أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 52

الموضوع: قصص قصيرة جدا للدكتور عزت سراج

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي قصص قصيرة جدا للدكتور عزت سراج

    أصدر الدكتور عزت سراج، الأستاذ بكلية المعامين في سراة عبيد مجموعة قصصية عن سلسلة "أصوات معاصرة"، المنصورة 2005م، بعنوان: «مذكرات رجل حاف »، نختار منها بعض قصصها:


    مذكرات رجل حاف
    ..................
    لم يكن يصدق نفسه حين احتشد الرجال والنساء وامتلأت القاعة بالأدباء الذين جاءوا يستمعون إليه. وحين أخرج مذكراته الحبيسة فى مكتبه منذ سنوات طويلة – أخذ يقرأ ودوى التصفيق يسد أذنيه وكلمات الإعجاب تتناثر من هنا وهناك لكنه كان مشغولا بشيء آخر ظل مجهولا يتحرك داخله دون أن يدرى له تحديدا حتى أحس بالهواء يعبث بأصابع قدميه الحافيتين. سكت فجأة. وأمام دهشة الحضور تسلل إلى الخارج فى انكسار!!

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    خـــــواء

    بقلم: د. عزت سراج
    .....................

    كانت خاوية لا تكف عن الحديث لحظة كأنها العربة المفرغة . كثيرا جدا كانت تزعم أن النيل يضاجع ثدييها حين يحل الجدب وتنفض الأسواق. السوق فى قريتها مازالت تكرهه إذ تتكشف السيقان وتمضى موحلة حتى الرئتين. والدها كان يبيع ورق اليانصيب والخبز. كان يحاول أن ينسى شيئا ما . هو لا يذكر شيئا آخر. كانت تعرف أن السوق كريه ، يحمل رائحة الدم تحت عباءته. وكثيرا كانت تحلم أن تملك شيئا لا تملكه. شيئا ما. كثيرا جدا كانت تكره أن تصمت . كانت تزرع فوق الريح ملامحها ، تكتب فوق الماء بشارتها . وكثيرا كانت تزعم أن نبيا يولد من عينيها . كانت تزعم أشياء أخرى لا أذكرها. ماتت صامتة.

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    شـــرخ

    بقلم: عزت سراج
    ......................

    وقفت أمام المرآة فى ذهول.أحست بشرخ عميق فى وجهها الشاحب حين رأت هذه الخصلة البيضاء تعلن عن نفسها فى تحد صارخ استدعى فجأة إلى ذاكرتها المتعبة آلام عشرة أعوام قضتها وحدها مغتربة من بلد إلى أخرى حتى تحقق حلمها القديم وتقتنى السيارة والثياب الفاخرة والحلي، وتعوض سنوات طفولتها ومراهقتها التي حرمت فيهما من كل شئ. استسلمت للضحك . وحين تأملت وجهها هذه المرة أخذت تتحقق من ملامحها التي لم تألفها. اقتربت حتى التصقت شفتاها بالمرآة ثم، ابتعدت وأخذت تحدد ملامح وجهها فوق المرآة. وفى المساء حين ألقت بجسدها الملتهب فوق السرير كان حبيبها يطل بوجهه المتجعد من المرآة وهو يبكى!!

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    انكسار

    بقلم: د. عزت سراج
    .....................

    كان أبوها يسكن تحت جلدها ولا تستطيع أن تتخلص منه. كان يضايقها كل مساء … يخرج لها شاهرا سيفا محاولا طعنها. غير أنها تفر منه ملقية برأسها تحت عجلة الرحيل إلى المسافات البعيدة . كانت تمزق ما تكتبه ، وتكتب ثانية ما تمزقه فى رحلة لا تنتهى نحو حلمها القديم ، لكنها تعلم أن الرحلة عقيمة لن تلد غير طفل مشوه يرث خوفها من أبيها واغترابها وحلمها الكسير. الأمطار ثقيلة هذا المساء ، وهى متعبة باردة تشعر بالخواء …… أشعلت سيجارة ملأ الحجرة دخانها ، خرج من جلدها هذه المرة معرى إلا من زيفه وسيفه الكريه يحاول أن يكون. تعرت مكرهة واستسلمت للعرى فى انكسار.

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    غربــــــــة

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    كان يجلس وحده فى الشرفة يقرأ ويكتب ولا يمل النظر إلى السماء . كانت تلومه على هذه الحال وكثيرا ما تهزأ به وتسخر من كتبه وتبصق على مؤلفيها وتسبهم وتدعو عليهم بالجحيم . وحين رفرف نعشه وابيض وجهه كطفل ملائكي وصار حديث البلدة – عادت من جنازته لتظل ليلا وحدها فى الشرفة تقرأ وتكتب ولا تمل النظر إلى السماء ولا تعير للوم الآخرين انتباها.

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    غــــــــرور

    بقلم: د. عزت سراج
    ............................

    كان يظن أنه أذكى الناس وأنه يستطيع أن يضحك على العالم كله. كان لا يستقر على سرير وينكر كل ماعدا العقل ، ويقسم أن يقتل زوجته لو خانته. وحين رآه عاريا على سريرها ذات مساء – أخذ يجرى ويده فى فمه وخلفه الأطفال تلاحقه بالحجارة كلما وقف. وفى اليوم التالي تعرفوا على جثته بعد أن أخرجوها من عرض البحر.

  7. #7

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    فقد

    بقلم: عزت سراج
    ....................

    كانت الأنوار تملأ العيون وتسكب فى النفوس إحساسا غامضا بالنشوة والاشتعال…… الموسيقى تتسلل إلى الأرواح عبر جسر من الأحاسيس المتشابكة، فتسترخى فى محاولة للتماسك. أصوات المدعوين تعلو شيئا فشيئا فوق سعار أجسادهم الملتهبة أمام جسد هذه الفاتنة التى تعرت تماما فى نشوة لا تحد. هو الآن ما يزال يبحث عن وجهها دون فائدة ، وكلما أحس بترقب النظرات أخرج منديله فى سرعة تنم عن حرج وقلق شديدين ليمسح عرقه. اقترب أبوه وقبله فلم ينتبه. هو ما يزال فى شروده وتوتره يبحث عن وجهها بين وجوه المدعوين الغارقين أمام جسد الحسناء العارية فى صيحاتهم المتأوهة. المشهد كله يوحى بالنشوة والاشتعال. اندفع فجأة خارج المسرح باحثا عن وجهها فى جنون مستحيل دون جدوى.

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأشجار تموت واقفة

    بقلم: د. عزت سراج
    ....................

    تلك النخلة والبنت التى أحبها – لم أكن أدرى لماذا هما والشعر دائما شىء واحد؟ كانت منذ غرستها – بذرة – تنمو أمام عينى فى إصرار وتحد مخترقة كل الطبقات الأرضية التى تعوقها – حتى سمت وارتفعت ونضجت ثمارها وامتد ظلها وارفا يظل المتعبين فى طهارة طفل رائع، وكثيرا ما كانت تسقط فوق الصبية حين يقذفونها رطبا جنية لذة للطاهرين. تكاثرت – خلسة فى طمع حولها – الحجارة من كل مكان غير أنها ظلت تمنح جناها وظلها فى براءة ونقاء ، حتى جفت وأسقطت آخر أوراقها واستسلمت للموت وهى واقفة فى صمود عجيب.

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الخلاص

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    تمددت فوق متاعبها وتعرت من كبريائها وألقت وجهها تحت السرير. ملأت الحجرة بأنفاسها الملتهبة تحثه على الانتهاء من ذلك الديوان الذى يطل وجه صاحبه فى دمامة وقبح أثقل من تلك الجبال التى تحملها عقارب الساعة … (لم ينتبه) غيرت من نومتها واتكأت على صدرها فى محاولة لخنق هذا التمساح الذى يضغط بكل عنف ممسكا ثدييها بأنيابه الحادة (فلم تستطع). رفعت قدميها لأعلى وطوحت بهما فى الهواء. كان يراقبها فى حذر شديد مظهرا تجاهله لرغباتها ولا يدرى ماذا يصنع الآن لو أنها خلعت ملابسها وطلبت أن يدخل مدينتها. كانت تعلم أنه لن يستسلم بسهولة ، لكنها أدارت ظهرها له وتكورت وأبدت فتور رغبتها. تساقطت من عينيها دموع لم يفهمها. ألقى الكتاب جوارها ودفعها قليلا بيديه. اطمأن إلى موضعه خلفها وتكوم فى محاولة لامتصاص أمواج البحر الذى اشتعل مع أم كلثوم وهى تغنى (آه من قيدك أدمى معصمى). تسللت إلى نفسه آلاف الصور والأحداث (يوسف الصديق ومريم البتول وتلك المرأة التى رآها عارية منذ سنوات وهى تصرخ فى انتشاء محاولة الخلاص). تلاشت الصور أمام صرخات صاحبته وهى تحاول الخلاص. كانت تبدو كامرأة مجنونة وهى تتوسل إليه أن يساعدها.. لم يكن يعرف كيف يساعدها. انكسر حياؤه أمام جبروت السحب الملتهبة التى تشده إليها……… لكنه ما يزال فى تردده لا يتحمل العار الذى سيحمله بين جنبيه حين تنطفئ السماوات التى تشع ضياءها فى ثناياه ، لم يكن يعرف ماذا يصنع بعد أن أصبح أمامها عاريا وجها لوجه. وهى مازالت تتأوه فى تحد لا يفتر كاشفة عن بحر لا يهدأ ولا يستقر. أوشك أن يقع لكنه لم يدخل بعد مدينة الموت. تماسك فى صدرها محاولا أن يظل خارجها، وهى مازالت تغرس أسنانها فى شفتيه قابضة عليها فى استماتة. وهو ما يزال فى خروجه وقد التصق بها واستسلم للطوفان. خرجت الخيول تصرخ من دمه. أحس بإرهاق شديد ورغبة فى التقيؤ ، لكنه تماسك واستسلم للنوم. فى الصباح وجدوه مطعونا فى ظهره وقد تناثرت أوراقه حول جثمانه وهى تبكى فى جنون مستحيل.

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصص قصيره جدا جدا !.
    بواسطة اسماعيل عثمان داود في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19-03-2023, 12:15 PM
  2. قصة قصيرة جدا جدا جدا بعنوان"حالة من حالات اللاشئ"
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-09-2020, 11:22 PM
  3. شُيُوخُ السُّلْطَةِ .. للدُّكْتُور/عِزَّتْ سِرَاج
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2013, 11:03 AM
  4. قصة قصيرة جداً جداً جداً(الفأس)
    بواسطة زاهية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 21-06-2006, 08:39 PM
  5. من حكايات الوردة قصص قصيرة جدا للقاصة جلاء عزت الطيرى
    بواسطة جلاء الطيرى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-05-2006, 12:17 AM