رحيل القوافي
شعر: مريم العموري
ركابُ الروح هيّجَها التياحي
وأثخنَ صـبرَها مُـرُّ الجـــراحِ
فآثرتِ الرحيلَ، وليس يقفو
علاءَ علائها غيـرُ الصبــــاحِ
ترّويها المشاعرُ مُغدِقاتٍ
فتنعشُ في قوافيهـا الأقاحـــي
أما خُلقَت لنا الأرواحُ كيما
نهيمُ على الوجــودِ المستبــاحِ
ونلتحفُ السحابَ فيحتوينا
نشيجُ ملائكٍ غُـرٍّ فِصــــاحِ
يُساقون المدى ثَمَلاً لقُرْبٍ
وذاك السحــرُ منّا بعضُ راحِ
ألا يا نسمةً في القلب رفّتْ
أخافُ عليكِ من هُـوَجِ الـرياحِ
وأخشى أن يبدّلكِ انكساري
إذا ما بُحتُ، تبغين افتضــاحي
فتقسينَ الغداةَ عليَّ جَورا
وإن يكُ ذاكَ، فانتظري رَواحـي
سأكتُمُ في الفؤادِ هسيسَ جرحي
وأنشُــرُ للملا شدوَ انشــراحي
وأُنفِذُ في خَصاص الليل خيطي
وأبسطُ للهجيرِ غَــمامَ راحــي
وأملأ من بِذارِ الحُبِّ قلبي
وأطرحـهُ جَنىً في كلّ ســـاحِ
كذلك تجتبي الآفاقُ روحي
جَــدَا ينهـلُّ في كل الضواحـي
لَكم أخشى على شوق القوافي
إذا جافيتُ، أن يجلــو مـَراحي
فأحيا دون ذكراهُ غريباً
بجوفِ الليلِ مكسـورَ الجنــاحِ
ولكني دعوت الله كيما
يديمُ عليَّ أسبــــاب الـرَّباحِ
فليس يسامقُ الخيرَ المُقَفّى
سوى روحٍ تَجنَّحُ بالصَّبـــاحِ