أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 52

الموضوع: قصص قصيرة جدا للدكتور عزت سراج

  1. #21
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    مساحيق

    بقلم: د. عزت سراج
    ......................

    أخذ ينظر إلى النيل والدموع فى عينيه الثابتتين تأبى أن تسقط. وحين هم بالقفز إلى النيل تساقطت دموعه فى غزارة. هو يذكر الآن كيف أنكر قريته واستسلم لأحضان المدينة. وكيف خرج مغاضبا أهله ليدس وجهه فى شعر هذه المرأة التى زيفت وجهها المساحيق . تذكر هذه المثل التى ضاعت فى طرقات المدينة والحضارة الزائفتين . تذكر حبيبته التى هجرها، ورسائله إليها التى لم يبق منها إلا هذه الكلمات الجوفاء التى ينصبها شباكا لطالبات المتعة. تذكر أمه وحقول القطن الشاسعة . هو يذكر الآن كل شئ . والذكريات مازالت تتداعى فى مرارة . وعاهرات المدينة مازلن يطاردنه فى جنون . هو يذكر هذه الحانة التى آوته أول ليلة قضاها هناك وهذه المرأة التى كانت عارية فى فراشه فى الليلة التالية. هو يذكر كل شئ . مازالت كلاب المدينة تتعقبه ولا يستطيع منها فرارا. هو يذكر كل شئ ، ولم تعد الخمر كما كان يعهدها ، هو الآن يفكر أن يجرب ماء النيل!!
    وحين وصلت رائحة جثته إلى القرية أنكرها أهل القرية صامتين!!

  2. #22
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    بقية قصص د. عزت سراج

    سراب
    .......

    استرخى على السرير ومد يده فى اطمئنان وسرور إلى الطبيب الذى راح يسحب دمه المتبرع به إليها. استسلم للنوم الذى باغته حينما تذكر كلام الطبيب: [الجراحة بسيطة والأمل كبير] هى كل شئ فى حياته. إنه يعيش من أجلها. ورغم بعدها عنه إلا أنه على يقين من حبها له. هي أقسمت له ذات مرة بذلك. حين رآها أول مرة كانت تسبح جواره. وكلما حاول الاقتراب منها تبتعد عنه فى دلال، وحين ابتسم لها تبادلا الحديث وكان ثمة حب كبير.
    لم يكن قد رآها منذ ذلك اليوم إلا أنه مازال يحبها ويعتقد أنها مازالت تبادله الشعور نفسه. كانت الأحلام متعبة للغاية.
    حين أفاق من نومه وسمع الصراخ يملأ المستشفى والطبيب واقف لا يصدق ما يحدث – أخذ يجرى إلى الخارج فى ذهول وهو يضحك!!
    ***


    عادة
    .....

    صفعه على وجهه هذه المرة . لكنه استدار للخلف ومشى كعادته. كان خوفه يكبر معه. الآن هو لا يكبر بينما أصبح خوفه سيدا له يسجد فى خضوع وخشوع وإذلال ولا يستطيع مناقشته. تزاحم الأطفال حوله من كل مكان يطاردونه بالحجارة والطين وهو يتلقى إهاناتهم فى رضا واطمئنان مبتسما.
    ولما صفعه حقيرهم على قفاه . حنى رأسه للأرض وفى خضوع جر أذياله ومشى والناس حوله يضحكون فى دهشة.
    ***


    مواجهة
    ........

    أخذت تدفعه فى شدة وهو لا يزال مصرا على أن يدفعها إلى السرير، حين أطبق على شفتيها واستسلمت له. صار لقاؤهما عادة يومية وحين ظهرت خطيئتهما على بطنها تنكر منها، فلاذت بالهروب خوفا من عارها.
    حين وصلته رسالتها الأخيرة قبل وفاتها بدقائق أسرع إلى المستشفى ليجد الوليد منتظرا إياه وحده فى بكاء!!
    ***


    قـهــر
    ......

    كانت تفترش الأرض أسفل الكوبرى ، وبجوارها طفلها الرضيع يبكى ويصرخ ويزحف نحو المارة. بعد أيام كانت جواره فى سرير حريرى، وطفلها الصغير يلعب تحت السرير وفى إحدى يديه قطعة من الحلوى. وبعد أن لبست ثوبها الممزق أخذ الطفل يبكى ويصرخ من جديد.
    فى المساء فتحت التلفاز. وقف السلطان يبتسم وحوله حشد من الأمراء.
    أغلقت التلفاز وأخذت أبكى دون جدوى.
    ***


    انتحار
    .......

    لم يتمالك نفسه حين اندفع منيه إلى الخارج فى قوة لم يستطع مقاومته. كان ثمة حب كبير يجمع بينهما ، ولم يكن قبل أن تضاجع غيره قد ضاجعها ،لكنه الآن حين تزوجت من غيره يضاجعها يوميا. هو لا يدرى كيف تتسلل إليه كل مساء وتتمكن منه رغم رفضه لها وإحساسه بالاختناق عند مضاجعتها وشعوره بالندم والأسف والأسى بعد مضاجعتها.
    لكنه هذه المرة يحتاج إليها ويرغب فيها رغبة عنيفة جامحة . فقد شغل عنها طوال هذه الأيام الأخيرة بمرضه الذي تفاقم عليه مع مصاحبته القلق والتوتر والانتظار المر لعطاء الرب.
    هو يحتاج إليها كثيرا الآن إذ أن الجوع يأكل بطنه والقلق والتوتر والانتظار يحطمون أعصابه الضعيفة والبرد بالطابق العاشر الذي يسكنه لا يحتمل ولا يمكن أن تدفعه خرقته المكومة أسفله.
    بعد أن أضاء المصباح لم خرقته من تحته وشد لحافه حتى اختفت رأسه تماما.
    تركها فى غضب تقفز من نافذة حجرته إلى الطريق وحدها فى هدوء!!
    ***


    مهارة
    ......

    قالت فى تعتعة المجانين : أين قطار شبين؟. أشرت إلى اتجاهه. وقفت تعيد السؤال وأنا أردد الإجابة مرات. أخرج صاحبي خمسة قروش ودسها فى يدها. أعادت السؤال للمرة الألف. أخذت كل ما فى جيبي وجيب صاحبي ومشت تسأل كل من قابلها السؤال نفسه. وفى الطريق أوقفنا أحد المارة بصعوبة لنسأله: أين قطار شبين؟. أين قطار شبين؟.
    ***


    ولادة
    ....

    الممرضات تهرول هنا وهناك فى اضطراب ينم عن تأخر حالة المريضة داخل غرفة العمليات. وفى خروجهن من الحجرة ودخولهن إليها يصطدمن بالواقفين والجالسين أمام الباب انتظارا لصراخ الوليد.
    الزوج يقفه بعيدا يقرض ما تبقى من أظافره بعد أن ابتلع كل سجائره ، وراح يسند رأسه المغبرة إلى جزع شجرة . استسلم لدوامة لا يذكر منها الآن إلا ثياب ابنه الممزقة وهو يتسول فى الطرقات خلف جيش من العاطلين المنتظرين عطف الرب. ومازال القلق والصمت يجثمان على وجوه المنتظرين خارج الحجرة . مازالت الزوجة تصرخ من آلام الوضع متضرعة إلى الله تتمنى أن يأخذها جواره . والممرضات حولها فى ترقب وفزع . ولم يعد أمام الطبيب إلا أن يقوم بالجراحة على خطورتها.
    وفى حركة مفزوعة هب الزوج متوترا حين سمع الزغاريد تنطلق من أمام الحجرة . وحين قبل وليده تسلل إلى الخارج فى شرود يبحث عن مكان يستريح فيه!!
    ***


    سـقـوط
    .......

    حين أغلق الباب ، وصارت ملكه – سقط التمثال القديم وانكسر تحت أقدامه. وحين ارتدى ملابسه خرجت الجنود من دمه وهى صارخة.
    ***

  3. #23
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    قصص د. عزت سراج
    ........................


    تغـــرب
    .......

    قالت : لن تخرج هذا المساء. لم يرد عليها. مزقت قصائده كلها أمام عينيه. وألقت بها فى السلة ، وأتبعتها بأقلامه. حين أتت النار على آخر ورقة فى مكتبته . استدار للأمام وخرج.
    ***


    ذئــــب
    ......

    كل الأطفال تقذف النخلة بالحجارة إلا هو . يجلس بعيدا عنهم بثيابه الممزقة . وحين يسقط البلح يجرى لينقض على أول واحدة. ويزاحم الأطفال. حين اشتد عوده - أخذ يرمى النخلة هو الآخر. وحين تزاحم الأطفال معه تحت النخلة- لم يجدوا تحتها إلا النوى.
    ***


    بصـــــيرة
    ..........

    ناداه بصوت عال تلاشى فى الضياء وحين رأى نور وجهه انكشفت لنفسه سوءاتها فمات.
    ***


    واقـــــــع
    ........
    لم يكن قد رآها منذ عشر سنوات . كانت كل شئ فى حياته. كان يعيش على أمل أن يراها ثانية. وحين رآها ذات يوم فى الطريق صدفة مع أطفالها - تسمر فى مكانه لحظات، ثم ابتسم غير مصدق عينيه. لكنها لم تعرفه ومشت.
    ***


    تقوقــــــع
    .........

    لم يكن قد نام منذ أول أمس . هو ما يزال يحاول أن ينام. الساعة تقترب من الخامسة صباحا. صوت الفلاحين الذاهبين إلى حقولهم من وراء شباكه يزعجه . ابتلع كل سجائر العلبة، وحين سمع صوت الماء ينهمر من الصنبور فى شدة نام فى هدوء.
    ***


    صحــــــارى
    ............

    توقف عن المشي فجأة بعد أن تورمت قدماه . الشوارع تبدو جديدة لعينيه وكأنه لم يمش فيها من قبل ألف مرة. لم يجد مكانا يستريح فيه. والشمس مازالت تلهب رأسه، فواصل السير مكرها.
    ***


    طفولــــة
    .........

    كلامهما عن الحب والجنس كان يطول . الأول تجاوز الثلاثين والثاني لم يتجاوز العشرين . كان يستزيده دائما فيزيده ، ويحكى له فى براعة – فيحس فى نفسه الحياة. والآن بعد أن صار جدا لم يعد يذكر إلا الموت.
    ***


    انتهـــــــاء
    ...........

    كان يؤمن بالمحبة والسلام ، وأنهما مفتاحا السعادة الحقيقية . وحين رفضه العالم كله لم يعد فى وسعه أن يعرف إلا الكره.
    ***

  4. #24
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    طـين

    بقلم: د. عزت سراج
    ........................

    كانت تحلم بالسيارة والمنزل الأنيق والثياب الحريرية والذهب و. فتزوجته، وتجاهلت مشاعرها وأنكرت حبها. لم تكن تحس بفارق السن الذي بينهما. على أنها ظلت تكتم ألمها وتخنق حزنها وتجاهد حبها القديم. وحين ورثت عنه كل شئ وحققت كل أحلامها. ووجدت حبيبها القديم لا يذكر عنها شيئا- سلمت- وهى تتمنى لو عادت بكرا- بقايا جسدها لرجل ثالث.

  5. #25
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    تـجـارة

    بقلم: عزت سراج
    ...................

    كانت أمها تحركها كأية قطعة فى المنزل وتعيدها ثانية إلى مكانها ، وهى لا تستطيع إلا أن تقبل يديها. وحين ماتت أمها انفجرت صارخة دون جدوى حين رأت أباها يضاجعها وهى مكرهة.

  6. #26
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    حرمـــان

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    هب مفزوعا فى بكاء بعد أن ضاجعها. خلع عن سوءاته كل ما كان يسترها ، ومضى يتخبط فى الطرقات ، ويهيم من مقام لمقام. وكلما أفاق من وجده - هال على وجهه التراب. وأصبح لا يرى إلا ساجدا فى عياء وهو يبكى . وقبل أن تصعد روحه إلى السماء سألوه عن سر بكائه ، فانفجر باكيا والجنة تتمثل أمام عينيه دون أن يستطيع جوابا،

  7. #27
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    غــــــــرور

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    كان يظن أنه أذكى الناس وأنه يستطيع أن يضحك على العالم كله. كان لا يستقر على سرير وينكر كل ماعدا العقل ، ويقسم أن يقتل زوجته لو خانته. وحين رآه عاريا على سريرها ذات مساء – أخذ يجرى ويده فى فمه وخلفه الأطفال تلاحقه بالحجارة كلما وقف. وفى اليوم التالي تعرفوا على جثته بعد أن أخرجوها من عرض البحر،

  8. #28
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    مـــــــرارة

    بقلم: د. عزت سراج
    .......................

    لم يعد يملك بعد أن صار فى الثامنة والعشرين إلا أن يتسلل كل مساء إلى دورة المياه ويفجر طاقته المكبوتة منذ أدرك. وفى هذا المساء بعد أن انتهت الراقصة فى التلفاز سمع صوت جارته التي سافر زوجها للخارج من أعوام ولم يعد. وهناك عرف كم كان غبيا لضياع هذه السنوات سدى. وحين عاد إلى حجرته ثانية فى الصباح تكوم فوق السرير وهو يضحك فى مرارة.

  9. #29
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    خطـــــايا

    بقلم: د.عزت سراج
    .....................

    لم يكن يصدق أن هذه المرأة سوف تحمل منه. ولكن هذا ما حدث. وحين وضعت ، فكر أن يخطف ابنه ويهرب به غير أنه لم يستطع. حين عاد زوجها قبل الطفل ، ومضى بعد أن دس فى جيبها الجنيهات. وحين ماتت وعاد الزوج بعد أعوام طويلة طارده أولادها وأهل القرية بالحجارة حتى خرجت آخر أنفاسه أمام قبرها،

  10. #30
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    إيمــــــان

    بقلم: د. عزت سراج
    ..................

    كان يجادله بالتي هي أحسن موضحا له عدل الله، وأن عدل الله يقتضى حرية الاختيار للإنسان حتى يكون للحساب معنى ، مؤكدا كلامه بأقوال العلماء وهو ينكر عليه قوله ويرميه بالكفر. وحين ذهب لصلاة العشاء رفض المصلون أن يدخل المسجد وأغلقوا الباب دونه. وفى الصباح وأمام المسجد كان حبل المشنقة يتأرجح وأسفله جوار شجرة الصبار كان مصحفه وقلمه وبقايا من أوراقه المحترقة.

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصص قصيره جدا جدا !.
    بواسطة اسماعيل عثمان داود في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19-03-2023, 12:15 PM
  2. قصة قصيرة جدا جدا جدا بعنوان"حالة من حالات اللاشئ"
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-09-2020, 11:22 PM
  3. شُيُوخُ السُّلْطَةِ .. للدُّكْتُور/عِزَّتْ سِرَاج
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2013, 11:03 AM
  4. قصة قصيرة جداً جداً جداً(الفأس)
    بواسطة زاهية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 21-06-2006, 08:39 PM
  5. من حكايات الوردة قصص قصيرة جدا للقاصة جلاء عزت الطيرى
    بواسطة جلاء الطيرى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-05-2006, 12:17 AM