تراخت عضلات رقبته بفعل النوم فسقط رأسه فوق صدره , انتفض فزعا , ما هذا الكابوس , رفع نظره الى السماء وابتهل : اللهم آمنّا على كراسيّنا آمين ,غادر مقعده واندس في سريره , جمجمته سقف مغارة في بطن جبل بعيد , تتزاحم فيها خفافيش الأفكار السوداء لا تعرف استقرارا , غمرها الصبح بضيائه فلاذت بالسكون .
***
وضع في جعبته بعض ما حلبه من ذلك الكرسي وسافر يطرق به باب الرجل الكبير في العاصمة استُقبل هناك ببسمة عريضة , وبها وُدع في المكتب الفخم , قفل عائدا يكاد يطير من السعادة
***
قص معاونه أثره في ليوم التالي , متأبطا كل ما حلبه من كرسيه مضيفا اليه حبة مسك , طرق الباب الكبير وانتظر , لا , لم ينتظر , بل دُعي للدخول , وخرج مودَّعا بضحكة مجلجلة , ووثيقة تخوله ركوب الكرسي الدوار