( لنخلع الطلقات من قلوبنا التي لا تموت )
ما هـــذا الحقــد الذي يلف ذلك العالــم المجنون ..؟ وأي أمنيـــات نحاول أن نعيدها من جديد، الفوضى تلف كل الأرجاء ، فتضيـع منا الأمنيات ، تصبح الأيـــام صــور تغـص بالحكايـــا ، نحـــاول أن نهــــرب يتلقفنــا الحــزن العاتي ... نلج أعماق التاريــخ عله يسعفنــا فلا نجــد إلا الأماني تتوهـج فينا لتـــــــوقــــظ دفء الكلمـــات ، تهاجريــن كعصفــور أفـــاق فـــي الهزيــع الأخير ..... كعاشقـــة لم تبح بسرها إلا لزرقة السماء .. لفرحة اللقاء 0
هناك بعيــــدا كان القمــر يخبئ سر عاشقين ... فتفصلنــا الحكايات والليالي المعتمة ، كلمــا اتجهت نحوك كان الزمــن جـلادا يتباهى بسوطه ... والأيام زنزانة ، وكلمــا حاولــت أن أقتفي نظــرات المارة عبر الدروب كان الليــل وحشا يفترس ابتسامة العشاق 0
يقتلنــــي حـــزن أمي ... تمــوج الأرض .. يغضب الفقـراء في وطني ، انه الرحيــــل نحو البعيــــد والمـوت في كل مرة يكون هادئا ... يحملنا للرجوع مرتين يشدنا لعالـم النسيان ، ولا يبرحنــــي صوت أمي في دروب الغربــة
يشدني إليك الأمل فتتلاشى صور الأشياء ، فأضيع في الوهـم كعاشق أضاع الطريق من قدميــه ، أســافر إليـــك لأتوســـــد خيــــوط الفــــرح فتخيفنــي ليـــــالي الغربـــــــة 0
الوجــــع يلمنــــا من جديـــد فتقتلنا لغات المهاجر اللعينة ، يقتلنا ذلك العشق الموزع بين الضلوع وحبيبـــة تهـــذي تسير نحو موت محقق ، أهاجر إليك لحن حزن معتق ... يحترق من جمر الصمت أتناثر على أخبـارك في المدن البعيـــــدة فكم حزينــــة هي أغانينـــــا ...!!
أي حلـــم ذاك الذي دغـــدغ جوارحي وغـاب .. فسرق فرحة اللقاء واختفى كقطرة ندى قتلها ضوء الشمس ، أي صوت امتشق المخيم وسار نحو موت ينتظر ..؟
أعرف أن المحطات ليست بيوتا وأن النوافـذ ستفك أزرارها للذين سيذهبون مع الليــــــل دون وداع ... وأعرف كم هــــي أليمــــة غربتنـــا في المــــدن البعيـــدة ... الغربة وأمي ثوب لا ينتهي ، صحراء أضاعت محبيها ، منافي تغيب فيها الوجوه المتعبـــــة فينكسر الوقـــت وتصبح الحكايـــات شجرا بلا مسافرين ... وزنزانــة الليــل أفرغـــت شحوبهــــا فضاع وجهــي في سياط الجـــــلاد ، وتسلل القمــــر من خلف النافـــــذة ليطبــــع على جبيــــن أمـي صــوت والـــدي الــــذي رحـــل وتـرك دمعتــه على وسادتــه التـي نامــت في غرفتنـــــا القديمـــــة 0
كلما حاولـــت أن أبحــــث عــن مأمـــن لفـرح مهــرب تهـــرب من الذاكرة كل الخيول ويبقى صهيل الوديان وشما على جبين البلاد 0
وفي زمـــن التيه تتبـــدل الشجاعـة بالتوسل ، والبسالة تصبح معول هدم بلا رحمة ولأنني أحبك ضاع صوتي ... تهت في وطني الذي لا أعرفه 0
يلـــف الحنين دروبي المتعبـــة فأحمل إليك قلبي " أحبك أو لا أحبــك يضيع مني جبيني " أبحــث عنـــك في ملامــح الرجـــال المحاربين فأنا بقايــا من ذكريات ، وأنت صهيل القمــــر في فــراغ المــــدى تضيئيــن عالــم العتمة الــــذي لا يهاجر أقبية الفقراء 0
تــــرى من يجــــدد الـــولادة فينـــــــــا ..؟!!
تـــرى من يبعـــد الحـــزن من أغانينـــا..؟!!
ترى من يخلع من قلوبنا لحظات اليأس ..؟!!
ترى من يعيد لأناشيدنا الوطنية فرحتها ..؟!!
لننهض عشاقا نحطم كل الأبواب الموصدة نخلع الطلقات من قلوبنا التي لا تموت ، نحمل عذابنا ومفاتيح البيوت العتيقة ... نأتي إليك أقمارا يافاوية لها طعم الميجنا ، وشبابــة عتيقــة الأنفاس ترنم لحنا عرفناه من زمن ونام على حدود المخيم ... فتخرجين من حزنك ورحيلك ، لكنك هذه المرة تشبهين كل شيء لـــه طعــــم الوطـــــن 0
نهرب إليـك فننتصر مرتين ، مرة بــــك ، والأخـــرى على شيء كان اسمه الضياع ... فأنت قارب النجاة وأنا البحار العاشق 0
أهرب إليك فعينيــــك البــحر وصدرك مرفـــأ أحلامي وأنــــا الهــــــــارب دومــــا نحــو الشمس 0