خيال السديم ، لمن لا يعرفه .. هو ذلك السحاب الكثيف الممطر الذي يراه المزارع وينتظره ليروي أرضه ولكنه يبتعد عنه شيئاً فشيئاً .. هو اصطلاح لمعنى رائع تشم من خلاله رائحة المطر .. وللسديم عندي خيال ستعرفونه في هذه الابيات البسيطة المتواضعة :
سيبقي خيالُ السَّدِيْمِ خيالاٍ ويبقى لنجمِ الظَّلامِ بريقُ قريبٌ بعيدٌ اذا ما التقينــا سرابٌ تَلَحَّفَ فيه الغريقُ غريرٌ تعلَّمَ درسَ الحيــاةِ وليلٌ تَشَمَّتَ فيه الشُّرُوقُ وما كان يدْري بحَالِ اللَّيالي وأَنَّ الحسَابَ عسيرٌ دقيــقُ شَدَدْتُ الرِّحال الى نبْعِ وهمٍ فَمَا كان إلا مَلاَذاً يَضِيقُ وسِعْتُ النَّوَايا وما كنتُ أدري بأنِّي فُؤادٌ أبَــا يسْتَفٍيْــقُ والقَيْتُ بين الفيافي ركـــابي وكانت رياحُ الخريف تَسُوْقُ وتَلْفحُ وجهي عيونٌ تراني وكانت ضياءٌ لعيني تشوقُ توقَّفَ نبضٌ بطيءٌُ بــطيءٌ وليس لنَبْضِ الحياة عُرُوقُ فكُونِي تراباً وكوني هَبَاءً فما فيكِ نَبْضٌ لقلبي يروْقُ عَدِمتُ الرُّعُوْدَ وأنواءَ صيفٍ إِِذا الرَّعدُ لمْ تقتفيهِِ الغُدُوْقُ عَدِمْتُ السَّرابَ فما كان فيه سِوى الوهْمَ لبَّى نِدَاءً يُفِْيْقُ سَئِمْتُ الخيَالَ وطيفاً بعــيداً وقد كان قُرْبِي فَكَيْفَ أُطِيْـقُ أنا الوجْدُ عندي جمالٌ وصدقٌ وطبعٌ وفـيٌّ وهمْسٌ رقيـــقُ وليستْ لقلبي خيالاتُ وهـمٍ وإِنْ قلتُ قولاً فإِنِّي صَدُوقُ