|
إذا جــالَ نظمي واستبتْكَ الصوارمُ |
|
|
وقامت على الرمضاءِ أُسْدٌ ضراغمُ |
وأقفر عنـــها القـــومُ واحمرَّ لونُها |
|
|
وأُجّـــجَ فيـــها الغيـظُ فالرقّ ُ واجمُ |
بصدرٍ تمورُ النــــــازلاتُ قواصماً |
|
|
فتفـــتكُ فـي تلـك النفوس القواصمُ |
فتلك جحـيمُ الشعر قد أفّ حرُّها |
|
|
إذا مـــا أتاها أرهقتــهُ الســـــلالمُ |
فدعْ عنـــكَ قولاً لنْ تطيقَ ردودَه |
|
|
ولـــن تشفعنّ لـك الغداة العمــــائمُ |
إذا قلـتُ :هُبّي، يعتـــــريكَ وقارُها |
|
|
وإن جئتُ سحراً ما تفكُّ الطلاسمُ |
ودعْ عنــكَ نظماً عن سوادٍ تبينهُ |
|
|
ودع عنـك ضرباً إذ تفيض المآثمُ |
أما خَبِرتْ عيناكَ للشــعر فعلَـــه |
|
|
وجلــجلَ فــي قلـــبٍ رقيقٍ مداهمُ |
أرقتُ وقد هاجت بذي النفس حاجةٌ |
|
|
وأرّق طــرفَ الليــــل بدرٌ مسالمُ |
فجُدْتُ على القرطاس شعراً كأنّه |
|
|
أكاليــلُ زهــرٍ نسّقــتهُ المــــواسمُ |
ورسّختهُ نظمــاً عتيـــــداً موطّداً |
|
|
كما وُطّدت تحت السماء الدعائمُ |
ففي الشعر روحٌ قد تسامت بسحره |
|
|
وفي الشعر قولٌ مستطابٌ و ناعمُ |
وقفتُ على حـــالي وقوفا مطوّلا |
|
|
فأرهقنــي صمــتٌ عقيـــمٌ وكــاتمُ |
وطفتُ على حـالٍ لشعبي وأمّتي |
|
|
أقلّبُ فيها الطرف والطرفُ هائمُ |
أصاح هل أستولت على القوم سكنةٌ |
|
|
فليس على قومي سوى الذلّ حاكمُ؟ |
وضلّت لهم في الدهر أمجادُ من مضوا |
|
|
وضاع ذوي الامجاد عمروٌ وحاتمُ |
وحلّــت بــهم بعــد اهتــزازٍ مذلــــّةٌ |
|
|
وصــدّع شمــل القوم لؤمٌ ملازمُ |
ولازمـــهم بعــد العواصـــف خوفهم |
|
|
وقد أُسقطت في النازلات المعالمُ |
وهــانت عــواليــهم وقلـــّت سيوفهم |
|
|
وخيـــلٌ لــهم قد فارقتها الملاحمُ |
توالــت عليــهم بعد ضعفٍ حوادثٌ |
|
|
تلازمــهم في الحـــادثات الهزائمُ |
وقد أذهبت ريحَ البهاليـــل سكـــرةٌ |
|
|
وخفّــت بعقــل القــوم غيدٌ نواعمُ |
فأين الغطــاريفُ الصنـاديدُ عصبةً |
|
|
وأين الاجاويدُ الصقورُ الضياغمُ؟ |
على ساحها اليرموك قد بات نصرُهم |
|
|
تسطّرهُ في المجد بيضٌ صوارمُ |
وقد خلـــّفوا في مؤتة المجد راكعاً |
|
|
وفي القــادسية داعبـــتكَ النسائمُ |
و في الساحِ تعدو سابحـاتٌ طِمرّةٌ |
|
|
تثـــيرُ غبــار النقع والليلُ فاحمُ |
تعيــن كميّـــــاً أريحيّــاً محنّــــــكاً |
|
|
يزاولُ قطع الهام والخطبُ حازمُ |
وتجري دماءٌ قانيــاتٌ كمـا جرى |
|
|
على الأرض سيلٌ مستفيضٌ وعارمُ |
أجبناً بني قومي وقد صار عرضكم |
|
|
مبـــاحاً فتـــهتكه ذئــابٌ أعــاجمُ |
أجبناً بني قومي وقد صار مالـُكم |
|
|
سليـــباً يعــانقُه غريــبٌ مهـــاجمُ |
أما آن أن تعلــو عــــوالٍ بيارقٌ |
|
|
أما آن أن يصحو من الموت نائمُ |
أما آن أن تشفـــى من الداء أمّةٌ |
|
|
أما آن أن يجلو عن القوم غائمُ |
ألسنا بنو قحطــان والعــــزُّ عندنا |
|
|
ألسنــا بنو كنـعان فالرأيُ حاسمُ |
نجـود علـى الـدنيا كمـا جاد قبلنا |
|
|
على الناس في الأهوال زيدٌ وهاشمُ |
قصـــدنا أعـــالٍ شامخــاتٍ بسيفنا |
|
|
كمــا قصدت شُمَّ الجبال الهياثمُ |
فنــلنا وكــنّا للــورى خيــــرَ قادةٍ |
|
|
كُماةً نسوس الرومَ والسيفُ قائمُ |
دعِ اللومَ وانظر ما جنته الهزائمُ |
|
|
و فارقْ رضوخ العبد فالنصرُ قادمُ |
تشنُّ علينا في فلسطــــــينَ هجمةٌ |
|
|
وينهشُ لحم الناس في الأرض لاحمُ |
ويقتاتُ قوتَ الناس وغدٌ مخادعٌ |
|
|
ويجتاحُ سهلَ الأرض عادٍ وظالمُ |
على الشاطئ اغتالوا أساريرَ طفلةٍ |
|
|
فيلطمُ خدّ البحر في الخطبِ لاطمُ |
لعلـّــــك قد شـــاهدتَ فيها فجيعةً |
|
|
فأيـــن دمـــوعٌ هاطلاتٌ سواجمُ |
لقد قطـــعوا غصن الطفولةِ يانعاً |
|
|
وأظلـــمَ ليــــلٌ دجــوجيٌّ وعاتمُ |
وفي الرافدين قد استحالت معيشةٌ |
|
|
واحكم ظلمَ الناس غازٍ وغاشمُ |
وأحكـــمَ حبـــكَ الفاتكات مخادعٌ |
|
|
ويهــدمُ أحلاماً لذي الناس هادمُ |
ويقطـــعُ آمــالَ العــــراقيّ طامعٌ |
|
|
كما قطعت نخل العراق الحواسمُ |
ويغتــالُ أُسْــدَ الحـــادثاتِ مكابرٌ |
|
|
ويسعى لفتن النـــاس واشٍ وآثمُ |
فمالِ بني قومي يشيحون وجههم |
|
|
عن الخطبِ والأحداثُ حُمْرٌ قواتمُ |
أضعفـــاً وتفريطـــاً وذلاًّ وخسّةً |
|
|
وطـــول خمولٍ تزدريه البهائمُ |
تكالبــت الاحـــداثُ فوق ربوعكم |
|
|
وفــي كــلّ يــــومٍ كالحاتٌ مآتمُ |
فهبــــّوا بني قومي هبوباً مزلزلا |
|
|
كما زلزلت شمّ الجبال القواصمُ |
وزجّوا بجيشٍ بعد جيشٍ عرمرمٍ |
|
|
يقلقلُ كبر الغرب فالغربُ جاثمُ |
ويفتــكُ فيـــــهم في المعامع فاتكٌ |
|
|
فتحصى على قدر الرؤوس الجماجمُ |
وتُنثر اجســادٌ على الأرض نثرةً |
|
|
تــدوسُ عليـــها في الفلاة المفائمُ |
ويصــــدعُ في الآفاق ناعٍ لقومهم: |
|
|
قد احتــرق الجندُ الغفيرُ المزاحمُ |
وقد أكلوا عند التحــامِ جيوشكم |
|
|
كما أُكلــت في المكرمات الولائمُ |
يعـــــادُ إلــــينا بعـــــد هذا سليبنُا |
|
|
ويرشـــدُ بعد النصر غاوِ وهائمُ |
خُلـــقنا ذوي عــزّ نصونُ ذمارنا |
|
|
ويبســـمُ منـــّا للمصيبـــــــات باسمُ |
وكنّا لكي نعلو وعشنا لكي نرى |
|
|
لنا المجد يبنى والمعالي العواصمُ |