قصيدة للشاعر الكبير ..
عبد الرحيم محمود
أتمنى أن تروق لكم كما راقت لي واحببتها
طبع النساء قلوبهن هــواء
وتغير وتلون ودهـــاء
فإذا همسن فإن تلك مصيبة
أو قلن يوما ، همسهن بلاء
قد جرب الشعراء قبلي فانتهوا
أن النساء جميعهن ســـواء
المكر في خلق النساء طبيعة
تمضي بهن الريح والأهواء
من غير مكر في النساء حياتنا
تغدو سعيرا ، مكرهن رواء
إن قلن : لا ، فاعلم بأنك فائز
ومع الصدود تأمل ورجــاء
أحببت أنثى تيمتني رقـــة
في همس عينيها سرت أشياء
حتى تحول كل عمري عمرها
وسرى بقلبي الحب والإغراء
وتوحدت نبضاتنا وتعاهدت
في الصدر أوردة ورق الماء
وتعانقت أزهار وردك في فمي
شعرا تضوع بعطره الأرجاء
وتولهت في نهد صدرك لمستي
وحسبت أني بدرك الوضاء
وتأودت أعطاف خصرك لوعة
حتى أعانقها وكان رجــــاء
وشربت من نبع الحنان سلافة
أودت بعقلي ثم حم قضاء
ورأيت أن الشمس بعض ممالكي
وغرقت في عينيك يا حسناء
وعشقت زهرك والبحور وقادني
بستانك المسحور والميناء
منيت نفسي بالكثير من الهوى
أأعود مهزوما وفيك أُساء
يوما تقولين السماء سماؤه
وأنا بأسر ما له إلغاء
الروح ملكك ، لن تنال من الذي
ترجوه شيئا ، فالزمان هباء
وأنا يعانقني السراب وحرقتي
وسلبتنى عقلي فلست أشاء
إني عشقتك فوق ما كان الهوى
أضنى فؤادي البعد واللأواء
وتملكت أنوار روحك مهجني
فأنا وقلبي والأسير سواء
لا استطيع فراق عينك لحظة
إلا وتغرق زورقي الأنواء
أو أترك الميناء عشقك هدني
وأحالنى شبحا وأنت الداء
وفيك أحلف كل سر سعادتي
وبغير همسك لا يكون دواء
هلا ترق لحالتي من ثوبها
في سحره هامت به الأنحاء
إني بكلك عاشق ومتيــم
وبغير حبك ضائع وفنـاء
إني عشقتك قبل أن كانت دنا
وعرفت روحك : رقة وصفاء
لو تعرفين بأن عمري ينتهي
إن قلت : لا ، وعلى الحياة عفاء
لولا الغرام لما تغـــرب آدم
يوما ولا جاءت له حـــواء