تحت رعاية جامعة الدول..
الشباب.. يحاول إنقاذ اللغة العربية
أكثر من حدث عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مؤخراً كان منها "مؤتمر التحرك العربي لترسيخ اللغة الأمة" والذي عقده مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة برئاسة "مشيرة أبو غالي" التي أكدت علي الأخطار التي تواجهها الشعوب العربية نتيجة لانهيار اللغة العربية والتي باتت تختفي من التعاملات اليومية للمواطنين بالدول العربية خاصة دول الخليج بسبب الانفتاح الاقتصادي الذي ترتب عليه ازدياد العمالة الأجنبية التي أصبحت تمثل من 80 إلي 90% من حجم العمالة في أقطار الخليج الذي لا يهدد التركيبة السكانية فحسب وانما يهدد بانهيار النظام العربي المتمركز أساساً في لغته الأم ألا وهي اللغة العربية.
من هنا جاءت مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر.. مؤكدين علي أن التحرك العربي ركيزة أساسية في ترسيخ اللغة الأم وقد جاء انعقاده في إطار احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للغة الأم والذي يعقد لأول مرة بمصر والدول العربية مؤتمراً عربياً تحت مظلة جامعة الدول العربية في إطار هذا اليوم الذي أقرته الجمعية العامة من أجل دعوة الدول للحفاظ علي لغتها الأم وترسيخ استخدامها حفاظاً علي هوية كل دولة.
أضافت رئيسة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة أن الحفاظ علي اللغة العربية وحمايتها والعمل علي انتشارها والتمكين لها في أوساط المجتمعات ولدي الجاليات العربية والإسلامية في بلاد المهجر ليس عملاً تعليمياً تربوياً أو نشاط ثقافياً أدبياً أو وظيفة وزارات التربية والتعليم والمؤسسات والهيئات والمنظمات المختصة فحسب ولكنه عمل من صميم الدفاع عن مقومات الشخصية العربية والذود عن معوقات الكيان العربي الإسلامي وعن خصوصيات المجتمعات العربية وعن الركيزة الأولي للثقافة العربية والحضارة الإسلامية.
تكريم
وكان المؤتمر قد بدأ جلساته بتكريم كل من الدكتورة فرخندة حسن.. الأمين العام للمجلس القومي للمرأة وعضو مجلس الشوري.. والسيدة "نورة السويدي" المديرة العامة للاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات والسيدة سحر السلاب والإعلامية "هالة حشيش".
ثم بدأت الجلسة الصباحية بعد القاء بعض الكلمات لمدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة.. وأيضا مدير اليونسكو ليبدأ المحور الأول والذي دار حول الشعوب العربية والممارسة اللغوية في الحياة اليومية وشارك في المحور الدكتور أحمد كشك عميد كلية دار العلوم. والباحثة فاطمة الخوثاري من الملحقية الثقافية المغربية.. وأيضا الدكتورة "أمينة الهيل" من وزارة التربية والتعليم من دولة قطر والتي ألفت بحثاً عن التجربة القطرية في تعاملها مع المشكلات التي تواجه ترسيخ اللغة العربية خاصة في ظل التقنيات الحديثة.. واشكالية الارتباط بالهوية.
ثم كان المحور الثاني وكان حول دور جامعة الدول العربية في الحفاظ علي الهوية وشارك فيه السفير علي محسن حميد مدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بالجامعة والذي تناول في كلمته "العولمة" وأثرها علي الشعوب العربية التي وقفت منها موقف المتوجس.. عكس الشعوب الأخري ومنها شعوب أمريكا اللاتينية والتي وجدت فيها فرصة للتخلص من براثن التخلف ثم تسأل بأي سلاح نقف أمام العولمة ونحن نستورد الغذاء والكساء.
اللغة
أما الجلسة الثانية والتي دار محورها حول اللغة الأم بين الواقع والمأمول وشارك فيها عدة أساتذة وباحثين متخصصين.. منهم الدكتور محمد صلاح الدين عميد كلية دار العلوم والدكتور محمد بن علي الملحق الثقافي البحريني.. والذي تحدث عن التجربة البحرينية وورقة العمل التي أعدها مجموعة من شباب البحرين.. وقدمت عدة نقاط للبحث منها دور المملكة في ترسيخ اللغة العربية بالمجتمع البحريني وأيضا أثر اللهجات العامية علي اللغة العربية.. وأكدت الورقة علي جهود وزارة التربية والتعليم لتحديث وتطوير مناهجها وأيضا إنشاء المعاهد الدينية.
الأجنبية
توقف المحور الثاني للمؤتمر عند المناهج التعليمية واللغة الأجنبية بالوطن العربي.. التي تناولتها بالشرح الدكتورة "أحلام رجب" رئيس قسم التخطيط التربوي بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس.. وبدأت حديثها حول ثورة المعلوماتية وكيف تحول العالم لقرية صغيرة بفضلها وأيضا الاتصال المباشر وغير المباشر بين الدول والذي دعا لادخال اللغات الأجنبية بجانب اللغة الأم.. ولذا ظهر في العالم العربي اتجاهان متضاربان حول هذا الأمر.. الأول يؤكد علي تعليم اللغات الأجنبية منذ الصغر والآخر يرفض والثالث يؤجلها لمرحلة سنية أكبر.
وقد أصبح تعليم اللغات أكثر انتشاراً في المدارس الخاصة عن الأبنية.. وظهرت اللغة العربية أكثر ضعفاً في هذه المدارس.. كما أصبحت الأبنية كذلك في المدارس الحكومية.
وأكدت دكتورة أحلام علي المخاطر التي تحدق بلغتنا العربية ومنها طغيان الإعلام المرئي علي المسموع والمقروء واستخدام هذا الإعلام لغات عربية مختلفة بكل بلد.. هناك أيضا ظهور مصطلحات غربية بين الشباب.. كما أن العديد من الدراسات أكدت علي خطورة ادخال اللغات الأجنبية في المرحلة الأولي للتعليم "الحضانة ورياض الأطفال" وهي المرحلة الأولي التي يبدأ فيها الطفل الإدراك الحسي للأشياء.. ويحدث عندها خلط لدي الأطفال حينما يدرس لغتين ويحدث أيضا لديه تشبع بالقيم والمفاهيم الأجنبية.
كما أكدت نتائج الأبحاث أن اللغة الأجنبية تؤثر علي اللغة العربية.. وأدعو أيضا لتغيير طرق تعليم اللغة العربية.
دكتورة فاطمة العامري
أما الملحقة الثقافية لدولة الإمارات والتي أكدت في كلمتها والتي ألقتها نيابة عنها الدكتورة "هيا إبراهيم بن سينان" رئيس نادي طلبة الإمارات بالقاهرة: علي أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولم تنته اللغة بالخليج كما قال البعض ولكنها ضعفت لعدة أسباب.. منها الظروف المحيطة بالمجتمعات الخليجية ومنها التركيبة السكانية نتيجة الانفتاح الاقتصادي الذي اجتذب العديد من الجاليات من دول شتي اختلطت بالمجتمع الخليجي الذي هو مجتمع بدوي في الأصل.. ولذا بدأت دول الخليج من خلال الدراسات التربوية تصحيح المسار.
وكما أن هناك أقلاماً باللغة الأجنبية هناك أيضا اهتمام باللغة العربية من خلال المسابقات والشعر والندوات الثقافية ولدينا بصفة خاصة في دول الإمارات هناك سنة تخصص للغة العربية حينما يجتازها الطالب يكون مؤهلاً لإكمال دراسته الجامعية.. وقد حرصت الدول علي ترسيخ اللغة العربية اللغة الأم خاصة في المناشط والمناحي المختلفة.. وقامت بالكثير من الدراسات والبحوث من أجل هذا الأمر وأتمني أن تتوحد الجهود حتي تعود لغتنا العربية لسابق عهدها من الاهتمام بها.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
منقول من : مجلة حريتي
الأحد 7 صفر 1428هـ - 25 من فبراير 2007م