أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وأمريكا ؟ ام ايران؟(1-3)

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وأمريكا ؟ ام ايران؟(1-3)

    أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وامريكا؟ ام ايران؟ (1-3)

    شبكة البصرة

    صلاح المختار
    مقدمة

    ثمة ظاهرة واضحة وهي ان الكثير من العرب الداعمين لايران شرعوا بنقد موقفها تجاه العراق واعتباره خاطئا ومطالبتها بتصحيحه، بايقاف التعاون مع امريكا في العراق ودعم المقاومة العراقية! هذا الموقف، اذا استثنينا بعض الافراد، هونتاج توجيه ايراني تم تعميمه بطرق مموهة على من يدعم ايران غالبا، يقضي بضرورة نقد سياسة ايران في العراق بشرط ان يتم في اطار تأكيد ان ايران مناهضة لامريكا واسرائيل في خطها العام، وان موقفها في العراق استثناء من القاعدة! ومن الواضح ان هذا التوجيه الايراني يهدف الى المحافظة على نفوذها على بعض العرب الذين اكتشفوا، بالادلة التي لا تدحض، ان ايران شريك اساسي لامريكا في غزووتدمير العراق، فضعف دعمهم لايران وقلت قدرتهم على الدفاع عن سياسة لا يمكن الدفاع عنها بالنسبة لمن يحترم نفسه ووطنيته وعروبته. كما ان البعض الاخر انقلب على ايران واصبح مناهضا لها بعد ان اكتشف ان السياسة الايرانية تحركها مصالحها القومية وليس الاسلام اومناهضة الاستعمار والصهيونية.

    من هنا فان نقد ايران المنضبط ضرورة اساسية لمنع مناصريها من التعرض للعزلة التامة في اوساطهم، من جهة، ووسيلة للمحافظة على من تبقى داعما لها من جهة ثانية. ومن المفارقات اللافتة للنظر ان هذا التوجيه الايراني يشبه كثيرا التوجيه الامريكي لعملاءها العرب الذين وجدوا انفسهم معزولين تماما عن الراي العام العربي ويواجهون الاحتقار والتحقير، اينما اتجهوا، بسبب دعمهم للسياسة الامريكية في العراق وفلسطين وغيرهما، فطلبت منهم مهاجمتها بشرط ان يقترن ذلك بمهاجمة البعث والمقاومة العراقية!



    الموقف العراقي المبدأي

    للتذكير بان عراق البعث كان يمارس اقصى حالات الشعور بالمسؤولية تجاه وحدة المسلمين، مهما كانت خلافاتهم عميقة ومدمرة، يحب ان نشير الى حادثة لها دلالات عميقة تعبر عن موقف العراق الحر. فبعد ان قصفت ايران، اثناء الحرب العراقية – الايرانية، بصاروخ متوسط المدى مدرسة بلاط الشهداء، في حي الدورة المجاهد، وذهب ضحية ذلك اكثر من 30 طفل شهيد (هناك تشابه لافت للنظر وهوان نفس الحي يتعرض منذ الغزو الامريكي للعراق لحملات ايرانية منظمة، يشنها فيلقي بدر والصدر بدعم امريكي، يذهب ضحيتها اسبوعيا عشرات العراقيين من ابناءه)، قام الرئيس الشهيد صدام حسين بزيارة لحضانة اطفال وسأل طفل : من هو عدونا؟ فاجاب الطفل بعفوية : انها ايران التي قتلت اطفالنا، فرد الرئيس مصححا : كلا يا بني، ايران ليست عدونا بل اسرائيل هي العدو. هذه الحادثة معروفة للعراقيين وربما يعرفها بعض العرب، وهي تلخص مأساة جيرتنا الابدية لايران، لانها تقدم صورة بالغة الوضوح لحراجة وازدواجية وتعقيد علاقتنا بايران. فالعاطفة الجياشة بسبب قتل الاف العراقيين اثناء حرب فرضها خميني على العراق وايران فرضا تدفع العراقيين للنظر الى ايران كعدوواقعي، وقاعدة دعم هذه العاطفة هوالسؤال المنطقي التالي : وهل يقتل الصديق صديقه؟ ولكن العقل والواقعية والخبرة تقول كلا ان العدوالحقيقي هواسرائيل، لان ايران بلد فرضته الجغرافية بمجاورته لنا، وزرع التاريخ في ارحامنا صلات الجيرة والتعامل والتفاعل، وجاء الاسلام ليعزز كل ذلك، فاصبحنا نتعامل مع جار كبير يمثل في ان واحد مصدر تحديات متكررة، لان الاسلام لم يجتث جذور الصراعات السابقة له بين بلاد فارس وبلاد الرافدين والتي تعود لالاف السنين، ومصدر ثراء حضاري وانساني حينما تتغلب نزعة التعايش بيننا.

    ولكن ما حصل منذ غزو العراق لم يعد يحتمل اي تفسير تساومي ترقيعي للموقف الايراني الخطير في العراق وتجاه الامة العربية، فما توفر من ادلة ومؤشرات واقعية اكبر من ان يقنع بان ايران صديقة للعرب. وابتداءا يجب ان نوضح باننا حينما نقول ايران فنحن نشير الى النخبة الفارسية الشوفينية المتحكمة فيها منذ الاف السنين وليس الى الشعب الايراني. علينا ان نجيب على الاسئلة التالية بمنتهى الدقة والموضوعية لتجنب نتيجيتين : نتيجة ان نقع في خطأ منع حل مشاكلنا مع ايران بالتفاوض والحوار اذا ابدت الاستعداد لذلك، ونتيجة ان نهمل دلالات سياسات ايران العدائية تجاه العراق، بشكل خاص، فنقع في فخ تقسيم ايران لوطننا العربي انطلاقا من العراق والخليج العربي، وعندها ستصبح كارثة فلسطين هي الاقل مأساوية في وطننا العربي.

    ان اهم الاسئلة هي التالية : هل ايران دولة معادية؟ ما معنى العداء؟ وماهي تعبيراته؟ ومن هوالعدو؟ وماهي درجة العداء الايراني للامة العربية؟ هل هوبمستوى العداء الاسرائيلي والامريكي؟ وما هي مقاييس العداء والصداقة؟ وهل لايران مطامح امبراطورية مهما كانت تسميتها (اسلامية اوفارسية) تجعل من الوطن العربي جزء خاضعا لها؟ وماهي الاعمال الايرانية التي تضعها في موقع العداء للامة العربية؟ وهل ايران تتبع سياسة مناهضة لامريكا واسرائيل؟ واذا افترضنا ولاغراض النقاش ان الجواب هونعم، هل يسمح هذا لنا بان نسكت على تدميرها لهويتنا ووطننا لمجرد ان لها صراعا مع امريكا واسرائيل لمصلحتها هي وليس لمصلحة فلسطين اوالعرب؟ ما الذي فعلته ايران في العراق والخليج العربي وبقية اقطار الوطن العربي؟ وهل ما قامت به يختلف من حيث الجوهر عما فعلته وتفعله اسرائيل وامريكا بالعرب؟ وما الذي فعلته اسرائيل وامريكا ولم تفعله ايران بنا؟ واذا ثبت ان ايران تقوم بارتكاب جرائم لاتقل بشاعة عن جرائم امريكا واسرائيل ماذا يجب ان نطلق عليها من وصف يحدد صلتها بنا كعرب؟ وهل نحن ضد اسرائيل لانها يهودية؟ ام لانها قامت على اساس استعمار فلسطين وطرد الفلسطينيين من وطنهم؟ هذه هي الاسئلة الاساسية، ومنها ستتفرع الكثير من الاسئلة في سياق عرض وتحليل الموقف الايراني وطبيعة السياسة الايراني.



    حتى لو كانت ايران دولة ملائكة

    لنبدأ من أصل الوهم وهوالاعتقاد بان ايران تعادي امريكا واسرائيل، وهومنطق من يدافعون عنها وحجتهم الاساسية، والذي سنثبت انه غير صحيح، لذلك لا يجوز معاداتها اومهاجمتها اووضعها في صف واحد مع امريكا واسرائيل. قبل ان نمزق هذا المنطق الساذج اوالمتساذج أربا أربا، يجب ان نبدا من الحد الاعلى للصواب والقداسة وهوافتراض ان ايران تحكمها جماعة من الملائكة وليس من رعاع الملالي المتعطشين للدماء كما اثبتت تجربة العراق، وان هؤلاء الملائكة، ورغم انهم ملائكة، يحاولون غزووطني وجعلي مواطن من الدرجة الثانية اوعلى الاقل تابع لملاك اجنبي، فهل ساقبل بالعبودية لملاك؟ وما الفرق بين العبودية لملاك والعبودية لشيطان؟ بالتاكيد لا، لان الاسلام هودين الحرية والمساواة، الم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)؟ ألم يقل سبحانه وتعالى (وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان افضلكم عند الله اتقاكم)؟ ان الاسلام لم يخلق الملائكة لتغزوولا لتعتدي اوتقسم وتظلم بل خلقها لعمل الخير، واول عمل الخير هواحترام الاخرين وعدم الطمع في ارضهم ومياههم وثرواتهم، ناهيك عن تحليل قتلهم واستعبادهم. لذلك فان الملاك اذا اعتدى واحتل يعامل في السياسة الدفاعية، وهي سياسة مشروعة دينيا ومنطقيا وشرعيا واخلاقيا، مثلما يعامل الشيطان.

    لوكانت ايران تحكم من قبل الملائكة وحاربت امريكا واسرائيل الف مرة، ثم حاولت غزوالعراق واي قطر عربي، اوشاركت في ذلك، لحملت السلاح ضد دولة الملائكة وقاتلتها حتى تحرير أي قطر عربي اومنع احتلاله. اذن دعونا من الاسطوانة التي اصبحت مشروخة بعد احتلال العراق وهي (ان ايران معادية لامريكا واسرائيل ولذلك لايجوز ان نعاملها كعدوخطير، وان نحاول نصحها للتوقف عن اعمالها الخاطئة)! كما يقول من يدافع عن ايران من العرب. من حقنا كعرب ان ندافع عن هويتنا العربية ووطننا ومصالحنا، وأذا اعتدت علي ايران، اودولة ملائكة ستهبط من السماء، فانني لن اقف مكتوف اليدين بل سادافع عن نفسي مستخدما اول حق لاي حيوان خلق على وجه الارض وحلله الله والقانون والمنطق وهوحق الدفاع عن النفس. وحق الدفاع عن النفس مشروع مادام هدفه دفاعي لحماية الوجود من العدوان. فاذا كنا نحارب دولة ملائكة تعتدي علينا فهل نتسامح ونتساهل مع دولة، هي ايران، خاضت معنا عشرات الحروب وغزتنا مرارا، عبر اكثر من خمسة الاف عام، ولها مطامع توسعية في ارضنا واحتلت بعضها ومازالت تحتلها، ولها معنا ثأرات جديدة، ثأر هزيمة مشروعها التوسعي وهوغزوالوطن العربي والعالم الاسلامي تحت شعار مضلل هو(نشر الثورة الاسلامية)، ايام خميني، بفضل بطولات العراقيين وتضحياتهم العظيمة، وثأرات قديمة ابرزها الفتح الاسلامي الذي دمر دولة المجوس، فاقسموا على الانتقام من العرب ومن الاسلام الذي اطفأ نار المجوس؟

    ولوان ايران خاضت الف حرب مع اسرائيل وامريكا، وكانت كل هذه الحروب جدية وحقيقية، فانا كانسان عربي سادافع عن نفسي وعن وطني وعن هويتي العربية حينما يأتيني ايراني ويريد ان يحتل وطني تحت أي شعار. وفي هذه الحالة الافتراضية (أي افتراض ان ايران تحكمها الملائكة) سيكون غباء مفرطا ان لا أسأل نفسي بصوت عال : ايران التي تقتلني في العراق وتريد تقسيم العراق هل تختلف مع امريكا واسرائيل لمصلحة العرب في فلسطين ام لمصلحتها القومية هي؟ وما هي المصلحة الايرانية في قتل العراقيين وتقسيم وطنهم أذا كان ادعاءها بانها تدافع عن فلسطين صحيحا؟ هذه بديهية يجب الانتهاء منها قبل أي كلام، لان الدم يتدفق من افواهنا ونحن نتحدث عن ايران وجرائم ايران في العراق، والجرائم الاخطر لايران التي تنتظر بقية العرب اذا لم يفيقوا قبل فوات الاوان.

    هنا يجب ان نزيل الاوهام بالالتصاق بالواقع المعاش وليس بالفرضيات الساذجة المبنية على الجهل، اوالاوهام المصدرة قصدا والتي يروجها اشخاص ارتبطوا مصلحيا بالمشروع الايراني التوسعي. ولتسهيل الامر سنطرح الموضوع بصيغة الاسئلة والاجوبة لانها تسهل تصنيف المواضيع وترتيبها وتوضيحها، كما اننا سنطرح بعض الاسئلة ونترك الجواب عليها للقارئ.



    هل النظام الايراني اسلامي

    لو كان نظام ايران اسلاميا حقا لتفهمنا (وليس قبلنا) دعم بعض العرب لايران، ولكن النظام يتميز بالعنصرية والطائفية السياسية، وحتمية تبعية من يوالي ايران لمرجعيتها الدينية. وهنا سنناقش ماورد في الدستور الايراني لاثبات ان ايران تعمل وفقا لمصالحها القومية وليس وفقا لمذهب اودين. كما سنتناول الممارسات الفعلية لايران لنصل الى استنتاج حاسم وهوانها دولة قومية صرفة تستخدم الدين والطائفة لخدمة الهدف القومي.

    في مقدمة الدستور الايراني وفي فقرة (اسلوب الحكم في الاسلام) ترد العبارة التالية : (ومع الالتفات لمحتوي الثورة الاسلامية في ايران - التي كانت حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين علي المستكبرين - فإن الدستور يعدّ الظروف لاستمراريّة هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، خصوصاً بالنسبه لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الاسلاميّة والشعبيّة حيث يسعي الي بناء الامة الواحدة في العالم «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» ويعمل علي مواصلة الجهاد لانقاذ الشعوب المحرومة والضطهدة في جميع أنحاء العالم.) ,في هذه الفقرة الدستور الايراني دستور توسعي يسعى رسميا لاستمرار (الثورة وتوسعها في الخارج لاجل بناء الامة الواحدة في العالم)! فهومشروع امبراطورية كونية. وفي فقرة الجيش العقائدي يقول الدستور (في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد وتجهيزها، يتركز الاهتمام علي جعل الايمان والعقيدة اساساً وقاعدة لذلك، وهكذا يصار الي جعل بنية جيش الجمهورية الاسلامية وقوات حرس الثورة علي أساس الهدف المذكور ولا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية وحراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً اعباء رسالتها الالهية، وهي الجهاد في سبيل الله، والنضال من أجل بسط حاكمية القانون الالهي في العالم). أذن ايران تعد جيشها لبسط حاكمية القانون الالهي في العالم، والحاكمية طبعا تمثلها النخب الايرانية الفارسية. وفي فقرة النواب ترد الفقرة التالية (علي امل ان يكون هذا القرن قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين وهزيمة المستكبرين كافة(. حينما وضع الدستور في القرن الماضي كان توقع ملالي ايران هوان تكتسح جيوشهم ودعوتهم العالم كله فتقوم الحكومة العالمية! وفي المادة 3 نفسها الفقرة 16 تقول : (تنظيم السياسة الخارجية للبلاد علي اساس المعايير الاسلامية والالتزامات الاخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفي العالم). هنا تلتزم ايران بحماية جميع مستضعفي العالم، بمعنى انها تتدخل في كل دولة تعتقد هي ان هناك من يتعرض للاضطهاد! والسؤال هنا هوما هوالمعيار الذي يجعل من ايران تقرر وقوع الاضطهاد على هذا اوذاك؟ وكيف تتدخل؟ عسكريا؟ ام قانونيا؟ وباي حق تتدخل والعالم عالم سيادات تتمسك هي فيه بسيادتها كما يعبر الدستور الايراني مرارا؟

    في الفقرات السابقة تاكيد على عالمية اهداف ايران وبناء حكومة عالمية باستخدام الجيش الايراني والوسائل الاخرى، لكن في المادة 3 الفقرة 11 تبدأ الاصول القومية بالظهور فتقول (تقوية بنية الدفاع الوطني بصورة كاملة، عن طريق التدريب العسكري لجميع الافراد، من أجل حفظ الاستقلال ووحدة أراضي البلاد والحفاظ علي النظام الاسلامي للبلاد.(اذن هناك وطنية وهناك استقلال وهناك وحدة ارضي البلاد! والسؤال هنا هو: كيف تريد ايران بجيشها وقيادتها اقامة امبراطورية عالمية وحكومة عالمية مع انها تتمسك بالوطنية والاستقلال ووحدة الاراضي الايرانية؟ اليس للدول الاخرى نفس الحقوق؟ الا يتعارض ذلك مع تساوي حقوق الامم وهوابرز مظاهر العدالة؟ وتقول (المادة التاسعة) :

    (في جمهورية ايران الإسلامية، تعتبر الحرية والاستقلال ووحدة أراضي البلاد وسلامتها اموراً غير قابلة للتجزئة، وتكون المحافظة عليها من مسؤولية الحكومة وجميع أفراد الشعب، ولا يحق لاي فرد اومجموعة اوأي مسؤول أن يلحق أدني ضرر بالاستقلال السياسي اوالثقافي اوالاقتصادي اوالعسكري لايران اوينال من وحدة *أراضي البلاد باستغلال الحرية الممنوحة). مرة اخرى تبرز الروح القومية الثابتة في الدستور. وتتحدد الطبيعة الطائفية للنظام الايراني في المادة 12 التي تقول (الدين الرسمي لايران هوالاسلام والمذهب الجعفري الاثني عشري، وهذه المادة تبقي الي الابد غير قابلة للتغيير.(هذه المادة تؤسس لفتنة طائفية بين المسلمين، فاذا كان هدف ايران اقامة حكومة عالمية فان مذهبها الابدي يجب ان يكون مذهب الحكومة العالمية الاسلامية، مع ان الاغلبية في العالم الاسلامي سنية! فكيف سيحل هذا الاشكال؟ هل باستخدام القوة كما نلاحظ في العراق؟ ام بحرمان الطوائف الاسلامية الاخرى من حقوقها كما تؤكد تجربة ايران التي تمنع السنة من اقامة المساجد رغم النص في هذه المادة على العكس؟ وتزداد النزعة القومية وضوحا في (المادة السادسة والعشرون) حيث تقول بصراحة تامة : (الاحزاب، والجمعيات، والهيئات السياسية، والاتحادات المهنية، والهيئات الاسلامية، والا قليات الدينية المعترف بها، تتمتع بالحرية بشرط أن لا تناقض اسس الاستقلال، والحرية، والوحدة الوطنية، والقيم الاسلامية، وأساس الجمهورية الاسلامية،* كما أنه لا يمكن منع أي شخص من الاشتراك فيها، اوإجباره علي الاشتراك في إحداها). هذه المادة تنطوي على معنى واضح وهوان من يؤسس حزبا اوهيئة اواتحاد لا يجوز له التعامل مع اجنبي بما يهدد الاستقلال والوحدة الوطنية، ومن البديهي انها تتناقض مع اصرار الدستور الايراني على نشر (الثورة الايرانية) ومنح ايران حق التدخل، فكيف تعطي لنفسها حق التدخل في كل مكان بانشاء تنظيمات تابعة لها وتمنع مواطنيها من تهديد الاستقلال والوحدة الوطنية عن طريق واضح وهوالتعاون مع الاجنبي؟

    وفي المادة الثامنة والسبعون تتعزز النزعة القومية حيث تقول : (يحظر إدخال أي تغيير في الخطوط الحدودية سوي التغييرات الجزئية مع مراعاة مصالح البلاد وبشرط أن تتم التغييرات بصورة متقابلة، وان لا تضر باستقلال ووحدة أراضي البلاد،* وأن يصادق عليها أربعة أخماس عدد النواب في مجلس الشوري الاسلامي. (من المفيد ملاحظة ان حدود ايران كلها مع دول اسلامية، ولذلك فان المعيار الوطني في هذه الفقرة يتغلب على المعيار الاسلامي. وتضيق الحلقة في الدستور باشتراط ان كل القوانين والتشريعات التي يتبناها مجلس الشورى يجب ان لا تتعارض مع المذهب الرسمي، أي المذهب الاثنا عشري كما ورد في المادة الخامسة والثمانون! وفي (المادة التاسعة بعد المئة) تحدد (الشروط اللازم توفرها في القائد وصفاته هي :

    1. الكفاءة العلمية اللازمة للافتاء* في مختلف ابواب الفقه.

    2. العدالة والتقوي اللازمتان لقيادة الامة الاسلامية.

    الرؤية السيايسة الصحيحة، والكفاءة الاجتماعية والادارية، والتدبير والشجاعة، *والقدرة الكافية للقيادة. وعند تعدد من تتوفر فيهم الشروط المذكورة يفضل من كان منهم حائزا علي رؤية فقهية وسياسية اقوي من غيره). وطبقا لهذه المادة فان القائد اوالمرشد هوقائد كل الامة الاسلامية وليس ايران فقط، ومن ثم على الجميع اتباعه داخل وخارج ايران. وعند تحديد شروط رئيس الجمهورية تتضح الطبيعة القومية المتعصبة : تقول المادة الخامس عشرة بعد المئة :

    (ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسين الذين تتوفر فيهم الشروط التالية :

    3. ان يكون ايراني الاصل ويحمل الجنسية الايرانية.

    4. قديراً* في مجالس الادارة والتدبير.

    5. ذا ماض جيد.

    6. تتوفر فيه الامانة والتقوي.

    7. مؤمناً ومعتقداً بمباديء جمهورية ايران الاسلامية والمذهب الرسمي للبلاد).

    الفقرة 3 تنص على ان يكون ايراني الاصل وليس ايرانيا اكتسب الجنسية فقط، وهذه الفقرة تميز بين ايراني من اصل ايراني واخر من اصل غير ايراني. بمعنى اخر ان الايراني من اصل عراقي مثلا لا يحق له ان يرشح لرئاسة الجمهورية، وهذا الامر كان اول ضحية له بعد سقوط الشاه وانتخاب رئيس جمهورية هوجلال الدين فارسي، وكان من اقرب الناس لخميني وهوالذي اراد ترشيحه للرئاسة ولم ينافسه احد على هذا الترشيح، وكان فوزه مضمونا لهذا السبب، ولكن حينما أخبر خميني بانه من اصل اذربيجاني أي تركي طلب منه خميني الانسحاب من الترشيح ورشح محله ابوالحسن بني صدر! وهذه الحادثة مهمة جدا لانها تكشف التعصب القومي لدى الملالي.

    وفي قسم رئيس الجمهورية تتكرر ظاهرة النوعة القومية والدفاع عن المذهب والتمسك به فتقول المادة الحادية والعشرون بعد المئة :

    يؤدي رئيس الجمهورية اليمين التالية، وتوقع علي ورقة القسم، في مجلس الشوري الاسلامي في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية *واعضاء مجلس صيانة* الدستور:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (انني باعتباري رئيساً للجمهورية اقسم بالله القادر المتعال في حضرة القرآن الكريم،* وامام الشعب الايراني ان اكون حامياً للمذهب الرسمي،* ولنظام الجمهورية الاسلامية، وللدستور،* وان استخدم مواهبي وامكانياتي كافة في سبيل اداء المسؤوليات التي في عهدتي،*ووان اجعل نفسي وقفاً علي خدمة*الشعب ورفعة البلاد، ونشر الدين والاخلاق، ومساندة الحق وبسط العدالة، وان احترز عن أي شكل من اشكال الديكتاتورية، وان ادافع عن حرية الاشخاص وحرماتهم،*والحقوق التي ضمنها الدستور للشعب، ولا اقصر في بذل أي جهد في سبيل حراسة الحدود،* والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، *وان اعمل كالأمين المضحي علي صيانة السلطة*التي اودعها الشعب عندي وديعة مقدسة مستعيناً بالله ومتبعاً لنبي الاسلام والائمة الاطهار (ع) وان اسلمها لمن ينتخبه الشعب من بعدي(.. يلاحظ في هذا القسم ان اول ما يلزم به هوحماية المذهب حتى قبل حماية البلاد! وبعد حماية المذهب تاتي وظيفة حماية الحدود والاستقلال! كم هي واضحة غلبة المذهب على ما عداه؟

    وتتكرر ثنائية الحرص على استقلالية ايران وحقها في التدخل في شؤون الدول الاخرى، في الفصل العاشر السياسة الخارجية، تقول المادة الثانية والخمسون بعد المئة
    (تقوم السياسة الخارجية لجمهورية ايران الاسلامية علي اساس الامتناع عن أي نوع من انواع التسلط اوالخضوع له، والمحافظة علي الاستقلال الكامل، ووحدة اراضي البلاد، والدفاع عن حقوق جميع المسلمين، وعدم الانحياز مقابل القوي المتسلطة، وتبادل العلائق السلمية *مع الدول غير المحاربة.(كيف ينسجم منطق المحافظة على الاستقلال الكامل للبلاد مع الدفاع عن جميع المسلمين في العالم؟ ويتكرر الامر ذاته في المادة الرابعة والخمسون بعد المئة التي تقول :

    (تعتبر جمهورية ايران الاسلامية سعادة الانسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، *وتعتبر الاستقلال، والحرية، واقامة حكومة*الحق والعدل حقاً لجميع الناس في ارجاء*العالم كافة، وعليه فان جمهورية ايران الاسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في اية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخري).

    هذه الفقرات المأخوذة من الدستور الايراني تؤكد قبل كل شيء اربعة حقائق :

    1 – حقيقة ان ايران رغم اطلاق وصف الاسلامية عليها هي جمهورية قومية وليس اسلامية.

    2 – ان هذه الجمهورية تقزم الاسلام باختصاره في المذهب الجعفري وتعد هذه المادة من المواد التي لاتقبل التغيير ولا يتم تبني قانون اذ تعارض مع المذهب.

    3 – ان من حق ايران رغم انها جمهورية قومية ان تتدخل في شؤون كل الدول في العالم بكافة الوسائل العسكرية وغيرها بحجة الدفاع عن المستضعفين لكنها لا تسمح لاحد بالتدخل في شؤونها الداخلية هي.4 – تسعى جمهورية ايران الى اقامة حكومة عالمية بزعامتها وعلى شاكلة نظامها الحالي.

    ولكن هل ماورد في الدستور هوحبر على ورق فقط ام انه انعكاس لقناعات وسلوك عملي؟

    مظاهر اخرى لقومية النظام الايراني والخمينية

    لئن كان الدستور الايراني الحالي يقدم صورة كافية للطابع القومي للدولة الايرانية، وللنظام الايراني، فان الادلة الاخرى الموجودة في ممارسات ايران في ظل نظام الملالي تثبت انه نظام قومي ويستخدم الدين والطائفة غطاء للتمويه والخداع. ولعل اهم نقطة في هذا السياق هي ان العامل المشترك بين نظام الشاه القومي ونظام الملالي المتستر بالدين هوانهما كلاهما غزيا اراض عربية ورفضا اعادتها للعرب، وانهما كلاهما يعمل لتوسيع حدود ايران على حساب العرب اولا. عندما حضرته الوفاة اوصى الشاه رضا ابنه محمدا قائلا (لقد استعدت السيطرة على الضفة الشرقية للخليج - يقصد الاحواز العربية - وعليك ان تستعيد الضفة الغربية)، والضفة الغربية هي دول الخليج العربي. وبالفعل احتل الشاه الجزر العربية الثلاثة التابعة لدولة الامارات العربية ورفض اعادتها، وكان مشروعه القومي المعلن هوالاستيلاء على الضفة الغربية للخليج العربي. وطالب بالبحرين سلميا، اولا، تمهيدا لغزوها. وقبل الشاه رضا شرعت ايران الصفوية وبشكل منظم بتهجير مواطنيها للخليج العربي تدريجيا ليصبحوا بمرور الزمن مواطنين في دوله، تمهيدا للسيطرة عليه ديموغرافيا وديموقراطيا. وكل سكان الخليج العربي من ذوي الاصول الايرانية هم ثمرة هذا التهجير المنظم من قبل ايران في مختلف العهود.

    وهناك سؤال يتناساه كثير من الوطنيين العرب وهو: هل من المنطق القومي والقانوني والاخلاقي الحديث عن ايجابية موقف ايران من القضية الفلسطينية وهي تحتل الاحواز التي تضم ثمانية ملايين عربي، اي اكثر من الشعب الفلسطيني، وهي اكبر جغرافيا من فلسطين وفيها ثروات، مثل النفط والماء، هي اهم الثروات التي تقوم عليها ايران حاليا؟

    نحن نعتقد بان من يحتل الاحواز هوكمن يحتل فلسطين، لان الاحتلال هواحتلال مهما كانت هوية الدولة التي تقوم به، ولا يوجد انسان سليم العقل والتفكير يميز بين احتلال واحتلال من حيث الجوهر، وبغض النظر عن تسميته سواء كانت دينية اوقوميته. ومن يساهم في احتلال العراق وتدميره هومستعمر معتد سواء كانت جنسيته بريطانية اوامريكية اوايرانية، فالاحتلال هواحتلال في نهاية المطاف. ولكن الغريب ان من يصر على تسمية ما حدث للكويت ب(الاحتلال العراقي) هونفسه من يرفض الاعتراف بان ايران دولة محتلة وتوسعية، وتفرض ارادتها الاستعمارية على اجزاء من الوطن العربي وتريد علنا ورسميا فرض ارادتها واستعمارها على الوطن العربي والعالم الاسلامي بل والعالم اجمع!

    وأستنادا لما تقدم ولاجل تحفيز الذهن على التفكير بصواب وبعد التحرر من انماط التفكير الذي ساد وخيل للكثيرين ان سيادته تعني مشروعيته وصوابه، علينا ان نطرح مجموعة اسئلة أخرى منها : هل الانسان الفلسطيني اغلى من الانسان العربي في الاحواز والعراق مع اننا قوميين واسلاميين نساوي قيمة كل العربي مع العربي الاخر والمسلم مع المسلم الاخر؟ وهل ارض فلسطين اغلى من ارض العراق مع اننا كقوميين وكاسلاميين نساوي في قيمة الارض العربية والاسلامية أينما كانت جغرافيتها؟ وهل عروبة فلسطين تختلف عن عروبة البحرين والامارات كي ندافع عن فلسطين ونغض النظر عن تفريس البحرين والامارات والعراق؟ وهل الصهينة اقل خطرا من التفريس الذي يتعرض له الاحوازيون منذ ضمهم بقوة بريطانيا الى ايران في العشرينيات من القرن العشرين، أي قبل ان تحتل فلسطين؟ ان تغيير الهوية القومية والدينية لاي بشر بالقوة هوعمل مدان بغض النظر عمن يقوم به، فلماذا نلعن اسرائيل نتيجة الصهينة ونصفق لايران رغم انها تفرس اجزاء من وطننا، على نحومنهجي مشابة بل ويطابق الصهينة؟ وهل العنصرية الصهيونية اكثر ايذاء من العنصرية الفارسية التي دمرت الدولة العربية الاسلامية، في العهدين الاموي والعباسي، وتحاول الان تفريس الوطن العربي تحت غطاء نشر التشيع الصفوي، مع ان العنصرية مذمومة ملعونة كائن من كان مروجها؟ لماذا يصفق البعض لايران عندما تشتم اسرائيل لكنهم يضعون السنتهم في علب خصصت للنظارات الطبية عندما يأتي ذكر الجزر العربية الثلاثة والاحواز التي تحتلها ايران والغزوالايراني الحالي للعراق؟

    واذا اردنا ان نعود لاصل تفجير المشاكل بين العرب وايران في زمن الملالي علينا ان نطرح ايضا الاسئلة التالية : ما معنى ونتائج شعار خميني الاول وهوالمسمى (تصدير الثورة الاسلامية) الى اقطار هي بالاصل والواقع اسلامية؟ ان معناه الاساسي هوالسيطرة عليها لصالح الامة الايرانية باسم الاسلام وهذا ما اكده الدستور الايراني. وما معنى اصرار خميني على اسقاط النظام الوطني في العراق تحت شعار (ان تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد)؟ ولماذا قال خميني ان اسقاط صدام حسين بعد اسقاط الشاه واجب ديني، مع ان العراق لم يكن قد بادر بالعداء لايران الجديدة بل كان اول المعترفين بنظامها واول المهنئين بنجاح التغيير فيها؟ ولسوء حظ نظام الملالي فان هذا الشعار قد كشفت حقيقته حينما قال كيسنجر علنا ب(ان حل مشكلة القدس يمر عبر اسقاط صدام حسين)! وهكذا تطابقت حتى شعارات ايران الملالي مع شعارات اسرائيل وحماتها!

    هل نسينا ان خميني المسلم هو من اصر على فرض الحرب مع العراق بسبب تمسكه التام بان شط العرب ومناطق حدودية هي جزء من ايران؟ هل نسينا ان ايران لم تتخلى عن مطالبتها بالتعويض بعد الغزو، رغم انها كانت تقول ان خلافها هو مع البعث وصدام حسين وليس مع شعب العراق المسلم، ولكن بعد اسقاط النظام الوطني تمسكت ايران بدفع العراق (الجديد) التعويضات التي تظن انها تستحقها؟ هل نسيتم ان الحكيم، وهو ايراني الا صل، قد طالب بدفع العراق تعويضات تبلغ اكثر من مائة مليار دولار لايران؟ اذا كانت ايران اسلامية لم تتمسك بالحدود والمسائل المالية مع المسلمين الاخرين، خصوصا وانها ليست حقوقا ايرانية ثابتة بل هي موضوع خلافات عميقة وقديمة، ابدى الشاه محمد رضا بهلوي القومي الفارسي المتعصب، مرونة فيها ادت الى توقيع اتفاقية الجزائر مع العراق، والتي رفضها خميني حينما وصل للسلطة بحجة انها من صنع الشاه، كما قال؟ لوكانت ايران دولة دينية اسلامية حقا اليس اول مظاهر ذلك، واهم اثباتاته، هوعدم اصرارها على خلق مشاكل مع العرب المسلمين حول الحدود والاراضي والمياه والاقاليم؟

    لماذا تظن ايران خميني كايران الشاه بان لها الحق في فرض خياراتها علينا، الاولى باسم الاسلام الطائفي والثانية باسم التوسع الفارسي القومي؟ اليس من حق العرب ان يختاروا انظمتهم دون وصاية ايرانية ايا كان غطاءها؟

    من لدية سياسات عدوانية توسعية العرب ام ايران؟


    وهناك مسالة مهمة جدا توضح مسالك الدرب الي لغمته ايران عمدا : وهي من بدأ ويبدأ المشاكل بين العرب والايرانيين؟ العرب ام الفرس؟ ان اهم اسباب الخلافات العربية الايرانية هي الجاليات الايرانية في الوطن العربي والحدود والمياة والطائفية والتدخل في الشئون العربية من قبل ايران، وفي كل هذه القضايا ايران هي المهاجمة والعرب هم المدافعون، فايران وليس العرب هي التي تصدر العمالة الايرانية للخليج العربي والعراق منذ قرون، خصوصا بعد ظهور النفط، وتؤسس لها مواطأ قدم وتحولهم الى مواطنين فظهرت مشاكل البحرين وغيرها. وايران هي التي تطالب بالحدود والمياه وليس العرب. وايران هي التي تخلق المشاكل الطائفية وليس العرب، والعرب ليس لديهم مشروع توسعي في ايران، بينما ايران لها هكذا مشروع وهومعلن ورسمي وتبنته كافة الحكومات الايرانية، ويقوم على نشر التشيع الصفوي واعتبار الحكم العربي منذ 1400 عام حكما اغتصب منهم لذلك عليهم اعادته بنشر الصفوية

    وهناك مسالة جوهرية وهي التي تتلخص في السؤال : من يرفض التصالح والتفاهم العرب ام ايران؟ من المستحيل العثور على دليل واحد يثبت بان العرب كلهم كانوا البادئين باي مشكلة مع ايران اوباستفزازها، فهي دائما كانت المبادر بالعمل ضد المصالح العربية، فالاحواز احتلتها في زمن رضا بهلوي بمساعدة الاستعمار البريطاني، وهي التي تطالب بالبحرين، وهي التي احتلت الجزر العربية الثلاث، وهي التي تزرع مواطنيها في الخليج وتعمل على تفريسه، وهي التي لديها حركة تبشيرية صفوية علنية ورسمية ترصد لها مليارات الدولارات وليس العرب، وهي التي تصر على التمسك بما تعده حقها في الحدود، وهي التي تتحدث باستمرار عن عائدية عرب الخليج والعراق لها!

    ربما يقول البعض هذا ماكان يفعله الشاه، وهذا القول اما يدل على الجهل اوالتجاهل، فنظام خميني اشد تمسكا بالارض والحدود والمصالح الايرانية من نظام الشاه، ومشاكله مع العرب هي عبارة عن وراثة كاملة لمشاكل الشاه مع العرب، واغلب مصادر الخلافات مع العرب متوارثة من زمن الشاه وما قبله، والفرق الجوهري بين التوسع الشاهنشاهي والخميني هوان الثاني اشد تطرفا واوسع جغرافية لانه باسم الاسلام يريد حكم العالم برمته وليس العالم الاسلامي كما يعلن الدستور الايراني. لم لا تتراجع ايران خميني وخامنئي عن احتلال الجزر الثلاث التي احتلها الشاه اذا كانت اسلامية حقا وليس قومية؟ ولم تستمر في نفس سياسة الشاه في رفض الاعتراف بالقومية العربية في الاحواز، وبالقوميات الاخرى مثل الاذرية والبلوشية والكردية، وتصر على تذويبها بالقومية الفارسية عبر فرض اللغة الفارسية عليها، وتنظم مجازر دورية ضد المطالبين بحقوقهم القومية هناك؟ هل شاهد احد اي تراجع في زمن خميني عن السياسات التوسعية الايرانية الشاهنشاهية؟ بالطبع كلا، فان التوسعية الايرانية في زمن خميني اصبحت اشد واوسع وانشط واخطر مما كانت عليه في زمن الشاه. الا يناقض ذلك المرونة والتسامح بين المسلمين؟

    اسألوا الاحياء من الوسطاء العرب الذين ارادوا تخفيف التوتر بين العراق وايران قبل الحرب ومن اراد ايقاف الحرب بعد وقوعها : من كان متشددا ويرفض الحوار والتفاوض وحل المشاكل بالتفاوض العراق ام ايران؟ اسألوا حسن الترابي وهوحي يرزق واسألوا توفيق مدني وهوحي رزق واسألوا ليث شبيلات وهوحي رزق عمن كان متشددا ويرفض الصلح والتفاهم. اسألوهم عن وعود ايران الكثيرة والتي تراجعت عن تنفيذها، ولم تراجعت عنها؟

    لم هذا العداء الايراني للفكر القومي العربي حيث تثقف ايران انصارها العرب على كره القومية العربية والتنظيمات القومية والفكر القومي العربي، واعتبارها مناقضة للاسلام لكنها بنفس الوقت تتمسك بالقومية الفارسية؟ ان العداء المطلق للبعث لا يمثل الا راس جبل الجليد الطافي، وتعزيز الكراهية للعروبة وعدها عنصرية هوالوجه الامامي في راس جانوس الايراني اما الوجه الخلفي فهوالتمسك بالقومية الفارسية، وهذ ه بعض الامثلة :

    1 – حينما رشح خميني جلال الدين الفارسي كاول رئيس ل(جمهورية ايران الاسلامية) لم يرشح احد ضده لانه مرشح الامام! وكان فوزه مضمونا، ولكن في الفترة القليلة السابقة للانتخابات اخبر خميني بان جلال ليس فارسيا بل اذريا (تركيا) فامر بانسحابه ورشح بني صدر بدلا عنه! ألا يدل ذلك على ان امام الامة يميز على اساس عرقي؟

    2 – قابل محمد حسنين هيكل خميني بعد استيلاءه على السلطة لاجراء مقابلة صحفية معه، وكان هيكل يعلم ان خميني يتقن العربية كالفارسية، لانه كان يدرس بها في النجف، لكنه فوجئ حينما وجه اليه الاسئلة بالعربية لغة القران برد خميني بالفارسية وقيام مترجم بالترجمة الى العربية! يقول هيكل حينما خرجت من اللقاء كانت الفكرة التي استحوذت علي هي ان خميني قومي فارسي.

    3 – وتتكرر القصة مع الكاتب والسفير الفرنسي الذي يتقن العربية اريك رولو، والذي ذهب في نفس الفترة لمقابلة خميني وظن ان من الافضل ان يوجه الاسئلة بالعربية، ففوجئ بان خميني يحيب عليه بالفارسية، فيخرج بنفس استنتاج هيكل مع انهما لم يتحدثا الى بعضهما : خميني قومي فارسي متعصب! لم هذا العداء للعروبة والذي جعل خميني يقول بعد وصوله الى ايران : بعد الشاه جاء دور صدام حسين؟ ثم اعقب ذلك باهانة المرحوم احمد حسن البكر وكان رئيسا لجمهورية العراق رغم انه كان اول رئيس دولة يبعث له ببرقية تهنئة بالانتصار، فيكون رده (والسلام على من اتبع الهدى)؟ اليس من اخلاق الاسلام احترام الاقوام كلها خصوصا الاسلامية وعدم التمييز بينها؟ نعم يبدا الحط من شان القومية والعروبة باسم الاسلام بافتعال تعارض معها لكنه ينتهي بتجريد العربي من اهم عوامل قوة حصانته وهو هويته القومية.

    وأخيرا وليس اخرا فان الموقف الايراني في زمن الملالي من قضية الشيشان في روسيا وهو الوقوف ضد الشيشان مع انهم مسلمين، ومن قضية الصراع بين اذربيجان المسلمة الشيعية وارمينيا المسيحية، هو الوقوف مع ارمينيا ضد اذربيجان، ان ذلك كله يؤكد الطبيعة القومية للمشروع الايراني التوسعي ويسقط بحسم الغطاء الديني والطائفي التي يتبرقع به.

    يتبع........


  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وامريكا؟ ام ايران؟ (2-3)

    شبكة البصرة

    صلاح المختار

    دور ايران في العراق خطأ ام جريمة مخططة؟

    هناك مرض يصيب بعض العيون وهو الحول الخارجي وفيه تصبح عين تتجه يسارا واخرى يمينا، فترتبك رؤية المريض المصاب به، وهذا هو حال بعض المثقفين العرب، الذين رفعتهم موجة ابادة امريكا للمثقفين العرب التقدميين والوطنيين، او وضعتهم في سجن العزلة الاعلامية، فملأ الفراغ انصاف مثقفين او متعلمين يسهل على محترفي التوسع الاستعماري التلاعب بافكارهم. ان الدور الايراني في العراق، احتلالا وتدميرا ومحاولة تغيير هوية، يكفي لوحده لوضع ايران في خانة من يجب ان نقاتلهم كأعداء، ومع ذلك فان ما فعلته ايران اكبر واكثر من مجرد المساهمة في انجاح الاحتلال. ماذا فعلت ايران في العراق؟ وهل كان اسهامها ثانويا ام رئيسيا؟

    لقد اشتركت ايران في غزو العراق مباشرة ورسميا، كما اعترف قادة ايران وفي مقدمتهم خاتمي حينما كان رئيسا بقول بقوله في نهاية عام 2004 (لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في احتلال العراق وافغانستان). هذا الاعتراف قاله حرفيا قبله نائبه محمد علي ابطحي، في مطلع عام 2004 في ندوة دولية في دبي، وقاله بعدهما هاشمي رفسنجاني اثناء حملته الانتخابية في عام 2005. اذن ايران ساهمت في أنجاح غزو العراق ولم يصدر أي تكذيب لهذه التصريحات، رغم مرور سنوات عليها بل جاءت تاكيدات اخرى لها. هل هذا الموقف يصدر عن دولة اسلامية وصديقة للعرب؟ انه احتلال لقطر عربي وتدمير كامل له وليس مجرد اسقاط للنظام الوطني فيه، وهو احتلال لدولة اسلامية هي افغانستان. يحاول البعض لاسباب مختلفة تبرير ذلك بوصفه بانه خطأ! ولا يتضح حول ضمير هذا البعض الا اذا طرحنا السؤال التالي واجبنا عليه :هل هذا الموقف خطأ ام جريمة كبرى من وجهة نظر عربية؟ بالتاكيد انه جريمة لانه كان العامل الأساسي في تقديم تغطية رسمية من دولة اسلامية للاحتلال جنبا الى جنب مع التغطية الرسمية التي قدمتها حكومات عربية بالسماح لقوات الغزو ان تنطلق من اراضيها. وهذا الموقف، حتى لو كان العمل الايراني العدائي الوحيد، هو جريمة كبرى محسوبة بدقة وليست نتاج التصرفات الفردية او الاخطاء الحكومية.

    ماذا على الصعيد العملي؟ ماذا فعلت ايران مساهمة منها في تنفيذ الغزو الامريكي للعراق؟ كانت اول خطوة عسكرية هي ادخال فيلق بدر من الاراضي الايرانية الى جنوب العراق للقتال ضد القوات العراقية والمجاهدين العرب حالما دخلت القوات الامريكية والبريطانية جنوب العراق، وبفضل هذا الدور سقط مئات الشهداء على يد عملاء ايران. وهذه حقيقة معروفة ويفتخر فيلق بدر بانه قام بدوره هذا. وفيلق بدر انشأته ايران ودربته ايران ومولته ايران وتوجهه المخابرات الايرانية وتتشكل اغلب قيادته من ايرانيين او من عراقيين من اصل ايراني، وهو تابع فعليا ورسميا للمخابرات الايرانية.

    وكانت الخطوة الثانية هي خطوة استخبارية اذا ان ايران اصدرت اوامرها لعلي السيستاني الايراني الجنسية والمرجع الاعلى في حوزة النجف ليصدر فتوى تحرم مقاتلة الاحتلال، وفتوى اخرى تدعوا العراقيين للهروب من الجيش والامن والشرطة وعدم مقاومة الاحتلال! وكان لفتاوي السيستاني اثر مهم في ترك الالاف الجيش وعدم المقاومة فاضعف ذلك قدرة العراق على المقاومة. واكمل السيستاني دوره بالافتاء بالمشاركة في مجلس الحكم، وهو جهاز أنشأه الاحتلال لتسهيل الغزو والتعاون مع المحتل، وهكذا تضافر الدور القتالي لفيلق بدر وبقية التنظيمات التابعة لايران مع فتاوى السيستاني واديا الى تعطيل مقاومة عدد كبير من العراقيين للغزو.

    وبعد مجلس الحكم تولى انصار ايران او حاملي جنسيتها مثل ابراهيم الجعفري ونوري المالكي رئاسة الوزراء وسيطروا على وزارتي الداخلية والدفاع. وفور حصول الاحتلال دخلت المخابرات الايرانية العراق بالالاف واخذت توزع قوائم باسماء من يجب اغتيالهم من ساسة وضباط وعلماء عرب عراقيين. وبدات اشرس حملة اغتيالات في تاريخ العراق قامت بغالبيتها المخابرات الايرانية بواسطة فرق الموت التابعة لها، وكانت هناك ايضا فرق موت امريكية واسرائيلية تعمل كلها على تصفية كل مصادر الثروة البشرية العراقية. وبعد ان كلف جيش المهدي بلعب دور المناهض للاحتلال، لاجل استقطاب الشيعة الوطنيين وعدم السماح بافلاتهم من سيطرة الحوزة والاحزاب الموالية لايران بسبب تاييدها للاحتلال وتعاونها معه، كلف جيش المهدي بالتظاهر بمناهضة الاحتلال، ونجح في استقطاب من كان رافضا للاحتلال من اهل الجنوب، لكنه كشف فيما بعد عن هويته الحقيقية وهي انه الاداة الاكثر وحشية في عمليات التطهير العرقي، المتسترة بالتطهير الطائفي، والتي قامت وتقوم بها فرق موت ايرانية واخرى تابعة لامريكا من اجل اشعال الفتنة الطائفية تمهيدا لتقسيم العراق.

    وكانت الاحزاب الموالية لايران هي اول من ايد الدستور الذي وضعته امريكا، وتنافست مع صهاينة شمال العراق في التمرد الكردي حول تبنيه، وهو يقوم على الفدرالية على اساس عرقي وطائفي، مع انه غير موجود مثله حتى في امريكا التي تقوم الفدرالية فيها على اساس جغرافي وليس ديني او اثني او طائفي. وكانت من اخطر خطوات ايران في تقسيم العراق، طبقا للمخطط الامريكي الاسرائيلي، هي الدعوة لفدرالية الجنوب مع انه عربي ولا فرق قومي بينه وبين منطقة الوسط والشمال العربي، فغلبت الصفة الطائفية على الانتماء القومي، واصبحت هوية عملاء ايران الظاهرية الطائفة وليس الوطن، وتم تبنيهم للفدرالية الطائفية، واخذوا يتحدثون عن حقهم في احتكار ثروات الجنوب لايجاد دافع اناني مادي للتقسيم! وهكذا اصبح العراق معروضا للتقسيم بقرار امريكي اسرائيلي من جهة وبقرار وتنفيذ ايراني كردي من جهة ثانية.

    ولم تكتفي ايران بعمليات الابادة لالاف العراقيين وتدمير دولتهم ونهب ثرواتهم واسلحتهم وتدمير القدرات الصناعية والفنية العراقية، بل انها وبعد ان قطفت ثمن الغزو تريد الان الحصول على ثمن انتهاء الغزو! لقد وصل الدور الايراني الى حد ان احمدي نجاد رئيس ايران وخامنئي مرشده قد قالا، مرارا، ان ايران مستعدة لاخراج امريكا من مستنقع العراق اذا غيرت سياستها تجاه ايران! ما معنى ذلك؟ معناه الصريح هو ان ايران، بعد ان ساعدت وشاركت امريكا في غزو وتدمير العراق، تريد الان تصفية خصومتها مع امريكا على حساب دماء مئات الالاف من العراقيين ووحدة العراق ومستقبل العراق والحصول على ثمن لمساعدة امريكا على الغزو وثمن اخر على مساعدتها على الخروج من المازق العراقي! لو لم تكن التنظيمات تابعة لايران وتنفذ تعليماتها بدقة فمن اين كان سياتي النفوذ الايراني في العراق؟ أليس هذا اعتراف ايراني رسمي صريح جدا بانها تدخلت في شؤون العراق واصبحت تملك القدرة على مساومة امريكا حول الخلافات معها على حساب العراق؟ لقد قتل مليون عراقي منذ الغزو بمشاركة ايرانية مباشرة لامريكا، لان من قتل هو ليس فرق الموت الايرانية الامريكية فقط بل القوات العميلة لايران في الجيش الجديد والشرطة الجديدة والحرس الوطني والذي تشكل من عملاء ايران والبيشمركة الكردية، فقامت هذه القوات والقوات الامريكية بتدمير مدن كاملة مثلما حصل للفلوجة وغيرها.

    ولم تتوقف جرائم ايران عند هذا الحد بل انها بواسطة فرق الموت الايرانية، بالدرجة الاولى، وبدعم امريكي كامل تم تهجير ما بين اربعة وستة ملايين عراقي الى خارج العراق، وهذا الفرق ناجم عن عدم وجود احصاء دقيق وواحد، وحل محلهم اربعة ملايين فارسي وكردي جلبوا من ايران! وقدرت الامم المتحدة عدد المهجرين بالقوة بثلاثة ملايين ونصف المليون خارج العراق وثلاثة ملايين داخله، تركوا بيوتهم خوفا من الموت وذهبوا لمناطق اخرى من العراق. ان عمليات التهجير هذه قامت بها بالدرجة الاولى عصابات جيش المهدي وفيلق بدر واستهدفت عرب العراق سنة وشيعة، وليس سنة فقط كما يروج البعض، لاجل تغيير التوازن السكاني للعراق وجعل القومية العربية قومية من بين قوميات اخرى، ابرزها هي الكردية، التي كان عدد افرادها مليونين ونصف المليون حتى عام 1991 واصبح الان اربعة ملايين نتيجة جلب اكراد من ايران وتركيا ومنحهم الجنسية العراقية. كما ان تقسيم العرب الى سنة وشيعة، يعزز خطة تغيير نسب السكان فاصبح التركيب الديموغرافي للعراق بلا قومية رئيسية، وانما هناك قوميات وطوائف متقاربة العدد! وسادت تعبيرات امريكية واسرائيلية وايرانية في العراق المحتل عند الحديث عن شعب العراق، ابرزها وصفه بانه (بلد متعدد الطوائف والاعراق يتالف من اكراد وشيعة وسنة وتركمان وغيرهم) وغيبت كلمة العرب عمدا، وهذه هي الخطوة الحاسمة التي بدونها لا يمكن تقسيم العراق.

    لقد كان العراق حتى الغزو عبارة عن قطر القومية العربية تشكل فيه 85 % من السكان، اما الان فلا احد يعرف ولا احد يستطيع تاكيد شيء بعد ان تمت عملية خطيرة جدا لتغيير نسب السكان. وهذه الحقيقة تفسر لم أصر الاحتلال على حرق كل سجلات الدولة العراقية ووزاراتها، ما عدا وزارة النفط، فبدون الوثائق الرسمية يمكن منح الجنسية العراقية لمن تشاء امريكا وايران وسحبها ممن تشاء.

    والغريب في امر هؤلاء العرب، الراقصين على انغام ايران عبر مكبر الصوت اللبناني المسمى حزب الله، هو انهم لم يفكروا، ولو للحظة واحدة، بان صرخات ملايين العراقيين وشهادات الآلاف واستشهاد المئات من الفلسطينيين في العراق، وتقارير ممثلو الامم المتحدة وصور الموت البشعة، واعتراف جيش المهدي رسميا بانه يقوم بمحاكمات وينفذ اعدامات بحق عراقيين بالالاف، رغم هذا كله لم يفكر عرب طهران ، ولو لمجرد التاكد، بان هذه الصرخات والتحذيرات تستحق التدقيق لانها، اذا صحت، ستؤدي الى كارثة اخطر واسوأ من كارثة فلسطين، وهي كارثة محو عروبة العراق وتحويلة الى دويلات قزمة طائفية او عرقية تشكل قلاعا تقوم باخطر الادوار في تدمير بقية اقطار الوطن العربي، وان ايران هي المنفذ الرئيسي لهذه الخطة بتشجيع ودعم امريكيين كاملين، وان حزب الله اللبناني يقوم بتدريب عملاء ايران العراقيين في معسكراته في لبنان وفي مقدمتهم جيش المهدي الاشد وحشية واجراما من بين كل العناصر الخادمة للاحتلال!

    لماذا لا يضع هؤلاء احتمالا حتى ولو بنسبة 10 % بان التهم التي توجه لايران صحيحة فيتخذون موقف الدفاع عن عروبة العراق وليس مهاجمة ايران؟ ما السر وراء اصرار هؤلاء على التقليل من الخطر الايراني بحجة ان الخطر الامريكي الاسرائيلي هو الذي يجب التركيز عليه وليس ايران؟ هل القتل الايراني للعرب يختلف عن القتل الامريكي والاسرائيلي؟ وهل يستطيع ضحية ايران الميت ان يشعر بالاختلاف بين الموت الايراني والموت الاسرائيلي؟



    لعبة الخداع باصطناع جبهات اخرى

    لقد وصفت الامم المتحدة عمليات التهجير في العراق بانها الاكبر منذ الهجرة الفلسطينية! ورغم هذا كله وغيره لم يقنع غلمان ايران العرب بابداء الحرص على عروبة العراق وسلامة شعبه، بل على العكس اصبح دعمهم لايران سعارا مرضيا بعد لعبة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان، التي قامت بترتيبها المخابرات الامريكية والايرانية بتوافق تام حول اهدافها واهمها التعتيم على احداث العراق، خصوصا التعتيم على انتصارات المقاومة العراقية ومحاولات تقسيمه والغاء هويته العربية. ولذلك اقتضت الضرورة سلب مناعة بعض العرب بتصوير ايران وكانها حامية المسلمين وعدو امريكا واسرائيل! وكانت اكبر أطروحة تضليل كشفت بؤس من يدافع عن ايران هو شعار (ان الصراع الرئيسي في المنطقة يدور بين معسكرين احدهما تقوده ايران ويضم سوريا وحزب الله، والثاني تقوده امريكا ويضم اسرائيل والنظم العربية)! هذا الشعار لم يكتشف بعض السذج طبيعته لان طبول حزب الله كانت تدق بصوت عال يجتذب من لديه عواطف صادقة ضد امريكا واسرائيل، مع ان هذه الجاذبية مصممة لخدمة الهدف الايراني الكبير، وهو اختراق حصانة العرب وارباك حسهم النقدي ودفعهم للسير وراء ايران، او على الاقل عدم مهاجمتها بسبب دورها الاستعماري في العراق!

    وكان هذا الشعار قد صيغ طبقا للقواعد التي يعمل فيها الاعلام الامريكي واهمها قاعدة ان تجبر ضيف البرنامج على تقديم الجواب الذي تريده انت ومنعه من الحديث عما يريده هو، وذلك بوضع اسئلة تقيد جوابه! فوضع العرب امام خيارين لا ثالث لهما، وهما اما ان تكون مع امريكا والنظم العربية او مع ايران وحزب الله، يجبر بعضهم بقوة الابتزاز المعنوي على التماهي مع الموقف الايراني!

    أما الهدف المخفي بعناية وذكاء فكان تغييب المقاومة العراقية عن مجال رؤية الناس البسطاء خارج العراق، تمهيدا لعزلها وتشويه صورتها بتصويرها على انها تحولت الى (حرب طائفية)، وشارك في ترويج هذه الدعاية السوداء ايران وتابعها الاصيل حزب الله والمخابرات الامريكية ونظم عربية وفضائيات عربية رغم تناقض مشارب هذه الاطراف! ماهي خطورة هذا الطرح الخبيث؟ ان التركيز على ان ايران تقود معسكر المواجهة مع امريكا واسرائيل يمنح ايران وجها تحرريا مع انها لا تمثل الا وجها استعماريا بشعا في العراق والخليج العربي. هذا على مستوى اعلامي وسياسي، اما على مستوى ستراتيجي فان هذا الطرح ما هو الا محاولة لتغيير مسرح الصراع في المنطقة والعالم برمته اعلاميا وسايكولوجيا وسياسيا. فمن المعروف ان غزو العراق قد تحول الى كارثة هي الاكبر في تاريخ السياسة الخارجية الامريكية، كما كررت القول مادلين اولبرايت وغيرها، نتيجة هزيمة المشروع الامريكي في العراق، وهو فشل سيقود حتما، اذا لم تشق المقاومة العراقية وتهزم، الى انقلاب ستراتيجي عالمي خطير في غير صالح امريكا واسرائيل، وبالطبع في غير صالح الدعامة الاقليمية الاساسية لمخطط تقسيم العراق والوطن العربي وهي ايران الملالي.

    من هنا أصبح من مصلحة الاطراف الثلاثة (امريكا واسرائيل وايران) تغييب المقاومة العراقية وعزلها عربيا ودوليا، تمهيدا لشقها واحتواء فصائل منها، ويترجم هذا الهدف على انه اقصاء متعمد لحركة التحرر الوطني العربية من مشهد الصراع، التي تمثل المقاومة العراقية المسلحة طليعتها الاعظم، وتنصيب متعمد لايران وتابعها حزب الله اللبناني بدلها. وهذه الحقيقة هي التي تفسر سر التوافق الامريكي – الايراني حول تصعيد الازمات وتسخينها، خصوصا في لبنان، لان الذراع الايرانية الاكثر عبقرية وتدريبا موجودة هناك وهي حزب الله وليس غيره، والذي اوصل، أي التسخين، الى حد اشعال حرب على لبنان شنتها اسرائيل نتيجة التحريض الامريكي – الايراني، لسلب المقاومة العراقية وهجها وجاذبيتها التي اكتسحت الجميع تقريبا وجردت الجميع من القدرة على اتخاذ أي موقف الا دعمها، وهذا الواقع يحرم الاطراف الثلاثة المعادية من القدرة على مواصلة تنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربي انطلاقا من نجاح تقسيم العراق.

    ان الانزال المصطنع لمرتبة المقاومة العراقية من اعظم مقاومة مسلحة في التاريخ، لانها دحرت امريكا، الى محض (حرب اهلية) منذ بداية عام 2006 قصد به التمهيد لاحلال ايران وحزب الله محلها في معادلة الصراع الاقليمي، والاكثر مدعاة للتأمل في درجة التواطؤ الامريكي – الايراني هو ان المقاومة العراقية المسلحة قد دشنت عام 2006 بتصعيد غير مسبوق لعملياتها الحربية وتحرير اجزاء اخرى من العراق واهلاك المزيد من خيارات الاحتلال، فاكدت المقاومة العراقية انها ليست اعظم حركة تحرر في التاريخ بل ايضا رسخت طبيعتها الاستثنائية وهي انها المقاومة المسلحة الوحيدة في التاريخ البشري كله التي تقاتل وتنتصر على اقوى استعمار ظهر على وجه الارض دون أي دعم خارجي! لهذا لم يكن وقوع حرب لبنان، بعد اشهر قليلة من بدء حملة وصف المقاومة العراقية بانها تحولت الى حرب طائفية، غريبا او بالصدفة بل كان توقيتها وابطالها تاكيدات متعاقبة عل انها جزء اساسي من المخطط الامريكي – الايراني!

    أن واقع ارض المعارك في العراق ينسف هذا الشعار البائس، لان المقاومة العراقية، ورغم كل جرائم وخطط امريكا وايران، بقيت القوة التحررية وليس الطائفية المقررة والحاسمة في العراق في مواجهة القوة الرئيسية الاخرى وهي امريكا، وبذلك احبطت مخطط تحويل ايران الى الطرف المقابل لامريكا في الصراع. وهنا يكمن مأزق امريكا وايران الاقليمي وما يتركه ذلك من اثار خطيرة على الوضع الدولي، ومن هنا يمكن فهم وتقبل حقيقة ان من مصلحة امريكا، واسرائيل بالضرورة، تغليب صورة الصراع كما تريده ايران، أي انه بقيادتها وليس بقيادة المقاومة العراقية. وربما يتسائل البعض : هل من المعقول ان امريكا تريد ان تصبح ايران قائدة معسكر مواجهتها؟

    الجواب نعم من المعقول ذلك اذا انتبهنا الى حقيقة شكلية وهي ان صورة ايران تواجه امريكا ليست سوى فيلم من اخراج هولي وود ولا يشكل تحديا لامريكا، وحتى لو تغير الرصاص الذي يطلق فيها من رصاص خلب الى رصاص حقيقي لانها لن تكون الا معركة ثانوية وهامشية ستراتيجيا. كما يجب ان ننتبه الى حقيقة جوهرية، علينا ان نتذكرها دائما، وهي ان المشروع النهضوي الايراني لا يتناقض مع المشروعين الامريكي والاسرائيلي فهو يكملهما، مهما اختلف معهما في الهوامش التفصيلية، وماحصل ويحصل في العراق اوضح دليل على ذلك.

    من البديهي ان امريكا تدرك ان الاثارة المصطنعة للازمات في لبنان، وهي ثانوية القيمة ستراتيجيا لكنها تضخم اعلاميا لترفع دعائيا الى مرتبة معركة كبرى، كما وصف حسن نصر الله معركة تموز بانها (معركة الامة كلها)، لكنه لم يقل لنا أي امة يقصد وهو يستخدم لفظة الامة دون تحديد هويتها كما يفعل دائما؟ وهذا التحويل للانظار عن جبهة الحرب الرئيسية وهي الجبهة العراقية ، وتركيزها على جبهة معركة ثانوية هي لبنان، بقدر ما يخدم ايران فهو يخدم امريكا أيضا، لانه يتيح لها مواصلة الضغوط لاسقاط سوريا في قبضتها، وذلك شرط أساسي في خطة تطويق المقاومة العراقية. وهذه الحقيقة اكتشفتها اسرائيل متأخرة بعد ان انجرت الى شن الحرب على لبنان معتقدة بان امريكا لديها اجندة حاسمة ضد النفوذ الايراني في لبنان ومضايقات حزب الله لها، لكنها صدمت باكتشاف ان امريكا كانت تريد الحرب على لبنان كوسيلة للضغط على ايران من جهة، وكاداة لتحويل الانظار عن هزيمتها في العراق من جهة ثانية، واخيرا كاداة لاعادة تجميل الوجه الايراني الذي كشف غزو العراق بشاعته مع ان امريكا كانت ترى ان ايران هي اللاعب الرئيسي في عملية الغزو واكمال تنفيذ اهدافه البعيدة المدى واهمها تغيير هوية العراق السكانية.

    ان المواجهة الامريكية الايرانية ليست من طراز المواجهات العدائية الجذرية، وانما هي مواجهة طرفين يتنافسان حول غنيمة، لذلك فان صراعهما ينتهي اما بالتقاسم المتفق عليه او بحل اخر لا يغير الواقع والمعادلة الستراتيجية السائدة فيه. والدليل على ذلك هو ان السياسة الرسمية الامريكية تجاه ايران، بكافة اشكالها، منذ سقوط الشاه تقوم على اساس ثابت وهو ان ايران ليست بلدا معاديا وانما هو يتبنى سياسات خاطئة، والحل هو تغيير هذه السياسة عبر الحوار والضغوط الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية ولكن ليس الحرب. هذا ما تقوله سياسة الاحتواء المزدوج، وهذا ما تقوله سياسة محور الشر ايضا.

    وهنا علينا ان نتذكر اهم الحقائق التي تجعل امريكا مسرورة بالدور الايراني في لبنان وهي ان معارك لبنان مهما اشتدت ومهما بلغت، سواء كانت عسكرية كما حصل في تموز، او سياسية استخبارية كما يحصل الان ومنذ انتهاء الحرب العسكرية وتفجير التوترات الداخلية لاسباب واهية، فانها لن تغير التوازنات الستراتيجية على الاطلاق بل قد تحدث تعديلات داخل الوضع القائم، وهو ما لا تعارضه امريكا. ولهذا اعترف حسن نصر الله بعد حرب تموز بان حزب الله لا يريد تحرير فلسطين من لبنان وانما استعادة مزارع شبعا! والمقارنة بين استعادة مزارع شبعا وبين تحرير العراق تظهر لنا الفرق بين تقديم ربع دولار من قبل امريكا لايران مكافئة لها على تحويل مركز النظر من العراق الى لبنان، مقابل حصول امريكا على غنيمة العراق وهي غنيمة ستعيد الحياة لمشروعها الاقليمي الذي احبطته المقاومة العراقية وليس المقاومة اللبنانية، ومن ثم تعود امريكا الى استئناف العمل بمشروعها الكوني. ماذا يحصل عندما تغيب هذه الحقائق الستراتيجية عن ذهن مشجعي الفريق الايراني في لعبة سباق المسافات القصيرة مع امريكا؟ بالطبع سيكون من اسهل الامور على امريكا وايران ان تقنع كل واحدة منهما انصارها بالتصفيق الحار اثناء السباق، والانغماس في لعبة التمويه على وجود مركز اثارة حقيقي يستحق الانتباه اكثر من غيره، وهو صراع العراق، مع ان أوليات الستراتيجية تؤكد بان معركة الحسم الاعظم تجري في العراق وليس في لبنان او غيرها، ومن ثم فان سيد المقاومة الفعلي والحقيقي هو المقاوم العراقي وليس حسن نصر الله.



    ما هي طبيعة ما قامت به ايران في العراق؟

    حينما نتسائل عن طبيعة الدور الايراني في العراق ماذا نجد؟ اننا نجد الحالات التالية :

    1– ان ايران هي الشريك الاساسي لامريكا في احتلال العراق، فدورها اخطر من الدور البريطاني بعد اللحظة التي تم فيها الغزو، فلقد بدأ الدور الايراني بالتحول من الداعم الى المشارك الاول لامريكا، والدليل هو ان االحكومة الثانية والثالثة للاحتلال تشكلت من انصار ايران ووزارة الداخلية سيطرت عليها ايران، واعمال الابادة والتطهير العرقي والمتستر بالغطاء الطائفي قامت بها اساسا عصابات ايران، وبالاخص العصابة الاجرامية المسماة بجيش المهدي الذي دربه على قتل العراقيين حسن نصر الله. هذه حقائق يعرفها ملايين العراقيين، والان بدأت امريكا تعترف بها بعد ان اخذت ايران تحاول الحصول على مكاسب اقليمية في العراق والخليج وغيرهما اكبر واخطر مما تريد امريكا. في ضوء ما تقدم فان ايران هي مخلب الوحش الامريكي الاسرائيلي في العراق، الذي لا نظير لوحشيته في كل تاريخ الوحشية في العالم لانه الاشد وحشية وشراسة، كما اثبتت تجربة وجود بيان جبر او صولاغ وهو ايراني وزيرا للداخلية في ظل الاحتلال، والذي سجل امتيازا عالميا باسمه في عالم التعذيب باستخدام الدريل (المثقاب) في التعذيب بثقب الجماجم والوجوه والاجساد حتى الموت. وفي ضوء هذه الحقيقة فان وضع ايران في الخط المواجه عدائيا لامريكا مضلل تماما.

    2 – ان ايران تعمل على تقسيم العراق، بتبنيها عبر الحكيم وغيره شعار وخطة الفدرالية، لان تقسيم العراق يزيل من الخارطة القوة الاساسية التي منعت تمددها الاقليمي وتوسعها القومي، رغم ان تقسيمه سيثير لها مشاكل مع القوميات المضطهدة في ايران، ولكن ازالة العقبة العراقية اهم من أي مشكلة قد تواجهها ايران في الداخل بسبب تقسيمه، خصوصا وان امريكا واسرائيل تريدان تقسيم العراق قبل أي هدف اخر، وهو ما ورد في وثيقة الكاتب الاسرائيلي عوديد ينون.

    3 – لولا ايران لما نجحت امريكا في اشعال الفتن والقيام بالتصفيات ضد عرب العراق ووحدتهم، اذ لا توجد اداة عراقية لها تنظيم حقيقي يستطيع تنفيذ مخطط الاحتلال سوى التنظيمات الايرانية، اما فرق الموت غير التابعة لايران فهي اقل اهمية وخطورة من تلك التابعة لايران كما اثبتت التجربة الواقعية. وهنا تسقط واحدة من اهم التعليمات الايرانية لبعض المثقفين وانصاف المثقفين العرب، وهي الرد، على من يقول بان ايران شاركت بغزو العراق، بالقول بان حكومات عربية ايضا شاركت فيه فلماذا تهاجمون ايران وتسكتون عن الحكومات العربية؟ ان الرد بسيط وواضح وهو ان الحكومات العربية التي ساعدت على غزو العراق ليس لديها مخطط خاص في العراق، باستثناء الكويت التي تريد مثل ايران ازالة العراق من الخارطة، وانما هي أي الحكومات العربية سهلت الغزو وخدمته بتسهيلات انتهت عند حصول الغزو، وهي حكومات نتفق حميعا انها بلا ارادة وطنية، اما ايران فانها دولة مستقلة اولا، وتدعي انها ضد امريكا واسرائيل ثانيا، ولها مخطط ومطامع في العراق والوطن العربي ثالثا، من هنا فان دورها لم ينتهي بغزو العراق، كما هو حال دور الانظمة العربية، بل ازداد خطورة بعد الغزو بتحول ايران من داعم ومسهل للغزو الى شريك اساسي فيه، والدليل هو ان القوة الثانية من بين قوى الاحتلال في العراق هي ايران وليس بريطانيا، فبريطانيا حجم دورها بوقوع الاحتلال وصارت حارسا للاحتلال فحسب، اما ايران فاصبحت بالاضافة لكونها حارسا للاحتلال لصا يتحرك في كل الاتجاهات ليسرق العراق ويدمره لحسابه الخاص.

    اذن الدور الايراني في احتلال وتدمير العراق والعمل على تقسيمه دور اساسي كان تابعا للدور الامريكي لكنه استقل عنه واصبح منافسا له في تقسيم وتقاسم العراق.

    4 – من كان سيشعل الفتن الطائفية لو لم تكن ايران تريدها؟ ان من اشعل الفتن الطائفية طرفان اساسيان يكمل احدهما الاخر وكلاهما يخدمان الغزو الامريكي، وهما الطائفية الصفوية والطائفية السنية التكفيرية، فهما من تحركا مع امريكا او تنفيذا لاوامر امريكا لتقسيم عرب العراق الى سنة وشيعة، رغم انهم كانوا موحدين طول تاريخهم ولم تدخل هذه الفتنة الا مع الاحتلال، مع ان ايران قد حاولت اثارتها عندما وصل خميني للسلطة خدمة لهدف قومي ايراني، وهو اقامة امبراطورية ايرانية تشمل كل العالم الاسلامي وتعيد امجاد فارس، ولم يكن الاسلام سوى غطاء لخداع السذج. لقد وزعت ايران مليارات الدولارات في العراق والاقطار العربية، خصوصا على النخب الاعلامية والسياسية، من اجل تقسيم العرب الى سنة وشيعة، لان ذلك فقط هو الذي سيسمح بالغاء العراق القوي والذي كان لقرون ولالاف السنين السد الذي يمنع ايران من التوسع غربا، وهو المجال الجيوبولوتيكي الحيوي الرئيسي لايران وغرب ايران هو الوطن العربي.

    ماذا نسمي هذا الدور الذي رايناه في الواقع؟ هل هو دور طرف وقع في الخطأ؟ ام انه طرف يمارس الجريمة المنظمة؟ وما هو حجم هذه الجريمة؟ هل هو مجرد مساعدة وانتهى الامر؟ ام انه دور مواصلة العمل على انهاء قطر بكامله بتقسيمه وتشريد شعب بكامله؟ مما لاشك فيه ان الدور الايراني هو دور طرف خطط لعمل كبير لعدة سنوات وهيأ مستلزمات النجاح، ولم يكن مجرد اداة امريكية على الاطلاق بل هو شريك كامل الشراكة التقت مصلحته القومية مع مصلحة امريكا واسرائيل في تدمير العراق تمهيدا لتقسيمه.



    ما هي الاداة الرئيسية لايران في بناء امبراطوريتها؟

    ان اخطر ما يهدد الامة العربية واكثر ما يخدم امريكا واسرائيل الان هو الحركة التبشيرية للتشيع الصفوي. لماذا؟ للاجابة على هذه ال(لماذا) علينا ان نطرح سؤالا اخرا مهما وهو : ماهي سمة النضال العربي قبل ظهور الخمينية؟ عندما ظهرت الخمينية عام 1979 كانت حركة التحرر الوطني العربي تتصارع مع ما سمي ب(التطبيع مع اسرائيل)، بعد زيارة السادات للقدس وكسره للحاجز النفسي العربي الاعظم، وهو تحريم التعامل مع اسرائيل. وهذه الحقية تعني امرا واحدا وهو ان الامة العربية كانت تواجه منذ اغتيال القائد جمال عبدالناصر رحمه الله عام 1970 محاولات تغيير التناقض الرئيس في الوطن العربي، وهو التناقض بين حركة التحرر العربي من جهة، والغرب الاستعماري وقاعدته المتقدمة اسرائيل من جهة ثانية. كانت كل القوى الوطنية العربية تؤمن بان العدو الرئيسي هو اسرائيل ومن يدعم اسرائيل. من هنا فان زيارة السادات كانت خطوة جبارة في اتجاه تغيير طبيعة الصراع في المنطقة كلها، لانها شقت الصف العربي الذي كان متفقا نظريا وعمليا على ان العدو الاساسي هو اسرائيل ومن يدعم اسرائيل، فظهر استقطاب عربي موال للتطبيع واخر رسمي وشعبي مناهض للتطبيع. ومع حصول هذا الانشقاق الخطير، فتحت ثغرة في جدار الصمود العربي لكنها لم تهدمه لوجود معسكر الرفض او قوى الرفض، والتي مثلت قوى وتيارات وطنية مختلفة، اتفقت على مواجهة نهج التطبيع بصفته اتجاها لصالح الاستعمار والصهيونية.

    كانت تلك عملية تراجع لحركة التحرر العربية وتقدم خطير لقوى الاستعمار والصهيونية التي وجدت لاول مرة من يتجرأ على المجاهرة بالصلح مع اسرائيل والتنازل عن القسم الاكبر من ارض فلسطين التي احتلت عام 1948، بقبول قرار 242 ثم بقرار 338 اللذان يقومان على (مبادلة الارض التي احتلت عام 1967 بالسلام). اكثر من ذلك فان الارض التي ستعاد للعرب وفقا للقرارين لم تكن كل الارض التي احتلت عام 1967 بل تقتطع منها ارض عربية لاغراض امنية! وهنا يجب ان ننتبه للحظة تاريخية خطيرة جدا، ففي حين كان الوطنيون العرب يقاتلون للرد على كامب ديفيد وبروز اتجاه رسمي عربي للتنازل عن اكثر من 80 % من ارض فلسطين، جاء اسقاط الشاه ليقلب الوضع الاقليمي راسا على عقب لصالح اسرائيل والغرب الاستعماري وليس لصالح الامة العربية والقضية الفلسطينية كما روج ويروج منظروا الخديعة او من يجهل خطوط العمل الاستخباري الامريكي – الايراني. فكيف حصل ذلك مع ان خميني جاء بشعارات هي نفسها شعارات حركة التحرر العربية وفي مقدمتها تحرير فلسطين؟ ببساطة لقد طرح خميني هذه الشعارات ولكن في اطار ديني مسيس وضع حركة التحرر العربية ذات التوجه القومي العربي في خانة العدو! فهو كان ينطلق من ان تحرير فلسطين واجب اسلامي وان القوى القومية العربية كافرة وان الاسلام وحده هو الحل!

    بهذا الطرح حدث الخرق الاعظم للصف الوطني العربي والذي حول الثغرة الساداتية في الجدار العربي الى كومة احجار بعد ان نسفته قنبلة خميني وليس اسرائيل! فلقد انقسم العرب بين مؤيد لخميني نتيجة لشعاراته ضد اسرائيل وامريكا، ومناهض له لانه وضع القوى القومية العربية في صف العدو، وبالاخص البعث الذي كان يقود العراق وكان يشكل القلعة الاخيرة للقومية العربية في مواجهة اسرائيل وداعميها الغربيين.

    ورفض خميني التراجع عن موقفه المعادي للبعث واصر على اسقاطه، وحرك في سبيل ذلك النزعة الطائفية، والتي فشل الشاه محمد رضا بهلوي في جعلها قوة كبيرة مؤثرة نتيجة ارتباطاته بالغرب، اما خميني فبسبب دعوته المناهضة شعاريا لاسرائيل وامريكا فان قسما من العرب قد انتعش لديه الحس الطائفي واخذ يتغلب على انتماءه القومي العربي. وبقيام الحرب بين العراق وايران نتيجة اصرار خميني على اسقاط النظام، تحت شعار نشر (الثورة الاسلامية) وبدء تطبيقه عمليا في العراق بالقيام بعمليات مسلحة ضد النظام الوطني، حدث تحول خطير جدا قادنا الى الوضع الحالي وهو وضع غلبت فيه مخابرات ايران الرابطة الطائفية على الرابطة الوطنية والقومية لدى بعض الشيعة العرب. لقد كان لبنان انموذجا مأساويا لهذا التحول، خصوصا مع بروز حزب الله بشعارات حبيبة على قلوب الجماهير واساليب ناجحة بشكل باهر استحوذت على الجزء المهزوم من السايكولوجية العربية، والذي كان يحن لاي انتصار ليغطي به عورته المكشوفة منذ هزيمة 1967 حتى لو استبطن هذا الانتصار انهيار منظومة الدفاع العربية الاساسية، وهي الرابطة القومية ، مادام حزب الله يعمل في اطار ستراتيجية ايرانية توسعية طائفية الظاهر عنصرية الجوهر. ان من يعرف لبنان جيدا يرى حالة مأساوية وهي ان مناطق الشيعة في لبنان كانت المعقل الرئيسي لجماهير القوميين العرب ناصريين وبعثيين، لكنها تحولت الان الى المركز الاكثر خدمة لايران بفضل حزب الله!

    ولكن متانة الحركة القومية في العراق وكونها تمتد عميقا في الوجدان الشيعي، البعثي بشكل خاص، في العراق ادى الى دحر الخمينية بعد حرب دامت ثمانية اعوام، كانت كافية لقلب المفاهيم وتسميم الاجواء. وتحول مفهوم نشر (الثورة)، في عهد خامنئي بعد هزيمة ايران امام العراق وموت خميني حزنا، من مفهوم يعتمد العنف الى مفهوم يعتمد التبشير الطائفي السلمي، المدعوم بمليارات الدولارات والاغراءات الاخرى، فاستقطبت ايران مثقفين وساسة عرب كانوا هامشيين، بتوفير مكاتب ومنابر لهم تغطي تكاليفها هي وتؤمن لهم راتبا سخيا مقابل تمجيد (الثورة الايرانية المعادية لاسرائيل وامريكا)! وفي هذه المرحلة تعرض العراق للعدوان الثلاثيني وفرض الحصار عليه وركز الغرب واسرائيل وايران كل طاقاتها لاسقاط النظام الوطني فيه، فادى ذلك الى عودة الفقر الى العراق، وهو ما شجع على تقوية الطائفية.

    ما معنى هذا تحديدا على المستوى الستراتيجي؟ بغض النظر عن النوايا فان الخمينية جاءت لتكمل ما بداته الساداتية وان كان من الطرف المضاد شكليا، وهو اضعاف حركة التحرر الوطني العربية واحلال التيارات الدينية المسيسة محلها، فالسادات الى جانب خرقه للجدار العربي المتعلق باسرائيل اطلق العنان لتيارات دينية متعصبة في مصر لمواجهة الحركة الوطنية المصرية خصوصا الناصرية، فخلق اشكالية الصراع بين القوميين والاسلامويين، او للدقة عمقها وجعلها طاغية. أما خميني فانه غلب التوجه الديني على التوجه القومي العربي لدى بعض العرب بتاثيره القوي انذاك على اوساط عربية كانت تائهة نتيجة صدمة 1967، فبرزت التيارات الدينية لتملأ الفراغ الذي تركه غياب عبدالناصر ومحاصرة العراق. لكن الوعي المستدرج لفخ الانتصار التعويضي، لدى نخب مثقفة خصوصا من التيار القومي العربي، كانت ترى في الخمينية قوة مناهضة للغرب واسرائيل، دس ذلك الوعي التعويضي المدمر الالغام التي تتفجر الان، ويراها هؤلاء ويعرفون بدقة من صنعها، لكنهم مقيدون بفخ التعويض النفسي من جهة، وللحالة التي جعلت لهم رواتب ومكاتب فخمة دون ان يعرف احد من يمولهم! لقد تغلبت الرؤية التكتيكية على الواقع الستراتيجي، وجاء تسطيح الوعي العام بعد ذلك ليقدم للتيارات الدينية المسيسة دفعة قوية جعلت من الحركة القومية محاصرة في العراق من قبل قوى تتناقض شعاراتها وهي قوى الولاء للغرب، من جهة، وقوى تسييس الدين المعادية شعاريا للغرب من جهة ثانية!

    وببروز التيارات الدينية وتراجع التيارات القومية بدات مأساة الامة العربية وهي مأساة التطرف الديني والذي قاد الى الانقسام الطائفي، وهذا بالضبط هو اهم هدف لخطة اسرائيل التقليدية : بدلا من مواجهة العرب موحدين مهما اختلفت دياناتهم وطوائفهم واصولهم العرقية، فيجب تمزيقهم على هذه الاسس العرقية والطائفية والدينية. وهنا واجهنا المخطط المسمى (تقسيم الامة العربية على اسس عرقية وطائفية) وكانت ايران الملالي هي الطرف الرئيسي الاول في هذا التقسيم. ولم تكن صدفة ابدا ان يتزامن صعود الخمينية، ذات الجوهر العنصري المتستر بالطائفية الشيعية، مع صعود التطرف الطائفي السني المضاد، ففي افغانستان ظهر ما يسمى (المجاهدون الافغان) ليسهموا في خلخلة الاتحاد السوفيتي والتمهيد لتفككه، وهو هدف ستراتيجي خطير عمل عليه الغرب اكثر من سبعين عاما، ولم ينجح الا مع صعود ما اطلق عليه تسمية (الاصولية الاسلامية) بدعم امريكي. وهكذا صعدت قوتان تنتميان في الظاهر للاسلام لكنهما في الجوهر متناقضتان جذريا وعلى نحو عدائي لا يمكن ازالته، نتيجة للاختلاف الطائفي بينهما، وهما الطائفية الصفوية الخمينية والطائفية السنية.

    لقد واجهنا كارثة مركبة : التيارات القومية والتقدمية تراجعت نتيجة لضربات الغرب واسرائيل، وملأت الفراغ قوى اسلاموية، كانت مدعومة من النظم العربية وايران والغرب، لكنها متناقضة الانتماء الطائفي ولا يمكنها ان تلتقي، فمهد ذلك للانتقال الى الصفحة التالية من المخطط الاسرائيلي الامريكي، وهو حلال صراع الطوائف والاثنيات في الوطن العربي محل الصراع ضد الاستعمار الغربي والصهيونية. والان اذا نظرنا الى واقعنا العربي نلاحظ بسهولة ان الدعوة للتشيع الصفوي هي المحرك الاساسي لايران في الوطن العربي، وهي دعوة تقسيميه تخريبية لانها ادت الى بروز رد طائفي مضاد هو التطرف السني، مع ان الحاضنة الرئيسية لكلا التيارين هي امريكا وبريطانيا! وبدلا من طغيان وصف وطني مقابل عميل كما كان الحال قبل السبعينيات اصبحنا نسمع ونرى وصفين خطيرين ومدمرين للوحدة الوطنية في كل قطر عربي، وهما وصف (النواصب) الذي يطلقه الصفويون على السنة، ووصف (الروافض) الذي يطلقه التكفيريون والمتطرفون السنة على الشيعة! اين الاستعمار والصهيونية؟ لقد تراجعا عمليا الى الخلف، فها هي ايران المتطرفة في شعاراتها المعادية لامريكا تتعاون معها ضد العراق وتساهم في احتلاله ثم تشارك في الاحتلال كطرف رئيسي! ما هو التبرير الذي اقنعت به اتباعها؟ لقد روجت ايران ما يلي : لكي نمهد الطريق لانهاء (مظلومية الشيعة) علينا ان نتعاون تكتيكيا مع امريكا للتخلص من اخطر عقبة تصد توسعنا في المنطقة والعالم وهي عراق صدام حسين.

    لماذا فعلت ايران ذلك؟ ان المشروع الامبراطوري الايراني لن يقوم الا اذا موه نفسه بغطاء طائفي، فالطائفية بالنسبة للمشروع الامبراطوري الايراني هي مجرد غطاء لكسب عرب سذج يقعون في فخ الطائفية، والذي فاز حقا من أثارة الطائفية هو امريكا واسرائيل وايران وخسرت الامة العربية كلها. اما التيارات السنية الطائفية فهي التي خسرت، لانها بلا مشروع منظم وبلا مخططات اقليمية او كونية، كايران واسرائيل، بل هي مجرد فورات حماسية بلا منهج وبلا ستراتيجية وبلا تخطيط حقيقي. والاهم انها تقوم غالبا على نزعة تكفيرية عدمية للتيارات الوطنية والقومية العربية، مما يؤدي على انتفاخها اولا ثم تفريغ بالونها من الهواء فتتمزق وتزول وتظهر غيرها وتقوم على نفس قاعدة الفقاعة، التي كلما كبرت ازدادت امكانية انفجارها، بعكس الصفوية الايرانية التي تعتمد على تخطيط ستراتيجي واهداف محددة ونزعة براغماتية تسمح لها باللعب الشديد الذكاء بكافة الاوراق وبيدها سلاح التقية اليهودية البغيض، وتلك هي بروتوكولات حكماء الفرس. الم تلعب ايران خميني ورقة اسرائيل بشراء اسلحة منها اثناء الحرب مع العراق؟ الم تنفجر فضيحة ايرانجيت في زمن خميني الذي كانت شتائمه لاسرائيل اقوى من كل قواميس القوميين العرب؟ كيف حصل ذلك؟ انه حصل لان المشروع التوسعي الايراني قومي الجوهر وان تبرقع بالدين والطائفة بينما مشروع الاسلامويين العرب هو مشروع عدمي يرفض كل شيء ويكفر الجميع ويرفض التعاون مع الجميع الى ان يجد نفسه في المقصلة، هو وكل الوطنيين العرب الاخرين، وهذا ما نلاحظه الان في العراق بوضوح تام!

    ان فهم المشروع التوسعي الايراني هو نقطة البداية الصحيحة لفهم الدور الايراني والاهداف الايرانية الحقيقية ولتفسير لم تعاونت ايران مع امريكا ضد العراق، ولم تعمل على تقسيم العراق وكل الاقطار العربية. ان الطائفية هي جوهر ومصدر قوة ايران وبدونها فانها ليست سوى قوة عسكرية قوية ولكنها مجردة من الدعم الخارجي وهو شرط نجاح التوسع. تذكروا ان الشاه محمد رضا بهلوي كان ايضا يحلم ببناء امبراطورية ايرانية، وكان يريد ان يجعلها القوة الخامسة في العالم، كما قال، ولكنه فشل وسقط مشروعه حينما طغى عليه الطابع القومي الفارسي، لذلك كانت النخب الشوفينية الفارسية المتميزة بالدهاء تشعر ان قومية الشاه ستفسد عمل الف واربعمائة عام من التقية والعمل المنظم لاستعادة مجد فارس، فكان اسقاط الشاه هو الحادلة التي مهدت طريق صعود الحركة القومية الفارسية ولكن بغطاء جذاب ومثير وهو التشيع الصفوي.

    ما الذي يترتب على ترويج الطائفية؟ من بين اهم المظاهر الاساسية الطاعة المطلقة للمراجع الطائفية العليا، والتي تتلخص في تقليد تقبيل يد المرجع وتنفيذ كل اوامره حتى اذا امر بتطليق الزوجة وبيع الوطن! الم تشاهدوا في العراق كيف ان الاف الصفويين خانوا وطنهم ولم يقاوموا الاحتلال وتعاونوا معه لان الحوزة الطائفية اصدرت فتوى بذلك، فتم تسهيل غزو وتدمير العراق؟ الم تشاهدوا حسن نصر الله يقبل يد خامنئي كلما التقاه؟ هل يمكن لمن يقبل يد شخص ان يخرج عن طاعته؟ وهل في الاسلام عادة تقبيل اليد التي تشكل اهانة لكرامة الانسان وادميته؟ اذا كان حسن نصر الله يقبل يد خامنئي فكيف يكون تصرف الطائفي البسيط؟ الا ينفذ ما يطلبه المرجع حتى لو كانت نتيجة ذلك الردة وطنيا واخلاقيا ودينيا ايضا؟ واذا تذكرنا ان مراجع الحركة الصفوية العالمية كلهم ايرانيون وقوميون فرس، وهو ما انعكس في الدستور الحالي لايران، هل نتوقع من ايراني شوفيني ان يترفع عن التجاوز على الحقوق العربية؟ لقد نجحت الدعوة الصفوية في العراق في تحويل ولاء بعض العراقيين من الولاء للوطن وللامة العربية الى الولاء لايران. ولعل ابرز دليل هو من كان يسمى ممثل التيار العربي في الشيعة العراقيين مقتدى الصدر وليس غيره. لم يرفع السلاح ضد الاحتلال بمبادرة منه بل لان امرا بالقبض صدر ضده في قضية مقتل عبدالمجيد الخوئي واغلقت صحيفته واعتقل احد مساعديه، فقرر الدفاع عن نفسه بحمل السلاح لمنع اعتقاله.

    وهذه الحقيقة تفسر لم قبل التوقف عن القتال حالما اعلن الاحتلال انه سيعفي عنه اذا سلم سلاحه فسلم السلاح مقابل ثمن دفع وشاهد ذلك ملايين الناس، واندمح في العملية السياسية ضمن الاحتلال وصار له وزراء واعضاء في ما يسمى برلمان الاحتلال. هذا التيار الذي لعب دورا حاسما في اغتيال عشرات الالاف من العراقيين والعلماء والضباط الوطنيين سارع فور صدور تهديدات امريكية بضرب ايران الى الاعلان عن انه سوف يهاجم القوات الامريكية في العراق اذا هاجمت ايران! وكذلك فعلت تيارات طائفية اخرى تعاونت ايضا مع الاحتلال ضد الشعب العراق. لقد تغلبت الانتماءات الطائفية على الانتماء الوطني وظهر ذلك جليا منذ الغزو وحتى الان، فهل يوجد ضرر خطير لحق بالعراق كالمرض الطائفي الذي يجعل عراقيا عربيا يسهل غزو وطنه لان ايران تريد ذلك ثم يعلن انه سيرفع السلاح ضد امريكا اذا هاجمت ايران؟ لقد اصبحت الطائفية بالنسبة للبعض هي الوطن، مع ان الطائفية بالنسبة لمن نشرها، وهو ايران، لم تكن الا اداة من ادوات توسيع المصالح الوطنية الايرانية في الخارج! هذه الحقيقة يتجاهلها، على نحو يبعث على الدهشة، من مازال يمتدح مقتدى الصدر من المثقفين العرب!!!

    ولوضع المسألة الطائفية في اطارها التبشيري الايراني، وهي احد اهم الادوات التي استعملها الاحتلال وايران لتسهيل غزو العراق، يجب ان نذكر بحقيقة صادمة لمن لا يعرفها توضح مدى وخطورة الخطط التوسعية الايرانية وهي قضية نشر التشيع الصفوي في العراق، ومن كان وراءه : التشيع العلوي الاصيل والطبيعي ام التشيع الصفوي الذي يموه دوافع قومية فارسية؟ ربما لا يعلم كثير من العرب بان العراق كان سنيا حتى جاء اسماعيل الصفوي قبل حوالي 400 عام وفرض التشيع الصفوي على ايران اولا بحد السيف وقتل مئات الالاف لان ايران ايضا كانت سنية، ثم بدا يعمل عى نشر الصفوية في العراق وغيرها مستغلا دوغمائية سلاطين الدولة العثمانية. الا يؤدي هذا العمل الى اثارة الطرف الاخر ودفعه للعمل على المحافظة على وضعه؟ الجواب نعم، وهنا نعود لطرح سؤال مهم وهو : لمصلحة من اثارة الفتن الطائفية بين المسلمين العرب؟ ربما يقول البعض ان التشيع مذهب من حقه ان ينتشر وهذا الرد صحيح فنحن لا نقف ضد مذهب احد ولكن ان تموه المصلحة القومية الفارسية ببرقع التشيع فهذا امر يستفز الطرف الاخر ليس طائفيا فقط بل قوميا ايضا.

    من يريد ان يفهم هذه الحقيقية عليه ان يقرأ كتاب (التشيع العلوي والتشيع الصفوي) لمفكر ايراني اعتبر منظر الثورة الايرانية وملهمها وكان خميني معجبا به وهو د. علي شريعتي، والذي يؤكد فيه ان الحكم في ايران، منذ اسماعيل الصفوي، كان تشيعه صفويا قوميا ويتبرقع بالتشيع العلوي! ورغم ان هذا الكلام قيل قبل اسقاط الشاه الا من يقرا الكتاب الان ويقارن توصيفه للتشيع الصفوي يجد نفسه اسير فكرة طاغية وهي ان النظام الايراني الحالي يمارس التشيع الصفوي رغم انه يتستر بالتشيع العلوي لاهداف سياسية. أذن التبشير الصفوي ستراتيجية ايرانية قديمة وعامة تتبناها نخب شوفينية متعددة الوجوه، فتارة ترتدي وجه الشاه وتارة اخرى ترتدي وجه خميني لان الهدف قومي ومتفق عليه. وهي حركة توسعية لا تختلف من حيث الجوهر التوسعي عن التوسعية الصهيوينة التي يتفق داخلها اليسار واليمين والعلمانيين والمتطرفين دينيا حول هدف واحد هو تحقيق اهداف بني صهيون. ولذلك لم يكن غريبا ان تكون لدى النخب الشوفينية الفارسية بروتوكولات لحكمائهم، كما توجد لدي حكماء صهيون بروتوكولات، تضمن استمرار تنفيذ خطط التوسع مهما تبدلت الوجوه وايديولوجيات الحكام.

    ما معنى الولاء لايران وهي دولة قومية وليست دولة دينية كما يثبت الدستور الايراني؟ اليس معناه خدمة دولة اجنبية؟

    يتبع .....

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    أخي محمد..
    رد موجز على مقالت الهامة..

    على اختلاف درجة خطورة هؤلاء الأطراف الثلاثة على أمة تداع سقفها وهشمت جدرانها..
    إسرائيل : السرطان المغروس بين ضلوع دروبنا..
    أمريكا : القوة الرعناء الموجهة نحو سحب ما تبقى من كرامة من تحت أرجلنا ونهب نفطنا وبترولنا..
    إيران : الاستعمار الصفوي الجديد بمفاعل نووي وفتوى "خمينية".. حيث تدفع حكومتها ملايين الدولارات من أجل نشر المذهب الصفوي في البلاد العربية كنشر النار في الهشيم..

    هناك خطر أكبر يهدد ما تبقى من كيان هذه الأمة المسلوبة الإرادة..
    وهم زمرة من أفرادها المتخفين بثوب حق وهم على باطل.. وقد تمكنوا من التستر وتطورت أساليب نفاقهم في كافة المجتمعات العربية ليتابعوا التخريب ومحاربة كافة أشكال ومظاهر التطور والرقي الإنساني تحت مزاعم انسانية كاذبة.. مستعينين بمناصب تحمي بطونهم وظهورهم.. أو سلطة تدافع عنهم وعن مساعديهم.. وقد امتدت أياديهم الخفية حتى مساعدة أفكار الصهاينة وقوى التحالف على التطبيق فوق أرض عربية لطالما عاشوا بين ظهرانيها وما انتموا لها حق الإنتماء..

    بورك فكرك التوجيهي.. ولي عودة أخرى إن شاء الله لقراءة ما استجد في مقالتك أخي..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وامريكا؟ ام ايران؟ (3-3)

    شبكة البصرة

    صلاح المختار
    التبشير الصفوي في الوطن العربي

    ان المشكلة الصفوية لم تنحصر في العراق، بل هي اصبحت مشكلة اساسية في الوطن العربي كله، وفي العالم الاسلامي ايضا، لان ايران وهي تبني مشروعها الامبراطوري القومي، تعتمد اساسا على الغاء دور العرب، ابتداءا من العراق، لانهم سد يمنع التمدد الامبراطوري الايراني. كما انها تعتمد في نجاحها على كسب اكبر عدد ممكن من العرب تمهيدا لضم الوطن العربي للامبراطورية الفارسية. وفي هذا الصدد علينا ان نطرح اسئلة جوهرية ونترك الجواب للقارئ الكريم ومنها : لماذا هذه الحملة الحملة التبشيرية الصفوية البالغة النشاط في الوطن العربي، والتي تكلف ايران مليارات الدولارات سنويا؟ وما هوهدفها؟ الا تؤدي عمليا، وبغض النظر عما تقوله ايران، الى شق العرب وخلق صراع بين السنة والشيعة، مع ان العرب ما زالوا يعانون من الاحتلال الاسرائيلي والان الامريكي للعراق؟ هل تسمعون اخبار الفتن الطائفية التي تزرعها ايران في مصر والمغرب العربي والسودان مثلا نتيجة محاولتها تحويل السنة الى صفويين باسم التشيع؟ ولندرك حقيقة ان نظام الملالي في طهران اخطر على العرب واكثر عداء لهم من نظام الشاه علينا ان نثير السؤال التالي : هل سمعتم في زمن الشاه مثلا ان هناك (مجلسا اعلى للشيعة) في مصر اوفلسطين اوالمغرب قد تأسس؟ هل سمعتم في زمن الشاه ان المعاقل القوية للحركات الوطنية العربية قد تحول بعضها الى معاقل للطائفية، فتحول الولاء من الولاء للوطن الى الولاء للطائفة لدرجة ان ممثلي الطائفية الصفوية العرب يتلقون اوامرهم من طهران وقم علنا ورسميا، وينفذونها حتى لوتناقضت مع المصلحة الوطنية لبلدهم؟ ألم يكن الطابع القومي الصريح لنظام الشاه وموالاته للغرب واسرائيل مانعا للعرب من تحويل الطائفة الى طائفية تمنح ولاءها لايران بدل العرب؟ واستنادا لهذا السؤال هناك سؤال اخر وهو: الا يدل تغيير النظام الشاهنشاهي في طهران، وتنصيب نظام اخر يتبنى شعارات مناقضة تعادي امريكا واسرائيل شكليا، على ان احد اهم اهدافه ازالة العائق القوي من امام بعض العرب الذين كانوا يرفضون السياسة الايرانية بسبب طابعها الذيلي للعرب واسرائيل لاجل توفير البيئة النفسية الصالحة لتاييد ايران تمهيدا لاحداث الفتنة الطائفية؟

    كيف يمكن لعربي ان يقبل يد خامنئي مع ان الاخير يقتل عرب العراق يوميا وبالجملة، ويحرك الفرق الصفوية لتذويب الهوية القومية للامة العربية في العراق والخليج العربي، مع انه يكسب النقاط لصالح الامة الايرانية؟ الا ينتج نشر التشيع الصفوي حتما رد فعل سني واسع النطاق؟ لمصلحة من نجعل من نشر الفكر والانتماء الطائفيين، شيعيا اوسنيا، الان هوالمحرك للكثير من العرب والمسلمين بدل ابقاء وحدة العرب والمسلمين ضد العدوالصهيوني والاستعمار؟ الا يؤدي ذلك الى حروب اسلامية - اسلامية مع اننا ما زلنا نواجه الابادة الصهيوامريكية وقد وصلت ذروتها؟ هل لهذا التزامن الواضح جدا، بين تفجر التبشير الصفوي واستكلاب الغرب والصهيونية وهما يعززان حملتهما الصليبية الجديدة ضد العرب والمسلمين، علاقة بمخطط التعجيل بشرذمة الاقطار العربية؟ هل نستطيع ان ننكر الحقيقة المخيفة وهي ان الصراع العربي – الصهيوني يتراجع للخلف والصراع العربي مع الاستعمار يتراجع للخلف ويحل محله صراع وفتن طائفية؟ من صنع ذلك؟ بالتاكيد ليست اسرائيل والغرب وحدهما، لان ايران الملالي رسميا تعلن عن عزمها على نشر التشيع الصفوي وتصرف مليارات الدولارات على ذلك سنويا، الامر الذي يجعلها موضوعيا وذاتيا احد اطراف الثلاثي الذي يعمل على تفتيت الامة العربية، مع ملاحظة ان هذه السياسة تؤدي الى تنفيذ خطط الصهيونية واهمها نشر الانقسامات بين العرب! ألم تسمعوا ما قاله رفسنجاني اثناء مناظرته مع الدكتور القرضاوي من ان من حق ايران ان تفعل ذلك؟

    هل يستطيع اي مراقب منصف ان ينكر حقيقة يعرفها ملايين العراقيين الذين هجروا من العراق، لمجرد انهم عرب وبلغ عددهم حوالي ستة ملايين والامم المتحدة اعترفت بحوالي اربعة ملايين، هذه الحقيقة هي ان القوة الاساسية التي قامت بذلك هي جيش المهدي، الذي يتلقى اوامره من طهران ويمول من طهران، ومن يصدر اليه الاوامر هوالايراني الفارسي أية الله كاظم حائري المرجع الرسمي لمقتدى الصدر، والذي بدوره يخضع لعلي خامنئي المرجع الاعلى في كل العالم الاسلامي للتشيع الصفوي؟ وما معنى ان حزب الله اللبناني يدرب في لبنان محترفي القتل في هذا الجيش؟ لم هذا التهجير؟ لم صدرت ايران الى العراق حوالي اربعة ملايين فارسي اوكردي ايراني ومنحتهم حكومة الجعفري الجنسية العراقية وبدأ الحديث الرسمي عن وجود قومية فارسية في العراق مع ان ذلك لم يكن موجودا على الاطلاق حتى الغزو؟ اليس لتغيير طبيعة العراق السكانية بجعل العرب فيه ليس القومية الرئيسية (85 % قبل الغزو) وانما قومية من بين عدة قوميات وطوائف متقاربة العدد؟ ومن نفذ الخطة الامريكية الخاصة بتقسيم عرب العراق الى سنة وشيعة وحساب الامور السياسية والدستورية في العراق على هذا الاساس؟ اليست هي عصابات ايران وممثلها الرسمي الايراني عبدالعزيزالحكيم الذي ينادي بتطبيق الفدرالية في الجنوب والوسط على أساس انه يمثل شيعة العراق؟ بتقسيم العرب في العراق الى سنة وشيعة بواسطة الاوامر والادوات الايرانية، وبجعلهما جماعتان مختلفتان في التصنيف السياسي والاجتماعي، انخفضت نسبة العرب في العراق الى عدد قريب من اغلبية بنسبة قليلة وليس قومية رئيسية، وهذا بالضبط احد اهم واخطر اهداف اسرائيل وامريكا، وهذا بالضبط ايضا، اي تقارب مكونات البلد، هواحد اهم اسباب السرعة في تقسيم يوغوسلافيا، فعملت ايران وامريكا واسرائيل على تحويل العراق قسريا ليصبح سهل التقسيم مثل يوغوسلافيا.

    ان السؤال الجوهري هنا الذي يواجه كل وطني عربي : هوكيف تحل اشكالية الولاء المطلق لايران المتأثر بالانتماء الطائفي من قبل مواطنين عرب، وهي اشكالية مصيرية وليست مسالة ثانوية، مع ان ايران معادية للامة العربية وليس للنظم العربية، كما تقول الدعاية الايرانية البائسة، ومثال العراق الان يقدم لنا صورة مخيفة عن النوايا الايرانية تجاه الامة العربية بكاملها؟ فالعراق ورغم ان عملاءها يشاركون في حكمه الا انهم يدمرونه تنفيذا لاوامر طهران. كيف نحدد من هوالاصل الوطن ام الطائفة؟ اذا قلنا الطائفة فان الوطن يصبح على حافة الزوال بالتقسيم حتما، فهل هذا هوالمطلوب من وراء تغليب الولاء الطائفي؟ وهل تغليب الولاء للطائفة سوى ردة الى علاقات ما قبل الامة؟ واذا كان الجواب نعم، وهوكذلك، لم لم ترتد ايران الى مرحلة ما قبل الامة وما زالت متمسكة بتطرف قومي شوفيني بما تعده حقوقها الوطنية وحدودها الوطنية لغتها الوطنية، بينما تطلب من اتباعها تحقيق تلك الردة على الوطن والامة؟

    لولم تدعم ايران الغزو، ولولم تأمر رعاياها بدعم الغزو، ولوشارك كل الجنوب في المقاومة ضد الغزوهل كان الاحتلال سينجح في اختراق الجبهات بسرعة نسبية؟ ولولم يتعاون الصفويون مع الاحتلال في تشكيل الحكومات المتعاقبة، ولولم ينضموا الى القوات القمعية هل كان الاحتلال سيستمر وتزداد معاناة شعب العراق؟ ولولم تنساق الكتل الصفوية خلف ايران هل كنا سنشهد نجاحا امريكيا في العثور على عراقيين ينحازون لطائفتهم ضد الوطن؟



    تقليد المراجع ما حدوده وتأثيراته؟

    ان اخطر مافي الطائفية الصفوية هوانها تجعل ولاء الطائفي للطائفة وليس لاي جهة اخرى بما في ذلك الوطن، ومن هذه الحقيقة ينبع الخطر الايراني. كيف ذلك؟ الجواب هونظام التقليد في المذهب الصفوي هوعبارة عن نظام طاعة مطلقة من قبل المقلدين للمرجع الذي يقلدونه. سنوضح معنى التقليد في الفقه الصفوي، لنصل الى نتيجة خطيرة وهي ان من يقلد خامنئي اواي مرجعية طائفية في ايران يصبح خاضعا لها ومسيرا من قبلها لانعدام اي صيغة ديمقراطية تتيح الاعتراض اوالرفض. اذا كانت التبعية (تسمى التقليد) قاعدة العلاقة بين الصفويين غير الايرانيين وايران هل يمكن للمقلد ان ينشق دون ان يحرق ويكفر؟ ان التقليد الصفوي يرتكز على قاعدة الطاعة التامة للمرجع لان المرجع هوالمرشد وهوالذي يعرف ما لا يعرفه الانسان العادي، ولذلك فان الطاعة له عمياء ومن يخالفها يكفر ويرسل للجحيم. الا تتذكرون مفاتيح الجنة التي كان خميني يوزعها على حرسه اثناء الحرب ضد العراق والذين كانوا يوعدون بالجنة، فمات الالاف منهم وهم يهاجمون القوات العراقية مخدرين بالحشيشة؟ الا تتذكرون فتوى السيستاني اثناء ماسمي بالانتخابات في العراق بان من لا يشارك فيها سيدخل النار وستحرم عليه زوجته؟ هل رايتم من قررت المخابرات الايرانية ان تطلق عليه تسمية مضللة ومسيئة للمقاومة وهي (سيد المقاومة)، وهوحسن نصر الله، مع انه يقبل يد خامنئي كلما التقاه، لان خامنئي مرشده وهومقلده وتابعه رسميا؟ اذا كان نصر الله يقبل يد مرجعه فما بالكم بعامة الناس من الصفويين؟ واذا كان تقبيل اليد هوالتعبير الرسمي الملزم عن الولاء والطاعة التامتين فمن حقنا ان نتسائل هل يوجد في تاريخ الاسلام شيء اسمه تقبيل اليد تعبيرا عن الطاعة؟ ولنأخذ الامام علي كرم الله وجهه مثالا لان الصفويين يدعون مشايعته، ونسال هل كان الامام يعرف عادة تقبيل اليد؟ ان تقبيل اليد هي، في المجال الدنيوي، اهانة لادمية الانسان لانها توحي بالعبودية وهي فعلا عادة تنتمي لزمن العبودية، اما على مستوى ديني فانها رفع للمرشد الى مرتبة اعلى من النبوة لان النبي محمد (ص) لم يكن يعرف عادة تقبيل يده! وهنا علي ان اطرح سؤالا رغم انه قد يكون مرفوضا مجرد طرحه من قبل أي مسلم حقيقي، وانا منهم وهو: هل خامنئي ارفع منزلة من محمد (ص) كي تفبل يده من قبل حسن نصر الله واحمدي نجاد وغيرهما؟ واذا كان نجاد رئيس جمهورية ايران يقبل يد خامنئي فهل يمكننا استبعاد صورة اباطرة الفرس القدماء الذين استعبدوا البشر؟ بل هل يختلف ذلك عن صور الشاه ووزراءه وجنرالات جيشه يقبلون يده؟ وما هورد فعل الايراني العادي وهويرى رئيسه يقبل يد شخص اخر لم ينتخبه الشعب؟ الا يعني تقبيل اليد اختصار الامة والدين في شخص واحد عمليا؟ وما معنى اختصار امة في شخص اودين في شخص غير نفي أدمية الكل وتجميد عقولهم مع ان الله كرم البشر وطلب من الملائكة السجود لهم واعطانا العقل لنستخدمه؟

    هذا الذي يسمى التقليد في المذهب الصفوي ما هوالا سايكولوجيا ابتزازية تضع الانسان امام خيارين اما الطاعة التامة لرجل الدين اوالتكفير والذهاب للنار، وتلك هي من ابرز سمات الديانة الزرادشتية! لذلك راينا ان الامين العام الاول لحزب الله صبحي الطفيلي قد فصل منه لانه لم يكن يطيع المراجع في طهران طاعة تامة، واعترف هوشخصيا بان حزب الله يتلقى اوامره من المرشد وعليه طاعتها والا فان من يرفض سيكون مصيره مثل مصير الطفيلي، الذي لم يخرج احد معه بل خرج لوحده تقريبا خوفا من التكفير وقطع الدعم المالي الايراني والاغتيال. نذكر بقاعدة التقليد لنقول لمن ينصح اويريد ان ينصح قادة الاذرع العربية التابعة لايران، ومنها حزب الله، بدعم المقاومة العراقية، اوالضغط على ايران للتوقف عن المشاركة الاساسية في تدمير العراق، اوالتوقف عن التبشير الصفوي، لانه يحول الصراع من صراع مع الصهيونية والاستعمار الى صراع بين المسلمين انفسهم، نقول لمن يريد ذلك : انت واهم ووهمك كوهم من يريد ان يحلب الثور، لان من تريدون نصحهم مجبرين وغيرمخيرين، وعلى اعينهم عصابة كالعصابة التي توضع على عين ثور المطحنة كي لايعرف انه يدور فيصاب بالدوار ويعجز عن الخدمة. المطلوب ليس نصح هؤلاء بل كشف نتائج اطاعتهم لاوامر ايران على الامة العربية ومستقبلها.

    ولذلك فان السؤال الجوهري هنا هو: من هوخامنئي بالنسبة للامة العربية، وهوالمرجع الاعلى للشيعة الصفويين في الوطن العربي وفي العالم الاسلامي، كي تفرض عليهم طاعته مهما كانت اوامره؟ انه رمز ايران القومي الان والمدافع الامين عن مصالح ايران القومية. والادلة كثيرة جدا ومنها انه يعلن في كل خطبه واقواله ان مصلحة ايران هي الاساس في ممارساته، وطبق ذلك في ساحة الصراع الاذربيجاني – الارمني، حيث ايد ارمينيا المسيحية ضد اذربيجان الاسلامية خدمة لمصالح ايران القومية، ووقف ضد الشيشان المسلمين في روسيا الاتحادية، لان مصلحة ايران القومية تقتضي ذلك. ونحن لا ننقده ابدا بل نحترم اخلاصه لقومه ولقوميته، فهوقومي ايراني ويعمل طبقا لدستور ايران على تحقيق مصالح ايران. اما موقفه من غزوالعراق وافغانستان فهوالاخر بالغ الوضوح فلقد افتى بمساعدة امريكا وحلف الاطلسي، وهي قوى معادية للاسلام، على غزوافغانستان الاسلامية، بحجة التخلص من طالبان، ثم افتى بمساعدة امريكا وبريطانيا على غزوالعراق الاسلامي ايضا، والدافع هوان التخلص من نظام البعث وصدام حسين سيزيل العقبة الاساسية من امام التوسع الايراني في الوطن العربي كله! والان افتى بتصفية ابناء العراق على اسس طائفية خطيرة لاجل تقاسم العراق مع امريكا وتذويب هويته العربية



    (ايرانجيت) و(اسرائيل جيت) صدفة ام نهج؟

    في اطار شيطنة العراق وصدام الشهيد روجت اشاعات من قبل جهات استخبارية غربية وصهيونية وايرانية تقول بان امريكا قد دعمت العراق اثناء الحرب التي فرضها نظام الملالي على العراق، رغم ان أي دليل ولوثانوي يثبت ذلك غير موجود ولم يظهر احد أي دليل عند توجيه هذا الاتهام! وصار البعض يردد هذه الاكذوبة وكأنها حقيقة ثابتة مع ان العكس هوالصحيح وهوان امريكا، وكذلك اسرائيل دعمتا ايران ضد العراق، وتوجد ادلة ووثائق واعترافات امريكية واسرائيلية وايرانية تثبت ذلك. ولتسهيل ايضاح هذه النقطة علينا طرح سؤال محدد يساعد على تذكر الواقع ويسقط الاسطورة : هل توجد عراقجيت ام ايرانجيت؟ لقد اعترف المسؤولون الايرانيون بانهم عقدوا صفقة مع امريكا تم بموجبها تقديم اسلحة ومعدات عسكرية ومعلومات استخبارية امريكية لايران، ولذلك يوجد تعبير (ايرانجيت) او(ايران كونترا). اما مع اسرائيل فقد فسرت الحكومة الايرانية فضيحة سقوط الطائرة الارجنتينية التي كانت تنقل اسلحة اسرائيلية من اسرائيل مباشرة لايران اثناء الحرب مع العراق على انها تسديد لديون بذمة اسرائيل منذ زمن الشاه! والسؤال المهم هوهل كانت اسرائيل مجبرة على تسديد ديونها لايران بصورة اسلحة لوكان في ذلك تهديد لها اوخدمة لاعداءها؟ بالطبع كلا، فمثل هذه الديون تخضع لاعتبارات قانونية قد يستمر البحث فيها عقودا لاجل حسمها وذلك لتعقيد هذه القضايا، ولذلك كان بامكان اسرائيل ان ترفض مبادلة الدين بالسلاح، لكنها ارادت ان تؤذي العراق وتمنع انتصاره على ايران فقدمت الاسلحة لها.

    وهذه الحقيقة، اي التعاون التسليحي الايراني مع كل من امريكا واسرائيل، تثبت ان هذين الطرفين كانا يعدان العدوالرئيسي هوالعراق وليس ايران رغم شعارات خميني النارية ضدهما. ومقابل هذه الحقيقة هناك حقيقة اخفيت وقلبت عمدا وهي ان العراق، وبخلاف ما اشيع لم يستلم رصاصة واحدة من امريكا على الاطلاق، وكل ما روج كان محض قصص لفقت لتشويه صورة العراق، بدليل انه لم تظهر اي وثيقة اودليل بعد غزوالعراق على انه استلم سلاحا من امريكا. وكل ما ثبت هوان العراق تلقى دعما عربيا اعتبره البعض بتاثير امريكي، وهذا الامر، وسواء كانت امريكا اثرت ام لا، كان نتيجة وجود عامل مشترك بين الدول العربية وهوان حكومة خميني اعلنت رسميا قرارها اسقاط انظمة الخليج والجزيرة وبقية النظم العربية لهذا كان من مصلحتها، الشخصية والوطنية والقومية، دعم العراق وليس لان امريكا طلبت منها ذلك. وتاكيدا لهذه الحقيقة لا يوجد الان تعبير يخص العراق مثل (عراقجيت) وذلك لعدم تقديم اي سلاح للعراق من قبل امريكا ابدا، ونحن تحدينا ونتحدى من يستطيع ان يقدم دليلا واحدا على هذه التهمة التي اريد بها تشويه صورة العراق.

    وهناك قصة معروفة تؤكد ان امريكا لم تقدم للعراق سلاحا، وهي قصة عرض امريكا على العراق مباشرة تقديم عتاد مدفع ستراتيجي، كان مهما جدا في الحرب مع ايران، نفد عتاده ولم توافق الدولة المصنعة على بيع العراق العتاد له لان امريكا منعتها، وكان العراق في حاجة ماسة جدا لذلك العتاد، مقابل تسليم دبابة سوفيتية واحدة (اظن انها كانت تي 72) لامريكا، لانها كانت دبابة جديدة في سلاح الدروع السوفيتي. هذا العرض الامريكي قدم للمخابرات العراقية حينما كان الشهيد برزان التكريتي مديرا لها فامره الرئيس صدام حسين بان يرد بالقول : (ان العراق لا يخون اصدقائه حتى لوكان في حاجة ماسة للعتاد). هذه الحادثة معروفة وتعرفها المخابرات الامريكية، وهي تعني وتؤكد امرا واحدا بارزا وهوان امريكا لم تقدم اي سلاح للعراق. والسؤال هنا هوما معنى ان تقدم امريكا السلاح والعتاد والمعلومات الاستخبارية لايران وتمنعها عن العراق؟ وما معنى ان تقدم اسرائيل السلاح لايران وهي في حالة حرب مع العراق؟ أترك الجواب لكل منصف.

    اذن لم الاصرار الغريب على تهام العراق بتلقي دعم امريكا؟ ولم يكرر غلمان واشنطن وطهران هذه التهمة لدرجة ان البعض من كثرة التكرار اعتقد انها صحيحة؟ الجواب بسيط وواضح الان وهوان المطلوب تشويه صورة العراق امام الراي العام العربي والعالمي لان دعم امريكا لطرف ما هوادانة له، ومقابل ذلك فان الحرب الكلامية الايرانية مع امريكا تساعد ايران على كسب الدعم العربي والاسلامي لها رغم انها متعاونة وملتقية في الاهداف الستراتيجية مع امريكا واسرائيل قدر تعلق الامر بالامة العربية.

    دعم ايران لفلسطينيين هل هوثمن ذبح العراق؟

    هناك من يقول ان ايران تدعم حماس وفلسطينيين لذلك ندعم ايران! وهذا القول على سذاجته يستحق منا ان نناقشه لنظهر مدى خطأ من يتبناه. وهنا نوضح ان الدعم الايراني كان لفلسطينيين من فئات خاصة وليس للشعب الفلسطيني غالبا، وان هذا الدعم الخاص كانت وما زالت له اغراض سياسية اصبحت معروفة وهي كسب دعم هذه النخب لايران وتسخيرها ضد حركة التحرر العربية، خصوصا في العراق، سواء بالدعم المباشر والمفتوح لايران من قبل عناصر فلسطينية، واستمرار هذا الدعم حتى غزوبعد العراق، اولشراء سكوت هذه النخب الفلسطينية على ما يجري في العراق وغيره من احداث تلعب فيها ايران دورا اجراميا لايقل خطورة عن الدورين الامريكي والاسرائيلي. من هنا فان دفع بضعة ملايين ايرانية لنخب فلسطينية مبلغ تافه مقابل الحصول على صمت منظمات فلسطينية اوتاييد ايران في عملية تدمير العراق. وهناك حقيقتان يبدوان من يدعم ايران نساهما، وهما ان التاريخ الحديث لم يسجل لنظام الملالي انه حارب اسرائيل فعلا، لانه بالاصل لم يخطط لذلك أبدا، وحتى لوخطط افتراضا فان وضع ايران الجغرافي لا يسمح لها بالحرب مع اسرائيل، والثانية هي ان ايران بكل ما دفعت لنخب فلسطينية لم يصل ما دفعته الى جزء بسيط من المبالغ التي دفعها العرب للشعب الفلسطيني وللنخب الفلسطينية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة، والتي تعد بالمليارات وهوامر معروف وموثق للجميع.

    نحن نعرف انه لولا الدعم المالي العربي (السعودي والخليجي والعراقي وغيره) مثلا لما استمرت منظمة التحرير الفلسطينية ولا الفصائل الاخرى خارجها مثل حماس طوال عقود من الزمن. ولذلك لا يصلح الدعم المالي الايراني لنخب فلسطينية معيارا ومبررا للدعم الذي تقدمه نخب عربية لايران حتى وهي تحتل اراض عربية (الاحواز والجزر العربية) وتقتل مواطنين عرب وتشارك بدور رئيسي وحاسم في تدمير وتقسيم قطر عربي (في العراق). وهنا لابد من طرح اسئلة مهمة منها : هل دفع ايران المال (50 مليون دولار) لحكومة حماس، اذا دفع فعلا، يشكل مبررا كافيا لدعم ايران مع انها تقوم بقتل العراقيين بالمئات يوميا وهم اشقاء الفلسطينيين؟ وهل دفع المال هومعيار كبير للتمييز بين الدول والاحزاب؟ اذن لم لا يمجد هؤلاء الممجدين لايران السعودية ودول الخليج، التي دفعت وتدفع مليارات الدولارات للشعب الفلسطيني وهي مبالغ تبدواموال ايران التي دفعت تافهة مقارنة بها؟ ولم لم نسمع احد يمتدح الجزائر، التي قدمت 50 مليون دولار للشعب الفلسطيني، وهومبلغ مساوللمبلغ الذي قيل ان ايران ستدفعه، ولقطر التي قدمت 20 مليون دولار، بل حتى السودان الفقير قدم عشرة ملايين دولار حينما حوصرت حكومة حماس؟ لم لا يمتدح هؤلاء كما تمتدح ايران

    وتمنح صك براءة من جرائمها في العراق؟ هل الدولار الايراني يختلف عن الدولار الخليجي اوالجزائري اوالعراقي (قبل الغزو) من حيث الوظيفة؟ نعم هناك اختلاف فالدولار العربي يدفع بلا شروط، اما الدولار الايراني فانه مشروط بالتساهل مع، اودعم، الدعوة الصفوية والسماح بنشرها في فلسطين وغيرها، وبالسكوت على جرائم ايران في العراق. بل واحيانا لشراء تصريحات لشخصيات فلسطينية ضد القوى الوطنية العراقية المجاهدة ضد الاحتلال وضد القائد الشهيد صدام حسين بالذات!

    ومما له دلالات كبيرة انه مع الاعلان عن تقديم دعم مالي ايراني لحكومة حماس من قبل ايران اعلن تاسيس ما يسمى ب (المجلس الشيعي الاعلى في فلسطين)، مع انها لم تعرف للتشيع فيها من وجود حقيقي! وصدرت في فلسطين صحيفة طائفية تمولها ايران وتديرها عناصر من منظمة الجهاد الاسلامي اخذت تثير مشاكل طائفية في فلسطين! أن علاقة ايران باطراف فلسطينية يستغل لشق الشعب الفلسطيني على اسس طائفية كما حصل في العراق، وتنظر اسرائيل الى الخطوة الايرانية هذه بعين مبتهجة. والسؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا هو: هل دعم البترودولار الايراني مبرر كي نغض الطرف عن جرائم ايران ونعدها ثانوية يمكن احتمالها مع انها تمزق العراق بخطورة بالغة، وتهدد بخلق اكثر من فلسطين في اكثر من قطر عربي؟

    أن اول مبادئ العمل العربي، التي قامت عليها القوى القومية العربية، وبالاخص المنظمات الفلسطينية، كان مبدأ وبديهية وحدة القضايا العربية ووحدة قيمة الارض العربية ووحدة قيمة الدم العربي، في مواجهة أي قوة لها مطامع اونوايا عدوانية تجاه العرب في كافة اقطارهم. على اساس هذا المبدأ وعلى اساس هذه البديهية قاومنا الصهيونية وغزوها لفلسطين واندلع ما يسمى بالصراع العربي – الصهيوني. وحينما غدرت انظمة عربية بالشعب الفلسطيني كانت المنظمات الفلسطينية، ومعها كل القوى الوطنية العربية، تذكر بان التفريط بفلسطين هوخيانة للانتماء القومي وتمهيد لضرب بقية الاقطار العربية. من هنا فان السؤال المركزي الان هوالتالي : هل اصبح بعض العرب، ومنهم بعض الفلسطينيين، يميز بين قيمة دم عربي وقيمة دم عربي اخر، وبين قيمة ارض عربية وقيمة ارض عربية اخرى، ويضع لها درجات في القيمة والاهمية، فيدافع مثلا عن ارض وعروبة وشعب فلسطين ضد الغزوالصهيوني لكنه لا يتخذ نفس الموقف تجاه الغزوالايراني لجزر الامارات العربية وللاحواز العربية ثم للعراق الان؟ ولذلك اخذ العراقيون واغلبية الوطنيين والقوميين العرب يطرحون هذه الاسئلة : هل الدم الفلسطيني اغلى من الدم العراقي؟ وهل ارض فلسطين اقدس من ارض العراق؟ ام ان الدم العربي هونفسه سواء في فلسطين اوالعراق اوالاحواز، وان الارض العربية كلها وبغض النظر عن القطر الذي تعود اليه متساوية في القيمة؟

    اذا كان من يدعم ايران ينطلق من ادعاء انها تؤيد الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل تحرير الارض، فان اول قاعدة بداهة يجب ان يتمسك بها هي قاعدة التساوي في قيمة الارض العربية والمواطنين العرب، فهل التزم عرب طهران بهذه القاعدة، حتى لوقبلنا الفرضية الخاطئة بان ايران تدعم بصدق نية الشعب الفلسطيني؟ لقد صدرت فتاوى سياسية كثيرة من علمانيين واسلامويين تقول : لا تمسوا ايران بسوء لانها ضد اسرائيل! اذا كانت هذه الفتاوى صحيحة فان ثمة سؤال لا يمكن تغييبه وهو: اليس لدور ايران، كمخلب قط لامريكا في العراق، تاثير على موقف هؤلاء الوطنيين والقوميين والاسلامويين من ايران؟ اذا كان الدم العراقي محفوظا مع الدم الفلسطيني في اواني مستطرقة تجعلهما شيئا واحدا في الواقع، لانهما يتفاعلان ويختلطان كدم واحد في جماهير مختلفة، كما تربينا قوميا وسياسيا واسلاميا، لم اذن التفريط بالدم العراقي مقابل الحرص على الدم الفلسطيني؟ واذا كان الدم الفلسطيني غاليا على عرب طهران لم فرطوا بالدم الفلسطيني في العراق والذي يراق بغزارة على يد عصابات مقتدى الصدر، الذي يحتضنه حزب الله اللبناني، وفيلق بدر الايرانيين؟ هل الدم الفلسطيني في غزة يختلف في قيمته عن الدم الفلسطيني في العراق؟ لم يصمت هؤلاء على القتل اليومي والمستمر للفلسطينيين في العراق؟ ولم لا تصدر ايران عبر خامنئي، المرجع الاعلى لكل الصفويين في العالم، فتوى تحرم الدم الفلسطيني في العراق مع انها ملزمة للعصابات الصفوية؟ ولم تصمت طهران صمت الموتى، رغم عشرات النداءات التي وجهت لها للتدخل، بينما القتل مستمر للشعب الفلسطيني في العراق؟

    كلنا نعرف ان فتوى واحدة من خامنئي اوالايراني كاظم حائري، سيد مقتدى الصدر ومرجعه، كاف لايقاف حمام الدم الفلسطيني فلماذا يتفرجون على مأساة فلسطينيي العراق؟ واذا كانت التربة العراقية بنفس قداسة تربة فلسطين اذن لم السماح لايران، بالسكوت اوالتاييد، بالمشاركة الرسمية والفعلية في غزوالعراق وتدميره ونهبة وابادة مئات الالاف من العراقيين والعمل على تقسيمه ومحوهويته العربية، مع انه توأم فلسطين،عبر ممارسة الصمت والاستمرار في امتداح ايران والتعاون معها؟ لم تهاجم نظم عربية تتعاون مع امريكا واسرائيل ضد فلسطين وشعبها، ويمارس صمت الموتى تجاه ايران التي تتعاون مع امريكا واسرائيل ضد العرب والعراق؟ هل تعاون ايران اقل ضررا من تعاون النظم العربية، مع ان الدور الايراني لم يقتصر على تسهيل الغزو، وهودور بعض الانظمة العربية، في حين ان دور ايران أكبر واخطر وهوتسهيل الغزووالقيام بدور بعد الغزويتمثل في ان من نفذ الخطة الامريكية – الصهيونية لتدمير العراق ارضا وشعبا هوايران واتباعها في العراق؟

    واذا كنا نعادي يهودا احتلوا فلسطين ونحاربهم منذ اكثر من ثمانين عاما فلماذا لا نعادي الصفوية الايرانية التي تدمر العراق علنا ورسميا وتقتل مئات العراقيين يوميا بالمشاركة مع امريكا، وبلغ عدد من قتلوا مليون عراقي منذ الغزو، وهورقم يفوق عدد من قتلتهم اسرائيل من الفلسطينيين منذ غزوفلسطين؟ وهل تنفيذ ايران، عبر مخابراتها وحرسها الثوري في العراق والتنظيمات التابعة، خطة جهنمية لتذويب هوية العراق العربية تمهيدا لتقسيمه بتهجير ستة ملايين عراقي من وطنهم بالقتل الوحشي، وهورقم اكبر من الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948والذي يصل الى اربعة ملايين فلسطيني، وتصدير حوالي اربعة ملايين فرد من ايران ما بين فارسي وكردي ايراني الى العراق، وهورقم قريب من رقم اليهود الذين جلبوا من الخارج لتغيير هوية فلسطين العربية، هل هذه الخطة الامريكية الايرانية لتغيير هوية العراق القومية مسألة تختلف من حيث الجوهر عن الهجرة اليهودية لفلسطين؟ مالفرق بين القتل على يد القاتل اليهودي والقتل على يد القاتل الايراني؟ ما الفرق بين الاستيطان اليهودي والاستيطان الايراني؟

    هل نعادي اليهود لانهم يهود مع انهم عاشوا معنا الاف السنين دون مشاكل كمواطنين عاديين دون تمييز ولم نختلف معهم الا عندما غزوا فلسطين؟ كل التقدميين العرب يقولون انهم ليسوا ضد اليهود بل ضد الصهيونية الاستعمارية. اذن لم لا نطبق هذه القاعدة على ايران التي تنفذ نفس المخطط الصهيوني، ولكن لصالحها، وما الاستيطان السكاني المخطط في الخليج العربي، والذي لا يختلف من حيث الاهداف والوسائل عما فعلته الصهيونية، الا دليل على هذا التشابه؟ لماذا لا ندين جرائم ايران في العراق وتوسعها الاستعماري الاستيطاني في الخليج العربي؟ لماذا لا ندين الفتن الصفوية الطائفية في الوطن العربي والعالم الاسلامي، والتي شقته بشكل خطير مع انه يواجه اشرس حملة صليبية أستعمارية في تاريخه، مما جعل العرب يواجهون خطر الغزوالصليبي – الصهيوني وخطر الغزوالصفوي في ان واحد؟ هل ما يجري ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين اخطر مما يجري في العراق المحتل؟ بالطبع كلا ففلسطين تم اغتصابها وهجر اغلب اهلها وما يطرح الان هوحل سلمي تتفق عليه اغلب المنظمات الفلسطينية بما في ذلك حماس وهو (دولة في حدود 1967).

    ونتيجة لاختلال التوازن السكاني والعسكري بين اسرائيل والشعب الفلسطيني واستحالة تحرير فلسطين بقوى الشعب الفلسطيني وحدها، فان الصراع الحاسم لا يجري الان في ارض فلسطين بل في العراق لان من يخوض الحرب ضد حركة التحررالوطني العراقية ممثلة بالمقاومة العراقية هوامريكا الدرع الاعظم الذي يحمي اسرائيل ويمدها باسباب البقاء في كافة المجالات. ومعنى هذا ستراتيجيا ان من يدعم المنظمات الفلسطينية، لكنه يعادي المقاومة العراقية، ينفذ مخططا خبيثا وهوتغطية تصفية قضية الحسم (الشامل لكل القضايا العربية) في العراق لصالح حركة التحرر الوطني العربية، بامتداح قضية فلسطين والدفاع الكلامي عنها مع ان ذلك لن يحسم الامور لانه صراع جبهة ثانوية، من حيث القدرة على الحسم وليس من حيث القيمة القومية! بتعبير اخر ان ايران بدعم منظمات فلسطينية تريد التستر بغطاء الدعم ذاك على تعاونها مع امريكا واسرائيل للقضاء على الامل الحقيقي في تحرير فلسطين بتحرير العراق، ما دامت هزيمة امريكا في العراق تقود الى تفكك اسرائيل. لم اذن هذا الاصرار على التعامل مع ايران أيجابيا رغم جرائمها في العراق وغير العراق، اوفي افضل الاحوال انتقادها بخجل على اساس ان سياستها في العراق خاطئة وليست اجرامية وتدميرية؟

    نحن نلطم منذ خمسن عاما على ضياع فلسطين، مشاكلنا الداخلية والخارجية مرتبطة بها ومع ذلك لم يسال هؤلاء اللاطمين انفسهم : ألا يشبه موقفهم الحالي الساكت على تمزيق العراق موقف الحكومات العربية في الاربعينيات التي ادت سياساتها المتواطئة اوالساذجة لضياع فلسطين؟ ماذا فعلت تلك الانظمة وماذا يفعل هؤلاء الان؟ انه عمل متشابه من حيث الجوهر. كم سيضاف من عذابات لشعب العراق حتى يفهم بعض العرب حقيقة الدور الايراني وما يجري في العراق على يد ايران وامريكا؟ اذا كان سلب فلسطين قد سبب لنا كل ما نعاني من ماس فان ضياع العراق درع الامة وبوابتها الشرقة الحامية والقوية سيكون الضربة القاضية للوجود العربي وللهوية العربية. هل اهمال اوالتقليل من خطورة ما يجري في العراق اوالتقصير في نجدته نتيجة نسيان اوفورة ام نتيجة موقف لدى بعض الساسة والنخب العربية؟ في العراق يقتل يوميا اكثر مما يقتل في شهور طويلة وعديدة في فلسطين، وفي ثلاثة ايام يقتل من العراقيين بقدر ما قتل من اللبنانيين في الحرب الاخيرة، فما معنى ذلك من منظور قومي؟ في العراق تزرع ايران وامريكا بذور فتنة طائفية خطيرة وتنهب الثروة وتغتضب الاعراض وتنتهك كل القيم من قبل ليس امريكا فقط بل من قبل ايران ايضا، فاين الموقف

    القومي والاسلامي مما يحدث امام نواظرنا، وصمت البعض سيد موقفهم؟


  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي



    هل ايران عدو رئيسي لامريكا واسرائيل؟

    من يعرف اوليات الستراتيجية يدرك بلا صعوبة ان ايران ليست عدوا رئيسيا لاسرائيل ولا للغرب، وهناك مؤشرات وادلة قوية تثبت ذلك منها الاسئلة التالية : لم لم تضرب ايران رغم ان التهديدات الساخنة بضربها مستمرة منذ ربع قرن؟ وهناك سؤال مهم جدا لا ادري لم يتجاهله الخبراء في القضية الفلسطينية، وهو: لم تنتهي حدود اسرائيل الكبرى شرقا عند الجانب الغربي لنهر الفرات ولا تعبره شرقا، بينما تنتهي حدود التوسع الايراني غربا عند الضفة الشرقية لنهر الفرات ولا تعبره غربا؟ ولم يعامل الغرب واسرائيل ايران باسلوب فيه تساهل وغض نظر، مثل مساعدتها على شراء اسلحة ستراتيجية واسلحة دمار شامل اوموادها وعلماءها من دول الاتحاد السوفينتي السابق واوربا الشرقية في حين دمر العراق لانه اشترى ومن السوق الدولي اومن السوق السوداء موادا بدائية مقارنة بما حصلت عليه ايران؟ اليس لهذه الحقيقة معنى ومترتبات؟ ولم يصمت الغرب واسرائيل، وايران على لسان نجاد وخامنئي تتحدى الغرب وامريكا وتستفزهما كثيرا بينما اتحد الغرب والصهيونية ضد العراق لمجرد انه رفض المساومة على فلسطين ورفض تسليم النفط للغرب؟ ولم سلمت امريكا العراق بعد الغزولايران اذا كانت تخوض معها صراعا عدائيا ستراتيجيا؟

    هذه الاسئلة لا يمكن الاجابة عليها بصواب ودقة الا اذا تذكرنا ان المشروع النهضوي القومي الايراني لا يتناقض جذريا وعدائيا مع المشروعين الصهيوني والراسمالي الغربي، وبالاخص الامريكي، لان مجاله الحيوي المركزي هوجغرافية ايران، التي هي امة موحدة وغير مقسمة كالعرب، لذلك فان ما تحتاجه ايران لاقامة امبراطوريتها القومية هومنطقة نفوذ تضاف اليها بالضغط اوبالتعاون مع الغرب وغيره وفي اطار الامر الواقع عمليا، لان ايران تعرف جيدا ان تنفيذ مارود في الدستور الايراني عن امبراطورية تشمل العالم كله تحت قيادة ايران محض حلم واداة مساومة. وهذا يعني ان الخلافات بين ايران والغرب هي خلافات تقاسم مصالح وليس صراع وجود. وبالعكس من ذلك فان المشروع النهضوي العربي يتناقض جذريا وعدائيا مع المشروعين المذكورين، فالمشروع الاستعماري يقوم على الاستيلاء على نفط العرب، ومبدأ كارتر، الذي مازال اساس الموقف الستراتيجي لامريكا تجاه الامة العربية، يقوم على فرضية ان منابع النفط العربية مصلحة قومية امريكية اومكون اساس من مكونات الامن القومي الامريكي، ومن ثم فان حدود امريكا الجيوبولوتيكية تمتد لتشمل الخليج العربي والجزيرة العربية، وكل تهديد لتدفق النفط من الوطن العربي للغرب يواجه بالقوة بما فيها المسلحة.

    هذا هومبدأ كارتر، وهوكما اتضح يتناقض جذريا مع الهدف الاساسي في المجال الاقتصادي لمشروع النهضة القومية العربية وهوتحرير الثروة النفطية العربية وتسخيرها لخدمة الامة. كما ان قيام الوحدة العربية، لكون العرب امة مجزئة، يشكل مقدمة حتمية لبروز قوة عظمى جديدة يمتد وجودها من موريتانيا حتى عمان في الخليج العربي وتكون حرة ومستقلة، مع ان هذه المنطقة هي قلب العالم الجيوبولوتيكي بالنسبة للغرب. من هنا فان مشاريع الاستعمار تجد في المشروع القومي للامة العربية وفي بروز دولة عربية كبرى موحدة انقلابا ستراتيجيا كونيا خطيرا ونسفا لتلك المشاريع الاستعمارية، ومن ثم فان حركة التحرر العربية هي عدوالاستعمار الرئيسي فيما يسمى ب(الشرق الاوسط) وليس ايران. اما الصهيونية فانها لا ترى في المشروع الايراني عامل تهديد رئيسي لجوهر المشروع الصهيوني لانه لا يقوم على نفس الارض التي يريد المشروع الصهيوني ان يقام عليها، وهي المنطقة الممتدة من الفرات في العراق الى النيل في مصر.

    ولم تدهش القوات العراقية اثناء الحرب مع ايران ان تجد خرائط ايرانية مع الاسرى ومع القتلى الايرانيين تشير الى الضفة الشرقية لنهر الفرات كحد نهائي للتقدم الايراني داخل العراق عند غزوه كما خطط خميني، وهذا التاشير لا يوضحه الا تاكيد عوديد ينون الكاتب الاسرائيلي، على ان حدود اسرائيل الكبرى اوالتوراتية تنتهي عند الضفة الغربية لنهر الفرات!

    من لا يلتفت الى هذه الحقائق الجيوبولوتيكية، التي تقرر جوهر ستراتيجيات الاطراف الثلاثة امريكا وايران واسرائيل، لا يستطيع تكوين فهم صحيح لما يجري الان في الوطن العربي من احداث خطيرة يقف حتى المخلص تجاهها حائرا لا يستطيع تفسيرها بشكل يقنعه هو. ان ما يربط هذه الاطراف الثلاثة هورباط التقاء مصالح ستراتيجية وليس تناقضها، وما بينها من تناقضات هوتناقضات ثانوية، مثل التناقضات بين نفس القوى الاستعمارية التقليدية التي تتفق وتلتقي رغم ان لكل منها اجندة مختلفة. وعلى العكس من ذلك فان العرب بمشروعهم القومي يشكلون عقبة اساسية امام المشاريع الثلاثة الامريكية والاسرائيلية والايرانية. وحينما تتكلم الجيوبولتيك تسكت السياسة وتؤدي التحية لها.



    هل ايران دولة توسعية استعمارية؟

    جوابا على هذا السؤال نقول بكل ما نملك من مرارات والم : نعم ايران دولة استعمارية، لان الاحتلال بالقوة خصوصا من اجل الثروة اوالمناطق الثرية بالمياه اوالمعادن هواستعمار كلاسيكي بلا ادنى شك، وايران احتلت الاحواز والجزر العربية عسكريا، وهي تحتل بالزحف السكاني الخليج العربي، وهي تعلن رسميا انها تريد نشر ما تسميه ب (الثورة الاسلامية) الذي يعد مجرد غطاء للتطلعات الامبراطورية الفارسية. وتدخل ايران في شؤون العراق الداخلية، وكان السبب الرئيسي لاندلاع الحرب العراقية – الايرانية، هومظهر فاضح للنزوع الاستعماري الايراني والذي تجلى في اوضح صوره بعد غزوالعراق. والسؤال هنا هو مالفرق بين احتلال ايران واحتلال اسرائيل من حيث الهدف النهائي، وهو تذويب الهوية العربية، بالنسبة لايران لصالح القومية الفارسية وفي الكيان الصهيوني لصالح اسرائيل الكبرى؟ ان الاستعمار الايراني يشبه الاستعمار الصهيوني من حيث انه استعمار يغير الهوية سكانا وارضا بالقوة والمال والاغراء. كما انه يشبه الاستعمار الامريكي من حيث انهما يقومان بالاحتلال بالقوة والاستيلاء على ارض الاخرين، كما فعلت ايران في قضية الاحواز العربية التي تضم اكثر من ثمانية ملايين عربي أي ضعف عدد فلسطينيي الارض المحتلة، وتحتوي على منابع النفط الايرانية والقسم الاهم من مصادر المياه والارض الزراعية في ايران وتلك هي عماد ايران كلها.

    كما ان احتلال الجزر الثلاثة من قبل الشاه واحتفاظ من تسمي نفسها (جمهورية ايران الاسلامية) بما غزاه الشاه، ومحاولتها الان تقسيم العراق والاستيلاء على القسم الجنوبي منه اوعلى الاقل زرع قومية فارسية فيه من مستوطنين ايرانيين، ورفض مقترحا قدم لها، اثناء الحرب التي شنتها على العراق، من قبل بعض الاطراف الاسلامية بتسمية الخليج ب(الخليج الاسلامي) واصرارها على تسميته ب(الخليج الفارسي)، كل هذا هوبعض مظاهر النزعة الاستعمارية الايرانية، والتي تتستر الان بشعار (الثورة الاسلامية) و(الدفاع عن المستضعفين) في كل مكان، كما نص الدستور الايراني للوصول الى ذلك الهدف القومي الامبراطوري.



    خلافة أهل البيت : ماذا تعني عمليا؟ ولمن تخدم؟

    أن موضوع التشيع الصفوي، القائم ظاهريا ورسميا على هدف (استعادة ال البيت) للخلافة، هوالاخر يشكل ادانة لايران ولكافة الصفويين، لانها، ولانهم، يروجون لصراعات لا اساس واقعي اومنطقي لها، ولا نتيجة لها الا تقسيم العالم الاسلامي، وبالاخص الامة العربية اكثر مما هي مقسمة الان، أي تقسيم الاقطار العربية على اساس طائفي بعد ان قسمتها اتفاقية سايكس بيكوعلى اساس قطري! ان السؤال الذي يجب طرحه بصراحه تامة الان ومن منطلق قومي وليس ديني اوطائفي هو التالي : من يستفيد من العمل الايراني المتطرف لجعل مسالة فقدان الامام علي كرم الله وجهه للخلافة مسالة المسائل التي يجب ان تحسم الان لصالح اقامة حكم علوي، مع اننا نذبح على المستويين الوطني والقومي من قبل اسرائيل والغرب، وبعد مرور 1400 عام تقريبا على هذه القضية؟ اذا افترضنا، لاغراض النقاش فقط، ان من الضروري اعادة الخلافة لاهلها فان السؤال المركزي هومن هم اهلها الان بعد 1400 عام انقرضت فيها اجيال وتغيرت اجيال؟ هل هم كل من لبس عمامة سوداء مع ان بامكان اي شخص ان يعتمرها دون اي تدقيق؟ وهل يختار من بين كل من يطلق على نفسه علوي اوموسوي اوحسيني اوغير ذلك، مع ان هذه التسميات صارت متداولة في ايران والهند وباكستان وحتى الصين، رغم ان النسب لدى العرب والمسلمين ينحدر من الاب وليس من الام، بينما عند اليهود النسب هو للام وليس للاب، وهذا يعني ان كل من يستخدم هذه الالقاب من دون ان ينحدر من اب عربي هو دجال ينتحل صفة من المستحيل ان تتوفر فيه، وفي مقدمة هؤلاء الدجالين الفرس خميني وخامنئي وسيستاني!

    ومن يستطيع ضمان ان يكون الامام الحسيني، اذا وجد الان، علويا متمسكا بمبادئ الامام علي؟ هل توجد ضمانة لتحقيق ذلك؟ وهل بالامكان اثبات النسب العلوي الان لمن يدعي الحق في استرجاع الخلافة؟ اذا كان عم النبي ابو جهل المشرك لم تساعده جينات اسرة النبي على العصمة، واذا كان عقيل شقيق الامام علي انحاز لمعاوية طمعا في المال والحياة الدنيا، واذا كان الحسن شقيق الحسين قد تخلى عن الخلافة لمعاوية، فهل توجد ضمانة الان وبعد 1400 سنة ان يظهر حسيني وعلوي ويكون معصوما من الانحراف ليستلم الحق العلوي ويعيده الى اهله ويحكم العالم كامام مطلق الصلاحيات يتحكم بالبشر والحجر بلا رقيب لانه معصوم بالكامل؟ من المستحيل في حالة افتراض ان هذه الاطروحة مقبولة ان تقدم ضمانة بمجيء علوي نقي كالامام علي وكالامام الحسين. اذن ما الغرض من توريط العرب بكارثة اعادة الخلافة لاهل البيت الذين اندثروا منذ اكثر من الف عام ولا يستطيع احد ان يثبت فعليا انه ينتسب اليهم؟ ومن سيحل محل ال(البيت) في تسلم الخلافة غير فارسي يدعي انه سيد منحدر من النسل العلوي كخامنئي واضرابه من غلاة الفرس، بعد ان احكمت النخب الشوفينية الفارسية قبضتها على التشيع الصفوي في العالم كله، وصار امتدادا ذيليا لايران؟

    ومن الملاحظات الظريفة هنا هوان الحكومة العراقية قبل سنوات من الغزوحينما استفحلت ظاهرة الادعاء بالانتساب للامام علي وسلالته تشكلت (لجنة اثبات النسب) من علماء بالانساب وبالدين من مختلف الطوائف، وخولت تدقيق صحة نسب من يدعي انه ينتسب للامام علي، واعلن ايضا ان هناك عقوبات بحق من لن يستطيع اثبات نسبه المعلن، فماذا كانت النتيجة؟ لقد تخلى الالاف بسرعة هائلة عن ادعاء انتسابهم للامام علي!

    هل قامت دعوة ايران لعودة الحكم ل(ال البيت) بطرق سلمية كي نعد الامر حقا ديمقراطيا اوخطئا ثانويا يمكن تحمله وابقاء الافواه مكممة ولا تنتقد ايران؟ كلا بالطبع فكارثة الحرب التي فرضتها ايران على العراق، والتي ادت الى موت اكثر من مليون مسلم من الطرفين، وكارثة غزوالعراق التي ذهب ضحيتها حتى الان اكثر من مليون عراقي قتلوا على يد امريكا وايران، وكارثة تعرض العراق لفتن يقصد بها تقسيمه وتلعب ايران دور الشريك الاساسي لامريكا في هذه الخطة،وكارثة تقسيم الاقطار العربية باسم التشيع، هذه الكوارث، وغيرها كثير، هل كان يمكن ان تحدث لولا اصطناع ايران الصراع الطائفي على اساس ضرورة اعادة الملك ل(ال البيت)؟ تحت غطاء اعادة الخلافة، وبعد 1400 عاما، تجر ايران العرب والمسلمين لحروب دامية اخذت تتجاوز في دمارها وخسائرها البشرية والمادية كل حروبنا مع اسرائيل، ومع ذلك نجد من ينصت لهذا الصوت الذي لا يمكن وصفه الا بانه يستغبي العرب ويحقرهم ويفتتهم بقصة لوان الامام علي كان حيا الان لرفضها بشدة! خصوصا وان المستفيد المباشر لها هوايران فقط، بينما تحقق امريكا واسرائيل اهم اهدافها من وراء فتنتها وهوشرذمة العرب اكثر مما هومشرذمين الان!

    وروى لي صديق قصة ظريفة حصلت لاجنبي غير مسلم التقى في السجن مع مسلم، وكان هذا المسلم يبكي دائما ويتحدث عن مقتل الامام الحسين، فتعاطف معه وايده واخذ يبكي معه كلما بكى، لكنه في احد الايام ساله : متى قتل الامام الحسين؟ فرد عليه قبل 1400 سنة، فما كان من ذلك الاجنبي الا ورفع حذائة واخذ يضربه وهو يصرخ : انت تبكي على انسان قتل قبل 1400 عام وتجعلني ابكي معك معتقدا ان الامام قتل الان! وسواء كات القصة حقيقية ام لا فان معناها عميق لانها تكشف خطورة العمل الايراني القائم على غسيل دماغ جماعي للكثير من الناس، بحيث اصبحت العودة للماضي وعيش لحظاته الماساوية جزء من اساليب ايران للسيطرة على الوطن العربي، مع ان هذه العودة مستحيلة عمليا ولا تقود الا الى شرذمة العرب بانقسامهم مجددا، مثلما انقسموا ايام الامام علي ومعاوية ويزيد والحسين، مع ملاحظة ان ايران لن تنقسم بل ستتعز قوتها بتقسيم العرب لانها ستفرض هيمنتها عليهم كما يحصل الان في العراق!



    المقاومة العراقية تجرم ايران

    وهناك حقيقة معروفة كان يمكن ان تكون كافية لإقناع بعض العرب، الذين يدعون انهم من داعمي المقاومة العراقية، بان ايران معادية للامة العربية، وهي موقف المقاومة العراقية من ايران ودورها. يجب ان نقول الان وبالفم المليان بان كل فصائل المقاومة العراقية، بلا استثناء، تحمل ايران كما تحمل امريكا مسؤولية كارثة العراق فلماذا يتجاهل هؤلاء هذا الموقف ويواصلون دعم ايران مع انهم يدعون انهم يدعمون المقاومة العراقية؟ ليعلم الجميع ان ام المقاومات التحررية العربية والعالمية هي المقاومة العراقية، وهي لذلك هي من يمنح الشهادات، ولا يوجد احد يحمل ذرة من الوطنية والانصاف يمكنه اتهامها بانها معادية لايران، اوانها تتبنى موقفا خاطئا، فهي الضحية الاولى للاستعمار الايراني في العراق، لانها تقاتل ايران كما تقاتل امريكا في العراق، وحكومة المالكي وقبلها حكومة الجعفري تابعتان لايران، وهما صلة اخرى تربط امريكا بايران في موضوع تدمير العراق. لذا فان من يدعم المقاومة العراقية عليه ان يتذكر انها بكافة فصائلها تقف بصلابة ضد الدور الايراني في العراق وتعده لا يقل خطورة عن الدور الامريكي اوالاسرائيلي.

    وهناك من يتفلسف في مناقشة الدور الايراني في محاولة للتقليل من خطورته بالحديث عن اولوية الخطر الامريكي – الاسرائيلي، وهذه بديهية نعرفها وكنا اول من نبه اليها وتبناها عندما طالب البعض بالتحالف مع امريكا لاجل طرد ايران من العراق، فقلنا لا، على من يدعوا لذلك ان يتذكر الشطر الثاني من المعادلة وهو انه لولا الموافقة الامريكية ولولا الغطاء الامريكي لما نجحت ايران وعصاباتها في دخول العراق. اننا وقفنا وسنقف بقوة ضد كل من يجزأ المعادلة التي تم بموجبها غزوالعراق، وهي ان انه ما كان لامريكا ان تنجح في غزوالعراق لولا الدعم الايراني التام للغزووتسخيرها لكل طاقاتها لتحقيق هدافه، وهذا النصف من المعادلة قاله حكام ايران وفي مقدمتهم خاتمي ورفسنجاني، اما النصف الاخر للمعادلة فهوانه لولا القرار الامريكي باستخدام ايران اداة اساسية وجوهرية لغزوالعراق لما تمكنت ايران من دخول العراق والمشاركة الجوهرية والاساسية، وبخطورة اكبر بكثير من الدور البريطاني بعد اكمال الغزوالعسكري.

    هذه المعادلة السهلة والمعروفة لاتترك مجالا الا لوضع ايران في خانة العدوجنبا الى جنب مع امريكا واسرائيل وليس بمعزل عنهما. اننا نعرف التكتيك الايراني الساذج الذي يريد ان يؤسس استقطابا مصطنعا، في الاعلام وعبر بعض السذج والخدج اوبعض المتمكنين ولكن الخادمين في فيالق ايران الصفوية، ينقضه واقع الصراع، وهواستقطاب يضع ايران وحزب الله وسوريا، مقابل استقطاب امريكا واسرائيل والنظم العربية التابعة لامريكا! والذي يدلل على سذاجة من يتقبل هذا التقسيم الساذج هوانه يتجاهل، اويجهل، اكبر حقيقة ستراتيجية معاصرة وهي ان من هزم امريكا هوالمقاومة العراقية وليس ايران وتابعها حزب الله، وان اسرائيل فصيل امريكي تابع ومحمي من امريكا. وهذه الحقيقة الستراتيجية تعني اول ما تعني ان أي استقطاب اقليمي يجب ان يعكس واقع الصراع على الارض، والذي يقول ان ما سيقرر مصير العالم وليس المنطقة فقط هوحرب تحرير العراق، أي المقاومة العراقية، فاين موقع المقاومة العراقية في المعادلة التي تروجها المخابرات الايرانية حول كون ايران قائدة المعسكر المناوئ لامريكا؟ الم يسأل الاذكياء الذين يؤيدون المقاومة العراقية انفسهم لم غيبت هذه المعادلة المقاومة العراقية؟

    ان الجواب واضح جدا، فالمقاومة العراقية، وليس المقاومة اللبنانية اوالمقاومة الفلسطينية، هي من يخوض الصراع الرئيسي، والعراق الان هوساحة المعركة الحاسمة في الحرب المندلعة منذ عام 1948 نتيجة احتلال فلسطين، والمقاومة العراقية هي من ستحسم المعادلات الاقليمية والدولية، لان اقصى ما يستطيعه حزب الله هوتحريك مسألة مزارع شبعا ظاهريا، وخدمة هدف ايران الجوهري في تحقيق استقطاب اقليمي لصالح صراع تقاسم المنافع مع امريكا على حساب العرب. لقد راينا ولادة اللعبة الايرانية والامريكية المشتركة وهي ترويج اكذوبة ان العراق دخل في حالة حرب اهلية طائفية! وبذلك يصبح من كان مفتخرا بالمقاومة العراقية ويصفها بانها معجزة العرب الاكبر، يشعر بالاسى لتحولها الى حرب طائفية، كما تقول الدعاية الامريكية والايرانية المسمومة، لان هذه الاطروحة هي وحدها التي ستسمح للسذج والخدج بقبول وصف اكثر تضليلا للراي العام، وهوان حسن نصر الله (سيد المقاومة)، مع ان سيد المقاومة التي ستحسم هم مجاهدوا العراق، لانهم يصارعون من يحمي اسرائيل وهوامريكا ويشكل لها ضمانة ان لاتهزم حتى عندما تقع في ورطة.

    والترويج هذا هوايحاء مدروس لفكرة ان من يقف وراء حزب الله، وهوايران، هوالطرف الذي يقود الصراع ضد امريكا وليس المقاومة العراقية! وبذلك تضرب ايران بحجر واحد عدة عصافير : تغطية دورها الاستعماري في العراق وغسل جسدها من دماء العراقيين وعزل المقاومة العراقية عن الراي العام العربي والدولي الداعم لها، والذي عدها حتى سنة مضت اعظم مقاومة في التاريخ، ودفع اتباع ايران الى الواجهة من اجل تسهيل نشر الدعوة الصفوية في الوطن العربي.

    اننا نعيد طرح سؤال طرحناه كثيرا ويفهم جوابه حتى تلاميذ الابتدائية : ماذا سيحصل اذا هزمت اسرائيل؟ الجواب ستتدخل امريكا وغير امريكا وتمدها بجسور جوية لاجل تحويل مجرى الحرب لصالحها، وهذا ما حصل عام 1973 عندما واجهت اسرائيل هزيمة اولية في حرب اكتوبر، لكن الجسر الجوي الامريكي والدعم الشامل منها لاسرائيل مكن الاخيرة من تحويل الهزيمة الاولية الى نصر اضاف اليها المزيد من الاراضي العربية. ولكن اذا سئل احدكم السؤال التالي سيصل الى الجواب الصحيح : ماذا سيحصل حينما تهزم امريكا في العراق؟ الجواب هوان انقلابا عالميا جذريا سيحصل وسيعقب ذلك هزيمة لاسرائيل لن تجد بعدها الجسر الجوي الامريكي الذي يمكنها من تحويل الهزيمة الى نصر، لقد هزم الدرع الذي يحمي اسرائيل وحطم، فانكشفت ستراتيجيا.

    من لا يفهم هذه الحقيقة سيبقى ضحية للسذاجة الستراتيجية. هنا نصل الى سؤال مهم اخر : اذا كانت معركة حزب الله في لبنان معركة ثانوية، لانها تقع في ساحة ثانوية ليس في أجندة قواها مطمح دحر اسرائيل داخل حدود فلسطين المحتلة، واذا كانت معركة ايران مع امريكا هي معركة تقاسم مغانم ونفوذ، وهي حقيقة تجسدها اعترافات المسؤولين الامريكيين بانهم يعتقدون بان المشاكل مع ايران لا تشابه المشاكل التي كانت قائمة مع عراق صدام الشهيد، ولذلك يمكن حلها بالتفاوض والحوار وليس بالحرب، وهوامر تقوم عليه (سياسة الاحتواء المزدوج) وسياسة (محور الشر) التي ما زالت معتمدة حتى الان، ويعترف به كبار المسؤولين الايرانيين الذين يناورون بموضوع العراق والمشروع النووي وضغط حزب الله، اذا كان كل ذلك صحيحا فكيف يمكن لايران اذا اعترفت به ان تحقق مشروعها الامبراطوري القومي مع انه يعتمد اساسا على عوامل اسناد من الخارج؟




  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي





    أغتيال صدام الشهيد من قام به؟

    لقد شكل اغتيال الشهيد القائد صدام حسين بحد ذاته عنوانا أضافيا وحقيقيا للتعاون الايراني الامريكي في العراق، فقرار الاعدام امريكي، كما نعلم جميعا، والرئيس الشهيد كان اسيرا لدى الامريكيين حتى ساعة من اغتياله، ومن نفذ الاغتيال حكومة يرأسها حزب الدعوة الايراني التاسيس والولاء، ورد الفعل الامريكي الايراني الاسرائيلي كان واحدا حتى بتعبيراته! فجورج بوش الرئيس الامريكي عبر عن (سعادته البالغة بحكم الاعدام) وايران خامنئي اعلنت بوقاحة الشوفينية الفارسية المعادية للعرب، خصوصا على لساني احمدي نجاد ورفسنجاني، بان ايران كانت تتمنى ان يحكم الرئيس باكثر من الاعدام (تصوروا الى حد تحقد ايران على العرب حينما تتمنى عقوبة اكثر من الموت؟)، اما اسرائيل فقد اختصرت موقفها بالقول بان الحكم باعدام صدام هوتذكير للعالم بان صدام كان اول من تجرأ وقصف عاصمة اسرائيل بالصواريخ واول من اعدم يهودا وعلق جثثهم في ساحة بغداد الرئيسية.

    ما الذي يجمع بوش وخامنئي وحاخامات اسرائيل الدينيين والدنيويين؟ ببساطة ووضوح تامين ان ما يجمع هؤلاء هونجمة داود، فبوش الممسوس بالحديث مع ربه يهوه ويصر على اعتمار القبعة اليهودية ما هوالا اداة لتنفيذ قرارات حاخامات اسرائيل. ما حدث في العراق، واظهر واكد ذلك التلاحم الانموذجي بين اسرائيل وايران وامريكا، كاف لحسم اي جدل بين بشر طبيعيين، ومن يجادل في وجود وقوة الصلة التناغمية والانسجامية، عندما يتعلق الامر بالعرب، بين ايران واسرائيل وامريكا هواما غبي فقد ليس دماغه فقط بل ايضا ازال عينيه وسد اذنيه وخيط فمه كي يصبح وفيا لايقونة القرود الثلاث : لا اسمع ولا ارى ولا انطق، واما ان يكون من مارينز قم الذين باعوا عروبتهم وشرفهم للعدوالاقدم والاخبث للعرب وهوالشوفينية الفارسية. ان مزامير داوود التي عزفها بوش وخامنئي وحاخامات اسرائيل سوية، وبفرح غامر احتفالا بصدور حكم الاعدام على الشهيد صدام حسين، هي تعبير دقيق عن وحدة الموقف ووحدة المصالح بين هذه الاطراف، فاول من امم النفط بنجاح وحرم اللصوص الغربيين من نهبه كان صدام، واول من اسقط نظرية الامن الاسرائيلي كان صدام، واول من مرغ انف الشوفينية الفارسية في وحل الهزيمة النكراء باسقاط مشروعها التوسعي في قادسية صدام المجيدة، واجبر الحاخام الاكبر للطائفة الصفوية خميني على البكاء وهويتجرع سم تبديد احلامه الاستعمارية، كان صدام، واول من هزم امريكا في ارض العراق بعد غزوه، تحقيقا للوعد الالهي الذي قطعه على نفسه وعلى شعبه حينما قال (بان الغزاة سينتحرون على بوابات بغداد) كان صدام.

    نعم ان صدام، وليس غيره، هو من دفن المشروع الصهيوامريكي للسيطرة على العالم بتنظيمه للمقاومة المسلحة وتحويله للعراق الى المقبرة الاخيرة التي ستدفن فيها امريكا.

    ان اغتيال صدام الشهيد والتشفي بالاغتيال واختيار اول ايام عيد الاضحى تعمدا لاغتياله، والقول بصلافة مخلوقات غريبة في حقدها بانه ليس اول ايام العيد! بالانطلاق من نهج ظاهره طائفي ولكن باطنه هو مظاهر اضافية للالتقاء حول معاداة العرب بين اسرائيل وامريكا وايران حتى لو برزت خلافات قومي عنصري لتقسيم المسلمين حتى حول ايام اعيادهم وصيامهم، ان ذلك كله بينهم، مثل أي خلافات تبرز بين دول استعمارية تتنافس وتتصارع على تقاسم المغانم!

    ولكي لا نتجاهل واقع العراق الحالي، والذي تشكل في ضوء التجارب البالغة المرارة التي تعرض ويتعرض لها شعب العراق نتيجة للدور الايراني الاجرامي في غزوه، يجب ان نقر بان فكرة عداوة ايران للعراق والامة العربية قد تغلبت واصبحت الاغلبية الناطقة والاخرى الصامتة خوفا من فرق الموت الايرانية، ترى في ايران عدوا خطرا جدا (ربما هواخطر من اسرائيل وامريكا)! واذا اردنا ان نتفهم هذه الحالة السايكولوجية البسيطة والمعقدة بنفس الوقت علينا ان نعرف ان ما فعلته فرق الموت الايرانية والحوزة الطائفية التابعة لها بالعراق، سواء كانت صامتة اومثرثرة، خصوصا منذ غزوه من قبل امريكا، يشكل حاضنة طبيعية لمواقف متطرفة ضد ايران خاطئة من حيث الجوهر لكنها تستند على دفق لا يرد من عواطف اهل الضحايا التي ماتوا اقسى ميتة على يد نماذج متوحشة مثل مقتدى الصدر وباقر صولاغ، بتوجيه واشراف حرس خميني والمخابرات الايرانية.

    تصوروا ان العراقي حينما يعتقل يتمنى ان تعتقله القوات الامريكية لانها عقلانية وغائية في التعذيب، بمعنى انها تعذب للحصول على معلومات كقاعدة عامة، وحينما تحصل عليها تترك الاسير في غرفة اسره، اما فرق الموت التابعة لايران فانها تعذب وباسوأ اشكال التعذيب وحشية لاجل الانتقام من عدووهمي كونته الدعاية الفارسية تحت تسمية (المظلومية الشيعية)، وليس للحصول على معلومات، لان اغلب الضحايا مواطنين عاديين لا صلة لهم بالسياسة. ومن اهم مظاهر وحشية ما قبل الحيوانية التي مارستها وتمارسها عصابات ايران في العراق وسيلة الاعدام المفضلة لها وهي استخدام الدريل (المثقاب الكهربائي) في تثقيب عيون وجماجم ووجوه الناس وانتزاع احشائهم وهم احياء لم يموتوا بعد، وصب المواد الكيمياوية الحارقة التي تذوب اللحم والعظم، واغتصاب البنات الصغيرات والامهات والاباء قبل القتل، وسحل الضحايا في الشوارع حتى تتقطع الجثث وتهجير من يبقى حيا ومصادرة املاكه المنقولة وغير المنقولة، وهي افضل العقوبات بالنسبة للضحايا!



    أستنتاجات ختامية : ماهوالوضع الحقيقي لايران؟

    ان ماسبق شرحه يوصل للاستنتاجات الرئيسية التالية :

    1 – أيران عدورئيسي وليس ثانوي، باي حال من الاحوال، مادامت سياساتها ونهجها ماضيا وحاضرا قامت وتقوم على احتلال الوطن العربي، تحت صيغ ومسميات شتى، منها الغزوالطائفي والسكاني والعسكري، والوصول الى هذا الاحتلال عبر العنف المنظم والمطلق، عند التمكن، على ان يمهد لذلك بسياسة ملمس الحرير، مدعومة بهجمات دعائية وبذخ في صرف الاموال واستغلال المواضع المؤثرة حسب كل ظرف.

    2 – أيران دولة نزعتها الاستعمارية اقوى من أي نزعة اخرى لديها، وتتموه بكل صيغة اوموضوع يحرك الناس في البلدان المستهدفة، وهذه النزعة لم تندثر ابدا، بل كانت تضعف وتقوى حسب الظروف المتغيرة. وفي النزعة الاستعمارية الايرانية تتوفر الشروط الجوهرية لظاهرة الاستعمار باغلب اشكالها المعروفة، ومنها مطامع اقليمية توسعية، نهب الثروات، تدخل في شؤون الغير، افتعال ازمات لتسهيل الغزوالمسلح لاحقا، قتل السكان بالجملة لارهاب من يبقى حيا واخضاعه، تغيير هوية السكان في البلدان المحتلة سواء كانت قومية اودينية. اليست هذه التجليات المعروفة للظاهرة الاستعمارية صفات تنطبق على ايران كما تنطبق على امريكا واسرائيل؟

    3 – النزعة الاستعمارية الايرانية اقدم بكثير من النزعتين الاستعماريتين الاروبية، وفرعها الامريكي، والصهيوينة، فالفرس احتلوا بلدانا وامما كثيرة منها الامة العربية، قبل ان يتحول جد جورج بوش الاقدم من قرد يتقافز في غابات اوربا الى بشر نظيف! والفرس اقاموا مستعمرات خارج اراضيهم قبل ان يولد النبي موسى وبعد ولادته، ليس في المحيط الاقليمي فقط بل اندفعوا بعيدا عن منطقتهم، فوصلوا اليونان، لذلك فالاستعمار الفارسي اقدم من الاستعمارين الاوربي والصهيوني.

    4 – للاستعمار الايراني ثقافة استعمارية متجذرة واقوى من ثقافة الاستعمار لدى اوربا وامريكا. وتبلورت هذه الثقافة عبر الاف السنين وليس مئات السنين كم هوحال الثقافة الاستعمارية الاوربية. وبفضل هذه الثقافة تكونت سايكولوجيا معروفة عن الشخصية النخبوية الفارسية، وهي سايكولوجيا العناد المتطرف ورفض الانصات للاخر، حتى حينما تهزم، والتعالي عليه، وبنفس الوقت التظاهر بالمحبة تمهيدا لافتراس الضحية بعد ان يطمئن. وتجلى ذلك في ما يسمى اليوم (التقية)، والتي صارت غطاء لتغيير جلد ايران، والصفويين التابعين لها، كلما كان ذلك ضروريا لتعزيز نزعة افتراس الاخرين. وهذا يعني ان الجذور الحقيقية للتقية ليس الاسلام بل الثقافة الفارسية بمختلف منابعها والتي تأثرت في هذا الجانب بثقافة الجيتواليهودي. وبتأثير هذه الثقافة الاستعمارية كانت ايران هي الامة الوحيدة التي قبلت الاسلام مضطرة لكنها ربطت ذلك بالعمل المبرمج لجعله اداة تمزيق للامة العربية واختراق القلب فيها، وما تحويل الفرس واليهود، وليس غيرهم، التشيع من موقف سياسي يقوم على دعم احقية الامام علي كرم الله وجهه في الخلافة، وهي بهذا الجوهر قضية سياسية صرفة، الى مذهب مناقض في جوهره للاسلام مما ادى الى انشقاقه وبروز طائفتين من المستحيل التوفيق بين ايديولوجيتهما، ما هذا الا شكل معبر ودقيق لتغلب الثقافة القومية الفارسية الانتقامية على الاسلام وتسخيرها لخدمة الاهداف التوسعية القومية. وهذه الحقيقة تفسر ظاهرة معروفة وهي ان الامة الاسلامية الوحيدة التي تكره نخبها المسيطرة العرب هي الامة الفارسية، وكان اكثر التعابير الحديثة خطورة عن هذا الكره للعرب هورفض خميني التحدث بلغة القران بعد اسقاط الشاه، وفي الماضي كان اخطر تعبير عنه هوتكون ظاهرة (الاسرائيليات) في الاسلام، والتي تعني تلفيق احاديث نبوية وقصص بل والادعاء بان هناك أيات قرانية محذوفة منه، من اجل شق المسلمين والسطوعلى الاسلام وتغيير تعاليمه! وفي هذه التلفيقات لعب الدور الاساس الفرس واليهود.

    5 – ان الدافع الاصلي للنزعة الاستعمارية الايرانية جيوبولتيكي، فرخ تدريجيا الدافع الايديولوجي ابتداء من ظهور الزرادشتية وانتهاء بفبركة ايديولوجيا التشيع الصفوي. والدافع الجيوبولوتيكي تجسد في فقر موارد ايران منذ القدم، حيث كانت تعاني من المناخ القاسي في قلبها، ومن شحة المياه وقلة الاراضي الصالحة للزراعة. ومقابل ذلك فان الحاجات التي كانت ايران تريدها بشدة متوفرة في غربها وليس في شرقها اوشمالها، وغربها هوالعراق، المتميز بوفرة المياه، وهي اهم ما تحتاجه ايران ماضيا وحاضرا، والاراضي الصالحة للزراعة، حيث انها لا تزيد عن 13 – 15 % من كل اراضي ايران، وحتى هذه النسبة الضئيلة لا تجد الماء الكافي لإروائها، الا اذا نزلت الامطار دوريا، وعند عدم حصول ذلك تحل المجاعات وتكثر الهجرة للغرب، في حالة ضغف بلاد فارس، وتلجأ الى الغزوللحصول على موارد في حالة قوة الدولة. وفي تلك العصور السابقة لقيام الدولة في بلاد فارس كانت القبائل الفارسية تغزوالعراق بشكل دوري خضوعا لقانون الطبيعة الجيوبولوتيكي. ولعل اوضح ذكريات الاستعمار الفارسي لدى العراقيين حتى غزوالعراق عام 2003 كان احتلال الملك الفارسي قورش لبابل وحرقها وتدميرها من اجل تحرير الاسرى اليهود فيها!

    6 – هناك فرق واضح بين النزعات الاستعمارية الامريكية والاوربية والصهيونية من جهة، والنزعة الاستعمارية الايرانية من جهة اخرى، واهم هذه الفروقات ما يلي :

    أ- العدوان الرئيسيان اللذان يشنان الحروب على الامة العربية هما امريكا واسرائيل، وبفضل البيئة التي تتولد من الحروب والعدوانات على الامة العربية تتوفر ظروف تضعف فيها الامة العربية فتجد ايران الطامعة في الارض العربية مناخا ملائما للتدخل وتحقيق المكاسب على حساب الامة العربية. وبهذا المعنى فان ايران، مدفوعة بنزعة التوسع الاستعماري، تستغل الاوضاع التي تخلقها الغزوات الامريكية والصهيونية فتتدخل لتحقيق مكاسب.

    ب – ان ايران، ونتيجة لمجاورتها لنا، ولكونها دولة طبيعية واصلية في المنطقة وليست مستوردة مثل اسرائيل ولا اتية من وراء المحيطات كامريكا، تختلف عنهما في اننا لا نستطيع ازالتها من الخارطة ولا هي تستطيع ذلك، مما يفرض على العرب والايرانيين خلق فرص للصلح والتعايش السلمي، ولكن تحقيق ذلك يتطلب ان تدرك ايران ان أي تطلع استعماري على حساب العرب سيرد عليه بقوة تؤذي ايران مثلما تؤذينا تطلعاتها. بتعبير اخر ان من الضروري اقناع ايران بان الاقطار العربية قادرة على حماية نفسها والرد على كل معتد. والامر الذي يساعد على تعزيز هذا التمييز الضروري بين ايران وامريكا واسرائيل هوحقيقة ان التاريخ المشترك وكون الشعوب الايرانية تعتنق الاسلام ولها روابط اجتماعية مع العراقيين وعرب الخليج تعد عوامل مشجعة على الحوار والتعايش السلمي.

    ج – الضرورات الستراتيجية تقتضي وضع جدول بتدرج خطورة الاعداء، لان الامة لا يجوز ان تخوض المعارك مع الجميع، وانما العمل على الاشتباك مع العدوالرئيسي الذي يهاجمنا والذي اذاهزم تنهزم بقية القوى المعادية، وتأجيل الصراع مع أي طرف نستطيع تأجيله معه. واستنادا الى ذلك فان القوة المعادية التي وفرت بيئة التدخل الايراني في العراق هي امريكا، وحينما تطرد امريكا سيقود ذلك الى طرد ايران من العراق. وفي اطار هذا السياق الستراتيجي يمكننا ان نقلل من جبهات القتال ونوفر امكاناتنا البشرية والعسكرية، كما يساعد ذلك على توفير فرص التعايش السلمي مع ايران بعد التحرير. ومع ذلك فان هذه الفرصة لا يتوقف ايجادها علينا فقط بل ان ايران مسؤولة عن توفيرها اكثر منا.

    د – تلتقي النزعة الاستعمارية الايرانية مع النزعة الاستعمارية الصهيونية في انهما كلاهما يتحرك ويحرك بدوافع ايديولوجية (تتموه بالدين اوالقومية)، أما النزعة الاستعمارية الامريكية فتلتقي مع النزعة الاستعمارية الايرانية كونهما تسعيان لتحقيق منافع مادية مباشرة وغير مباشرة من وراء الاحتلال والتوسع.

    7 – الاستعمار الغربي (بريطانيا وفرنسا ثم امريكا) يجد في القوى الاقليمية غير العربية احتياطات ستراتيجية يمكنه الاستفادة منها في ضرب الامة العربية لاجل احتلال أي قطر عربي، وبالمقابل فان القوى الاقليمية المحيطة بالعرب تجد فرصة لتحقيق المكاسب على حساب العرب حينا تأتي قوة كبرى وتشتبك مع قطر عربي وتضعفه، فتتحرك من داخله،عبر اتباع لها مزروعين في الداخل كالطفيليات النائمة تنتشر بصمت اولا ثم تظهر حالما يضغف الجسد لتلحق به الخراب، وتتحرك كذلك من الخارج بتحريك قواها الخاصة في لحظات معينة، لتحقيق اهداف ستراتيجية خاصة بها.

    8 – تبنت اسرائيل ستراتيجية في مواجهة الامة العربية تقوم على هدف خطير وهوتفتيت الامة العربية قطرا بعد اخر اوبالتزامن تمهيدا لتذويب هويتها القومية، بالاعتماد على خطين، خط أثارة النزعات الطائفية والعنصرية والعمل على ايصالها الى اقصى حالات التفجر والاستنزاف،وذلك يتطلب دعم الاقليات، والخط الثاني يسمى (نظرية شد الاطراف) وهوخط يعتمد على اقامة اسرائيل افضل العلاقات مع الدول غير العربية المجاورة للامة العربية، وتشجيعها على اثارة الازمات والمشاكل مع العرب، حول الحدود والاقليات والمياه وغير ذلك. وشخصت اسرائيل ايران بصفتها الدولة المجاورة للعراق الاهم، والتي لديها استعداد للدخول في منازعات مع العراق وغيره من دول الخليج العربي لاسباب عديدة ومعقدة. ومن يظن ان هذه الصلة اقتصرت على زمن الشاه مخطأ لان اسرائيل، ورغم الحرب الكلامية بينها وبين ايران، انحازت الى جانب ايران خميني منذ اندلعت الحرب بينها وبين العراق، فقدمت لها الاسلحة ليتعزز موقفها المعادي للعراق.

    9 – واثبتت التجربة التاريخية منذ نشر الاسلام في بلاد فارس وحتى الان ان مصدر الخطر الايراني الاول هوليس العداء الشوفيني تجاه العرب لدي النخب الفارسية، بل القناة التي يتسلل منها الى الامة العربية، وهي قناة التشيع الصفوي، فبعد ان اصبحت ايران دولة اسلامية وبرز منها اعلام عظام تبحروا بالثقافة العربية وعلومها، وتولى قسم من ابرز العناصر الفارسية مواقع مهمة في الدولة العباسية، نتيجة اممية الاسلام، ثبث من خلال الاحداث، انها تنفذ خطة بعيدة المدى للتغلغل في الجسد العربي ليس انطلاقا من اممية الاسلام كما فعل العرب، بل انطلاقا من مصالح قومية فارسية صرفة لتحقيق اختراق لحصانة العرب وتمزيقهم من الداخل، بعد كسب ثقة قسم منهم باسم الاسلام. من هنا فان مايميز الخطر الايراني هوانه يتحرك غالبا في البيئة العربية دون تحسس اوخوف على اعتبار ان ايران دولة اسلامية صديقة، وليست عدوا يجب الاحتراس منه.

    تداخل الهوية من خلال الدين الواحد،عطل نظام الانذار الطبيعي في الحصانة العربية تجاه ايران اواضعفه، وسمح لبعض العرب بان يتعامل مع ايران على انها دولة اسلامية، ومهما اختلفنا معها فانها لن تصبح عدوا كاسرائيل! في هذه البيئة الساذجة كانت رموز الامة العربية خصوصا السياسية تعمل وتتنفس، فمرت مياه ايران من تحتها وهي لا تعلم، اوتعلم ولكنها كانت تظن ان مرور هذه المياه يساعد على تلطيف حرارة الجو! لكن ما حصل في العراق والدور الايراني فيه قلب التصورات العربية النمطية تجاه ايران راسا على عقب، وجعل اعدادا متزايدة من الرموز العربية تعقد مقارنات مشروعة بين اسرائيل وخطورتها وايران وخطورتها. وفي هذا الاطار تبلورت صورة العلاقات بين العرب من جهة واسرائيل وايران من جهة اخرى، ففي حين ان العرب متحصنين بقوة ضد اسرائيل لانها اظهرت عداوتها مبكرا ليس لفلسطين فقط بل لكل العرب والمسلمين بصفتها دولة تبرقعت بالديانة اليهودية، فان العرب غير محصنين تجاه ايران لانها تنتمي لنفس الدين الذي ينتمي اليه العرب، فنجحت في تحقيق اختراقات خطيرة جدا داخل الجسد العربي، خصوصا في الخليج العربي والعراق.

    لقد كانت طفيليات اسرائيل تقتل بالمضادات الحيوية بسهولة لانها حينما كانت تريد ان تتسلل الى الجسد العربي كانت تصطدم بنظام الحصانة العربية، فبقيت اسرئيل خارج الجسد العربي عدوا تسهل رؤيته ومكافحته. اما ايران فانها كانت تنشر فايروساتها وطفيلياتها (الطائفية بشكل خاص) في الجسد العربي بصمت ودون انتباه من قبلنا، فتماهت هذه الفايروسات حتى مع مكونات نظام الحماية العربي! لذلك حينما جاءت كارثة العراق وانتبه العرب الى حقيقة ان ايران عدوخطير جدا للامة العربية ولايقل قتلا عن امريكا واسرائيل كانت البصرة قد احترقت، كما يقول المثل العراقي (بعد خراب البصرة)، وفات اوان اعادة الحياة لمليون عراقي ماتوا نتيجة الغزوالامريكي الايراني للعراق! لقد اكتشف العرب بغالبيتهم الساحقة ان نظرية (ان ايران بلد اسلامي لا مطامع له بمستوى المطامع الاسرائيلية) كان خطئا فادحا كلفنا وسيكلفنا الكثير جدا من حاضرنا ومستقبلنا وهويتنا العربية بعد ان راينا ايران تعمل بحماس لا يقل عن حماس امريكا واسرائيل لتقسيم العراق وقتل ابناء العراق ومحوهوية العراق!

    وبنفس الوقت فان ايران حركت على نحوغير مسبوق كل احتياطاتها السكانية في الوطن العربي لصالحها في معركة حاسمة تخوضها من اجل الانتصار في المعركة المستمرة منذ فرض الاسلام على بلاد فارس بالقوة وحطمت الامبراطورية الفارسية، فكشف الوجه الحقيقي لايران واصبحت لاتهتم مثل السابق، في مرحلة التقية، بالخداع والتضليل بل صارت لغتها الرسمية هي لغة مصلحة الدولة الايرانية وليست مصلحة (الثورة الاسلامية)! وهكذا اصبحنا نواجه ايران وهي تقاتل في معركتها المصيرية ليس ضد اسرائيل وامريكا كما تدعي بل ضد العرب الذين اكتشفوا لعبة التقية التي مورست لاكثر من الف عام، لكنها انكشفت واصبحت غير كافية للخداع مجددا! اننا نحذر بقوة كل العرب من خطورة ايران بعد انكشاف خططها وهويتها الحقيقية فهي الان تقاتل بمنطق لص انكشف بعد ان كان يرتدي عمامة التقي والنقي تمويها، فقرر ان يخلع العمامة ويظهر علنا بملابس اللص الرسمي لهذا فان عليه ان يقاتل لاثبات ان لصوصيته هي اخلاق المرحلة الجديدة، ولاجل ان يكمل ما بدأه تخريبا مموها بعمل صريح مستند الى منطق القوة بالدرجة الاولى وليس الخداع والتضليل التقليديين!

    10 – تثبت التجربة التاريخية للعلاقات العربية الفارسية بان نزعة التوسع والاستعمار لدى الفرس مكون اساسي في شخصية النخب الشوفينية الفارسية، وهي كفايروس الايدز يختفي اولا في اخر مكان يمكن للطبيب ان يتوقعه وهوالخلايا الدفاعية للانسان، فيخربها ويبدأ بالظهور كلما ازداد ضعف المناعة، وحينما يواجه علاجات يختفي فورا بالتمويه ولكن بطريقة جديدة ومبتكرة، لدرجة ان المريض يتصور انه تعافى، لكنه يظهر مرة اخرى وبشراسة اكبر. لذلك علينا ان نتعامل مع ايران على انها خطرة كخطورة فايروس الايدز المستشري في الجسد وان يتركز جهدنا الاساسي لاكتشاف اواختراع علاج لفايروس الايدز الفارسي هذا.

    11 – حينما صغت عنوان الدراسة بصيغة تساؤل (أيهما اخطر على العرب : اسرائيل وامريكا؟ ام ايران؟) كنت اعرف انني اطرح تساؤلا ملتبسا لان موضوع عداوة ايران للعرب لم يعد موضوع تساؤل بالنسبة للجماهير العراقية على الاقل، وانما موضوع التساؤل هو: هل هي عداوة دائمة ام مؤقتة؟ وهذا التساؤل بحد ذاته مرحلة انتقالية في وعي الشعب العربي الذي تعود على النظر الى ايران بصفتها دولة اسلامية ولذلك لا يمكن ان نعد دولة اسلامية معادية! فاقتضى الحال مرحلة وسيطة تساعد على تجاوز وهم ان ايران ليست دولة معادية وتستوعب حقيقة ان ايران في الواقع ليست دولة اسلامية وانما هي تدعولدين جديد مختلف كليا عن الاسلام الذي نعرفه ونؤمن به، وتستغل اسم الاسلام للخداع وتحقيق اختراقات في صفوف المسلمين. لذلك فان تساؤلي، الذي فصل ايران عن امريكا واسرائيل وكأنهما معسكرين بينهما تناقضات جوهرية وليس ثانوية، كان مقصودا به تحريك الذهن واجباره على النظر لموضوع علاقة ايران بنا وبامريكا واسرائيل من زاوية جديدة مختلفة فرضها واقع السياسة الايرانية وليس رغبتنا نحن.

    12 – من المؤكد ان لنا ثلاثة اعداء هم امريكا وايران واسرائيل، هذه حقيقة يفرضها واقع العراق والوطن العربي بعد غزوالعراق وافتضاح الدور الايراني الحقيقي والاهداف الايرانية الحقيقية. هؤلاء الاعداء الثلاثة يختلفون حول قضايا عديدة لكن خلافاتهم هذه لاتشمل اتفاقين : اتفاق اول على عدم السماح للعرب بالوحدة والتقدم والتحرر، واتفاق ثاني على تقاسم الوطن العربي فيما بينهم. ان العراق يقدم صورة تثبت ما قلناه، فقد اتقف الثلاثي الشرير الصفوي والصهيوني والصليبي على ان يدمروا العراق، وما ان بدأت لعبة تقاسم اشلاء العراق حتى بدأت الخلافات بينهم!

    13 – ثمة فرق اخر يجب الانتباه اليه : امريكا تغزومن اجل النهب اساسا، لانها بلا وعي تاريخي وبلا هوية قومية اوايديولوجية متبلورة تستطيع نشرها، فأذا دحرت ابتعدت، واسرائيل غزت من اجل حلم توراتي يجعل صراعنا معها صراع وجود، اما ايران فانها بلد تحركه سايكولوجيا افتراس الاخر تحقيقا لهدفين هدف الاستيلاء على مصادر الحياة لدية وهدف اشباع نزعة عرقية استئصالية متجذرة. ما معنى هذا عمليا؟ ان المعنى الرئيسي الذي يجب ان يبقى امام عيوننا هوان ايران واسرائيل تشكلان عدوين خطيرين لانهما يحملان هدفا مشتركا وهوعدم الاكتفاء بنهبنا، ثروة، بل تجاوز ذلك واهلاكنا، شعبا وهوية. لذلك لم تكن صدفة ان ايران واسرائيل تعتمدان في توسعهما الامبريالي على الاستيطان البشري والدفع نحوهجرة اتباعهما الى البلدان التي تريدان غزوها، ولم تكن صدفة ايضا ان ايران واسرائيل تعتمدان الدين واجهة للغزو.

    14- هناك من يدعوا للوقوف ضد ضرب المشروع النووي الايراني على اساس فرضية ليست فاسدة فقط وانما هي اجرامية بقدر اجرامية الدور الايراني في العراق. فلئن كان ضرب ايران كدولة موضع خلاف، فان تدمير المشروع النووي الايراني لن يلحق الضرر بالامة العربية باي شكل من الاشكال لانه بالاساس صمم باهدافه الواضحة لاخضاع واستعمار العرب وليس لضرب اسرائيل من جهة، واستخدامه اداة مساومة مع الغرب على مكاسب في الوطن العربي من جهة ثانية، كما تدل كافة المؤشرات العملية للسياسات الايرانية تجاه العراق والاقطار العربية والاسلامية والتي اشرنا الى قسم منها.

    ان من يظن ان المشروع النووي الايراني لصالح المسلمين عليه ان يعيد النظر فورا ويتراجع قبل ان يسهم في تنفيذ المخطط التفتيتي للامة العربية، وهومخطط مشترك لاسرائيل وامريكا وايران وتقوم بتنفيذه بدعم امريكي ايران. ان السلوك الايراني تجاه العراق وافغانستان واذربيجان والشيشان والجزر العربية والاحواز وتسمية الخيج العربي وغير ذلك، سلوك لا يقبل التاويل اوالخلاف وهوسلوك استعماري تساومي مبعثه الدوافع القومية الفارسية. أن المشروع النووي الايراني لايقل خطورة على الامة العربية عن المشروع النووي الاسرائيلي، فكلاهما ينطوي على اهداف استعمار الامة العربية اواضعافها اوالمشاركة في تقاسمها. وحينما ستتوقف ايران عن ذبح عرب العراق وتلغي سياسة التوسع الجغرافي على حسابهم وتترفع عن التبشير الطائفي وتعيد الاراضي العربية المحتلة، عند ذاك يمكن ان نفكر في ان المشروع الايراني بكاملة ليس موجها بالاساس لاستعمار العرب.

    15 – يجب ان لاننسى على الاطلاق ان من اكبر واخطر الادلة على ان النخب الايرانية، سواء كانت متبرقعة بالدين اوعلمانية، تحركها دوافع قومية وليس دينية اوطائفية، هودليل انها تعتمد ستراتيجية دفاعية تجاه القوى الاستعمارية الكبرى وتحديدا امريكا، تقوم على ركيزتين، الركيزة الاولى التعاون معها حينما يكون عدوالقوى الاستعمارية عربيا اوغير ايراني، لاجل الحصول على حصة من الغنيمة، كما حصل في افغانستان والعراق، والركيزة الثانية هي عدم خوض الصراع الرئيسي داخل حدود ايران اومباشرة عندها، بل دفع الصراعات لتقع في مقتربات ايران الستراتيجية، أي المناطق التي يؤدي اختراقها الى الوصول الى ايران، ولذلك يجب تأمين مقتربات ايران لتكون المصد الاول لمن يفكر في مهاجمتها عسكريا، حتى لوادى ذلك الى دمار وخراب بلدان المقتربات الستراتيجية. ومقتربات ايران تبدوواضحة جدا حاليا وهي المحيط الاقليمي الذي تقع ايران وسطه، ومن اهم مراكز الدفاع عن ايران الان العراق، حيث تسخر فرق ايران في داخله لبث عدم اليقين لدى امريكا، ولبنان حيث يقوم حزب الله باشعال اوتسخين الجبهة مع اسرائيل كلما ارادت امريكا تقليم اظافر ايران.

    16 – يجب ان لاننسى ابدا ان ايران، وفي زمن خميني بالذات، هي التي قامت بتغيير التناقض الرئيسي من تناقض مع الاستعمار والصهيونية الى تناقض بين العرب انفسهم والمسلمين انفسهم، بتبني ستراتيجية معاداة القوميين العرب وتكفيرهم وعدهم عدوا يجب القضاء عليه قبل القضاء على امريكا واسرائيل! فكانت النتيجة هي أضافة عدوخطير للاعداء الذين كانوا يقاتلون حركة التحرر الوطني العربية وهوالتيارات الاسلاموية الشيعية الصفوية! هل كان بامكان العرب الذين تعرضوا لضربة السادات وجعلتهم يترنحون ان يتحملوا بتوازن الضربة الايرانية الجديدة التي وجهها خميني لتكمل ضربة السادات؟ ولصالح من كانت عملية وضع حركة التحرر العربية امام تحديات مميتة اخرى اضافة للتحدي الصهيوني والاستعماري الغربي؟ ان من لا ينتبه الى اهمية التعاقب الزمني في عملية ظهور الساداتية وتوجيهها ضربة قاسية لحركة التحرر العربية وظهور الخمينية بعدها مباشرة والتي اكملت الضربة الساداتية بتكفير الفكر والتنظيمات القومية العربية وشن الحرب عليها، لن يفهم على الاطلاق الابعاد الستراتيجية لدور الخمينية في خدمة المخطط الامريكي – الاسرائيلي.

    وفي ضوء ما تقدم فان السؤال المهم التالي يطرح نفسه : كيف نصوغ الافكار التي عرضناها؟ يمكن القول ان هناك معادلة يجب ان نعمل على اقامتها والعمل وفقا لها، وهي معادلة ان ايران عدوبحكم واقع الحال وصديق بالاحتمال. ما المقصود بذلك؟ حينما نفى الرئيس صدام حسين كون ايران

    عدوا كان العراق مازال في حالة حرب متوازنة التاثير، لذلك لم يعاني الشعب العراقي الا من اثار حرب قائمة، وهي طبيعية ربما لاتستطيع قلب الاعتقادات جذريا، اما بعد الغزووكارثة تدمير العراق ومحاولة تغيير هويته الوطنية بالتهجير المنظم لستة ملايين عراقي من قبل ايران وبتشجيع امريكي مباشر، فان الموقف من ايران يجب ان يتبدل، لاننا لانستطيع ابدا ان نقنع اغلبية شعب العراق، ومن كافة مكوناته، بان ايران ليست شريك امريكا، مادام يراها يوميا من خلال فرق الموت تقتل وتغتصب وتنهب بحماية القوات الامريكية، وما دام صوت خامنئي وصبيه نجاد يرتفعان ليساوما مع امريكا على حساب دماء العراقيين ومستقبل العراق.

    ان ايران بما انها المخلب الاساسي والاشرس لامريكا في العراق هي عدوبالضرورة اي انه عدوفرض علينا عداوته ولم نختارها نحن. وتطور فرض العداوة من قيام الشاه بمحاولة اقامة امبراطورية فارسية، انطلاقا من اضعاف العراق بدعم التمرد البارزاني الصهيوني في شمال العراق واحتلال الجزر العربية الثلاث، وصولا لمحاولة خميني تكفير القومية العربية ودعاتها كاي تكفيري اخر، والعمل العلني والرسمي والفعلي على احتلال الاقطار العربية واسقاط انظمتها باسم مضلل تماما هو(نشر الثورة الاسلامية)، وبدء حملته (أي خميني ) الامبراطورية التوسعية برفعه شعارا باشر بتطبيقه وهوشعار(تحرير القدس عبر تحرير بغداد)! وهذا الشعار، يالسوء حظ خميني وخامنئي، لم ينتظر كثيرا بوش الاب الرئيس الامريكي الا ورفعه، مصداقا لما قاله عراب امريكا الصهيوني هنري كيسنجر من ان (حل مشكلة القدس يتم باسقاط النظام في بغداد)! وجاء بوش الابن لينفذ شعارخميني تحرير بغداد اولا! بفضل هذا التطابق في الاهداف والستراتيجيات والوسائل والتكتيكات الامريكية والايرانية تم غزوالعراق ليتوج الحلف غير المقدس بين (نهج) خميني ونهج صهاينة واشنطن.

    ونحن في العراق نسأل غلمان طهران : لماذا لا يصبح طرفا ما عدوا وهويحتل الارض ويقتل البشر ويغير الهوية الوطنية؟ ما هي معايير تحديد العدواذا لم يكن الغزواوالمشاركة فيه من بينها؟ لم نعتبر بريطانيا عدوا واستراليا عدوا؟ هل لاننا نكرههما؟ كلا فنحن كانت لنا علاقات مع كل البلدان التي شاركت في الغزولكنها تحولت الى عدوبمشاركتها في الغزو، اي بجعل نفسها عدوا بالمعطيات الواقعية، وليس بقوة التاريخ اوالجغرافية وحتمية النزعات الامبريالية.

    والاخطر والاكثر مدعاة للذهول هوان القسم الاعظم من هؤلاء المدافعين عن ايران يدرك تماما انها تلعب دورا مساندا ومكملا للدور الامريكي في العراق، وتقوم في اطار ذلك مباشرة اوبواسطة فرق الموت التابعة لفيلق الصدر اوفيلق بدر، بتقسيم العراق وتغيير هويته العربية، ومع ذلك فان رد فعلهم مازال محصورا في اطار النقد الخجول لايران القائل بان (ايران ترتكب اخطاء في العراق، وبما انها اخطاء ثانوية فان الصلة الودية بايران تستمر)! هذا النقد الخجول، نحن واثقون تماما، انه نتيجة نصيحة اوامر ايراني لابقاء هؤلاء يتمتعون بقدر من الايجابية امام الشارع العربي، تماما كما امرت امريكا الكتاب العرب المارينز بان يزيدوا حدة نقدهم للسياسة الامريكية في العراق لابقاء بعض الصدقية لهم!

    أذن ايران وفي ضوء تجربة غزوالعراق بشكل خاص عدوخطير جدا ولا يقل خطره عن امريكا واسرائيل، وربما تكون اخطر من امريكا وبمستوى خطورة اسرائيل، مع اختلاف انها تمتلك وسيلة لا تمتلكها اسرائيل في اختراق العرب وهي ميزة انها تستخدم الاسلام سلاحا لاختراق الامة العربية والدخول فيها بحرية وبلا عوائق كبيرة كتلك التي تواجهها اسرائيل. ومع تثبيت هذه الحقيقة التي يفرضها واقع حال العراق والمنطقة وليس أي مشاعر شخصية اووطنية، فان كون ايران دولة مجاورة وطبيعية وليس مصطنعة كاسرائيل يفرض علينا البحث بلا كلل عن وسائل التعايش السلمي معها، والدفع باتجاه الحوار معها لتصفية المشاكل، واقناعها بان السياسة الاستعمارية التي تتبعها لا تفضي الا الى الخراب لكلا الطرفين العربي والايراني. ليس امامنا من خيار سوى الدفاع عن انفسنا كعرب من جهة والبحث عن طرق للتعايش مع ايران سلميا من جهة ثانية، ولكي نتعايش معها بهذه الطريقة فان الشرط المسبق لتحقيق هذا الهدف الجوهري هوبناء القوة العربية بمستوى يقنع ايران بان الرد العربي على أي عدوان اوتدخل ايراني سيكون فعالا يحمل ايران خسائر اكبر من المكاسب التي تريد تحقيقها. لا سلام مع ايران الا سلام توازن القوى.

المواضيع المتشابهه

  1. %%%....(( إِلهـــــــــــــــــــــ امْ )).......>>> مناجاة
    بواسطة عبدو الطرابلسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06-03-2012, 06:19 PM
  2. هل أوشكت الحرب على ايران؟؟؟
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 03-07-2010, 09:54 PM
  3. من اسرار الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا .. اخطر مقالات العصر الحديث
    بواسطة مازن عبد الجبار في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2007, 11:07 AM
  4. صنميات قرن الخداع الشامل:ما هى صلة ايران واسرائيل وأمريكا
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-09-2006, 07:07 PM
  5. هل ما زال البسطاء من العرب يعتقدون أن ايران ستحرر لهم القدس؟!
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-12-2005, 08:18 PM