مضت ليلته تلك ساهماً شارد الذهن، تقوده أحلامه لعالم جميل مليء بالفرح والغبطة ينتظر ليلته القادمة ، تذهب به خيالاته نحو عروسته الثانية التي خطبها مؤخراً ليعيش معها أجمل أيامه ولياليه ، ترتسم أمام عينيه لوحة جميلة وهو يلف كفه على معصمها الجميل وهي ترفل في فستانها الأبيض الملتف على جسمها الفاتن ويختلس نظرات شوق نحو عينيها البارقتين ، تتسلل منه تنهيدة يتمدد بعدها شاخصاً ببصره نحو سقف الحجرة مما يسترعي انتباه زوجته التي تقبل عليه ، تسأله ما سر هذا الفرح وهذه التنهيدة المنبسطة على طول صدره وعرضه ، وفي حين غفلة منه يبوح بسره وكأنه يهمس في أذن أحد أصدقائه المقربين ناسياً أن من يحدثها هي زوجته
ماذا ؟! سؤال استفهامي خرج من بين الشرايين بكل تفرعاتها الدقيقة .
انهارت المرأة ودخلت في بكاء هستيري شديد ، هنا تتلبس الرجل دهشة كبيرة بسبب الموقف فهو لم يرها باكية قبل اليوم ،كانت دائماً متجهمة شرسة ، يدخل معها في موجة بكاء ودموع واسترضاء وأيمان مغلظة الا يعود لمثلها ثانية، يعيش بقية حياته تحت سياط الدموع كلما هم بأمر يخالف الرغبة أو يمانع رغبة تخالف الأمر .
فقط سن ضاحك فلا تذهبو بعيداً