أحدث المشاركات
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 56

الموضوع: قلم كحل أسود

  1. #11
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.37

    افتراضي

    الوردة السوداء

    بطلتك كغيرها من البطلات التي اصبحن مادة سائغة للكتابة..لكثرتهن..ولكثرت ما يصيبهن من ويلات الوجود التعس هذا.. غدت جرح بملامح انسان..جرح اصابت به جراء همسة قدرية في البدء..حين سمح لنطفتها ان تتكور بهذا الشكل..ومن ثم بلدغة دنيوية حين سمحت بان يقيد او يأوي هذا الجمال داخل قضبان بشرية، وباخرى لسعة ذاتية حين غلبها في ذاتها انها قادرة بما تملكه من خلق وجود يليق بخالقها.
    وليست المرآة هذه الا انعكاس عفوي في البدء لذاتها..التي رغبت في خلق وجودها حسب معطيات آنية..مدفونة في اعماقها.. علها كانت الرغبة، او الخوف ، او حتى البقاء، ومن ثم انعكاس عقلي بحت لواقعها الذي بات يحاصر كيانها المنهمك جراء تعاسة قادتها اليها كونها لم تعي معنى خلقها، ومعنى ان يسجن المخلوق خلف قضبان بشرية، البشر لحد الان لم يعي ماهية حريته، لم يعي كونه ولد بها ومنها وليس ولد من اجل الحصول عليها.
    بطلتك..اتخذت السواد رمزا لتبرهن على سوداوية خلقها..والسوداوية قد تكون في نظر الاغلب محنة، كما ظهر ذلك جليا في عيون وخوف بطلتك..لكن السوداوية حياة لمن يعي ضرورة وجودها في عالم يلبس قناعين، احدهما في النهار والاخر في الليل.
    السواد جاء هنا في قصتك لامحا الى وجود تعاسة مزمنة، وليس هناك تعاسة اتعس من تلك التي تاتي من الجمال، ذلك الجمال الذي قلما نجد من يعيه ومن يقدره حق قدره،وبطلتك التي دخلت في ذاتها منذ البدء صراع الجمال فارادت وخلقت غدت في النهاية اسيرة الجمال، الجمال عندما لايدرك ماهيته ولايقدر قيمته بعقلية مدركة يغرس اللاحياة في الاخر الذي يعشه فيتغير الجمال الى محنة شكية مذيبة لكل اواصر الحب والبقاء،فيصبح وبالا على صاحبه او صاحبته، هكذا غدت بطلتك، وهكذا مات فيها كل شيء يمكن ان يعيدها الى جذور القصة، جذور ما خلقته هي برغباتها ورؤيتها وطموحها الذاتي،بل وكأنها تلعن في ذاتها الجمال بعينه،وها هي اصبحت رهين السواد الذي تخافه،وتخشاه، لا لكونه يزيد جمالها فقط انما لكونه اصبح رفيق دربها، والرفيق الذي لانعي قيمته فينا لايكون فينا الا اشواك جارحة.
    الوردة السوداء...
    عذرا...عذرا...
    لكن بلغي بطلتك..ان تنظر للسواد بعين ثاقبة..وعقل مدرك..ستجده صورة الخلق منذ الخليقة الاولى..وما سيبقى عليه الى نهاية الخليقة..!
    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  2. #12

  3. #13
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة السوداء مشاهدة المشاركة
    قلم كحل أسود

    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها فى انبهار ثم تقول:
    يالكِ من باهرة الحسن.
    تجيب فى سخرية : حقاً!
    نعم أنت تعرفين.
    تبتسم فى مرارة..بدون أن تتكلم.
    تعقب أختها وهى تدرى سر مرارتها:
    أدرتِ رؤوس الرجال!
    في إيجاز تجيب :
    آه! نعم .الرجال يحبون الجمال.
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    بقلم: الوردة السوداء
    الوردة السمراء
    تحية لكم الشجن بنصك
    الذى جزبنى منذ الوهلة الأولى
    بدءاً بالعنوان
    والوسط والنهاية
    إستطعتى بقلمك
    خلق حالة جميلة بين الفتاة وأختها
    والحالة الأجمل " الرجل فى حياة المرأة "
    قصتك بها حركة جميلة
    نصك بالفعل متحرك
    انشددنا إليه
    إنها الروعة أيتها الوردة السمراء
    تحياتى
    هذا بعض منى http://alaaeisa.maktoobblog.com/

  4. #14
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 434
    المواضيع : 27
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الكاتبة الجميلة / الوردة السوداء
    عشقك للألوان وخاصة للون الأسود جعلك تفردين له عنوانا
    بل جزءا متصلا لا ينفصل من اسمك
    لقد أفردت دراسة نقدية كاملة عن مجموعة قصصية جميلة للقاص / ياسر عبد العليم
    وكان اللون أو اللوان هى عصب البناء
    وهنا فى هذه القصة وجدت من الواجب بل من الحتمى عدم الذهاب بعيدا عن استخدام اللون كقيمة دالة فى بناء النص
    ولن ابحث عن استشهادات أقطع بها او افكك بها النص كما يفعل التفكيكيين
    بل المطلوب ان ابنى النص او أحاول خلق فضاء مناسب ومحاور للنص الذى قدمتيه
    تلك المراة وتلك المرآة... حوار الجمال القديم الحديث
    دلالة الكحل ، وانعكاساته على الوجه .. ودلالاته الجماليه.... وتاثيراته على المتلقى ... الرجل
    وعندما يصبح الجمال طاغيا
    انعكاساته العكسية على صاحبه
    بالفعل لم يكن هناك من حل سوى النظارة السوداء
    قصة بديعة وممتعة
    تحياتى
    رسول الله أسألك الشفاعة = وقربا منك يا نهر الوداعة

  5. #15
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سلطان الحريري مشاهدة المشاركة
    الفاضلة الوردة السوداء:
    لم يتسن لي المرور قبل الآن للترحيب بك ، وآثرت أن يكون ترحيبي في التعليق على هذا العمل الجميل في أدواته وفي طريقة عرضه .
    كنت أومن دائما بأن القاص الذي يجب تقديره هو الذي يساعدنا على اجتلاء النواحي المجهولة والانبعاثات الغامضة في شخصية تمثل حياة بعضنا ، ولذلك فإنه يطلق خياله في البحث عن الأفعال التي تترك إيحاءات وظلالا نكتشفها من عمق الشخصية .
    وبعد أن قرأت القصة أتيت على رد القاص المبدع محمد سامي البوهي فوجدته قد أحسن الوصف ، ودخل في تفاصيل اللون الذي كان علامة بارزة في هذه القصة ، فله مني التحية على ما قدمه من نقد إبداعي أضاء جوانب مهمة في القصة .
    فقد كان عنصر اللون هو العنصر البارز في القصة ، وإيحاءات اللون واضحة المعالم ، وهي مع وضوحها للقارئ تشي بإبداع في إيصالها له ، فليس المهم في أي عمل بساطة الرمز ، وشيوعه ، بل المهم القدرة على تقديمه بأسلوب جديد ، وقد وفقت إلى حد كبير في ذلك ، مع أنني أرى مبالغة في بعض جوانب التعبير عنه ، في مثل قولك :" تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . "
    وقد يكون مرد ذلك إلى عمق الحالة الشعورية للشخصية ، ولكن كان يمكن التعبير عنه بأقل مما رأينا .
    ويبقى أن هذا الذي جرى من وصف هو ترجمة حقيقية لجوانيات الشخصية .
    وأجدني مشدودا للتعبير عن لغة القصة ، فهي لغة شاعرية بسيطة نجحت الكاتبة من خلالها في التعبير عن أعماق الشخصية بوصفها أمارة خفية على خصائصها .
    وأما الحوار فقد استغلته الكاتبة في سعي منها لتطوير الأحداث ، واستحضار الحلقات المفقودة ، ورفع الحجب عن عواطف الشخصية ، وشعورها الباطن ، ولكنني أذهب مذهب أخي البوهي في ضرورة تكثيفه ، ليكون أكثر تعبيرا عن طبيعة الشخصية ، ولا اقصد هنا الصنعة والافتعال ، بل أقصد التكثيف التلقائي الذي يحترم ذوق المتلقي ، ولاسيما أن أبعاد الشخصية التي رسمتها ، لا تحتمل التسطح والبساطة المغرقة.
    أعجبتني القصة فدخلت للتعبير عنها بكلمات متواضعة ، ترحيبا بصاحبتها .
    الوردة السوداء
    لك خالص الود والتقدير
    الأستاذالأديب :سلطان الحريرى
    سلطان النثر
    حينما يشرفنى سلطان النثر
    ويعطى كل هذا الاهتمام لقصتى المتواضعة
    لهو شرف لى أضعه تاجا على رأسى
    أعطرتنى بأجمل شذى
    الوردة السوداء
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  6. #16
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    أيتها الوردة ...الأديبة

    \

    قرأتُ ما كتبتِ

    وتركتُ نفسي

    مع ما قرأت

    لقد أبدعتِ

    تقبلي تحياتي

    وخالص تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 135
    المواضيع : 8
    الردود : 135
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة السوداء مشاهدة المشاركة
    قلم كحل أسود

    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها فى انبهار ثم تقول:
    يالكِ من باهرة الحسن.
    تجيب فى سخرية : حقاً!
    نعم أنت تعرفين.
    تبتسم فى مرارة..بدون أن تتكلم.
    تعقب أختها وهى تدرى سر مرارتها:
    أدرتِ رؤوس الرجال!
    في إيجاز تجيب :
    آه! نعم .الرجال يحبون الجمال.
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    بقلم: الوردة السوداء
    الوردة السوداء / أديبتنا العصماء ووقفـة صادقة حائرة مع مجريات الأمـور وما كان من الزمــن .
    بدايةً : أحيي فيك ذاك الإحساس الشفيف ، فليس كل من نظر للمرآة يومـاً يستطيع ترجمـة لحظــة مـا ، ولكـن بفكرٍ صافٍ ونظـرات ثاقبـة أرى زمـن هذه الأقصوصة استحال بقلملك إلى جـــيل كامــــل .
    اخترتِ من الألوان أصفاها وأعمقهـا ليكون رمزاً لجمالك وجائت حــروفك تسطر الحــزن واحــات .
    ومن وجهة نظـري :- أشمل الألوان جمالا هو الأسود وأصدق العبارات هى من كتبت عن الحـزن .
    وقلم كحلٍ أســود ليس للإكتحال ، ولكن لرسـم خط الزمــن فى وقفــة فاصلــة بين النفس وذاتهـا :
    تلك النفس التي تظهـر بعـدة صـور منها
    - ما يقتضي أن تكون عليه أمام الآخرين
    - ما تحب أن تظهر به أمام مقربيها
    - ما لا تستطع تغييره عندما تتعرى من لباس التجمـل فيحل الصدق محـل التصـنع .
    وأراك قد ترجمت كل هذه الوقفات متمثلةً فى النقطــة الأخـيرة .
    نعم : هي وقفة صادقة وإن كانت لا تخلـو من التشويش ولكن هذا الأخـير ما هو إلا من استحضار الذكرى .
    الذكرى التي تعد من وجهة نظر الأخت الشابة هي المستقبل . وكأني أسمع تلك الأخت ولسان حالها يقول ( ذكريات الزمن القادم ) .
    ولكن : نسأل الله أن يجنبنا التطير والقنوط .
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    ولما اليأس ؟ ألا تذكرين بداية اللحظة عندما كانت أشعـة النور تحاول استراق البصر لترقب جمالها ؟
    أوليست شهادة الأخت دليلاً قاطعـاً على وجود خزائن الحسـن يتوج هذا الوجة الأنثوي الرقيق ؟
    أم إنه الخوف من غدٍ ربما يأتي بعكس ما نتوقـع ؟ .
    يأس وحزن واكتئاب قاب قوسين من الإستسلام وعدم الإكتراث .
    ، ولكن إن استقر لبطلة روايتنا رأي على إسكات هذا النحيب الذي يأتي من حدود اللاموجود
    واقتربت من وجهها فحملته إلى مرآة لاتشوبها الذكرى ، فلن يكون للهذيان دور هنا ولن تستحيل المرآة إلى دوائر تستدعي لحظات خوفٍ ماتت ، لتخنق بها أصوات تطالبها بمكوث الأمل .
    أديبتنا السامقــة :
    قلت ذات سطور من وحي اليأس ، الزمن يذهـب الأيام تباعاً حتى يستيقظ ذات يوم فيجد أنه قدفقد شبابه .
    لكنّا والزمــن دائمـاً على اختلاف .، فهـو يحاول سحب بساط الشباب من تحت أقدامنا فنسقط وتتحطم دعائم طموحاتنا ونحن جاهدين نحاول الثبات بين جناحي النجود التي ستوصلنا حتما إلى مبتغانا إن آثرنا الصبر والصمت .

    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... :

    ربمــا هي بدايـة جديدة ولكن :
    لو ننتقي منها ما يروقنا كضياع صوت الألم واندلاق الهذيان وتحطم مرآة الماضي وتغيير قلم الكحل الذي كان يرسم خط اللاعودة إلى وجودنا الحاضـر وإبداله بقلم تكتحل منه العينين بنور فجـرٍ صاف نبدأه بمناجاة مع المستقبل الذي ينتظرنا إن بقينا لعهد الصبر الصامت حافظين .
    تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    نعم : وأظن ختامه مسك ، فبعد وقفة مع الزمـن لابد من استمرارية الحياة أياً كانت النتائج ولكن ، أراها قد أثمرت فبعد انتفاضة الرأس وزوال ما فيها .
    عسى ألا يعود إليها ما ابتدأت به .
    وخيرا فعلت :
    إذ تناست بفعل غير إرداي أصابعها على قلم الكحل كي يتسنى لها الرجوع إليه لِتُكْحِّلَ عيناهــا وتترك أصابعها بصمــة على جبــين الحسـن والجمــال .
    أعذري هذيان قلمـي .
    تحيتي وتقديري /
    محمـود الــبدوي .

  8. #18
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    ما أجمل هذه الصفحة التي يلتقي فيها الابداع
    الأخت الفاضلة الأديبة الرائعة : الوردة السوداء

    رائع قلم الكحل الأسود هذا
    روعة حروفك وكلماتك التي تمس النفس من الصميم

    ربما لن أضيف كثيرا الى ما قيل من الأساتذة

    لكني تمتعت وحسب
    وأنا أقرأ هذه الكلمات

    دمت بخير
    أموتُ أقاومْ

  9. #19
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    الفاضلة / الوردة السوداء
    الفكرة التي تسكن الكاتبة وتسيطر علي مشاعرها وأحاسيسها وتلح عليها في الخروج في شكل تعبيري أدبي تبحث له القاصة البارعة عن معادل موضوعي يعادل هذا الإحساس الذي بسطر عليها فاختارت له في النص ، آداه من الأدوات التي تستخدمها النساء في إبراز جمالهن الظاهر للعيان من صفحة الوجه ـ الوجنات والشفاه والعيون وما حولها ـ
    { لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية }
    واختيار المبدعة { قلم الكحل } للعين والحواجب والرموش له دلالة في النص ودائماً النساء يعرفن مواطنهن الجمالية فيزهروها، فلكل واحدة منهن طريقتها في التزين والتجمل ولهن قدرة بالغة في إخفاء العيوب الخارجية ما بالك بالداخلية ، أما نقيض الجمال الظاهر استخدمت له الكاتبة نفس قلم الكحل بعد أن أضافت له لون أسود ثم بدأت عملية التزين بأناملها القابضة علي القلم ويصارعها من الداخل قبح نتائج سوداء سابقة فاشلة كان من أهم سبب الفشل ، نجاحها في إبراز هذا الجمال للآخر
    الذي ما إن نجحت في جذبه ، اكتشفت أنه يريد هذا الجمال له وحده علي عكس ما تتمناه الأنثى
    { هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!}
    فيبدأ الصراع الداخلي والخارجي والذي أبزه النص بالحوار الثلاثي البطلة والشخصية الهامشية ( أختها )والمرآة والمفارقة التي تدهشك في نهاية النص رغم الفشل بسبب الجمال الساحر إلا أنها مازالت تتجمل وستظل تتجمل وتخفي مرارتها بنظارتها السوداء بل تركت أصابعها علي القلم لحين عودتها لتتجمل من جديد
    كل قراءة احتمال وتفتح علي قراءة أخري 000000
    خالص تقديري واحترامي
    الأستاذ الأديب : الشربينى خطاب
    وجدتك هنا
    محلل وناقد أيضا
    بجانب كونك قصاص بارع
    أسعدتنى وأعطرتنى بأجمل شذى
    الوردة السوداء

  10. #20
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : العــــراق
    المشاركات : 82
    المواضيع : 15
    الردود : 82
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أنا سابقى صامتاً امام كل هذه الاقلام الجبارة
    سيدتي الفاضلة....... تحية لكِ ولقلمك

    مودتي

    أكرم

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حلْمٌ على كحْلْ
    بواسطة حسين إبراهيم الشافعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-03-2024, 09:49 PM
  2. قراءة فى قصة قلم كحل للأديبة نجلاء طمان
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-03-2015, 08:41 AM
  3. كُحْلُ الْعِنَبْ
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 02:32 PM
  4. رحاب ضاهر في "أسود فاجر" : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع للحب
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 05:11 AM
  5. تاريخ أسود( مجزرة حماة )
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-09-2003, 04:15 PM