رحيق الطين في كفيك يسكبني..
قصائد من صبا الريح
ونهراً من ضيا قمر..
له وجه التسابيح
وأشجارا..
من الجميز أبكارا..
تراقص في ملامح عابد مخضوضر الروح
ومن عينيك تنساح الشموس الحبلياتُ..
بمجدك الفرس الصبيِّ كأنها
طيرٌ زرافاتٍ ووجداناً..
ترفرف في ضحى نفسي
وحين الليل يغشاها
أهدهدها بتعويذي
وترنيمي فتخلد في
شرايينيالتي مُدَّت
لها أغصانْ
وحين أراك تبتسمينَ..
تبعث في الضلوعِ..
حمامة نشوى
مطوقة بأحلام السهول البكر..
تكسو مقلتيها رقصة الأشياءْ
ومسرجة تحمحم مهرة من ماءْ
وطفل في صبا عينيه عشب الشعر إبهاجٌ..
وتلعب فيهما عصفورة بيضاءْ
فما حبيك يا مصر ابتسامات بلا جذر..
ولكن غيطك المتراقص النشوانْ
وقلبي قمحة فيهِ
تأبَّت كلَّ حصَّادٍ ومنقارٍ، وها..
ترضى أناملك الحبالى بالضحى الإنسانْ
وفي الشريانْ..
جدودي يزرعون وجوههم
يبنون أهراماً..
معابد..
ثورة بيضاء ينبت بذرها المدفونُ..
في عينيك في دمنا الذي يأبى المذلةَ..
ينثرون الحب، يشتمون رعشة شوقي الطيني..
يغتسلون في النيل الذي ينثال من شفتيكِ..
أقمارا
تواريخاً مضمخة بأحلام الحضارات العذارى
وابتداءات، وشهقة مولد..
تلقي بها رئة النهايات العجائزِ
طي أرحامِ البدايات العرائس..
ثم ينفجر الصهيل..
صهيل فجر يحمل الغيطان في عينيه..
يحبل بالفتاة..
فتاة حارتنا التي من عشب ضحكتها
تطير يمامة ويحدث الريحانْ
* * *
جدودي يزرعون الشمس في شهقات شرياني/ و أوردتي
وفي الأعراق ينسربون..
ينسربون أنهارا
من الأحفاد أحرارا
وأحلاماً لها إيقاع رقصِ
الخضرة النشوى
وتولد -حينما يتنفَّسون-
على شفاههمُ
طيور غَضَّةٌ بيضاء مثلُ..
بداية الإنسانْ
تحياتي..
إلى أهرامك الشبانْ
متاحفك التي دهشت لها الأزمانْ
معابدك التي زفت إلى الدنيا قضايا الحب والإيمان
تحياتي..
التي اعتشبت ملامحها على جدران أنفاسي..
فَغَنَّتْنِي
ومن طمي ابتساماتي تشكَّل وجهها
الكروان في فني
تحياتي..
التي ولدت قصائد من صبا عينيكِ
يا بلدي..
فصارت نجمة ينشقُّ عنها لحم أيامي
ومن علق المشاعر تغتذي نور المحبةِِ..
يستحم ضياؤها الصديان في أرقي
الرمادي الذي يرفض كالمزنِ