قل إني على بينة من ربي !!!!!!
قال تعالى : 0 (وأنّ الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ) 0
إ ذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكّد في الكثير من أحاديثه على أهمية الإيما ن ومكانته في النفس والمجتمع والحياة الإنسانية فإنه كثيرا ما كان يقول : ( الإيمان بضع ويبعون شعبة أعلاها ،لاإله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ) وهذا يعني أنّ للإيمان ضوابط دقيقة أذ أن الإنسان الذي يسلك سبيله على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إنما هو من يحقق شروط الإيمان ويبني أم’ إنسانية متحضرة تحسب لله وللإنسانية الحساب الحق...... إذ لاإيمان بلا بينة ، ولا لابينة بلا علم نافع ، ولاعلم نافع بلا شاهد ، ولا شاهد بلاعمل صالح ،وهذا بالتالي يوصلنا إلى أن ّ حقيقة الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل وقد أكّد على ذلك القرآن الكريم دائما فكثيرا ما كانت آياته تدفع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يسلك الصراط المستقيم ( قل إني على بينة من ربي ) ليبقى المؤمنين على صراط الحميد المجيد ومن هنا كان القرآن الكريم يستنكر أشدّ الاستنكارعلى من يساوي بين المؤمنين والكافرين وبين المخلصين والمنافقين وبين الفاعلين للخير والصانعين للشر...... قال تعالى : (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم )
وقد أصاب الصحابي الجليل مصعب بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه حين قال :
أأقعد بعدما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليـــي
أجادل كلّ معترض خصيم وأجعل دينه غرضا لدينـــــــــي
فأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقـــــــــين
وما أنا والخصومة وهي شيْ يصرّف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قــــــــوام يلحن بكلّ فج ّ أو وجيـــــن
وكان الحق ليس به خـــــفاء يمنهاج ابن آمنة الأميـــــــــن
فأمّا ما علمت فقد كفانـــــــي وأما ما جهلت فجنبونــــي
إذن فالكفر طريقه الضلال أما الإيمان فطريقه الحق تلك هي المهمة الكبرى التي جاء من أجلها القرآن الكريم قال تعالى : (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنا وعملوا الصالحا ت وآمنوا بما نزّل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سي~اتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروااتبعوا الباطل وأن الذين آمنوااتبعوا الحق من ربهم ) وليس هلاك الأمم إلا باتباع الهوى الذي يقود إلى الباطل
حسين علي الهنداوي