تبا لك يا لغة الحاناتْ...

أحيانا أتركني خلفي
أحيانا أهرب من نفسي
أحيانا أنفر من عُقْمي من يُتم حياتي
من مقصلة الكلماتْ...
أحيانا أنفر منكِ و من أمّي
من وجهي...
من رائحتي حين أراها في المرآةْ...
أحيانا أحتاج إلى جُرحي
لأحدثه و يحدثني
لأعذبه و يعذبني
لنردد أغنية الآهاتْ...
أحيانا تقبلني لغتي
أحيانا ترفضني لغتي
أحيانا أصبح سكيرا
وأبعثر كل كتاباتي ،قلبي،أوراقي ..
ذاكرتي ...
تبا لكِ يا لغة الحاناتْ...

!!!!!!!!!!!!!!
حجز مقعد عند خير أخ.. ولي عودة ترضيه بإذن اللـه

هنا بصمات لإرهاصات أراها ليست بعيدة ..
جميل

الأخ / محمد الأمين سعيدي ...

لم كل هذا النفور مع نفسك ومع الغير ..
ما أقسى ما أنت فيه ، وأما أعمقه من حزن وصل حد اليأس المرير .
أتمنى أن لا يكون هذا حالك حقا ، وإن كان .. أدعو الله أن يفرج كربك .

تقبل مروري على كلمات رائعة تعبيرا ..
أما حالة ...
فتبا لها من حالات ...

لك التحية والدعاء .
دمت بحفظ الله ورعايته .

أحيانا ظرف مبهم غير محدد بوقت معين، من وجهة نظري هو يناسب حالة الحيرة التي تأخذ معرفا خاصا بها حين تلازم شاعرا أو فنانا أيا كان اندفاق إحساسه وأسلوبه شعرا أو غيره..
معرف "البحث" أو الكشف" هذه الحالة التي أراد شاعرنا هنا أن يعيشها وأنا أقول أراد أن يعيشها لأن الإنسان يكون له فيها قرار من زاوية ما وخاصة إن كان شاعرا فهو يسوق نفسه إلى تلك الرحلة بوسواس فني قهري..
أن يعيش الشاعر في غربة ليس قراره كاملاً ولكنه صدق على بعض الأوراق الخاصة بهذه الرحلة إلى "الاغتراب، الكشف، ووضع ذات مرة إحدى قدميه في أرض "المطار" ولكنه ينسى هذا دوما حين يعبر عن غربته أو يكتب رؤيته ويتحدث فقط عن النتيجة التي يعانيها الآن..
أمين لا يحدد زماناً ولكنه يؤكد للجميع أنه لا يخضع عادة لاغتراباته التي تحاول إجباره على السير في طريقها..
فهو (أحيانا) يفعل هذا..
وهو من يقول (أتركني) فهو يثبت أن له يداً في رحلته وأن أصابعه لمست بعض أوراق السفر في هذه المرحلة، فهو –من ناحية نحوية، والإعراب هو الإبانة- فاعل ولكنه مستتر وجوباً بسبب تلك "الألف" التي تقف وحدها بعيداً عن الفعل فتوهم أنه بعيدة عن الحدث، وفي نفس الوقت تمنع التكشف الكامل للضمير الفاعل هنا..
ولعل هذه الوقفة تهزني إلى قولي: "هل الشعر طفولة" أو "التعبير بطفولة" بمعنى الطفل يقول ما في داخله بحرف السين المنقلب ثاء، وبالشكل الواقع كما هو لا يغير، وبأنه يعاني الآن من مرارة ضرب أبويه له، وهو يعرف لماذا ضرباه إنه يقول لأنه أساء أدبه معهما..
أمين يعاني من مرحلة اغتراب، ولكنه لا يخفي علينا أنه الفاعل وكذلك المفعول.. هو يرسم الاغتراب والتشتت ولكنه بكلمة "أحيانا" يؤكد صموده ومقاومته وأن هذا أحيانا يصيبه وليس مسيطراً عليه..

ماذا يفعل أمين!
يتركه خلفه ووقفت هنا !!
ما إعراب تلك الجملة.. أو بمعنى آخر ما الموقع الإعرابي الذي قصده أمين لكلمة "خلفي" هل هي بدل اشتمال من ياء المتكلم أم باعتبار الشاعر خلفه (ماضيا أو غيره) جزءا منه فهو بدل بعض من كل، أم هو ظرف متعلق بمحذوف حال.. فإن كانت الأولى فالمقصود بالنسبة هو الخلف (ماضيا أو غيره، أو كل ما مر به الإنسان فصار خلفه مكانا أو زمنا) وهذه الحالة توحي –من وجهة نظري- أنه يتم حالة نزع الشاعر بلفظ أشياء تحدد ملامحه كما يحدد التراث الأدبي العربي ملامح شعرنا الحديث، وفي حالة فصل هذا عن هذا يكون الإشكال الذي نعانيه، وإن قصد الشاع الإعراب الآخر فهو المقصود بالنسبة، وحاله وقتها محذوفة تحددها ظرفية "خلفي" ولكن من ياءي المتكلم في الفعل "أتركني" والظرف "خلفي" الأولى تركت والثانية أضيف إليها مساحة زمنية أو مكانية هذه المساحة المضافة ترك الشاعر للقارئ مساحة تحديدها، إنها ظرف يوضع فيه شيء ما.. ولعل هذا الشيء يكون الهوية التي تركها الشاعر خلفه في تلك المساحة المضافة إلى ياء المتكلم .. أنا أقول إن الشاعر انقسم ياءين هنا ياء تُركت، وياء تَركت خلفها وهناك ياء أحسبها احتوتها مساحة الظرف هنا..
في كلمتين عبر الشاعر عن تشتت رهيب، وانقسام بيّن تماماً..
- ما هذه الدائرة يا أمين؟
- لا تبتئس يا صاحبي، فأنا أقول لك مرة أخرى في الجملة التالية: "أحيانا"..
- لكنك تؤكد كلامي في الانقسام الموضح سلفاً.. أليس كذلك؟
- نعم ولكن بتغيير ما أو من زاوية أخرى.
- أهي تفصيل وتوضيح وأيضاً ..
- و...
- وتبرير للترك.. حين قلت "أهرب" وهي نتيجة حتمية لموقف سيئ أو ضغط كائن لا يمكنني الصبر عليه.. وتبيان للياءين ولكن بتجسيم واضح.
- نعم يا صاحبي، حين أشكو يكثر الكلام.
- يبدو هذا جيدا في أن الياء تحولت إلى كلمة كاملة هي "نفسي" وليست كلمة كاملة وحدها، ولكنها مضافة إلى "ياء متكلم أخرى" مضاف إليها هي كذلك فتجتر ما كان من أوضاع الياء المضاف إليها في الجملة السالفة وهي التاركة أو الراحلة لا المتروكة ولا المهروب منها..

لكن لم في الجملة الأولى يا أمين فصلت جدا بين الياءين بمساحة لا بأس بها، وفي الجملة الثانية أراك جمعتهما في كلمة نفسي بلا مساحة إطلاقا، فالمتروك "نفس" والتارك –بما يوحي جو الإضافة إليها- هو "ياء المتكلم، ما الداعي..
- خذ طريقك يا أحمد.
- وكذلك .. ذكرت-في الجملة الأولى- المتروك أولاً، والتارك أخيراً، وفي الجملة الثانية ذكرت المترو..
- ما أوقف لسانك؟
- وجدت فارقاً الآن.. فأنت تقول "أهرب" وكانت من قبل "أترك" وللفظة "النفس" إيحاءات باعتبار القلب لو مال إليها فسد وإن مال للروح صلح كما قال إمامنا الجليل صاحب إحياء علوم الدين، فهل هذا يؤكد ثانية رحلة الكشف والبحث عن رؤية والاغتراب المتعمد من ناحيتك رغبة التطهر ؟؟
- لنعد إلى المساحة بين المتروك والتارك.
- لنعد..
أعتقد أنها حماسة الموقف في أوله.. فحاولت الفصل بقدر ما أمكنك بين التارك والمتروك، ولكنك وبنفس اللفظة أحيانا عدت لتحكي المشاعر الحقيقية .. وهي مدى الامتزاج الكائن رغم المحاولة (الهروب) بين التارك والمتروك.. مدى ما نعيشه أحيانا من متاعب بفضل محاولاتنا الإحساس بالغربة ولكن بالفعل أو في الواقع نحن لم نغترب، ولكن في بلادنا أحياء يلزمنا فقط أن نساعد أنفسنا للإحساس بما حولنا من إمكانيات السعادة والإحساس بالوجود الفعلي الواقعي..

وأنا يا صاحبي عن نفسي أعاني من هذا الوسواس الفني الذي يمت من ناحية ما ببعض كلماتك..

وأرجوك أن تسمح لي بالعودة مرة أخرى فقد تأخر بي الوقت وتعب تفكيري في هذه الجميلة..

لك ود أخيك خالصا

أحيانا أتركني خلفي
أحيانا أهرب من نفسي
أحيانا أنفر من عُقْمي من يُتم حياتي
من مقصلة الكلماتْ...
أحيانا أنفر منكِ و من أمّي
من وجهي...
من رائحتي حين أراها في المرآةْ...
أحيانا أحتاج إلى جُرحي
لأحدثه و يحدثني
لأعذبه و يعذبني
لنردد أغنية الآهاتْ...
أحيانا تقبلني لغتي
أحيانا ترفضني لغتي
أحيانا أصبح سكيرا
وأبعثر كل كتاباتي ،قلبي،أوراقي ..
ذاكرتي ...
تبا لكِ يا لغة الحاناتْ...

أخي امين
كدت ان لا أرى هذه الصغيرة الجميلة الثائرة
ها أنا قرأتها
و أعدت قراءته
و قرأت العمل الجيد الذي قام به أخونا الاستاذ محمد حسن أحمد مشكورا
أمرك غريب و الله يا امين
تهدأ و تثور
تهدأ و تثور
المداخلة التي كتبها اخونا الاستاذ أحمد كفيلة بأن تعيدك إلى هدوئك الشعري و الوجداني
انا أفهمك جيدا .. أو هكذا يبدو لي
غير اني احيلك دائما إلى شئ مهم الأكيد أنه يرجعك إلى حالته الهادئة
القراءة و ما أدراك ما القراءة
و أنت تعرف من أين تبدأ القراءة
تبدأ بـ( إقرأ)
و أنت تعرف أين توجد .. إقرأ
ثم القراءة
ثم القراءة
ثم القراءة
ثم القراءة
أرى فيك شاعرا كبيرا واعدا
حتى و إن كنت أؤمن إيمانا مطلقا بأن الشعر (ما يوكلش الخبز)
غير أنه يداوي الجراح و يجرح المداوين
أقول لك ما قاله لي زميلي الشاعر علي ملاحي و نحن ندرس في جامعة وهران
كان يقول لي حين ينتابنا ما ينتابك الآن من أحزان:

	يا صاحبي لا تكتئبْ فختامنا مسكٌ و إن كانت بدايتنا تعبْ يا صاحبي لا تكتئبْ

!!!!!!!!!!!!!!
حجز مقعد عند خير أخ.. ولي عودة ترضيه بإذن اللـه

جميل أنت أخي ..

لست من يستأذن في مقعد ..

أنا كلي لك هههههههههه..

تحياتي

شجن حزين
أو هو الاكتئاب عندما يسيطر على كل شيء
ولكنك أقوى
من ذلك اكتب وعبر واخرج ما بداخلك
من ألم اكتب ودعنا نقرأ فقد تلامس
الكثير ممن لايستطيعون الكتابة
ولكن لا تكتئب
لا تثريب عليك اخي
دمت بخير
اختك
ينابيع السبيعي

هنا بصمات لإرهاصات أراها ليست بعيدة ..
جميل

شكرا على مرورك أخي الفاضل هنا ...

تقبل خالص تحياتي ..

هي هكذا الأيام يا أخي
يجب ان تصبر على كتابة أجمل القصائد