ذكرى مخيفة
.
بين الأزقة الضيقة تجسدت صورته أمامها ، فلم تعد تدري هل هي صورته أم قطع من الحجر
رصفت على احد الجدران ، أكملت مسيرها ، و قلبها بدأ يبرق و يرعد لهطول الخوف فيه ، فمشت بخطوات أسرع من الأولى ...
أوقفها أحد الأصوات التي تلاحقها ، و هو يناديها إلى أين ذاهبة بصوت متضخم يتوعد ، التفتت يميناً و شمالاً، فلم تر أحداً
، وكأن شيئا اختبأ في إحدى الجدران القاتمة ، راقبت المكان بكل خوف و اضطراب ،
فلم تجد سوى نفسها و ذاكرتها التي تلاحقها كل ما مرت من هذا المكان ، مكان يحتفظ لها بقصص مخيفة ،
من رجل كبير مجنون كان يلاحقها ، فكانت تصرخ و كأن الصراخ لا يصدر من فمها بل يصدر من قلبها ،
فلا أحد يجيبها سوى خوفها ، أسرعت أكثر و ركضت بكل قوتها متجهة إلى أخر الزقاق حيث هناك منزل صديقتها نسرين ....