هل تعلم صديقي وأبني العزيز أن الكتاب يقدم لنا المعلومات دون أن يتكلم
وأن الحروف بأحجام وأشكال مختلفة
وأن الورق المصقول الجميل
كان له بداية ...
نبات البردى Papyrus الذى يُصنع منه ورق البردى.
برع المصريون القدماء فى الرسم والكتابة على ورق البردى من آلاف السنين قبل أن يعرف العالم الورق المستعمل الآن.
من ألوف السنين استخدم الإنسان ورق البردى فى مصر القديمة، والألواح الحجرية فى الصين، وألواح الطين المحروق فى العراق، وألواح الشمع والخشب فى روما، وكتب العرب على عظام أكتاف الحيوانات وعلى الجلود وعلى سعف النخيل. وكانت كتابات العرب بداية للخط العربى فى صوره الجميلة المختلفة.
كتاب الموتى : كتبه المصريون القدماء على ورق البردى ويرجع لحوالى سنة 1300 ق.م. (محفوظ حالياً بأحد متاحف إيطاليا). يحتوى هذا الكتاب على تعاويذ وصيغ بالهيروغليفية وهو ملىء بالرسوم، وكان يوضع مع الميت فى مقبرته ليستخدمه فى الحياة الأخرى. وهذه الصورة هى لرسم من الكتاب يصور الميت ماثلاً أمام اوزيريس.
[img][/img]
لوح كتابة آشوري يرجع لحوالى سنة 705 ق.م.
وكان الاختراع الأول للورق فى الصين فى القرن الثانى الميلادى، وفى القرن الثامن نقله العرب، وفى القرن الثالث عشر أخذه الأوروبيون عن العرب، حتى أصبح لدينا الآن ورق متعدد الألوان والوزن والمقاس.
[img][/img]
الورق ورحلته عبر ألف عام من الصين إلى أوربا (خريطة مأخوذة من كتاب "اختراع الطباعة فى الصين وانتشارها غرباً" لتوماس فرنسيس كارتر، مطبعة جامعة كولومبيا - نيويورك 1925).
[img][/img]
وبدأ الأوربيون يكتبون الكلمات مقلوبة على ألواح الخشب، ثم يحفرون المساحات الخالية، ويضعون الحبر على الكلمات المقلوبة البارزة وعندما يضعون الورق تظهر الكتابة معتدلة. وبهذه الوسيلة تم طبع الكتب الدينية والصور وأوراق اللعب (الكوتشينة) سنة 1420 م.
ويرجح المؤرخون أن الصينيين أول من صنع الحروف الخشبية المتفرقة. وجاء "جوتنبرج" أبو الطباعة وزميله "فوست" فى ألمانيا وصنعا الحروف المتفرقة من النحاس سنة 1450 م.
رسم لجوتنبرج وهو يفحص صفحة طُبعت بمطبعته باستخدام طريقة الحروف المتفرقة.
لم يخترع الورق والطباعة وحروف الطباعة المنفصلة فى أوروبا، وإنما اخترعت فى الصين قبل أن تعرفها أوروبا بعدة قرون. وأقدم كتاب مطبوع عُثر عليه، صنعه فى الصين عام 868 ميلادية طباع اسمه (وانج شيه)، فهو من ثم أقدم طباع معروف فى العالم. طبع هذا الكتاب بطريقة الحفر على الخشب، وذلك بطبع النص صفحة صفحة بواسطة لوحة خشبية محفورة. أما بخصوص الطباعة "الطبوغرافية" بمعناها الصحيح، التى تستخدم حروفاً متفرقة، والتى نجح فى صنعها (جوتنبرج وفوست)، وغيرهما فى القرن الخامس عشر، فإنها اخترعت قبل ذلك بأربعة قرون، اخترعها صينى يدعى (بى شنج) فى حوالى عام 1045، صنع الحروف المتفرقة من القصدير والبرونز وغيرها. واستخدمت كوريا واليابان هذه الحروف على نطاق واسع للغاية.
صنع الصينى (بى شنج) هذه المنضدة الدائرة لتصف عليها حروف الطباعة المتفرقة التى اخترعها حوالى سنة 1045 ميلادية. وكانت الحروف تحفظ فى أربع وعشرين عيناً، منها ثمانى عيون فى الداخل، وست عشرة عيناً عند المحيط الخارجى للدائرة. والمنضدة من خشب خفيف قطرها 2,15 متراً. ويجلس الطباع جامع الحروف بين منضدتين من هذا النوع فيديرهما ليأتى أمامه بالحرف الذى يريده. وقد وصفت هذه المنضدة فى كتاب صينى عن تاريخ الحروف المتفرقة كُتب فى عام 1314 (رسم مأخوذ من كتاب "العلم والحضارة فى الصين" لجوزيف نيدهام، مطبعة جامعة كمبريدج عام 1965).
عرفت أولى آلات تجارب الطبع عام 1440 وصنعت وقتذاك جميع أجزائها من الخشب، ثم استبدلت أجزاؤها الرئيسية بأخرى معدنية. ولازالت هناك آلات تجمع فى تكوينها بين الخشب والنحاس والحديد معروضة بصالة (آستن) فى برمنجهام.
وصدرت الكتب الدينية بهذه الطريقة سنة 1459 م. وذهب "فوست" (زميل "جوتنبرج") إلى باريس ليطبع الكتب الدينية ويربح منها؛ ولكن الفرنسيين قبضوا عليه وحكموا عليه بالإعدام حرقاً بتهمة السحر والشعوذة لأنهم لم يعرفوا سوى وسيلة النسخ أو الطبع بألواح الخشب. ولكنهم أفرجوا عنه بعد أن شرح لهم الطريقة الجديدة .. التى كانت بداية لحضارة جديدة ..
آلة يدوية للطبع : (1) اليد التى يحدث جذبها الضغط. (2) عمود الماكينة. (3) اليد المحركة للنحاسة. (4) النحاسة. (5) المجارى التى تتحرك فوقها النحاسة. (6) الكابسة.
وتوسعت تشيكوسلوفاكيا فى استخدام الطبع من ألواح الحجر وألواح النحاس. وطور الأمريكيون هذه الطريقة سنة 1905 بضغط غطاء من الكاوتشوك على الألواح، ثم الطبع من غطاء الكاوتشوك مباشرة، وهى الطريقة التى أوصلتنا إلى الطبع من سطح أملس، والتى أوصلتنا إلى طباعة (الأوفست).
مع خالص التحاياااااااا