أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الطيار : الحلقة الثانية ..

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    Exclamation الطيار : الحلقة الثانية ..

    رابط الحلقة الأولى :
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=16695

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

    - آلو .. مساء الخير ..
    - مساء الخير .. ( ديليشياس فوود ) مدينة نصر
    مع حضرتك يا فندم .. ممكن رقم التليفون ..؟..
    - ( .......)..
    - حضرتك أستاذ ( ...... ) ..؟..
    - مظبوط ..
    - طلبات حضرتك يا فندم ..
    - عاوز من فضلك اتنين ( ..... ) كومبو ، و الكولا لايت
    - حضرتك تحب أى أصناف جانبية ؟ ..
    - لا .. شكرا ..
    يسود الصمت للحظات الا من أصوات التكتكة على لوحة
    المفاتيح .. ثم :
    -الحساب كده يا فندم ( .... ) و ال ( Order ) هايكون عند
    حضرتك فى خلال 35 دقيقة ..
    - متشكر جدا ..
    - شرفتنا باتصالك يا فندم ..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
    أول طلب يأتى عبر أسلاك الهاتف منذ يومين كاملين .. ينهض الطباخ متثاقلا ، و يبدأ فى انجاز الأصناف المطلوبة .. غريب هذا .. فرعنا الذى كان أشبه بخلية نحل من فرط النشاط الدائر فى أرجائه ، صار أقرب الى البحيرة الراكدة من فرط الخمول الذى انسال بين جنباته.. تسألنى كيف حدث هذا ..؟ .. ألا تعرف حقا ..؟ .. ألست واحدا من دعاة مقاطعة المنتجات الأمريكية ..؟..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
    " كان وابل الطلقات غزير حقا ، و رأيت زميلى متكورا حول نفسه فى الركن الذى يختبئ فيه خوفا من الطلقات المنهمرة ، و كدت أفعل المثل لولا أننى رأيته يشير الىّ بأصابعه اشارة خاصة ، فأدرت عيناى فى اتجاه اشارته و رأيتهما ..
    الأب و ابنه متقوقعان بشدة خلف صندوق أو جدار لا أذكر حقا ، الأب يصرخ بالعربية و يحاول حماية طفله بجسده ، و الطفل أيضا لا يكف عن الصراخ و يتشبت بقميص أبيه الأبيض ، بينما صوت الرصاص المنهمر عليهما يغطى على أصوات صراخيهما ... لم أضع وقتا .. تسللت يدى و ارتفعت لأعلى حاملة الكاميرا و بدأت تلتقط و تسجل المشهد الجارى .. الأب يحاول أن يرفع منديلا أبيضا اعلانا عن استسلامه أو عدم ملكيته للسلاح ، ولكن الوغد الذى يمطره بطلقات الرشاش لا يأبه كثيرا لهذا .. مسلح أو غير مسلح .. لابد من بعض الدماء .. بل لعل راية الاستسلام هذه أكسبته الشجاعة أمام هذه الضحية معدومة الحيلة ..
    و بينما صوت الطلقات يكاد يمزق طبلتى أذنىّ ، لاحظت أن شاشة الكاميرا الديجيتال توقفت عن بث ما تلتقطه الكاميرا ، فعالجتها بسرعة و عدت أرفعها لأسجل الأحداث الجارية و .. و هالنى ما رأيت ...
    الطفل الصغير ذو السبعة أعوام و الذى كان يصرخ من الرعب محتميا من الرصاص المتطاير بجسد والده سقط جثة هامدة يشوه جبهتها ثقب مخيف تنز منه الدماء ، بينما الوالد نفسه لم يتحمل منظر مصرع ولده أمام عينيه و بين ذراعيه فراح يترنح للحظات توطئة لأن يفقد الوعى .. لدقيقة كاملة تجمدت أصابعى على الكاميرا ، و راح جسدى يرتعد من هول ما رأيت
    و لاحظت أن أصوات الطلقات قد توقفت بعد أن اطمأن الخنازير الى فوزهم بضحية اليوم .. أكاد أراهم فى مخيلتى و هم يبتسمون و يسحبون زميلهم المسعور الذى كان يطلق النار مطمأنين اياه أن يكفى هذا الآن .. نظرت الى زميلى المختبئ فوجدته يرتجف بقوة ، و يشير الىّ أن هيا نهرب الآن ..
    صدقونى يا سادة .. لقد عشت بحكم عملى الكثير من اللحظات الصعبة ، و لكن ما رأيته فى الأراضى المحتلة يفوق أبشع ما رأيت و سيظل يطاردنى فى كوابيسى طيلة ماتبقى لى من عمر .."
    من شهادة مصور القناة الخامسة بالتليفزيون
    الفرنسى لقناة اخبارية أوروبية (1)
    .
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
    أخيرا .. أنطلق كالصاروخ على متن الدراجة البخارية حاملا ال Order الى طالبه ، و مستشعرا متعة غير عادية و لكن .. هذه المرة كان الأمر يختلف .. كان جزءا من عقلى غير منخرط مع باقى كيانى فى هذه المتعة .. كان يهيب بى أن الأمور لم تعد كالسابق .. و أن هذه المرة التى هى الأولى منذ عدة أيام قد تكون الأخيرة لى على متن هذه الدراجة ..
    الأشارة الحمراء مضيئة فلأتوقف ... تسألنى لماذا هى الأخيرة ..؟.. أقول لك .. بسبب حكاية المقاطعة " اللى طالعينلى فيها اليومين دول " .. العالم العربى و الاسلامى – و نحن جزء منه - يموج بالغضب بسبب الأحداث الأخيرة فى ( فلسطين ) المحتلة .. السفاح الاسرائيلى ( شارون ) مصر على التحرش بالمسجد الأقصى .. انتفاضة الشعب الفلسطينى الثالثة تنتشر فى ربوع ( فلسطين ) و الأراضى المحتلة كالنار فى الهشيم ..الآلة العسكرية الأمرى/ اسرائيلية تضرب بكل قوتها .. و الشعب البطل صامد ك " جبل مايهده ريح " .. و كتائب ( حماس ) و ( شهداء الأقصى ) و غيرهما تزلزل ( اسرائيل ) بالقذائف و القنابل الاستشهادية .. و صور الشهيد ( محمد الدرة ) و الشهيدة ( ايمان حجو ) تملأ عالمنا .. و..
    بيييييييب .. بيييييييييييب ... لقد شردت قليلا .. الاشارة خضراء الآن .. " طالع طالع " أقولها لقائد السيارة الذى يكاد يذهب بسمعى بآلة التنبيه .. أسمعه يسبنى ، و أكاد أرد عليه ، و لكن الغصة التى أشعر بها فى حلقى تمنعنى ..
    أنطلق بالدراجة فى طريقى ، و تنطلق أفكارى هى الأخرى فى طريقها ...
    الدعوات الغاضبة تنطلق فى أرجاء البلد تنادى بمقاطعة السلع و المنتجات الأمريكية كواجب شرعى ردا على الدعم الأمريكى الغير محدود للسفاح ( شارون ) .. قاطعوا .. قاطعوا الكوكا و البيبسى و كنتاكى و ماك و ايريال و برسيل و .. و.. و (ديليشياس فوود )... و لكن فات السادة الداعين للمقاطعة – فى خضم غضبهم الذى يملؤنى أنا أيضا – أنهم بذلك " يقطعون عيش " مئات أو آلاف العمال ( المصريين ) العاملين فى الشركات و المصانع الداخلة فى نطاق المقاطعة .. اذا نجحت هذه الحملة فى تعبئة الجماهير ضد هذه الشركات ، فماذا سيكون مصير هؤلاء العمال ..؟.. اذا حدث و أفلست شركة مثل شركتنا تضم تحت لوائها مشاريع مختلفة كمزارع الماشية و الدواجن و مزارع الأسماك و مصنع منتجات اللحوم المختلفة .. فماذا سيكون مصيرنا ..؟.. ماذا سيكون مصير طفلتى و امرأتى ..؟..
    شعرت بالأفكار تتكالب على و تطبق على أنفاسى و تكاد تخنقنى فزفرت بشدة و زدت من سرعة الدراجة ، و لا شعوريا تحولت هواجسى الى غضب شديد ... هؤلاء الأغنياء ...هم يقاطعون ، و نحن " نلبس " ... كل ماعليهم فعله هو استبدال مشروبهم المفضل بمشروب آخر ، و استبدال هذه السلعة بغيرها ، بينما نحن – العمال – ندفع ثمن هذه المواقف الوطنية بتشردنا و ارتمائنا فى الشوارع ...
    كيف لا يفكرون فينا ..؟.. كيف غبنا عن أذهانهم و هم يفكرون فى واجبهم ضد ( أمريكا ) ..؟.. أعلم أن منهم الكثير من المتدينين ، و لكن هل فكروا و هم ينادون بالمقاطعة ان كان يرضى الله أن تموت طفلتى جوعا – بعد الشر – أو تتعرى زوجتى و تذل ..؟.. شعرت بأمعائى تتقلص عندما ورد هذا الخاطر على ذهنى ، و رغما عنى رحت أفكر .. أيمكن أن يأتى هذا اليوم حقا ..؟.. يا الهى .. طفلتى .. حبة قلبى .. تموت جوعا ..؟..
    فى هذه اللحظة هوت قطرة ماء على معصمى ، رفعت رأسى الى السماء و رأيت الغيوم الرمادية الكئيبة تحتشد منذرة بليلة ممطرة من العيار الثقيل .. و تساقطت قطرة ثانية .. و ثالثة .. و رابعة .. و سطع البرق فى السماء ، و أعقبه هزيم الرعد ، قبل أن ينهمر المطر كالشلال .. " يبدو أن السحب تبكى لهول ما يدور بذهنى .."..
    هززت رأسى بقوة لأطرد الخواطر السوداء منها ، و تنبهت الى أننى وصلت للعنوان المطلوب تقريبا ، فأوقفت الدراجة و أسرعت أحمل الطلبات و هرولت تحت وابل المطر المتساقط الى مدخل البناية المعنية و رحت أصعد الدرج ..
    ثلاثة أشهر تقريبا مرت علينا فى المطعم و نحن لا نفعل شيئا تقريبا .. أذهب يوميا الى الفرع ، و أرتدى ثياب العمل ، و أقوم بتنظيف دراجتى البخارية و أفحصها جيدا ، ثم أجلس لأتسامر مع زملائى أو أقرأ الصحف وذلك حتى الواحدة صباحا تقريبا .. لقد وجهت المقاطعة ضربة قاصمة الى شركتنا ، و صار من المعتاد أن يمر اليوم دون أن يلج فرعنا الا عميل أو اثنين ، أما عن طلبات التوصيل للمنازل ، فقد يمر يوم أو اثنين دون أن يأتينا Order واحد .. تبا .. نحن خمسة عمال للتوصيل للمنازل .. ماذا سيفعلون بنا ..؟..
    و الواقع أنه فى الأيام الأخيرة بدأت بعض الشائعات تتناثر هنا و هناك تقول أن الادارة بصدد تصفية بعض العمالة الزائدة عن حاجة الفرع فى الوقت الحالى ، و فى ظل الظروف الراهنة .. و راحت أدمغتنا " تودى و تجيب " .. من منّا سيبقى ومن سيذهب ..؟.. سؤال ظل يدور فى أذهاننا طيلة الوقت بشكل محطم للأعصاب ، وان حاول كل منّا ان يخفى قلقه و يتظاهر بالمرح الا أن الافتعال بدا جليا فى الكلمات و الحركات ، و أطل القلق واضحا من العيون ..
    أنا الآن أقف أمام باب منزل الدكتور ( عبد الحميد قنديل ) ..
    مددت اصبعى و ضغطت زر الجرس ..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
    جفلت للحظة عندما ارتفع رنين الجرس ، و كدت أهتف مناديا ابنتى لتفتح الباب ، و لكننى فضلت ألا أنتزعها من تركيزها فى دراستها ، فنهضت متثاقلا من أمام البرنامج الشيق الذى تبثه قناة ( الجزيرة ) القطرية ، و فتحت الباب لأجد عامل توصيل الطلبات الشاب واقفا يحمل أكياس الطعام ، و يتساءل بأدب ان كنت أنا ..
    - دكتور ( عبد الحميد قنديل ) ..؟
    - أيوه .. مظبوط ..
    - اتفضل يا فندم ..
    ناولنى الأكياس ، و لاحظت أنا أن ثيابه مبتلة بماء المطر ، و لكننى لم أعلق .. وضعت الأكياس فى المطبخ و عدت اليه بالمال بعد أن قرأت الثمن على الورقة المطبوعة الملصقة على كيس الأطعمة ، و سألته ان كان معه فكة ، فعبث قليلا فى جيوبه قبل أن يهز رأسه أسفا و يجيب بالنفى ثم يقول :
    - حضرتك ادينى الفلوس ، وأنا أفكهالك من أى محل يكون فاتح ..
    كان المتبقى من حسابه خمسة جنيهات ، فناولته الورقة المالية المجمدة قائلا :
    - خلاص يا أخ .. مش مشكلة الباقى ..
    كنت أقصد بهذا طبعا أن يحتفظ بالباقى ، و فوجئت بأن رد فعله أغرب مماهو معتاد فى مثل هذه الأحوال ..
    لقد ظل مادا يده الممسكة بالورقة المالية ، و ارتجفت شفته السفلى ، و أطرق برأسه لأسفل للحظات ، قبل أن يرفع عينيه و كانتا تلمعان بشكل غريب ، و يقول :
    - ممكن أسأل حضرتك سؤال ..؟
    فاجأنى طلبه ، و لكننى رددت ببساطة :
    -اتفضل ..
    تردد لحظة ثم :
    - حضرتك ليه مش مقاطع المنتجات الأمريكية ..؟..
    كان سؤاله غريبا حقا ، فابتسمت قائلا :
    - أنا مقاطع المنتجات الأمريكية .. مقاطع العربيات الأمريكانى ، و اللبس الأمريكانى ، و التليفزيونات الأمريكانى ، و أى حاجة بتيجى من (أمريكا) على طول على هنا ..
    ظل ينظر الىّ فى صمت " أترى هذا اللمعان فى عينيه دموع حبيسة ، أم ماذا ..؟ " ، فاستطردت :
    - زمان لمّا ( غاندى ) نادى بمقاطعة السلع الانجليزية كوسيلة لمقاومة الاستعمار الانجليزى ، كان بيمنع فلوسه مباشرة عن خازنة الانجليز ، يعنى كانت ضربته ف الصميم لأن الانجليز كانوا هما اللى بيصنّعوا السلع فى بلادهم ، و بكده هو ضرب لهم أسواقهم .. لكن دلوقت الأوضاع اتغيرت ، و المصالح تداخلت..هما دلوقت بيدونا الاسم بس ، لكن احنا اللى بنزرع ونربى و ننتج .. المقاطعة اللى بينادوا بيها اليومين دول ضرب للأمريكان بس من خلالنا احنا .. زى ماتيجى كده توقف اتنين واحد ورا التانى و تضرب القدمانى ف بطنه عشان الضربة تصيب اللى وراه .. ايه اللى هايحصل ..؟ .. الضربة هايستلقاها اللى من قدام بالكامل ، و اللى ورا ممكن ما يحصلّوش أى حاجة .. اهى حكاية المقاطعة عاملة زى الحكاية دى بالظبط .. معنى ان نقاطع مصنع زى مصنع الكوكاكولا لحد ما يفلس اننا نشرد مئات / آلاف العمال عشان نغز ( أمريكا ) غزة بسيطة ، وده تخريب للمجتمع ... عرفت بقى يا سيدى أنا ليه باشرب الكولا و باكل من المطعم بتاعكم ..؟ .. واللا انت عايزنى أقاطعكم..؟
    ظل صامتا يحدق بى للحظات قبل أن يطفو على شفتيه شبح ابتسامة و هو يقول :
    - الله يفتح عليك يا دكتور.. يا ريت كل الناس تفكر زى حضرتك كده .. عن اذن حضرتك ..
    - اتفضل ..
    و فى اللحظة التالية كان قد اختفى من عن ناظرىّ ..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _
    كان المطر مستمرا فى الهطول بغزارة شديدة حتى أننى عندما وصلت الفرع كانت ثيابى قد ابتلت تماما ، فأوقفت الدراجة أسفل المظلة العريضة المعلقة على واجهة الفرع ، و عندما ولجت المبنى أدركت ان شئ ما على غير مايرام ..عدد العمال الموجودين أقل من المعتاد .. والعيون تتحاشى النظر الىّ ، فشعرت ب" كركبة ف مصارينى " ، و سألت ( محمد ) فتى ال" سيكيورتى " أن " فين باقى الناس ..؟" ، فتح فمه ليجيبنى ، عندما ارتفع صوت ( أشرف ) المشرف علينا من خلفى و هو يقول لى :
    -ورّد فلوس الorder اللى معاك ف الخازنة يا (سعيد) ، و أدخل لمستر ( هانى ) ف مكتبه عشان كان بيسأل عليك ..
    كان يقصد ب " مستر هانى " مدير الفرع طبعا ، فشعرت بدقات قلبى تتسارع و أنا ألتفت اليه متسائلا :
    - خير يا مستر ( أشرف ) .. فيه حاجة ..؟
    لم ترق لى ابتسامته – لا أستلطفه أساسا و لا يستلطفنى – و هو يجيب :
    - خير ان شاء الله .. ها تعرف لما تدخل ..
    زادتنى اجابته توجسا ، فأسرعت أورّد النقود فى الخزينة (و مع قلقى نسيت استرداد البقشيش) ثم استدرت ، و مشيت بخطوات وئيدة عبر الممر المؤدى لغرفة المدير ..
    صوت المطر المنهمر فى الخارج .. أطرافى باردة كالثلج .. حالة من البرود و " التناحة " تنتابنى .. البرق يسطع عبر نوافذ الممر .. أطرق باب الغرفة .. يدوى هزيم الرعد .. أسمع صوت المدير يدعونى للدخول ..
    أفتح الباب ، و أدلف الى داخل الغرفة ..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
    نهاية الحلقة الثانية

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    الأخ الفاضل الأديب / شريف ثابت
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مرة اخرى يجذبني أسلوبك المشوق ، وسلاسة لغتك التي هي خليط بين لغة فصيحة مبسطة وبين بعض مصطلحات عصرنا..
    اتسعت زاوية الرؤية تدريجياً ( كما هو حال الروايات جميعها ) لنعرف تفاصيل اكثر عن بطل الرواية والظروف المحيطة به ، اعجبتني المداخلة بين مشهد التلفاز (عن محمد الدرة ) وبين البطل فقد جاءت سلسة بلا مقدمات ، وكانت هي في ذاتها مقدمة للأحداث الأهم الآتية .
    الحوار الداخلي للبطل وتوجسه من المستقبل كان رائعاً ؛ فقد كان ملائماً لشخصية البطل البسيطة المنهكة ، وكانت تساؤلاته الرابطة بين السياسة والاقتصاد ، وانعكاسهما عليه وعلى أسرته بشكل مباشر او غير مباشر ، كانت هذه التساؤلات الموجعة الصادقة هي القصة ؛ قصة واقعنا المعاش المؤلم ، والموضوع حيوي جداً وفي الصميم .
    الحوار التنويري بين الطيار وبين ( الدكتور) وضع الأمور في نصابها فقد فرق بين المقاطعة الصحيحة ( مقولة غاندي ) وبين الشعارات غير المدروسة التي تضر ولا تنفع .
    فقط يا اخي كنت اتمنى ان يكون الحديث الدائر بين " الطيار " و" الدكتور " من وجهة نظر الطيار لأننا نعرفه هو ونعرف خلفياته كاملة ،اما الدكتور فهو هنا شخصية هامشية ( رغم أهمية رأيه جداً ) ..
    لذا أرجو منك مراجعة تلك النقطة .

    بقي أن أقول أنني انتظر بشغف باقي أحداث الرواية ؛ فعلى الرغم من انني لا أحبذ قراءة روايات على هذه الشبكة إلا ان أسلوبك وموضوعك يجبراني على الانتظار والمتابعة .

    تقبل تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    استاذى الفاضل / ا . حسام القاضى ..
    و عليك السلام و رحمة الله و بركاته ...
    صدقنى يا سيدى اعتزازى و سعادتى بسطورك و اطرائك لا يوصفان ، لأنهما صادرين من شخصية لها وزنها فى عالم الأدب ، فجزاك الله عنى كل خير ..
    هذه الحلقة بالذات كنت أضع يدى على قلبى منتظرا تعليقك عليها ، لأنها من بين حلقات الرواية الستة هى الأبطأ ايقاعا لأنها فى مجملها عبارة عن مجموعة من الهواجس تأكل بطل القصة من الداخل ..
    و لا أكذبك خبرا سيدى أن بعض ممن قرأوا نص الرواية بالكامل توقفوا أمام نقلة ( الفلاش فورورد ) فى أول الحلقة والتى بدت لهم مبتورة عن الحلقة الأولى ، و بخاصة أنها تلتها المداخلة الاعلامية ، فأعلنوا أنهم تاهوا بين نهاية الحلقة الأولى و بداية الثانية .. لذا سيدى تجد سعادتى غامرة باطراءك الكريم لهذه النقطة ..
    فضلت استخدام اسلوب تعدد الرواة لشد انتباه القارئ و القاء حجرا فى بركة القصة كيلا تركد مياه الأحداث ، الى جانب سبب آخر اسمح لى بتأجيل التصريح به كيلا أحرق الأحداث ...
    ختاما .. سطورك سيدى وسام على صدرى ، أرجو أن أحتفظ به فى جميع ما أكتب ... أشكرك جدا ...
    و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ...

المواضيع المتشابهه

  1. مسلسل أرباب المهن ورباتها - الحلقة الثانية - القاضي .....
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-11-2019, 04:47 PM
  2. "رواية"الطيّار : الحلقة الرابعة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-06-2008, 12:19 AM
  3. الطيار : الحلقة الثالثة ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-12-2006, 11:56 AM
  4. زائر آخر الليل : الحلقة الثانية ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-09-2006, 09:46 PM
  5. حصريا على قناة الواحة ...... الحلقة الثانية
    بواسطة خالد علي الناصر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-05-2006, 06:05 PM