نصيحة الفراشة
قصة للأطفال : بقلم سها جلال جودت
حين كانت هدى تفكر في عدم دخولها إلى المدرسة لأنها لم تحفظ درس الإملاء جيداً، ولأنها أصبحت تخشى من ملاحظات المعلمة:" اكتبي على السطر، انتبهي إلى حرف الجيم، احفظي ، ادرسي..." خرجت لها من بين الضوء فراشة دارت حول رأسها، رفرفت بجناحيها ثم قالت لها:
- اعقلي أيتها الحلوة النظيفة، فالبنات العاقلات المؤدبات لا يفكرن بمثل هذا التفكير الطائش!!
خافت هدى وارتجفت مفاصلها، فوقفت تنظر بعينين مذعورتين من حولها علها ترى شخصاً ما! ولكنها لم تشهد غير بعض تلميذات يعبرن الشارع كي يدخلن إلى المدرسة.
تلكأت في المسير، فطنت أنها ربما توهمت، ولكن الصوت عاد ثانية يقول لها:
- اعبري الشارع، ولا تعودي نحو الوراء فتضيعي.
رفعت رأسها نحو مصدر الصوت، فرأت فراشة حسناء تسر العين ببياض أجنحتها، فزاغ بصرها وهي تدق في الفراشة الناعمة الجميلة التي كانت ترفرف بأجنحتها بقوة، فقالت في سرها:" ولكن المعلمة تقسو علي،فأنا ضعيفة في مادة الإملاء والخط.
أطلقت الفراشة ابتسامة وضيئة، ثم ضحكت بصوت ناعم، وقالت لهدى:
- السماء لاتمطر إذا لم تتشكل الغيوم، والأرض بلا زرع لا تعطي الثمر، وأنت بصبرك على الاجتهاد والمثابرة تحققين التقدم والنجاح لأنك فتاة ذكية ومؤدبة.
احمر وجه هدى خجلاً.. لقد عرفت أنها كانت مخطئة بحق نفسها لأنها لاتتأنى في دراستها لهذا قالت للفراشة:
- توبة، أعدك أيتها الفراشة الجميلة أن أدرس وأجتهد، ولن أخاف من دروس الإملاء أو الخط لأني عرفت السبب. وعبرت الشارع والأمل يرفرف في داخلها مثل الفراشة.