|
الرأس رأسي والدماءُ دِمائي |
والدمعُ دمعي والبكاءُ بكائي |
والبيتُ بيتي قد رَبِيتُ ببطنهِ |
والأرض أرضي والسماءُ سمائي |
والعينُ عيني قد غدت في ظلمةٍ |
سالت على كفي وزال ضيائي |
والطفلُ يا لهفي عليه ممزقٌ |
هدموا الديار عليهِ في الظلماءِ |
بالأمس عشنا في جحيمٍ أسودٍ |
فزعٌ وخوفٌ ممطرٌ أحيائي |
ليلٌ طويلٌ قد قضيناهُ معاً |
وكأنهُ شهرٌ لسوء بلائي |
بِتنا يشدُ على الغطاء ويتقي |
بالنومِ خوفاً ساكن الأعضاءِ |
يبيتُ في صدري ويحضنُ قلبهُ |
من خوفهِ قلبي فزاد عنائي |
يا ليتهُ وجد الأمان على يدي |
لسقيتهُ أمناً فذاك شفائي |
فحضنتهُ خوفاً عليهِ من الردى |
ولقد أتاهُ الموت تحت غطائي |
فحملتهُ بعد المماتِ كأنما |
طينٌ بهيئتهِ وبعض دمائي |
وبكيتهُ أبكي السنين تمر بي |
منذ الطفولةُ زهرةُ الأحياءِ |
ناديتهُ مارد قولي مطلقا |
قد كان يملأ صوتهُ أرجائي |
يا لهفتي ذهب الصغيرُ ، وما جنى؟ |
اللهُ حسبي ، إن ذاك عزائي |
سقطت علينا الدار ،دارك يا أبي |
طفلٌ ودارٌ ،كلها أشلائي |
والليلُ صاحٍ بالقتالِ وظلمةٌ |
ذهبت فكان كما الصباحُ مسائي |
وأنا هنا في موقعي ما هزني |
أني وحيداً ألتقي أعدائي |
وحدي وطفلي والدمارُ وأسرتي |
في غربةٍ في الدين في الأنحاء |
مَزقتُ كفي في انتشال أحبتي |
فالكفُ كفي والفِداءُ فدائي |
تحت الركام رُقادهم وأنينهم |
ضج الجدارُ لرجعةِ الأصداءِ |
شُردتُ عن وطني و لستُ بهاربٍ |
ما دام قلبٌ ساكن أحشائي |
ذهب الصغيرُ مع الكبيرُ وما بقى |
شيء أخاف عليهِ غير ندائي |
يا هل ترى سيعود مجبوراً بكم |
أم أنه سيموت دون رضائي |
لا العدلُ ينفعُ في زمانٍ أهلهُ |
جمعوا لهدمِ الدينِ في استعلاء |
العهد فيكم أمةٌ جُعِلتْ على |
رأسُ الجميعِ بِنُصْرَةِ الضُعَفَاءِ |
عهدي بكم في الناس أول راحمٍ |
ما ضاق حالٌ عندكم بوفاءِ |
هل تبذلون هنا عظيم صنيعكم |
رأسُ الجهادِ فذاك خيرُ رجائي |
نفسي لنفس المسلمين هديةٌ |
إن ضاع مالي أو مضت أشيائي |
إن غاب رأسي فاللقاءُ بجنةٍ |
ويهون من أجل الإلهِ عنائي |