كيف أبنيك ياوطني ؟
هل ينفع أن أقوم وأنا فرد .. بحلم بناء وطن بحجم العراق فضلا" عن إعمار الارض الحزينة حتى تغدو معمورة تؤتي أؤكلها للناس جميعا" ؟
وهل أبدأ بالتراب الذي أحيا فوقه أم بالأنسان الذي أحيا معه ؟؟
وقبل أن أجيب سأتناول بالبحث عن معيقات هذا الحلم .. ومعلوم أن فردية الإنسان هي التي أنشأت الحضارة حينما تنبه الناس لاهمية وقيمة الفرد في المجتمع الواحد ولاننسى أن الثقافات التي أذابت الفرد في القبيلة أو الطائفة أو الدولة هي التي جعلت الفرد لا يستطع أن يتعرَّف الى ذاته كيما يستردَّها ويفعلها ويسخرها خدمة للمنتج الانساني
إلا مع خلال الإشعاع الفكري الباهر حين ولدت في التاريخ البشري قيماً إنسانية عليا ،وأولها فكرة قبول الآخر وحينما نشاهد هذه القيم موضع التطبيق نشاهد الفترات المضيئة من عمر الحضارات وما أنصع مثال لما أقول الا حينما تجاوز حماة البصمة المنهجية التي جاء بها الاسلام وغيروا فقه الثأر الى منتج جديد أسمه القصاص وبدأ العربي الذي كان يبالغ في حبه لذاته ولعشيرته الى حبه للأنسانية جمعاء فحمل السيف يريد أن يوصل النور القرآني الى مواضع العتمة فوق الارض بإزاحة الرافضين لهذا النور من المنتفعين من قيم نكوص الانسان على نفسه وعشيرته ودولته
ولأننا نجهل أن مصدر إعاقتنا الحضارية، هي الطاغوتية التي كتمت أنفاسنا حينما سخرت الفرد لخدمتها لالخدمة الفرد ذاته ولذلك فقد واجه الاسلام في بداية دعوته العنت من الناس الذين كانوا لا يسمعون له ولا يقبلون منه ويتهمونـه بأفساد الارض والبشر حتى بلغت صور القطيعة معه الى درجة التخوين والملاحقة ظلما" وعدواناً
ونظرة فاحصة في متون الاسلام ترينا أن قيم التوحيد يمكن ترجمتها في واقع حال البشر كقيمة تعزز حرية الانسان وحقه المشروع في التفكر لاختيار ولاءاته من حيث أن الشرع هو ( مراد الله في أفعل ولا تفعل ) لامراد البشر بعضهم فوق بعض وعليه فأن معضلتنا هي معضلة ثقافية في الدرجة الأولى
حيث أستطاع الاسلام بتحويل الفكرة الجاهلية القائمة على اساس الصراع والرغبة في استئصال الآخر القريب قبل البعيد الى فكرة التسامح ريثما يتحقق عدل الله تعالى فوق ارصفة مدننا وبالتالي أنصاف أنساننا ومجتمعنا وأخيرا" أنصاف باقي سكان الارض كون الرسول هو رسول الله الى الناس جميعا"
ولعل عالمية الاسلام هي اليوم البديل الامثل لعولمة مخالفينا
\
يتبع