وحين أتانا الربيع أتانا ونحن شباع
أتانا ونحن نبيع المبادئ
أتانا ونحن نباع
وحين أتانا..
أتى والزهور هجينة
أتى والدموع تغيث حقولاً دفينة
فلا ينبت الحسُّ..
لا يصغر الجرحُ..
تنمو بذور الضغينة
وحين أتانا الربيع طليقاً رقيقا..
أشحنا عن النسمات
أتانا طروبا..
ولكنْ عزفنا عن النغمات
لنعزف ألحاننا الناشزات
وحين أتانا الربيع أبينا الربيع
فآثرت الناس قصف نماه البديع
وحين أتاني رأيت القصائد مني تفر
تروم مغادرة البؤس ترنو إلى مدن العطر..
أين المفر؟!
وحين أتتني طقوس السواد
كعادتها الموسمية وقت الغراس
أبيت مسايرة القوم في الشؤم والنوح والإحتباس
ورحت أدبج ثوب القصيد
وأنزع عنها سماتَ الحداد
فإذ بالليالي تحيك الفخاخ
لتوقع بيني وبين الحياة
كأني بها ترفد القوم في بث روح الممات
وإغراقهم في التصدي لبعث الخَضار لأرضٍ موات
فحار الربيع!
أيرجع دوماً.. وهذي بضاعته اليوم رُدّتْ؟!
ولكنّ مخزنه الحاتميَّ أتى بالجواب:
سأمنحكم موسمين
ففصلٌ نسميه فصلَ اليباب
وثانٍ يخصص للإكتئاب!
و حين أجيء بثالث فصلٍ..
فإياكمو واغتيال الربيع!
أبونزار
ربيع الأول -1427هـ