عجباً
من أنتِ أيَّتها الحياة ؟؟؟
وماذا هو أنتِ؟؟؟
/
/
في أيِّ فضاءٍ عثرتِ علينا؟؟؟
وكيفَ جئتِ بنا إلى هذة الأرض؟ دونَ أن ندري؟
/
/
متى امتدَّت أذرعُكِ الطَّويلة في رحمِ الأبديَّة؟
وكيفَ إنحدَرْنا إلى تلك الأذرع
لآلىءً عاريةً طريَّة؟؟
لتَذَرِينا بعدَها في أوديةٍ وبحارٍ قاسية!!!
/
/
لماذا اخترتِني أنا بالذَّات
دونَ ملايين الأشِقَّاء اللذينَ كانوا معي
وحملتِني على جناحيكِ
وطرْتِ بي في عوالمٍ مجهولة؟؟
لتضعي جسمي وروحي في فمِكِ الكبير, وتبدأي بالمضغِ الموجع!!!
/
/
من أنتِ أيَّتُها الحياة ؟؟؟؟
أمٌ حنونة,,,
تنقِّرُ على شفتي السُّفلى كي أضحكَ مثلَ طفل؟
أمْ عدوةٌ,, بلا قلبٍ ولا مشاعر
تقبضينَ على عنقي بأصابعٍ جافَّة؟
/
/
لماذا تكتبينني على السَّديمِ مرَّةً بعد مرَّة ؟
ثم تطوين ما كتبتِة,, وكأنَّ شيئاً لمْ يكُنْ!!!
/
/
لماذا تُلملمينَ حبَّاتَ قلبي مثلَ جواهرٍ ثمينة
وتخبئينَها في علبٍ ذهبيَّة مبطَّنةٍ بالحرير
ثم تذرينَها في البحارِ الهائجة, وسط أمواجٍ متلاطمةٍ حقود؟
/
/
ماذا هي أنتِ أيَّتُها الحياة؟؟؟
تطلّينَ بوجهي كلّ صباحٍ من كلّ المرايا!!
مرَّة أراكِ شاحبةً كئيبة
فأكتئبُ ويشحُبُ وجهي!
ومرَّة أراكِ غاضبةً ثائرَة
فأثورُ حتى أكادُ أتقيّأ الرُّوح!
ومرَّة أخرى تبتسمينَ بوجهي راضيةً مسرورة
فأحسُّ بالرِّضى والانشراح!
هل أنتِ منافقةً خطيرة؟؟
/
/
ماهي أنتِ؟؟ أرجوكِ!
أرى أيَّامَك تصطفُّ خلفَ بعضِها
وكلُّ واحدٍ يمدُّ ذراعَه ويضعُ كفَّه على كتفِ الآخر
فتبدو مثلَ طوابير التَّلاميذِ في ساحات المدارس الابتدائيَّة وقتَ الصَّباح !
/
/
وأرى لياليكِ تصطفُّ هي الأخرى خلفَ بعضِها
مثل نساءٍ مسربلاتٍ بالسَّواد من رأسهنَّ إلى القدم
تمرُّ بنا الواحدةُ تلَو الأخرى
تحدِّقن بنا بعينينِ زجاجيتين
تعكسُ مشاعرَنا ولا تشعرُ بنا!
/
/
من أنتِ أيَّتُها الحياة؟؟
تارةً تضَعينا على رأسِك
مثلما تضعُ الصبيَّة الصغيرَة إكليلَ الفلِّ على شعرِها
لترقصَ به في ضوءِ القمر!
وتارةً تضعين عظامَنا بين حجريّ رحى
وتبتسمينَ للفتاتِ المتطايرةَ منَّا
كما تفعلُ عجوزٌ عند جرشِ عدسها او فولها!
/
/
ثمَّ ماذا تريدينَ منَّا أيَّتُها الحياة؟؟؟
إنَّنا نعلمُ علمَ اليقين
ودونَ كلّ المخلوقات
أنَّكِ يوماً ستخرجينَ منَّا
وتتركينا مثلَ خروقٍ بالية
في كهوفٍ مهجورة
ثمَّ تضمِّين موتَنا إلى صدرك
لتخرجي منه على نحوٍ آخر!!!!
ومع ذلك نتمسَّكُ بك
/
/
عجباً!!
ماسة