- حاكم ... ومحكوم عربي
-
- العلاقة بين المجتمع وأفراده وبين القادة والرؤساء والامراء والملوك العرب علاقة غير طبيعية
- الفرد العربي إما في حالة استسلام دائم بعد عقود من الخوف من السلطة
- أو أنه في علاقة هيجان وسخط غير مجدي بل ومضر له وللنظام
- أو أنه في حالة كسل شديد وبطالة مقيتة واستهلاكية سلعية عجيبة
- ولانني أعول في مشروع النهضة على هكذا اشكالية خطيرة تحوي في أضرارها من حيث أضطراب العلاقة بين الحاكم والمحكوم على أنها هي أس البلاء
- والسؤال الاهم هو كيف نعيد الثقة مابين الحاكم والمحكوم وكيف يتسنى لنا مشاهدة علاقة انسجام وتوازن وتآزر بين الطرفين
- الفرد العربي نراه مستغرق في هموم حياته اليومية ، يعاني من أضطراب في ميزان
( الحقوق \ الواجبات ) المجتمعية
- تراه يطالب بقوة وبألحاح بجميع حقوقه ولايفكر البتة في تقديم ولو أبسط واجباته
- تراه لايأبه للتنظيم وفق مؤسسات المجتمع الضامنة له حرية الارادة وحرية الولاء
- تراه يلجأ الى ماتعوده وماورثه من التنظيم العشائري أو المذهبي أو العرقي قبل أعترافه بأحقية الخضوع لمؤسسات وهيئات الدولة المؤثرة والفاعلة
- تراه يتحرك بعاطفة جياشة وفق ماتقتضيه اللحظة الراهنة ، فلا يدخر من الرؤى الا وفق ماتسمعه آذانه التي تعودت عنتريات الإعلام وحمية من يحيطونه وفوضويات الاحداث وأثاراتها المتتالية
- تراه لايملك الكثير مما يفقده ، مماحدا به التفريط والمبالغة في رد الفعل الثأري مع من يختلف معهم مجتمعيا ً أو سياسيا ً أو حتى أقتصاديا ً فهعو أول من يهجم على مؤسسات الدولة ناهبا ً مكوناتها
- تراه لاينصت لقادة الفكر لقلتهم أولا ً ولعجزهم في الوصول الى ساحات التأثير الفعال في حياته ثانيا ً ولميلهم الى السلطة ومنافعها في الغالب الاعم ثالثا ً
- تراه يخــّـون كل صوت داع الى أعادة صياغة البصمة الفكرية بعد أن تشوشت و شوهت معالم أنسانية ثقافتنا الاسلامية وعالميتها بل ويتهمه بالعمالة زورا ً وجهلا ً وبهتانا
- تراه يؤمن بتسطيح كل ساعاتنا الحضارية الحرجة وربما تجاهل مناقشتها بدعوى أن الله تعالى قد عصم دماءنا فالاولى أن نعصم أقلامنا عن مناقشة من أخطأ من رؤسائنا وولاة أمورنا منذ أول زعيم بدل المنهاج الراشدي وكيف أخطأ ....
- ثم ترانا نعيد ذات الاخطاء ونتجرع مرارات تحكم الفرد في المجموع
- تراه لايؤمن أن للأمة بما فيها من طاقات متنوعة وكبيرة غير قادرة على أن تغيّر ذاتـها، لذلك تراه يبالغ في التعويل على القائد العادل وتراه يرضخ لاستبداده ظنا ً منه أنه سيحقَّق له كل شيء وهنا تتكرر المشاهد في ذوبان شخصية المحكوم في شخص الحاكم حتى عـّـد عند أغلب البسطاء ظل الله فوق ارضنا الحزينة