فلا حرية ولا حريات، بل الكل عبيد لله، وهم مقيّدون بشرع الله، فبقاء الحريات يعني ترك الإسلام، أو إهماله، أو عدم العمل به، وهذا لا يجوز لا شرعاً ولا عقلاً. لذلك يجب أن تحارَب الحريات لأنها تعني الفوضى وتعني ترك العمل بالإسلام.

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    سلام الله عليك أخي في الله / أبو سالم

    الحريات كفلها الإسلام للعباد ، وذلك من خلال المنطق والحوار ، وحُسن التجاوب معه بالأمثلة والمثال ، ولأنه كتاب من الله جاء به آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لذا كان ما خُلف من قبله من سقطات وهفوات في إعتقاد وإعتناق العباد ، فقد قومه الرسول بجمال المنطق والحكمة والدليل لكل لبيب سيجدها بكتاب السنة المحمدية ويؤكدها كتاب الله .
    الحرية مكفولة والعبودية لله تكون بكامل الحرية .
    فلله الحمد أنا مسلمة وموحدة بالله بكامل حريتي ، ومن منطلق حريتي أتبعت سنة نبي الله محمداً صلى الله عليه وسلم .
    فلا إيمان بدون حرية الإختيار عن يقين وعن عقل واع سليم .
    الحرية كفلها الإسلام ... فلا تصدُق عقيدة بدون تعميم الحرية ، ولكن مع اللبيب يصدُق الفهم والتطبيق لشرع الله بعد الإيمان بكامل الحرية .

    خالص التحايا من الحرية والأحرار ... لكل فكر واع سليم .

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    الرائع المبدع

    ابو سالم

    حياك الله أيها الفاضل

    الحرية مفهوم نسبي ... وأنا لاأعترف بها كمضمون قيمي

    أنها فطرة
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. أَحْــتَــاجُـــكِ .. جِدّاً .. كَيْ لاَ أَمُوتَ ..
    بواسطة أحمو الحسن الإحمدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-06-2008, 02:26 AM
  2. لاَ تَعْـذِلُوا رَفضِي هَـنَا دَعْوَاتِكُمْ فَأنا الذبِيحَةُ فِي قِـرَى الأَعْياد
    بواسطة محمد محمود مرسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-01-2008, 06:07 AM
  3. لَاْ تُنَادِ
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 24-07-2007, 11:20 AM
  4. لا حريات في الاسلام
    بواسطة نجاة محمد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-12-2005, 10:25 AM
  5. لَا فَرْقَ لِلْنَّفْسِ ...
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 27-01-2005, 08:39 PM