أخي الدكتور جمال مرسي. ..تحية. أما بعد:
حاولت أن أرسل لك رسالة خاصة و لكنني فشلت في فهم تقنية الإرسال فعفواً..و سأقول هنا بطريقة عامة ما كان بودي أن أقوله بطريقة خاصة .. وذلك إلى حين..
بخصوص القصيدة التي قرأتها الآن، كنت أريده رأيا نقديا صارما و جادا، فإذا هي قصيدة .. فالمعذرة:
كلمات إلى جمال مرسي
لستَ مختلفاً أنتَ06
حين تراوغ فينا البحارَ
و تشرب من نبعِ ما سوف تنساهُ تلك الجراح البعيدة،
في وجهها مدنٌ
و شراعٌ
و أمتعةٌ هاربهْ
***
لستَ مختلفًا
حين تقتح في الوافدين حروف الشهيّةِ
ذاكرةَ الأبجديةِ
ترفض فينا الذي كان من ظاعنٍ نائمٍ
و بقايا من اللغة الكاذبهْ
***
أنا لا أستطيع التحدث عن لغةٍ
في يديكَ
و عن مدنٍ
في معانيكَ
لا تتسلق غير سلالم من فضةٍ
و بهاءٍ
و لا استطيع اقتناء العناوين من سلّة الوردِ
أو رفضها دون أن أفقد الجوهرهْ
سوف أقتل كل الحروف التي كتبتها جراحاتك الحائرَهْ
***
سوف أحمي بحوري
و أنساك
لكنني ستفاجئني في الطريق
بأنهارك الوارفاتِ
و أشجارك الماطرهْ
+++
أنا لا أستطيع التملق
لا أستطيع الهروب من الواقعِ المُرِّ
لا أستطيع الخروج على "جثتي"
و انتمائي لهذا الزمَنْ
أنا لا أستطيع التمركز خلف حدود الوطنْ
***
لن أغير عنوانَ من كنت أحسب أني تناسيتهم
أنهم غادروا
أنهم لن يعودوا
و لن يطرقوا بابَ بيتٍ جميلْ
***
ها أنا أسمع الآن خطوي
و تسرقُـني دهشتي
و ارتطامي بهذا الذي كُنْـتُهُ
قبل خمسين عاما
و خمسين أبهة
ها أنا أترقب هذا "الأصيلْ"
***
تتردّد في أذُني سقطةٌ
و صهيلٌ
و حمحمةُ الحربِ في ليلةٍ قاتمهْ
***
ها أنا أحتمي بالحروف التي هجّرتني
و لم تقتح البابَ لي
حين عدتُ إلى فاقتي
و روائح طينٍ تحملتُها
في بطونِ الغبارِ
و في أمهات الترقّبِ
لم تغفر الأرض لي هجرتي
و بقائي بعيدا عن النبعِ
لم يغفر الحب لي ثورتي النائمهْ
***
لستَ مختلفًا أنتَ
حين تطارد فينا الذهولَ
و تزرع في حرفنا بلسمًا من جراحاتك الباسمهْ..
***
29/11/