سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة منقوشة على كفّ الفجـر
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم الشهادة
هل تولد السعادة من قلب حزين؟
سؤالٌ حيرني واستفزني في الوقت نفسِـه
فوجدت نفسي أمسك القلم وأخط على الورق
بعض التفسيرات التي أحاول أن أقنع بها
نفسي ,وتساءلت كيف تولد السعادة من الحزن
وهما نقيضان , فالسعادة هي راحة البال وهي أولى درجات الفرح والسرور والانشراح.
والحزن شعورٌ بالإحباط والألم , وهو كمثل ليل حالك الظلام من دون قمرٍ يضيئه ,فهو ظلمات شديدة السواد، معتمة , فالحزن
هو للقلب وجعٌ , وعلى النفس دمعٌ, وللروح
موتٌ ولكنه موتٌ بطيء.
إن المحب عندما يهجر حبيبه فهو إنما
يهجره بالنظر وبالحضور، ولكنه يبقى في
الفكر وفي القلب فهل هذا يسمى هجرا"؟؟
إن ذاك العاشق إن هجر حبيبته فإنه لا يستطيع أن ينساها, بل بالعكس فنسيانها يكون صعباً , وحتى وإن التقى بها مصادفةً، فلا يستطيع أن يحجب عينيْـه عن النظر إليها
فهل يسمى هذا هجرا"؟؟
ولكن , تبقى هذه الكلمة بداية لحديث آخر
لا تفسير له فى عالم الكلمات, فكل من فشل فى علاقة حب، من الصعب عليه أن يجد البديل
فى غيرها.
ويبقى السؤال حائرا يبحث عن إجابة وافية
هل من الممكن أن تولد السعادة من قلب حزين
الكريم حسن القماطي
سمحتُ لقلمي بالمرور على نصك الذي يقطر أسئلةً، لتعديل بعض مايحدث أثناء الكتابـة، فلكَ من الشكرِ أوفرُه على تحمُّلي وتحمُّلِـه ..
أبدأ بسؤالك الرئيس: هل من الممكن أن تولد السعادةُ من قلبٍ حزين ؟؟
نعمْ .. بالآخرين ومنهمْ وإليهمْ .. من بسمةٍ ترتسم على شفاههمْ الحزينة، من بسمةٍ تستيقظ بقلوبهمْ التي نامتْ آمالـُها، وستحسّ بأن السعادةَ تتراقصُ على محيّا قلبكَ بمجرّد أن تتراقصَ بهمْ، حتّى وإن كان قلبك مملكةً للوجع..!
أمّـا الفشل في الحبّ، فهو قدَرٌ ! جسرٌ يمرّ بـه بعضُنا، فيُعلّمنا الإصرارَ على زمن الإحساس الذي غدا تهمةً في زمننا، الإصرارَ حتّى وإنْ نزفْنا وجعاً ومرارةً، حتّى وإن خارتْ قوانـا لسنوات قبل أن ننهض من عثرتِنا .. !!
أمّا الحزنُ، فهو نافذةٌ تطلّ منها الروحُ على حدائق الحلـم بغدٍ أجمـل، لولا الحزنُ ماكان للفرح مكان ولاقيمـة، لولاه ماكانَ لدمعِ الفرح تفرُّد ..!
لولا الحزنُ، ماتعلّمنا من الحياة دروساً، ولَما عرفنا قلوباً نقية بيضاء، لأنّ الشدّةَ هي التي تنزع الخمارَ عن القلوب الطّيبـة، فتسكبنا فيهمْ وتسكبهمْ فينا روحاً واحدة، وتكشف في الوقتِ نفسِـه قلوباً لاقلبَ لها .
لولا الحزنُ والصبرُ عليـه، ماجنينْا الأجرَ العميمَ على احتماله راضين، حتّى وإنْ سكبناهُ على الورق وانسكبْنـا معـه، والآهُ صوتُنـا !
أجوبـة كثيرة لاتنتهي، وأسئلةٌ تشتعل كلَّ جواب ..!
أسعدكَ ربّي وباركَ بك وبحرفك
تقبّل خالصَ تقديري واعتزازي
وألف طاقة من الورد والندى