أحدث المشاركات
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 52

الموضوع: قصص قصيرة جدا للدكتور عزت سراج

  1. #11
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    تيه

    بقلم: د. عزت سراج
    ......................

    الآن فقط – حين أغلقت الأبواب وأطفئت الأنوار إلا شعاعا أحمر خافتا يتسلل إلى السرير من شمعة تذوب خجلا، وخلع ملابسه وانقض عليها وطرحها يريد أن يجلس بين قدميها – الآن فقط تذكرت حبيبها. وحين قبلها زوجها واستسلمت تماما له - أدركت لماذا لم يكن يقبلها حبيبها؟ ولماذا صفعها وعنفها حين همت بتقبيله. وحين تأكدت من حبه أفاقت على صراخ رضيعها وهو يمسك ثدييها فى إصرار واستماتة.

  2. #12
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    النافذة

    بقلم: عزت سراج
    ....................

    اتفقنا بالأمس أن تزورنى فى الرابعة صباحا قبل أن يستيقظ أحد. كنت أنام وحدى فى الطابق الأرضى بينما أسرتى فى الطابق العلوى . لم أنم طوال الليل وظللت أرسم اللقاء المرتقب فى وجدانى المشبوب ساكبا فى اللوحة ألوانى المتأججة. فى تمام الرابعة تحركت الرغبة مشتعلة فى أوصالى مع طرقها فوق شباك النافذة. سبقنى قلبى إلى باب الحجرة وفى توتر شديد دخلنا وأغلقت الأبواب. أضأت الحجرة. أطفأتها وارتمت فوق صدرى فى عناق باك لم أفهم معناه. هدأت. قبلتها فوق جبينها فى تودد. غيرت ملابسها وألقت جسدها جوارى. أحسست بالدفء يسرى فى عروقى. استسلمت للنوم . غير أننى أفقت على يديها تضمنى إليها فى عناق مستميت. ارتبكت مع ذلك الطرق العشوائى فوق شباك النافذة. فزعت إلى ثيابها. كان جارى الطيب عائدا من المسجد. ارتدينا ملابسنا وخرجنا إلى الطريق. الطريق طويل. أوقفنا سيارة متجهة إلى البحر. ركبت فى ارتباك شديد. ودعتنى فى ألم. عدت إلى المنزل وحدى أحمل نفسى لأصعد الطابق العلوى فى نقاء الملائكة.

  3. #13
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    نبوءة

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    تراكمت حوله أكوام الورق وهو لا يزال يكتب ويمزق لا يدرى ماذا يقول لها بعد أن وقف عاجزا أمام أمها لم يستطع شيئا إلا أن يجرى فى جنون خلف أحلامه التي برقت ثم اختفت للأبد. أعاد قراءة إحدى رسائلها للمرة الألف وأدهشه ما فيها من نبوءة غريبة وكأنها كانت تقرأ فى اللوح ما سيحدث لهما أو كأنها كانت ترى فى فنجانها هذا الرجل الذي حملها قهرا ودفع ثمنها. وحين تساقط الدمع حارا وأحس ببرودة ورعشة تهزه فى عنف- أطفأ المصباح الذابل ورمى بجسده المنهك على أكوام الورق واستسلم للنوم فى غضب!!

  4. #14
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الشيخ طه

    بقلم: د. عزت سراج
    ......................

    خلعت حذاءها – فى ارتباك شديد ، واندفعت فى قلق خلفها مع الداخلين. كثيرا ما زرت ذلك المقام العامر بطلاب الرحمة والمغفرة ، وكثيرا ما زارته هى الأخرى إلا أننا نزوره معا للمرة الأولى. المقام مزدحم بالأنوار الخضراء والوجوه على كثرتها تبدو واحدة وكأنما قد ألغى ملامحها ذلك النور الذى يندفع فى قوة كى يعلو سبحات الهائمين فى الجلالة وتهويمات الغارقين فى دموعهم. أصحاب الخرق الصوفية يظهرون بين الوجوه ويختفون فجأة ليزداد المقام رهبة وسطوة مع هذه الصرخات المفزعة والبخور المتصاعد معانقا الأنوار الخضراء فى طقس أسطورى أخاذ. كانت – ثابتة الخطى – تتجه نحو القبة المنبعث منها ذلك الضوء الأخضر – بينما أدفع عنها الخارجين باستماتة يائسة. كثيرا ما كنت أشعر بالفتوة والحماس حين أستمع إلى جدى وهو يحكى لأهل القرية فى تأثر عجيب عن أحوال العارفين بالله ومقاماتهم وكراماتهم وخوارقهم المحيرة ، وكنت أدهش حين أسمعه يقول فى حماس لا يفتر : " إنهم رضى الله عنهم – قد خاضوا بحرا وقف الأنبياء على ساحله" ، فيصفق له الحاضرون ملحين عليه أن يزيدهم فيزيدهم ضاغطا على الحروف الأخيرة فى نبرة لا تخلو من إعجاب وإكبار، بينما هم مشدوهون فى خيالاتهم يسبحون. وكثيرا جدا كنت أحلم أن أكون أحد هؤلاء العارفين بالله كى أملك خرق نواميس الطبيعة فأطير على بساط الريح مع ملائكة الرحمن كيف أشاء. وكثيرا جدا ما كنت أكذب حلمى حين يأمرنى جدى أن آخذ يده ليقوم متوكئا على عصاه الغليظة ليصلى العصر مع المصلين. كان حلم أن أصبح وليا من أولياء الله الصالحين يكبر معى حتى أخذ يضعف كلما قويت غرائزى ويتلاشى تماما كلما تحركت شهواتى فى أوصالى عابثة ببقايا حلمى. داخل المقام المزدحم بالمريدين وغير المريدين أخذت – بصعوبة بالغة – أدفع الوجوه باحثا عن وجهها الملائكى البرىء دون جدوى.

  5. #15
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    حلــم

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    الآن – فقط – وبعد شهور طويلة استرخت صادقة فوق صدرى فى بكاء عنيف تحاول أن تقبض عنق ذلك الحلم القرمزى الذى ظل يراودها منذ وقفت معراة – تماما – أمام المرآة وراحت تتحسس ثدييها الناهدين فى توتر لذيذ يبعث على النشوة والاسترخاء. هى الآن بين ذراعيه فى غيبوبة ممتعة وهو يحاول أن يدخلها محطما أصنامه القديمة التى كثيرا ما تكسرت ذاته تحت أقدامها الوحلة فى جنون مخيف. الحجرة تكاد تعج بالشخصيات العبقرية التى كثيرا ما شهدت ثباتهما العبقرى الرائع. جوارهما تناثرت – فوق السرير – بعض الأوراق القديمة الصفراء. ثمة شرخ هائل فى أحد جدران الحجرة كلما حاول معالجته – عاود الشرخ اتساعه فى إصرار عنيد بينما ينفجر الجبس متساقطا فوق السرير فى دوى مكتوم. فى الجانب الآخر من الحجرة فوق منضدة صغيرة يتوهج مصباح يغلى الزيت داخله ليزداد الفتيل توهجا واشتعالا. البنت مازالت تحاول أن تقبض عنق ذلك الحلم القرمزى الذى يراودها منذ اكتشفت أنوثتها أول مرة وهو مازال يحاول كسر أصنامه القديمة فى غرور يشبه جدران حجرته. وحين أتت النار على آخر ما تبقى فى المصباح من زيت. وحين كاد الفتيل أن ينطفئ مخرجا أنفاسه الأخيرة أمسك الولد بثدييها ضاغطا فوق حلمها القرمزى القديم – ليفر من وطأة تلك اللحظة ويزداد شرخ الجدار اتساعا فى جبروت مخيف.

  6. #16
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    فقاقيع

    بقلم: د. عزت سراج
    .....................

    وقف مذعورا أمام جثتها الممزقة والسكين فى يديه ينز من دمها. لم يكن يصدق أنها ستخونه وتتزوج من غيره بعد كل هذه السنوات الجميلة. ولكن هذا ما حدث حين هاجر على مضض حتى يستطيع أن يتزوجها. وأمام دهشة القضاة وحبل المشنقة يتأرجح أمام عينيه – اعترف صارخا بقتلها وهو يضحك فى جنون!!

  7. #17
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اصطدام

    بقلم: د.عزت سراج
    .....................

    لم يكن يحس بما ورثه عن أبيه كما يحس به الآن حين وقف ينظر فى المرآة لأول مرة فى حياته وأدرك حقيقة أنه قزم لا يتجاوز طوله نصف متر. صوت الزجاج المنكسر ينفجر فى محاولة للتماسك غير أنه سرعان ما ينكسر ثانية. يبدو أفلاطون فى إحدى زوايا الحجرة ملثما يتأهب للانقضاض على ما تبقى داخله من رغبة فى الرجوع. (الرجوع مر). هكذا أصبح يسمع هذه الصرخة تدوى آتية من أعماق الجزيرة السحرية المفزعة. ثمة حبل يتدلى من سقف الحائط يشير عليه بالصعود. وبعد المحاولة الأولى جذب الحبل إليه فى إصرار وتحد!! وفى اليوم التالى كان الأقزام الآخرون يهتفون له فى براعة!! هو الآن يحمل فوق أكتاف بائعى الجرائد والكوكا والمهرجين. انضم الأطفال والصبية إلى المظاهرة الكبيرة وفى أيديهم الحجارة والأكياس. النساء تهتف فى حماس شديد يشجعن رجالهن الواقفين على قارعة الطريق فى انتظار سقوط البلح!! مازال الحبل يرتفع شيئا فشيئا فيستطيل البطل مع هتاف الجماهير المشغولة بجمع البلح المتساقط. البطل تجاوز الجاذبية الأرضية… تصفيق. البطل خارج مدار الأرض...تصفيق. البطل يقترب من الشمس... تصفيق. الشمس تكاد أن تستسلم له… تصفيق حاد. وأمام استنكار الجماهير الغفيرة اصطدم البطل بالزجاج الذى عاد لينكسر من جديد فى دوى هائل ليرسم فى المرآة صورة قزم يقرض أصابعه فى جنون مخيف!!

  8. #18
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    سراديب

    بقلم: د. عزت سراج
    .....................

    استرخى على مقعده الخشبى بعد يوم شاق اكتشف بعده أنه أصغر من أن يواجه أحقر ذبابة تطن بأذنيه معلنة تحديها له، فتمنى أن ينسلخ من جلده الضيق ليندس بين أسراب النمل ويدخل المملكة فى سلام ، أو تدوسه الأقدام الوحلة وتبتلعه فى أحذيتها التى تلمع فى الظلام من كثرة العاكفين على مسحها فى قناعه ورضا وسعادة تدعو إلى الغثيان. راح فى نوم عميق. عميق. الأحلام تتراءى له مريضة متعبة تحمل رماد الحريق الذى يشب كل يوم فى أعماقه بلا انطفاء. الحريق مازال يأكل كل المدن العاهرة. القرية الطيبة خرجت من ثوبها السندسى الفضفاض وتعرت فى وقاحة ، فرجها المجعد يتسع شيئا فشيئا والتراب يعفر وجهها فى سخرية. اللص اللعين قام من فوقها بعد أن سلبها شرفها. السماء تمطر نارا كل يوم والطيور تهاجر عشها، ومازال اللص يحاول أن ينام . تنام جواره الغجرية عارية يمص ثدييها متلذذة بالألم، والحليب مازال يخرج من ثدييها قطرة قطرة، وطفلها مازال يصرخ من الجوع، واللص يحاول أن ينام. أن ينام فينام.
    ركب القارب المطاطى الذى طالما حمله إلى شواطئ أوربا وجزرها وأخذ يقرأ فى أوراقه محاطا بالحور العين ذات الأجساد المرمرية الشفافة. نادته أمه فى شدة. خرج متكاسلا من حلمه الجميل ليجد الغجرية مازالت تعرض فرجها لكل أطفال السيرك، واللص مازال يغتصبها للمرة الألف فى بهيمية مقززة.
    سكبت أمه الماء فوق وجهه فابتلت أوراقه المتناثرة تحت كرسيه حتى ذابت فى الماء. هب مفزوعا من نومه ينفض عن ثيابه تراب ذلك اليوم الشاق، واستعد للخروج نظيفا ليبدأ يوما جديدا فى قناعة ورضا وسعادة تدعو إلى الغثيان!!

  9. #19
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    جلالــــة

    بقلم: عزت سراج
    ....................
    قال له : زدنى – فزاده. قال : زدني – زدني – زدني. فزاده وزاده وزاده. فلما رأى الأرض تهتز من تحته والسماء تكاد أن تطبق عليه وقع مغشيا عليه. وحين أفاق من موته – لم يفق من سكره إلا حين أبصر الموت أمام عينيه.

  10. #20
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    مسافات

    بقلم: عزت سراج
    ..................

    وقف وحده فى مدخل المسجد- مرفوع الرأس ونوى صلاة العشاء والمصلون ساجدون فى خضوع داخل المسجد يفصل بينهما ستار دقيق. كانت أعمال الترميم مستمرة على أشدها فى المسجد الذى تهاوت أعمدته وأصبح آيلا للسقوط. مازال صوت الإمام يرن فى أذنيه من وقت لآخر (الله أكبر) دون أن يراه ، فيركع بينما المصلون خلف الإمام ساجدون ويسجد بينما هم راكعون. لم يكن يشعر بالإرهاق مثلما يشعر به الآن والعياء يتسلل من رأسه الصغير إلى بقايا جسده فى تحد وإصرار.
    الآيات تختلط عليه ولا يستطيع أن يكمل سورة الإخلاص دون أن تقفز أمامه مئات الصور والأشباح، فيبدأ القراءة من جديد. استسلم لأوهامه تماما وبدأت الذكريات تقفز إلى ذاكرته المتعبة فى عشوائية(كان يدخل المسجد دائما بقدمه اليسرى ويدخل الصلاة متأخرا. لم يكن يصلى إلا وحده فى البيت وحين عنفه أبوه وضربه أصبح لا يصلى إلا فى المسجد وكثيرا ما كان يشتهى النساء فى أثناء صلاته. الجمل تختلط عليه فى ارتباك وقلق :(المال قوة – الهروب نجاة) وحين انتهى المصلون من صلاتهم كان خلفه حشد من الرجال والنساء ملطخة بالدماء ثيابهم الممزقة. هب واقفا منهيا الصلاة، وفى حركة لا إرادية عنيفة قفز بقدمه اليسرى إلى الخارج وفى يده اليسرى مسبحته ذات الألف حصاة بينما فى اليمنى خنجره ينز دما والناس أمامه يهرولون فى فزع وهم يصرخون دون جدوى!!

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصص قصيره جدا جدا !.
    بواسطة اسماعيل عثمان داود في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19-03-2023, 12:15 PM
  2. قصة قصيرة جدا جدا جدا بعنوان"حالة من حالات اللاشئ"
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-09-2020, 11:22 PM
  3. شُيُوخُ السُّلْطَةِ .. للدُّكْتُور/عِزَّتْ سِرَاج
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2013, 11:03 AM
  4. قصة قصيرة جداً جداً جداً(الفأس)
    بواسطة زاهية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 21-06-2006, 08:39 PM
  5. من حكايات الوردة قصص قصيرة جدا للقاصة جلاء عزت الطيرى
    بواسطة جلاء الطيرى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-05-2006, 12:17 AM