في بيان للفاتيكان.. البابا يأسف بشدة لإساءته لمشاعر المسلمين
نيويورك تايمز: تصريحات البابا مفجعة.. ولوموند: كنا ننتظر منه الاعتدال
مجمع البحوث الإسلامية: الجهل بالشريعة لا يبرر الإساءة للدين
.. والشوري يدين التصريحات
روما ـ مصطفي محمود عبدالله ـ مراسلو الأهرام ووكالات الأنباء
فضيلة شيخ الازهر يتحدث للصحفيين عقب الجلسة الطارئة لمجمع البحوث الاسلامية بالقاهرة
أعلن الفاتيكان أمس أن البابا بينديكت السادس عشر يأسف بشدة لأن بعض عباراته التي وردت في خطابه الأخير, أساءت لمشاعر المسلمين, جاء ذلك في بيان أصدره الفاتيكان أمس, وتضمن تأكيد احترام البابا وتقديره لأولئك الذين يعتنقون الإسلام, وأعرب عن أمله في أن يتفهموا المعاني الحقيقية لكلماته, موضحا أن موقف البابا من الإسلام هو ـ بلا جدال ـ متفق مع تعاليم الفاتيكان التي تقول إن الكنيسة تقدر المسلمين الذين يعبدون الرب الواحد.
وقبل صدور هذا البيان, تواصلت أمس ردود الفعل الغاضبة في مختلف أنحاء العالم, ضد تصريحات البابا المسيئة للإسلام, حيث طالبت دول ومنظمات عربية وإسلامية عديدة, البابا بالاعتذار شخصيا, وتوضيح موقفه من الإسلام, بينما نادت دول وأحزاب سياسية عربية بقطع العلاقات مع الفاتيكان, ما لم يعتذر البابا عن إساءته للإسلام.
واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تصريحات البابا حول الإسلام مفجعة وخطيرة, وقالت إنها ليست المرة الأولي التي يزرع فيها البابا الشقاق بين المسيحيين والمسلمين, مذكرة برفضه انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لأنه بلد مسلم. كما انتقدت صحيفة لوموند الفرنسية تصريحات البابا وقالت: إننا كنا ننتظر منه خطابا أكثر اعتدالا, وأضافت أن القرآن الكريم ذكر كلمة العقل45 مرة في آياته.
وكان مجمع البحوث الإسلامية في جلسته الطارئة التي عقدها صباح أمس برئاسة الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر, قد أصدر بيانا فند فيه مزاعم المسيئين للإسلام قديما وحديثا, وقال إنها ناتجة عن جهل عن جهل واضح بالشريعة السمحاء, مؤكدا أن الجهل بالشريعتة لايبرر الإساءة للدين مذكرا بزيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني لمشيخة الأزهر الشريف, تعبيرا عن اللقاء الإنساني بين جميع الشرائع السماوية, واحتراما من كل جانب للآخر من أجل نشر الفضائل.
وأدان مجلس الشوري أمس تصريحات بابا الفاتيكان, وأكد المجلس برئاسة السيد صفوت الشريف, احتجاجه علي هذه التصريحات المسيئة للإسلام ونبيه الكريم, مطالبا البابا بالإيضاح, ومن ثم الاعتذار. كما طالبت لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب بسن قانون دولي يعاقب كل من يسيء للشرائع والأديان السماوية.
ولم ترد أي ردود أفعال عربية وإسلامية حتي مساء أمس علي بيان الفاتيكان, الذي أعلن أسف البابا لهذه التصريحات, بينما علقت هيئة الإذاعة البريطانية علي صدور بيان الأسف بهذه السرعة بقولها إنه يعكس جدية الفاتيكان في التعامل مع الموضوع.
ومن روما, ذكر مراسل الأهرام أن البابا عقد اجتماعا مغلقا مع كبار مستشاريه بمقر إقامته الصيفي, وأنه يشعر بغضب إزاء الطريقة التي تم بها تفسير تصريحاته. وقالت مصادر مطلعة إن البابا يشعر بقلق بالغ من احتمال أن تتحول الاحتجاجات إلي العنف.
وفي القاهرة استدعت الخارجية المصرية أمس رئيس البعثة الدبلوماسية للفاتيكان بالقاهرة, لإبلاغه بالآثار السلبية لما تضمنته محاضرة البابا, كما التقت أمس أيضا, نيفين سميكة سفيرة مصر لدي الكرسي الرسولي مع كبير الأساقفة في الفاتيكان, نائب وزير الخارجية, الذي أكد اعتذار البابا وعزمه تناول الموضوع مجددا بالإيضاح في كلمته اليوم, عقب قداس الأحد.