إلى ابن أخي الصغير
نشأ بين ذراعي صغيراً وترعرع
تارة ألاعبه أوجهه أخرى
فهو ليس من السهل يقنع
يحب الضحك يحب المزاح
ومن المشاكسة أبداً لا يشبع
صدقهُ أحلى ما فيه
معي ومع أمهِ وأبيه
لا يبحث عن حُجج تغنيه
وعن الصراحة أبداً لم يقلع
في المنزل بخفة يتجول
بين أخواته الولد المدلل
يفرضُ عليهن رأيه
عن رأيه أبداً لا يرجع
مع أمه جداً رءوم
حولها دوماً كان يحوم
يَخدمها .. يُرضيها ..
وفي برها كان الأسرع
ولأبيهِ هو نعم العون
يشبهه إلا في اللّون
يحمل همه يقسم حزنه
تعلق به وهو طفل يرضع
ومعي كم كان بار
يسأل عني باستمرار
أحمل همه ليل نهار
أشرح درسه أفهم همسه
أنهره أزجره
إن كان النصح لا ينفع
كنتُ أضنهُ سيصير كبير
رجل ليس له في الناس نظير
ما كان هذا بالحسبان
راح بقدميه عاد ملفوفاً بالأكفان
قتلوه وهو مع أقرانه يرتع
أرى في النعش رجل الغد
أكبرت بني لهذا الحد ؟؟
حضنته قبلت الخد
راح مني بعمر الورد
من ضمه بعد لم أشبع
أرقيكَ بسورة يس
كما حصنتُك أياماً وسنين
أحضنكَ بشوق وحنين
أخاف من بين يدي حبيبي تنزع
أبكيكَ دماً ليس دموع
رحلتَ سريعاً بغير رجوع
أضمكَ لصدري بين الضلوع
ليتكَ بهذا أو غيره يا عمري ترجع
وتعودُ طفلي لحضني تترعرع