أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 56

الموضوع: قلم كحل أسود

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي قلم كحل أسود

    قلم كحل أسود

    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها فى انبهار ثم تقول:
    يالكِ من باهرة الحسن.
    تجيب فى سخرية : حقاً!
    نعم أنت تعرفين.
    تبتسم فى مرارة..بدون أن تتكلم.
    تعقب أختها وهى تدرى سر مرارتها:
    أدرتِ رؤوس الرجال!
    في إيجاز تجيب :
    آه! نعم .الرجال يحبون الجمال.
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    بقلم: الوردة السوداء
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.37

    افتراضي

    الوردة السوداء..
    يتفق ان يتهاوى حولنا ديكور حياتنا اليومية في حطام،المرأة، الليل، النهار،،اللباس،الترام، اربع ساعات في المكتب او المصنع،وجبة اكل،الترام،اربع ساعات من العمل، الاثنين،الثلاثاء،الاربعاء ، الخميس،الجمعة،السبت،كلها في نفس الايقاع ،والطريق يسهل السير فيه معظم الوقت، ولكن كلمة لماذا تظهر ذات يوم واذا كل شيء يبدو متعبا ملونا بالدهشة، كل شيء...لقد احسن انتقاء اللفظتين،اذا لم نغص في ارتابة ونغرق في السبات ثانية،فاننا نبدأ بالنظر الى حولنا بأعين جديدة ونشرع في مغامرة ملأى بالمخاطر،في مجابهة لهذا المقلق من الحياة،العبث،ويداهمنا حس بمرور الزمن نحن نعيش في المستقبل غدا.فيما بعد..وعندما تتوظف، عندما تكبر ستفهم، هذا اللاتلاحق رائع،لان المسالة في الواقع مسالة احتضار ان تمردنا على انقضاء حياتنا هذا وجه اخر من اوجه العبث.

    الوردة السوداء هي لدغة من لدغت كامو..

    تقبلي مروري السريع..والغير وافي اكيد...

    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    الأستاذة الأديبة / الوردة السوداء

    جاء عنوان النص موحياً ، ومقدماً لإفرازات قالب القصة ، المطبوع بظلال سوداء .

    قلم كحل أسود ........

    التقديم هنا بقلم الكحل به نوع من استغلال الإيحاءات ، والمدلولات اللفظية ، فالكحل رمز للجمال ، أو وسيلة من وسائل الوصول اليه ، وتدعيمه ، جاء اللون الأسود ليختلط بهذا الجمال ، فينعكس على مرآة مجنونة ، لا تريد الشخصية المحورية رؤية وجهها بشكل واضح ، فهي تحاول أن تجمل نفسها بالكحل على بصيص من الضوء يساعدها فقط على هذه المهمة ، دون الخوض في تفاصيل هذا الوجه الذي تخاف مواجهته ، إلى أن جاءت أختها بضوء المصباح كاشفتاً عن ملامح لا ترضيها (ملامح قديمة ) ، ولكنها ترضي أختها ، أو ربما تجاملها ، بحوارها الذي مسح بعبارات رفع المعاناة ، والدعم المعنوى ، إلا أن اللون الأسود كان هو السمة المخضبة لحياتها ، فمنه تتجمل ، ومنه تدثر ماضيها القديم ، وقد وظفت الكاتبة فلسفة الألوان توظيفاً إيجابياً لخدمة النص ، بتكرار ذكر اللون الاسود في مواضع عديدة ، سواء كان ذكراً مباشراً ، أم موحياً(قلم الكحل ، كهوف ، فراء الليل ، النظارة السوداء ، ظلام الغرفة ) ، إلا أنني أهمس إلى أديبتنا الرائعة ، بأن الحوار كان في حاجة إلى ضغط التركيز بشكل أوضح ، لكن القصة في مجملها هي عميقة ، وذات أدوات موظفة ، بداية من العنوان ، والاستهلال ، والحوار ، ثم النهاية التي تعرب عن تمسك البطلة بهذا اللون ........

    الوردة السوداء .... التوقيع باللون الأسود .... صورة لوردة سوداء .... اللون الأسود في القصة !!!

    ما هو سر التشاؤم ، أم هو منحى جمالي بالسواد ؟!

    محمد

  4. #4
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    الوردة السوداء..
    يتفق ان يتهاوى حولنا ديكور حياتنا اليومية في حطام،المرأة، الليل، النهار،،اللباس،الترام، اربع ساعات في المكتب او المصنع،وجبة اكل،الترام،اربع ساعات من العمل، الاثنين،الثلاثاء،الاربعاء ، الخميس،الجمعة،السبت،كلها في نفس الايقاع ،والطريق يسهل السير فيه معظم الوقت، ولكن كلمة لماذا تظهر ذات يوم واذا كل شيء يبدو متعبا ملونا بالدهشة، كل شيء...لقد احسن انتقاء اللفظتين،اذا لم نغص في ارتابة ونغرق في السبات ثانية،فاننا نبدأ بالنظر الى حولنا بأعين جديدة ونشرع في مغامرة ملأى بالمخاطر،في مجابهة لهذا المقلق من الحياة،العبث،ويداهمنا حس بمرور الزمن نحن نعيش في المستقبل غدا.فيما بعد..وعندما تتوظف، عندما تكبر ستفهم، هذا اللاتلاحق رائع،لان المسالة في الواقع مسالة احتضار ان تمردنا على انقضاء حياتنا هذا وجه اخر من اوجه العبث.
    الوردة السوداء هي لدغة من لدغت كامو..
    تقبلي مروري السريع..والغير وافي اكيد...
    محبتي لك
    جوتيار
    هو الهروب سيدى الفيلسوف
    الهروب من الألم
    من الملل
    من الجمال
    ان كان يخلف الألم
    من ملامحنا وشخصياتنا
    انه الهروب.
    لم تغص فى فلسفة مشاعر البطلة
    لذا أطمع فى مرور آخر.
    أعطرتنى بشذاك
    الوردة السوداء.

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    الفاضلة الوردة السوداء:
    لم يتسن لي المرور قبل الآن للترحيب بك ، وآثرت أن يكون ترحيبي في التعليق على هذا العمل الجميل في أدواته وفي طريقة عرضه .
    كنت أومن دائما بأن القاص الذي يجب تقديره هو الذي يساعدنا على اجتلاء النواحي المجهولة والانبعاثات الغامضة في شخصية تمثل حياة بعضنا ، ولذلك فإنه يطلق خياله في البحث عن الأفعال التي تترك إيحاءات وظلالا نكتشفها من عمق الشخصية .
    وبعد أن قرأت القصة أتيت على رد القاص المبدع محمد سامي البوهي فوجدته قد أحسن الوصف ، ودخل في تفاصيل اللون الذي كان علامة بارزة في هذه القصة ، فله مني التحية على ما قدمه من نقد إبداعي أضاء جوانب مهمة في القصة .
    فقد كان عنصر اللون هو العنصر البارز في القصة ، وإيحاءات اللون واضحة المعالم ، وهي مع وضوحها للقارئ تشي بإبداع في إيصالها له ، فليس المهم في أي عمل بساطة الرمز ، وشيوعه ، بل المهم القدرة على تقديمه بأسلوب جديد ، وقد وفقت إلى حد كبير في ذلك ، مع أنني أرى مبالغة في بعض جوانب التعبير عنه ، في مثل قولك :" تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . "
    وقد يكون مرد ذلك إلى عمق الحالة الشعورية للشخصية ، ولكن كان يمكن التعبير عنه بأقل مما رأينا .
    ويبقى أن هذا الذي جرى من وصف هو ترجمة حقيقية لجوانيات الشخصية .
    وأجدني مشدودا للتعبير عن لغة القصة ، فهي لغة شاعرية بسيطة نجحت الكاتبة من خلالها في التعبير عن أعماق الشخصية بوصفها أمارة خفية على خصائصها .
    وأما الحوار فقد استغلته الكاتبة في سعي منها لتطوير الأحداث ، واستحضار الحلقات المفقودة ، ورفع الحجب عن عواطف الشخصية ، وشعورها الباطن ، ولكنني أذهب مذهب أخي البوهي في ضرورة تكثيفه ، ليكون أكثر تعبيرا عن طبيعة الشخصية ، ولا اقصد هنا الصنعة والافتعال ، بل أقصد التكثيف التلقائي الذي يحترم ذوق المتلقي ، ولاسيما أن أبعاد الشخصية التي رسمتها ، لا تحتمل التسطح والبساطة المغرقة.
    أعجبتني القصة فدخلت للتعبير عنها بكلمات متواضعة ، ترحيبا بصاحبتها .
    الوردة السوداء
    لك خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    العمر : 76
    المشاركات : 674
    المواضيع : 101
    الردود : 674
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الفاضلة / الوردة السوداء
    الفكرة التي تسكن الكاتبة وتسيطر علي مشاعرها وأحاسيسها وتلح عليها في الخروج في شكل تعبيري أدبي تبحث له القاصة البارعة عن معادل موضوعي يعادل هذا الإحساس الذي بسطر عليها فاختارت له في النص ، آداه من الأدوات التي تستخدمها النساء في إبراز جمالهن الظاهر للعيان من صفحة الوجه ـ الوجنات والشفاه والعيون وما حولها ـ
    { لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية }
    واختيار المبدعة { قلم الكحل } للعين والحواجب والرموش له دلالة في النص ودائماً النساء يعرفن مواطنهن الجمالية فيزهروها، فلكل واحدة منهن طريقتها في التزين والتجمل ولهن قدرة بالغة في إخفاء العيوب الخارجية ما بالك بالداخلية ، أما نقيض الجمال الظاهر استخدمت له الكاتبة نفس قلم الكحل بعد أن أضافت له لون أسود ثم بدأت عملية التزين بأناملها القابضة علي القلم ويصارعها من الداخل قبح نتائج سوداء سابقة فاشلة كان من أهم سبب الفشل ، نجاحها في إبراز هذا الجمال للآخر
    الذي ما إن نجحت في جذبه ، اكتشفت أنه يريد هذا الجمال له وحده علي عكس ما تتمناه الأنثى
    { هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!}
    فيبدأ الصراع الداخلي والخارجي والذي أبزه النص بالحوار الثلاثي البطلة والشخصية الهامشية ( أختها )والمرآة والمفارقة التي تدهشك في نهاية النص رغم الفشل بسبب الجمال الساحر إلا أنها مازالت تتجمل وستظل تتجمل وتخفي مرارتها بنظارتها السوداء بل تركت أصابعها علي القلم لحين عودتها لتتجمل من جديد
    كل قراءة احتمال وتفتح علي قراءة أخري 000000
    خالص تقديري واحترامي

  7. #7
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    الأستاذة الأديبة / الوردة السوداء
    جاء عنوان النص موحياً ، ومقدماً لإفرازات قالب القصة ، المطبوع بظلال سوداء .
    قلم كحل أسود ........
    التقديم هنا بقلم الكحل به نوع من استغلال الإيحاءات ، والمدلولات اللفظية ، فالكحل رمز للجمال ، أو وسيلة من وسائل الوصول اليه ، وتدعيمه ، جاء اللون الأسود ليختلط بهذا الجمال ، فينعكس على مرآة مجنونة ، لا تريد الشخصية المحورية رؤية وجهها بشكل واضح ، فهي تحاول أن تجمل نفسها بالكحل على بصيص من الضوء يساعدها فقط على هذه المهمة ، دون الخوض في تفاصيل هذا الوجه الذي تخاف مواجهته ، إلى أن جاءت أختها بضوء المصباح كاشفتاً عن ملامح لا ترضيها (ملامح قديمة ) ، ولكنها ترضي أختها ، أو ربما تجاملها ، بحوارها الذي مسح بعبارات رفع المعاناة ، والدعم المعنوى ، إلا أن اللون الأسود كان هو السمة المخضبة لحياتها ، فمنه تتجمل ، ومنه تدثر ماضيها القديم ، وقد وظفت الكاتبة فلسفة الألوان توظيفاً إيجابياً لخدمة النص ، بتكرار ذكر اللون الاسود في مواضع عديدة ، سواء كان ذكراً مباشراً ، أم موحياً(قلم الكحل ، كهوف ، فراء الليل ، النظارة السوداء ، ظلام الغرفة ) ، إلا أنني أهمس إلى أديبتنا الرائعة ، بأن الحوار كان في حاجة إلى ضغط التركيز بشكل أوضح ، لكن القصة في مجملها هي عميقة ، وذات أدوات موظفة ، بداية من العنوان ، والاستهلال ، والحوار ، ثم النهاية التي تعرب عن تمسك البطلة بهذا اللون ........
    الوردة السوداء .... التوقيع باللون الأسود .... صورة لوردة سوداء .... اللون الأسود في القصة !!!
    ما هو سر التشاؤم ، أم هو منحى جمالي بالسواد ؟!
    محمد
    الأديب محمد البوهى : فارس الواحة
    تحليلك للقصة يوحى أنك
    تمتلك مقدرة تحليلية رائعة
    بقصد أو بدون قصد
    أصبت الحقيقة إلى حد بعيد
    فالقصة حقيقية مئة بالمئة
    فالجميلة بطلة القصة
    تدفع ثمن جمالها
    لفشل فى حياتها
    فزوجها أحبها لدرجة الجنون
    وعاقبها على هذا الجمال
    بشك وغيرة أحالت حياتها جحيما
    وأصبحت الجميلة
    تكره جمالها لأنه كان سبب أساسى
    فى آلامها .. ووجدت نفسها
    شيئا فشيئا تخاف رؤية وجهها
    فرؤيته تجلب لها ذكريات عنيفة
    وآلام لا حصر لها
    فالسواد فى القصة هو ترجمة
    تعقيبية لمشاعرها الداخلية
    هو حجاب تحجب به رؤية وجهها
    الفائق الجمال والفائق الحزن فى ذات الوقت
    السواد هو غطاء تريد أن تخفى به الماضى

    أعطرتنى بأجمل شذى أيها الفارس
    الوردة السوداء

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي قلم كحل أسود ، بين الحقيقة والوهم

    قلم كحل أسود
    للأديبة : الوردة السوداء
    بين الحقيقة والوهم

    بداية لابد أن أشيد بالقراءتين البارعتين لأستاذي الدكتور : سلطان الحريري ، والأستاذ القاص : محمد سامي البوهي .
    قرأت هذه القصة وكأني أشاهد هذا المشهد رأي العين وأسمع الحوار في لحظة انفصال عن الواقع وهذه أول مهارة استغلتها القاصة .
    الدخول والإدخال :
    في هذه القصة هجوم مباشر على الحدث، ولكنه هجوم متيقن ، كانت القاصة موفقة فيه إلى حد كبير ، وقد بدأ ذلك من العنوان ( قلم كحل أسود ) ولا يمكن أن أتناول العنوان دون الغلق في هذه القصة بالتحديد حيث القلم ، اللون الأسود ، حيث كانت العلاقة الممتدة بين العنوان والغلق ليكونا معًا الإناء الذي احتوى جزئيات القصة .
    القاصة في هذا العمل تتناول حالة واقعية ، سواء كانت قد عايشتها ، أو استحضرتها من واقع الحياة ، أو ربما هي قصة سيدة في محيطها ، أو زوج ذهبت الغيرة بلبه في محيطها هو الآخر .
    ومن الملاحظ أن القاصة دخلت بنفس العنوان إلى المشهد الأول ليتحول العنوان إلى قصة وليس إشارة أو رمزًا :
    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها .
    نلاحظ أن الشخصية المحورية في القصة ـ على الرغم من يقينها بجمالها ـ تكتفي بأشعة الشمس المتسللة عبر النافذة ، وهنا استوعبت القاصة الحدث كاملاً وكان من الممكن أن يفلت منها خيط القص ، إلا أنها تداركت ذلك حين استخدمت الحوار فأعاد هذا الحوار الدفة إلى يد القاصة ، إلا أنه تسبب في بعض الترهل ، حيث أتفق مع الأستاذ محمد البوهي وأستاذنا الكبير : سلطان الحريري في أن الحوار كان يحتاج التكثيف فقد طال ، وجاءت عباراته بشكل مسرحي كان يلزمه تشذيب لزوائده ، إلا أنه على الرغم من ذلك خدم العمل ، وخدم التنقل من حالة لحالة ، خصوصًا أن القاصة استعملته ممزوجًا بالسرد .
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!

    هنا مفترق الطرق .
    هنا نتبين تمامًا أن الشخصية المحورية تعيش أزمة نفسية ، وهنا أجادت القاصة في استعمال الحوار بين الشخصية المحورية واختها ، حيث لم يطل الحوار ، وإنما جاء كومضة كاشفة كانت القاصة موفقة فيها ، ولو أنها تخلت عن إغراء اللغة لها في وصف الحالة الشعورية لبلغت حد التفوق ، لكن هذا المشهد بارع ، أجادت فيه القاصة استعمال مهاراتها . وقد تبين ذلك من كونها لم تنس دور المرآة وهي الرابط بين الواقع والتاريخ ، كما نلمح من خلال المشهد حنو الأخت الصغرى على الأخت الكبرى والتي أرهقها جمالها ، لنتبين حالة إنسانية في غاية الروعة .
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.

    هنا بداية الانفجار المكتوم :
    القاصة هنا تستجمع الخيوط وتستجمع الأدوات وتحاول تكثيف المشهد لتستعد للخروج ، إنه خروج الشخصية المحورية وخروج القاصة من حالة القص ، وهنا استحضار رائع للماضي والحاضر ، وكان الدخول إلى المشهد موفقًا من خلال الخاتم ، هذا الخاتم الذي يوحي بالامتلاك ، تمام الزينة ، الاستعداد إلى إنهاء التجمل ، الخروج من أسر المرآة ، ليأتي صوت الأخت بالذكرى ، بالألم ، بالوجع ، بالفقد .
    أحيي القاصة على هذا المشهد حيث تمكنت بالفعل من أدواتها وسيطرت على القصة وحجمت تدخلها كقاصة ، كما أحييها على استخدامها لهذا التعبير ، الذي أعجب الشاعر : شاهين أبو الفتوح ( تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن ) كما أعجبني أيضًا ، وهنا إيحاء بالارتباط بالبيئة .
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:

    هنا التقاء الحقيقة بالهذيان :
    هنا قصة تامة العناصر ، ولكنها مترتبة على ما سبق مرتبطة به ، هنا تلعب الكاتبة على الوتر النفسي ، والضغط العصبي ، لتنطلق حالات الاسترجاع ، تهجم على الحاضر ، حالة القيد الذي تعيشه الشخصية المحورية ، ومرة أخرى الألم ، الوجع ، الفقد ، وعلى الرغم من أن القاصة سبق ولعبت على هذا الوتر ، إلا أنها هنا قامت بتنميته بطريقة مكثفة جميلة تعوض الانفلاتات السابقة لتلعب كل العناصر دورها :
    الصوت
    اللون
    الضوء
    الحركة
    في مزج مع :
    الحاضر
    الماضي
    المعاناة
    حالة التذكر ، أو ما يمكن أن أسميه بالبعث ، وهنا تبرز شخصية الأخت أكثر .
    هنا تلعب القاصة ببراعة بالتشكيل والتخييل لتدخل بنا إلى حالة درامية خيالية ، وظفت فيها الخيال لخدمة الواقع ، فقد تمكنت من نقل الواقع ( المسرح الزمني والمكاني ) من حالته الواقعية إلى حالة خيالية لتجد إمكانات أكثر تحرر حيث تلعب المرآة دورها الذي أطالت القاصة في التمهيد له ، فلم تعد المرآة مرآة ، وإنما هي الذكريات التي تحولت إلى حقائق واقعة في لحظة القص لتجتمع الآلام .
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    التخلص :
    هذا غلق جيد حيث النقلة من حالة المرآة والانعكاسات إلى الحقيقة والواقع ، وهنا أداء رائع ، سواء جاء بقصد أو غير قصد ( وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة ) لقد لبست النظارة السوداء لتخفي عينيها ، تخفي آلامها ، وتمد يدها لتطفئ ضوء الغرفة ، لاحظ أن التي أشعلته كانت الأخت ، التي قامت بالتذكير ونبش الجرح ، وهنا الشخصية المحورية هي التي تقوم بالتخلص فهي التي تظلم المكان ، تطفئ ذكرياتها ، تواري جمالها ، هذا الجمال الذي أوقعها فيما هي فيه .
    وتغلق الكاتبة نهائيًا ( نسيت أصابعها على قلم الكحل الأسود ) لتفتح القصة من جديد .
    في هذه القصة :
    تناولت القاصة قضية اجتماعية نفسية ، إنها المرأة فاتنة الجمال في مجتمع لا يتعامل مع المرأة إلا على أنها مثار الشهوة ومحلها ، ليكون الزوج هو الضحية ، ولكن ، هل هو المسؤول الوحيد عما آل إليه حاله من فقد العقل ؟!
    لا أعتقد ؛ فقد يبلغ الحال بالمرأة الجميلة إلى تجاوز مراحل الدل ( الدلع ) بجمالها على الزوج إلى الإثارة ، إلى التشكيك ، لتشارك المجتمع الجائع في الضغط على الزوج ليتحول الشك إلى يقين في مخيلته ، فكم من امرأة تشعر زوجها أنه غير قاد عن إشباع حاجتها للشعور بجمالها ، فيقع فريسة لفكرة أن أكثر من عاشق يعيش في قلب حبيبته وذاكرتها ، يمدح جمالها وينهل ، منه ، وهنا ألمح أن القاصة لم تبرئ شخصيتها الرئيسة ، وإنما تضعها في دائرة الاتهام .
    القاصة : الوردة السوداء
    لقد أثرت بقصتك هذه العديد من الحالات النفسية والاجتماعية التي تناولها العديد من الباحثين بالداسة ، والتي لا ينتهي القول فيها .
    بقي أن أقول: إن كل ما ورد في هذه القراءة رأي لا يقلل أبدًا من براعتكِ وإبداعكِ .
    مودتي وتقديري
    مأمون

  9. #9
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    الحب فى قلوبنا كالزهرة فى البستان تحتاج لمن يرعاها
    وان رويناها بدموع الذل والمرارة
    لن تترعرع فى دواخلنا إلا وريقات من القسوة والجمود
    والقلب الصادق كالبللورتكشف له الايام ما تخفيه اقنعة البشر
    فقط لانه يستحق ان يقترن بالماس
    وذاك هو قلبك عزيزتى..
    دمتى بقلب من ماس لا يجدر به إلا كل نفيس
    ودامت بصمتك فى قلوبنا عزفاً منفرداً على أوتار الحب الطاهر
    صاحبة القلب النورانى
    مادامت هناك قلوب نقيه
    لم تلوثها قسوة الزمن
    ولم تتسرب القسوه إليها
    سيكون هناك دائما حب صادق
    ولكن...
    سيظل أيضا الشك فى وجود
    هذا الحب قائما
    أعجبتنى قصتك
    وتشبهاتك
    أعجبنى الحوار القائم

    بين صاحبة العيون الفرعونية وبين أختها

    تقبلى مرورى فى متصفحك

    دمتى دائما أخت عزيزة على قلبى

    أختك
    مرمر

  10. #10
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهين أبوالفتوح مشاهدة المشاركة
    رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن
    يا لروعة الصورة والمعنى
    احترامي ومودتي
    شاهين
    شاهين أبو الفتوح: ملاك الواحة
    أشكر متابعاتك وحضورك
    سنلتقى قريبا


    أعطرتنى بأجمل شذى

    الوردة السوداء.

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حلْمٌ على كحْلْ
    بواسطة حسين إبراهيم الشافعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-03-2024, 09:49 PM
  2. قراءة فى قصة قلم كحل للأديبة نجلاء طمان
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-03-2015, 08:41 AM
  3. كُحْلُ الْعِنَبْ
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 02:32 PM
  4. رحاب ضاهر في "أسود فاجر" : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع للحب
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 05:11 AM
  5. تاريخ أسود( مجزرة حماة )
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-09-2003, 04:15 PM