منذ أن عرفنا ألف باء الحياة ونحن نرى أمما تهوي بأذرعتها الطويلة تحمل مطارق متنوعة الأشكال والأحجام تتفنن في استعمالها كما لو أنها خلقت وهي تمسكها
منذ تلك الأيام في غابر الزمان وفي حاضر حكت عنه كل الألسن عجمها وعربها
يدق على أبواب الشعور أمثال بشر يحفرون عميقا ليقيموا في حفر غائرة من صنع أيديهم لأنهم لا يستطيعوا إلا أن يعيشوا بحفر الغير لأن نفوسهم تهوى الخرائب ولا تعيش إلا على الأنقاض
عجيب أمرك يا نفس تعلمين أن كل هذا موجود وتنقادين !
تعلمين أن الصرخة إن طالت تفتت قلب الصارخ أولا وإن مزجت بعزم وصوت أسد وفعل برق ورعد نافع بمطر يهطل فتلك صرخة محمودة
ولكنك رغم علمك يا نفس بهذا تقعين بالفخ
تعلمين أن هناك من يريد لك الهلاك وتنجرين
تعلمين أن هناك من يريد أن تعيشي بالقهر ولهم تمكنين
هيا قفي على أعلى جبل واصرخي
واصرخي
قولي أنا قهرت
قولي هزموني
قولي أصابوا مني مقتلا وبعثري أشلاءك حتى لا يبقى جزء منها معك بل بين أيديهم وربما عند قارعات طرقهم وموائدهم الهائجة
وماذا أفدت واستفدت !!
أأطفيء غليلك من ماء الصراخ فهل يا ترى ماء الحزن أو الصراخ على قهر أحدثوه يفيد ؟
هل أتى البرد على قلبك !!
هل استعدتِ كرامة مرغوها !!
أو وطنا داسوه
أو نفسا أزهقوها !
هلا تبصرت يا نفس أن مع الصرخة والحزن والقهر يجب أن تعرفي فك السحر
في بلدة هاروت وماروت هناك تعلموا السحر وفتنوا به
سحر أسود قتلوا فيه أطفالا بيض القلوب
ونساء خضر الأيادي
ورجالا حمر العزائم
وأضعف الضعف فينا أن نقول
في كل يوم يقهرونا
تعالي يا نفس لتتعلمي أن تصنعي توليفة النصر
ليست خرافة تكتبيها على ورق وتحيطيها بجلد أسود تضعيه بين طيات ثيابك
توليفتك هي طريقك الذي تمشين فيه وتقلبين السحر على الساحر
قولي لن أقع بالفخ
لن أجعلهم يتمكنون من قهري
سأغضب وسأحزن وسأثور ولكن عملا وعبادة وتعليما
ما عرفت يوما الا أنهم لدين محمد يقصدون
ولا عرفت يوما إلا أنهم بشرع الله يكفرون
ولن أعرف إلا أني أفهم ما ينصبون
من فخ ليقهروا به عزيمتي
ليضيعوا إشراقتي
ليخنقوا همتي
فهم يعلمون أن من يصرخ كثيرا لا يعمل كثيرا
ومن يعمل كثيرا لن يقع في سرداب هم صانعوه
فلا تبكوا ولا تذرفوا كثيرا من دموع على ما يفعلوه
فهذا جل مناهم
أو نهديهم ما أرادوا في عيدنا ونقول نجحوا في قهرنا في العيد !
لا نبكي على أحد ولا تهمنا الشخوص والمعنى هو الأهم
فلن نقع في الفخ