|
أَقُطُوفُ شِعرٍ أَم بَليغُ خِطابِ |
أَسَرَت بِحُسنِ بَيانِها إِعجابي |
تَرقى فَلَيسَ يَطولُها لَبسٌ وَلا |
يَدَعُ المَليحَ وَسيلَةً لِمُعابِ |
تَبقى مُدَوِّيَةً لِتَرعى وُدَنا |
مَمشوقَةَ الأَوزانِ وَ الإِعرابِ |
لا يَستَبيحُ اللَحنُ مِنها مَوضِعاً |
وَ القَولُ فيها حِليَةُ الأَلبابِ |
ضَمَّت بَديعَ اللَفظِ في طَيَّاتِها |
عَزَّت فَما لَجَأَت إِلى إِطنابِ |
أَغنَتكَ عَن عِزِّ المَدائِحِ كلُها |
فَعَلَوتَ فَوقَ مَكارِمِ الأَحسابِ |
إِن جاءَ مَن يَبغي غَداةً نَقدَها |
وَلَّى عَشاةً خازِيَ الأَعقابِ |
لَم تُبقِ لِلحُسادِ فيها مَنطِقاً |
وَ قَصَمتَ فِريَةَ عاذِلٍ كَذّابِ |
يا أيُّها المَلَكُ المُرَفرِفُ حَولَنا |
أَسعَدتَ قَلبي إِذ أَجَبتَ خِطابي |
وَ مََدَحتَ حَتى خِلتُني فَوقَ الوَرى |
فَرَجَوتُ أَلا تَستَبيحَ عَذابي |
كَم قَد هَجَوتُ وَ ما رَغِبتُ مَوَدَّةً |
فَأَفَقتَني مِن غَفلَتي بِعِتابِ |
وَجَعَلتَ في قَلبي مَوَدَّةَ عاشِقٍ |
لِلحُسنِ هَيَجتَ الوَرى بِرَبابِ |
وَقَنَعتَ مِنّي بِالقَليلِ وَ زِدتَني |
فَالجُودُ مِنكَ مُلَفَّعٌ بِثَوابِ |
حَيَّرتَ فيكَ ذَواتَ خِدرٍ ناعِمٍ |
وَ فَتَنتَ كُلَّ جَميلَةٍ وَكِعابِ |
وَجَمَعتَ مِن حُسنِ الرِّجالِ وَ جودِهِم |
وَحُلومِهِم مِن شيبَةٍ وَشَبابِ |
وَ أَضَأتَ في صَفحِ السَماءِ مَنازِلاً |
وَ رَسَمتَ وَرداً فيهِما بِسَحابِ |
وَجَعَلتَ تَمشي بَينَها مُتباهيّ |
وَتَزورُها في جِيئَةٍ وَ ذَهابِ |
وَ رَفَعتَ هاماتَ المَعالي كُلَها |
فَتَمَسَّكَت هاماتُها بِجَنابِ |
وَ رَويتَنا شِعراً جَميلاً مُنصِفاً |
كَالماءِ فَوقَ غَديرِكَ المُنسابِ |
كُن لي مُحِباً يا مَلاكَ وَ غَنِّ لي |
ما أَصعَبَ الذِكرى عَلى الأَحبابِ |