|
مالي وللواحةِ الخضراء ترثيني |
وهي التي عشقها في النبض يُثريني |
شجرُ الرحيل أطل اليوم (من ثمرٍ) |
وأكادُ ازعم أن البوح يعنيني |
إن جئتُ من غايةٍ أو رغبةٍ عندي |
لا الوعدُ منها ولا وحيٌ يوافيني |
وكأن ما بيننا غزلاً وتدليهاً |
في حسنها دائماً تحيي شراييني |
إن جئتها أبتغي قُرباً فما ألقى |
أو غبتُ عنها ففي قلبي براكيني |
قد أذهلتني بحسنٍ لا حدود لهُ |
لم تعطني فرصةً يوماً لتدنيني |
بل إنني دائماً بالجهدِ أدركها |
والذنبُ ذنبي ولكن لا تواسيني |
بالأمس كانت لنا فيها مساحاتٌ |
ظلٌ بهِ أتقي جهلاً يُمنيني |
فيها التقيت بقوم من مودتهم |
ذقتُ الثمار وخيراً لا يجافيني |
منهم سميرٌ سليل المجد من عمرٍ |
نعم الصديق كثيراً ما يُنجيني |
لا زلت أمضي على ما خطهُ درباً |
نحو العلا دربهُ أرقى ويُرقيني |
حتى عرفت سبيلاً في مفاعلتن |
ثم انتبهت لفعلن في الميادينِ |
أخذَ البسيطُ جناح الوجد في قلبي |
عامين لم أستطع نظم الموازينِ |
مستفعلن شدني مستفعلن أيضا |
يا ليتهُ فاعلن فوراً يوافيني |
لما ظننتُ بأني الآن مقترباً |
من حوضهِ جاءني (هجرٌ ) يعزيني |
ماذا جنيتُ على أحباب واحتنا |
حتى رأيت غياباً سوف يقصيني |
يا إخوتي أنني ما بينكم شيئاً |
لا أرتقي هكذا ،دون المحبينِ |
إن كنتُ في علةٍ في النحو والنظمِ |
بالأمس لم تدركوا نثري وتلحيني |
قد كنتُ في سُلَّمٍ لا زال ينزل بي |
والآن في مصعدٍ للمجد يدنيني |
من بعض ما عندكم فناً وتمكينا |
سبحن من زادكم نظماً بتفنينِ |
فلتغفروا أنني (نَحتٌ ) ،أناملكم |
في رقةٍ أتقنت فناً بتمكينِ |
أو فاعذروا كاتباً إن غاب في دعةٍ |
فالصمت أولى وأولى أن يغطيني |
هذا الخطابُ إليكم في مظاريفٍ |
حَمَلتْ على ظهرها ختمُ الرياحينِ |
والفكرُ يطلب من يسقيه ،يرويهِ |
طوبى لمن قولهُ في نصرة الدين |