أحدث المشاركات
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 55

الموضوع: رانمـــــــــــــــــارو و السر الدفين...... الرواية كاملة

  1. #11
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل السادس

    بدايه التدريب

    -عفوا سيدتي
    انحنت المرأه و هي تنظر للسيدة الجالسة أمامها في حجرة مضاءة بنور أحمر خافت , أشارت لها الجالسة بالاعتدال , و أومأت برأسها للتحدث , فقالت المرأة:
    -لقد تم تدمير مقر عائلة ميميكو السري !
    اتسعت عينا الجالسة في دهشة , و نظرت للمساعدة نظرة تساؤل , فأومأت برأسها و هي تقول:
    -نعم كان هو , لقد كان جنتو.
    شردت الجالسة قليلا ثم تحولت نظرة الدهشة إلى شبح ابتسامة سرعان ما أخذت تتسع حتى أصبحت ابتسامة خبيثة.
    -ما هي أوامرك سيدتي؟
    -شددي الحراسة على المقر , و لا تدعي أحد يقترب من هنا أبدا , فالإمتاع سوف يبدأ من الآن.
    -حسنا سيدتي !
    قالتها المرأة , و انحنت و استدارت لتغادر فأوقفتها الجالسة و هي تقول :
    -لقد نسيت , ماذا فعلتم في موضوع البشرية التي قتلت هاكو؟!
    -إن فريق التحقيقات الخاص بنا مازال يجري بحثه , و لكن قائده أكد لي منذ قليل أن منطقة البحث أخذت تضيق عن ذي قبل و أنهم سيمسكون بها عن قريب.
    أشارت الجالسة بيدها للمساعدة للخروج فخرجت و أغلقت الباب من ورائها , استدارت الجالسة في جلستها على الأريكة , و نظرت إلى ساعتها , ثم تثائبت , و قالت لنفسها:
    -يجب أن أنام جيدًا من الآن , فربما يأتي غدا اليوم الذي لا أقدر فيه على النوم , لقد جعلت الأمور مسلية جدا عزيزي جنتو.

    *****************************

    نظر (كايتو) إلى (رانمارو) , ثم أبعد نظره عنه و قال:
    -كلا , لا يمكنني تركك الآن , لابد وأن أعلمك كيفية التدريب , و عندها فقط أكون قد فعلت ما بوسعي تجاهك.
    نظر (رانمارو) إليه , ثم قال له:
    -حسنا , و لكن كفى من هذا الحديث الآن و قل لي كيف أتدرب؟ هل ستعطيني كتاب أم ماذا؟
    نظر (كايتو) إلى (رانمارو) نظرة خبث ثم قال له :
    -انظر رانمارو , إن التدريب في عالمنا له طريقتين فقط , أولاهما أن يتم تدريب الشخص على يد أحد السحرة من بني عائلته , و هذا لكي يتم تدريبه على تعاويذ العائلة , أما الثانية فهي التي سوف تستخدمها للأسف.
    -لماذا الأسف؟!! أليست إحدى طرق التعلم أيضا ؟!!
    -نعم , إنها كذلك , و لكنها طريقة خطيرة جدا , و لا يحبذ استخدامها لأنها , لأنها قد تودي بحياة المتدرب .
    نظر (رانمارو) إليه بلا أي تعبير على وجهه , فقد كان الوضع يشير إلى أن (كايتو) يحاول أن يسأله إن كان يريد التدريب بهذه الطريقة على الرغم من مخاطرها أم لا.
    -حسنا , بما إنني لا أملك شيئا أخسره إلا حياتي , فلأخسرها بشجاعة في تدريبي لأكون قويا على أن أخسرها جبنا و أنا أهرب من أعدائي.
    اتسعت عينا (كايتو) من الدهشة لثواني معدودة , ثم ابتسم ابتسامة رضا , فهذا الطفل يسلك مسلك آبائه في التعلم , مسلك العناد و البحث عن القوة , الطريق الذي صنع اسم عائلة (اليوشيهارو) .
    -حسنا , اسمعني جيدا رانمارو .
    قالها و هو يجلس على الأعشاب الخضراء , فتابعه (رانمارو) بالجلوس أمامه , فتابع (كايتو) كلامه :
    -انظر , إن الذي سيدربك في الطريقة الثانية لهو الوحش الذي تتبع له عائلتك , الذي سيدربك لهو التنين المجنح الناري.
    أحس (رانمارو) و كأن كرة من الثلج قد تدحرجت داخل معدته , و أحس بأوصاله كلها ترتعش من الخوف , إنه سيتدرب على يد هذا الوحش , هذا المخلوق الذي عندما رآه أحس بأنه سيموت , كيف سيتدرب على يده؟!! إنه عندما يتذكر شكله فقط يحس بأن الأرض تدور من تحت أرجله , و أنه قد يغمى عليه إذا قابله مرة أخرى , فكيف سيتدرب على يديه؟!!
    -رانمارو , أنا أعرف إنه لمن الصعب أن تتدرب على يد وحش عائلتك , و لكنها الطريقة الوحيدة , إذا أردت من الممكن أن تبتعد عن هذا الموضوع من جذوره أصلا.
    (رانمارو) لم يكن منصتا إليه , (رانمارو) لم يكن أساسا يشعر بوجود (كايتو) بجانبه , أحس (رانمارو) أنه قد فقد الإحساس بالزمان و المكان , أحس أنه في مكان آخر من كوكب آخر , رأى (رانمارو) شيئا و كأنه في حلم , رأي (رانمارو) والديه.
    ((-رانمارو , بني , هل تريد أن تتركنا مقتولين و تهرب ؟! هل تريد أن تتحمل مسؤولية ذنب لم تفعله؟!!))
    قال والد رانمارو ذلك و هو ينظر إليه و عينيه ممتلئة بالدموع , و حينئذ ظهر الوحش الخرافي ورائهما , نظر (رانمارو) برعب إليه, و سقط على الأرض و هو يكاد يفقد وعيه
    ((-لا تتركنا رانمارو..!!))
    أحس و كأن يد قد صفعته على وجهه , كانت كلمات والدته الأخيرة لها مفعول السحر عليه , نظر إلى والدته ثم نظر إلى الوحش , فلم يعد يراه ذاك الوحش الهائل الجبار , إنما كان يراه مجرد تنين عادي , اندهش من ذلك الشعور الغريب الذي غمره , شعور غريب بالثقة على تحقيق أي شيء , شعوره بأنه إذا أراد أن يكون أقوى من في الأرض سيكون , هنا أحس أنه كمن عادت إليه الحياة , عاد في اللحظة التي كان (كايتو) قد أنهي جملته الأخيرة , كان شيئا غريبا , أول خبرة (لرانمارو) في عالم السحر , حيث بدا هذا الحلم أو السرحان أو ما حدث قد حدث في ثواني معدودة , في وقت قليل جدا حيث بدأ في أول جملة (كايتو) و انتهى عند نهاية كلامه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) نظرة جديدة , كانت عيناه تملؤها الثقة , ثقة شخص يعرف ماذا يريد , إنه يريد أن يثأر لأبيه و أمه من الذي قتلهم , لقد أخذ قراره...
    -سأتدرب على يد الوحش الخاص بعائلتي , كلا , سأتدرب على يد الوحش الخاص بي!!
    قالها بكل ثقة , قالها بنبرة تصميم و اصرار , قالها بأسلوب جعل (كايتو) يندهش منه ثم يبتسم , يبتسم لأن هذا الفتى الشاب قد يتخطى المستوى الذي توقعه له.
    -حسنا , اجلس على الأرض قرفصاء , نعم هكذا , و الآن ضع كل من مرفقيك على فخذيك , نعم , هذا هو الوضع , الآن افرد أصابع يدك , وقربهما حتى تتلامس يداك بحيث يلامس كل إصبع الإصبع المماثل له , نعم هكذا , كلا لا تجعل راحة يداك تلتصقان ببعضهما هكذا , اترك الفراغ الموجود بينهما , نعم هكذا , حسنا , و الآن أريدك أن تريح ذقنك على إصبعي الإبهام الموجودين ليدك , كلا لا تفرق بين أصابعك , أوه اسمعني, أعد مرة أخرى , نعم اجعل أصابعك تتقابل , نعم هكذا , و الآن حاول أن تريح ذقنك بيسر على ملتقى إصبعي الإبهام لديك , نعم هكذا , و الآن الخطوة قبل الأخيرة , أريدك أن تميل رأسك للأمام قليلا و أريدك أن تجعل ملتقى إصبعي السبابة لديك يقابلا منطقة المنتصف بين الحاجبين , نعم هكذا , ارح رأسك هكذا الآن في هذا الوضع , جيد , هل تعلمته ؟ كلا لا تقم الآن , يتبقى لك الخطوة الأخيرة , يجب أن تضع العصاة السحرية و ذلك بدون تفعيلها , يجب أن توضع في الفجوة بين مجموعة إصبعي الوسطى من جهة , و مجموعة إصبعي الخنصر من جهة أخرى , و لكي يحدث هذا يجب أن تضع العصاة بين إصبعي الوسطى و الخنصر في كل يد قبل أن تجعل الأصابع تتقابل , و بهذا يصبح وضعك للتدريب قد اكتمل و لا يتبقى لك سوى الكلمة السحرية .
    -إن هذا لصعب سينساي*
    -أعرف رانمارو , و لكن مع التكرار صدقني ستفعلها في غمضة عين , انظر إلي .
    قالها (كايتو) ثم جلس القرفصاء و اتخذ وضع التدريب مع الوحش في سرعة فائقة و في يسر بالغين جعلا (رانمارو) ينظر إليه نظرة تملؤها الغيرة , ثم عدل من وضعه للجلوس عادي على الأرض , و قال (لرانمارو) :
    -و الآن أرني كيف ستتخذ وضع التدريب الآن.
    ظن (رانمارو) أن الأمر سيكون سهلا ,و لكنه كان مخطأ , لقد انقضت أربعة ساعات منذ أن أراه (كايتو) طريقة التعليم , و لكنه لم يتقن الحركات بعد.
    -كلا ليس هكذا , ابعد يديك عن بعضهما , احذر من سقوط العصي ....أوه , ركز من فضلك رانمارو...
    -أنا فعلا أحاول أن أركز , و لكنه ليس بمثل تلك السهولة التي بدت عليه.
    حينها فقط صدر صوت من (رانمارو) , لقد أصدرت معدته صوتا جعله يمسك بها بيده اليمنى و ينظر إلى (كايتو) و هو يضحك ضحكة بلهاء , و يحسس على مؤخرة رأسه بيده اليسرى...
    -لماذا لم تقل لي أنك جائع؟!!
    قالها (كايتو) و هو يبتسم و هو مغمض العينين , ثم رفع عصاته السحرية و قال :
    -كاي !
    فتحول شكل العصاة إلى الشكل الذي رآه (رانمارو) من قبل , ولكنه قد تعود عليه الآن , ثم تابع (كايتو) بسلاسة :
    -شوتو ماشيرو !
    فجأة لمع ضوء خفيف من مقدمة العصا , ثم صدر صوت فرقعة خفيفة ظهر علة إثرها صينية صغيرة عليها طعام يكفي لشخصين , كان عليها رامن **, نظر (رانمارو) إليه ثم ضحك و هو يقول:
    -شوتو ماشيرو .......ممممم, إنها تعويذة احضار الطعام أليس كذلك؟!
    أجابه (كايتو) وهو يمسك بالعصي الصغيرة للأكل :
    -نعم , أرى أنك أصبحت تلتقط بعض التعليم , هذا شيء جيد , ولكنها لاحضار طعام قد جهز من قبل , و إلا لما كان الساحر مضطرا للعمل في عالم البشر و اخفاء هويته, و لكن هيا بنا لنأكل , فأمامك مهمة شاقة .
    أمسك (رانمارو) العصي هو الآخر , و انضم إلى (كايتو) في الطعام , و بينما هما يتناولانه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) ثم نظر إلى الطعام و هو يأكله ثم سأله بصوت متردد ضعيف :
    -ك..كايتو , هل كنت حقا صديق مقرب لوالداي؟!
    -أوه , نعم لقد كنت كذلك , لقد كنا نحن الثلاثة لا نفترق عن بعضنا , فبالرغم من أني من عائلة مختلفة , ولكن كنا مثل الأخوة تماما , لم يكن يفرقنا شيء , ولم ينجح أحد في تفريقنا إلا...........أنت!!!
    رفع (رانمارو) وجهه بدهشة عارمة إليه , فبدت مراسم الحزن على وجه الأخير , و هنا أكمل (رانمارو) طعامه وهو يقول :
    -يبدو أني مهما قلت لك لن تصدقني , أنا ألتمس لك العذر فعلا , فكون الحقيقة التي قبل مجتمع السحرة جميعا بها لا يمكن لفرد واحد أن ينكرها بنفسه , صدقني أنا لو كنت مكانك لاعتقدت مثلك , ولو حتى كان عندي شك قوي إن الموضوع ليس صحيح لكنت استسلمت و لم أعر للأمر أي اهتمام , و لكني للأسف لست في مكان حذائك , فأنا الشخص المتهم , فلو كانت لدي ذرة شك واحدة فسأحارب العالم من أجل أن أثبت الحقيقة , أنا لن أحزن منك الآن , و لكن عندما أثبت برائتي بأن أستطيع الامساك بالشخص الذي قتل أبي و أمي , عندها فقط سوف ترجع إلي و تعتذر لي.
    -ر ر رانمارو!!!
    قالها (كايتو) و هو ينظر إليه مندهشا , لقد أثر فيه هذا الصبي الصغير , أغلق عينيه , ثم ابتسم و قال :
    -حسنا إذا , أنا أعدك بأنك إذا استطعت اثبات برائتك فسآتي ألتمس العفو منك , لا , بل سأصير تابعك الوفي من اللحظة التي يُعلن فيها أنك برئ.
    ابتسم (رانمارو) , كان لا يعلم من أين له بكل تلك الثقة و لكنه ابتسم , ابتسم لأنه أدرك شيئا واحدا , أدرك أن له هدف و أنه لابد من تحقيق هذا الهدف مهما كلفه الأمر.
    أنهي (رانمارو) طعامه , ثم واصل التدريب حتى المساء , حينها فقط استطاع أن يكمل الوضع الصحيح ثلاث مرات متتالية دون أي خطأ أو سقوط العصا من يده.
    -إنك تلميذ نجيب و ذكي , لقد استطعت تعلم هذا الوضع المعقد في ست ساعات فقط ؟ لقد ظننت أنني سأمكث معك على الأقل ثلاثة أيام حتى تتقن الحركة , إنني فعلا فخور بك.
    ضحك (رانمارو) و هو سعيد جدا , سعيد لأنه قد وضع نفسه فعلا على بداية الطريق الصعب لاثبات برائته , ذاك الطريق الملبد بالغيوم , المغطى بالضباب , لا يعلم ما نهايته , و لا يعلم ما سيقابله من عقبات , لكنه يعلم شيئا واحدا , إنه يجب أن يخوض هذا الطريق إلى النهاية , و ألا يموت قبل أن يثبت برائته أمام الدنيا بأسرها , و أن ينتقم بيده ممن قتل أبواه.
    -هيا , أأنت مستعد لكلماتي الأخيرة قبل أن أتركك للتدريب؟!!
    -نعم سينساي!
    -حسنا , انظر , إنك سوف تتدرب في قلبك , عندما تكون في التدريب مع الوحش ستحاط بهالة من نور فضي تخفيك عن العالم , سوف تكون محميا عندها بطاقة الوحش الهائلة و الأحمق فقط من سيحاول أن يقترب منك , و ذلك لأنه سيواجه قوة الوحش ذاتها كلها , و بالتالي سيموت , اعرف هذا الأمر جيدا رانمارو , لكي تقول أي تعويذة لابد وأن تمتزج قوتك الروحية مع قوة الوحش في قلبك , لقد تكلمت معك عن قوتك الروحية , ولكن بالنسبة لقوة الوحش فإن مستوى تدريبك معه سوف يحدد كمية الطاقة التي سيمنحها لك , لا تتصور أن الوحش سوف يعطيك كل الطاقة مباشرة , كلا , إنه يعطي الطاقة بمقدار محسوس على حسب قوة الشخص ومدى تقدمه في التدريب , و لهذا ضع في حسابك جيدا أن تتدرب بجد و نشاط و ألا تتوان في التدريب و ذلك حتى تصل إلى أعلى مستويات السحر , و ذلك لأنني متأكد أنه إذا كنت بريء , فإن الشخص الذي قتل والديك لشخص قوي جدا , فكن قويا بني حتى تمر من خلال ذلك حيا إلى نهاية المطاف , عدني أنك ستعيش خلال ذلك رانمارو , عدني أنك ستظل حيا إلى النهاية !!
    نظر (رانمارو) إلى (كايتو) وأحس بشعور غريب , أحس أنه ينظر إلى أحد أبويه , دمعت عينيه متأثرا , وقال:
    -أعدك أني سأظل حيا حتى النهاية , أعدك أني سأظل حيا حتى اللحظة التي تعتذر لي فيها عما ظننته في!!
    نظر (كايتو) إليه , و فجأة ضمه إلى صدره , ضمه بقوة و كأنه والده حقا , و كأنه ابنه , ثم أبعده عنه و عينه مليئة بالدموع بنفس حال عين (رانمارو) أيضا , ثم قال له :
    - حسنا يا بني , أنا أكره هذه اللحظة و لكني سأنصرف الآن , تذكر أن الكلمة السحرية للتدريب هي .....كايتو !
    نظر (رانمارو) إليه وعينه تدمع , ثم اندفع في حضن (كايتو) مرة أخرى , وهو يبكي , و في تلك اللحظة , كانت الشمس قد اختفت تماما معلنة انتهاء نهار يوم مشحون , يوم مليء بالأحداث , يوم انقلبت فيه حياة إنسان , يوم عرف فيه (رانمارو) من هو (رانمارو) الحقيقي.

    يتبــــــــــــــــــع...... ...

  2. #12
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل السابع

    ساكـــــــــــــــــورا

    -أنا ...أنا...كلاااااااااااااا !!!
    صرخت (ساكورا) و هي تجري مبتعدة عن مكان (رانمارو) , جرت بكل ما تملكه ساقيها من قوة , جرت و هي لا تدري إلى أين الملجأ...
    -أنا قاتلة , لقد ...لقد ...لقد قتلته , كيف , كلاااااااااااااااااااا!
    وفجأة انكبت على وجهها إثر ارتطام قدمها بحجر صغير , اعتدلت و هي تبكي , تلفتت حولها , فرأت أنها في الحديقة العامة الموجودة بحيها .
    -كيف حدث ذلك؟!! و من هذا الشخص الذي قتلته؟!! , و لماذا كان معلق هكذا في الهواء؟!!
    رفعت يدها اليمنى المطبقة على القوس بقوة شديدة , و نظرت إليه ودموعها على خدها و قالت له:
    -هل ما فعلته كان صحيحا ؟! لقد سمعت ما قاله هذا الشخص مثلي , لقد قال إنه سيقتله , نعم , لقد قال هذا , لقد سمعته بالتأكيد , و لكن هل كان سيقتله حقا ؟! ثم ماذا حل بيده ؟! لقد كانت يده اليمنى مغطاة بشيء غريب جدا لم أره في حياتي , أرأيته معي؟! لقد كان , لقد كان و كأنه ثعبان يحيط بيديه , نعم , وكأن لسانه قد خرج من فمه , لقد أحسست و كأن لسانه سينقض على هذا الفتى , أحسست ذلك أم كانت أوهامي !!!
    قالت (ساكورا) كلمتها الأخيرة و هي تصرخ بأعلي صوتها وسط دموعها , و كأنها تعاتب القوس على ما فعله , كان يبدو عليها الضعف و الانهاك , كان لون وجها مصفرا جدا , وكان جسمها كله يرتعش , نظرت إلى السماء و تخيلت ما حصل مرة ثانية , فجأة هزت رأسها بقوة نفيا و كأنها تريد أن تطرد الفكرة هذه من مخيلتها , و لكنها مالبثت إلا و أن أمسكت برأسها و صرخت مرة ثانية , ثم رفعت رأسها بين ذراعيها اللذين كانا يمسكان برأسها من الجانب , و عيناها تترقرق بالدموع , و سألت نفسها :
    -هل فعلا سأحاسب بما فعلته ؟! هل سينتشر الخبر غدا ؟!! فتاة في الرابعة عشر من عمرها تقتل شخصا !!! ماذا سأقول لوالدي و لوالدتي؟! أأقول الحقيقة؟! كلا , إنني لو قلتها لما صدقني أحد , الوحيد الذي سيصدقني هو ذاك الشاب الذي أنقذته , نعم , يجب أن يشهد معي في ذلك و إلا ...!!
    و هنا أمسكت فمها بيدها اليمنى و عيناها قد اتسعتا على آخرهما و هي تكمل:
    -أمن الممكن أن يهرب ذاك الشاب ؟! إن رجله قد ومضت و سقط من الارتفاع العالي هذا و كأنه قفز من على درجتين سلم فقط , إنه غير طبيعي , إنه لابد و أن يعرف ذاك الشخص , و لأكيد إنه يمتلك قدرات مثله .
    أنزلت (ساكورا) يدها من علي فمها , و هدأت نفسها قليلا , وتابعت:
    -لو كنتي يا ساكورا مكان شخص مثله , ماذا كنتي تفعلين؟!!
    نظرت إلى الأرض على جانبها الأيمن و كأنها خجلة من نفسها و قالت بصوت حزين:
    -كنت هربت على الفور من المكان و ذهبت إلى مكان آخر لا يعرفني فيه أحد.
    صمتت قليلا ثم قالت :
    -هكذا الأمر إذا.
    ثم أخذت نفسا عميقا و أخرجته , وفتحتت عينيها المغمضتين , كانتا يحملان نظرة تصميم على شيء معين , فتابعت قائلة بحزم :
    -هيا لنر إلى أين سيذهب.
    ******************************
    -سيدتي.
    قالتها المساعدة و هي تنحني داخلة إلى الغرفة المضيئة فقط بهذا اللون الأحمر الهادئ الرومانسي , فأجابتها الجالسة قائلة :
    -ماذا هناك إيكويا ؟
    -لقد وصل هذا التقرير حالا من قائد فريق التحري !
    تثائبت الجالسة في ملل ثم أردفت قائلة :
    -ماذا توصل الفريق؟ هل عرف مكان البشرية؟!
    -نعم سيدتي و لكن...!
    توقفت (إيكويا) و هي تنظر لسيدتها و كأنها خائفة من حدوث شيء ما , فرمقتها الجالسة بنظرة صارمة و قالت لها:
    -و لكن ماذا ؟!
    بلعت (اإكويا) ريقها و كأن حلقها قد جف , فنظرت إلى سيدتها ثم قالت لها في سرعة :
    -للأسف لم يجد فريق التحقيق أدنى أثر للفتاة في بيتها , فقد هربت.
    هنا انتفضت الجالسة واقفة و هي تصيح في مساعدتها :
    -ماذا تعني بكونها هربت؟! ألم تخبريني أنها كانت بشرية عادية؟! أم كانت هذه استنتاجاتك العاطفية إيكويا؟!!
    تراجعت (إيكويا) و هي ترتجف من خوفها , ونظرت إلى سيدتها الغاضبة , وقالت و هي ترتجف:
    -كلا , لقد قال المراقب إنها قتلته باستخدام القوس و السهم و إنها جرت خائفة بعدها حتى لم تتحدث مع رانمارو على الاطلاق , و المراقب هذا من أفضل المتدربين في العائلة.
    هدأ غضب السيدة , ثم جلست مرة أخرى على الأريكة , وقالت (لإيكويا) :
    -حسنا إيكويا , أنتي الآن مسؤولة أمامي عن احضار تلك الفتاة لي , بمعني آخر و مباشر , حياتك مقابل حياة تلك الفتاة , وأحضريها حية , لو ماتت قبل أن تصلي إليها فاعتبري نفسك في عداد الأموات أيضا !
    نظرت (إيكويا) في رعب إلى سيدتها , ثم نظرت نحو الأرض و كأنها استسلمت , وقالت لسيدتها :
    -حسنا , فليكن الأمر إذن , أنا سأتولى مسؤولية الفتاة بنفسي , ولكن عندما أعود هل تسمحي لي بأن أقتل بيدي رئيس فريق التحقيق ؟!!
    ابتسمت الجالسة ابتسامة ماكرة و هي تقول :
    -لكي ما طلبتي عزيزتي الغالية إيكويا .
    استدرات إيكويا خارجة , و لكن عند الباب توقفت كأنها تذكرت شيئا , فالتفت لتواجه سيدتها التي بادرتها بسؤالها :
    -ماذا هناك أيضا؟!
    -لقد تذكرت أمرا , في حالة إن وجدت تلك الفتاة , ماذا أفعل إذا كانت في صحبة جنتو؟!!
    كان اسم (جنتو) كفيلا بتغيير جو الغرفة مرة أخرى , نظرت الجالسة تجاه (إيكويا) و هي غاضبة , إنها تكره (جنتو) كثيرا , و لكن ما علاقه الفتاه (بجنتو) ؟! كما أن (إيكويا) لا تصل إلى مستوى (جنتو) بأي حال من الأحوال , فاصطدامها به نتيجته معروفة مسبقا , كلا , إنها ستكون مضيعة لمجهود خادم مخلص مثلها , يجب ألا أدعها تواجهه.
    دارت تلك الخواطر في رأس الجالسة و هي تفكر فيما قالته (إيكويا) للتو , ثم رفعت رأسها إليها و قالت لها :
    -في حال إن اصطدمت بطريق جنتو انسحبي على الفور و أخبريني بمكانهما و أنا سأتولى الأمر بنفسي , و لكن عندي استفسار , لماذا خطر لك هذا الاحتمال المستحيل؟!!
    -لا أعلم , ولكن بدت الفكرة مقبولة لدي !!
    ضيقت الجالسة من عينيها و هي تنظر نحوها , ثم أشارت لها بالخروج , فانحنت , وخرجت تاركة سيدتها في وسط بحور التفكير في احتمال واحد ... ما العمل إذا كانت الفتاة مع (جنتو) الآن؟!!
    **************************
    رفع (رانمارو) عينيه المليئة بالدموع لينظر إلى (كايتو) و هو أيضا عيناه تدمع و يقول له:
    -كايتو , أنا فعلا لا أريدك أن تتركني , و لكني أعرف أن هذا لن يحدث , ولكن أنا أريد أن أطمأن عليك من وقت للآخر , كيف يمكنني ذلك؟!!
    ابتسم (كايتو) و مسح دمعة كانت قد بدأت بالسقوط على خده , وهنا رد قائلا :
    -رانمارو , هناك تعويذة تستعمل للتحدث بين الأشخاص , و لكني أعلم أنك لن تستطيع تعلمها الآن , انظر , إنني سآتي هنا في السبت الأول من كل شهر , سآتي لأزور قبر أصدقائي القدامى, فإذا احتجت لرؤيتي فانتظرني هنا أول سبت من كل شهر , أفهمت ذلك؟!
    -نعم فهمت .
    -حسنا , بما أنه قد حان وقت الرحيل أظن أن عليك الخروج !
    نظر (رانمارو) نحو (كايتو) بدهشة فهو لم يكن يدرك ما يعنيه بقوله هذا , و لكن على مقربة منهم , و خلف شجرة من الأشجار العديدة هناك في المقابر , اتسعت عينا شخص جالس هناك من المفاجأة , و كأنه كان يظن أنه لا يمكن لأي شخص أن يدرك وجوده .
    -أستخرج أم آتي لأحضرك بنفسي؟!!
    قالها (كايتو) بصوت عالي , رفع (رانمارو) يده اليمني مشيرا إلى (كايتو) و قال:
    -إلى من تتحدث ؟! لا يوجد أحد هنا غيري و غيرك.
    -أنت مخطئ رانمارو!!!
    صدر هذا الصوت من خلف شجرة بعيدة عنهما بمسافة تقارب الخمسين مترا , نظر (رانمارو) إلى الشجرة بدهشة شديدة , و التي لم يلبث أن ظهر خيال طويل لشخص خلفها , كان الخيال يشير إلى أن الشخص يقوم الآن من جلسته خلفها, شخص لا يظهر منه شيء من أثر خيال الشجرة الواقع عليه .
    -أنت يا من هناك اخرج الآن!!!
    قالها (رانمارو) بصوت عالي و هو يشير بيده اليمنى نحو الشجرة , ثم أطبق على أصابع يده و أشار بها مهددا:
    -إذا لم تخرج الآن فسآتي و أخرجك من هناك أيها اللعين.
    هنا تحركت الفتاة بضع خطوات للأمام , و عندما سقط عليها ضوء القمر , شهق (رانمارو) فزعا , فلم يكن ذلك الشخص سوى تلك الفتاة التي أنقذت حياته.
    تسمر (رانمارو) في مكانه , حرك (كايتو) نظره مابين الفتاة و بين (رانمارو) الذي قال :
    -أنتي!!!
    فنظر إليها (كايتو) و سأله:
    -هل تعرفها؟!
    صاح (رانمارو) و هو يجيبه :
    -نعم بالطبع , فتلك الواقفة أمامنا الآن هي بعينها الفتاة التي سبق وأن أخبرتك عنها بأنها أنقذت حياتي.
    اتسعت عينا (كايتو) من الدهشة , و نظر إليها مرة أخرى بتمعن , لم تكن سوى فتاة بشرية عادية جميلة جدا , من عمر (رانمارو) تقريبا أو ربما أصغر بقليل , كان شعرها لونه أصفر ذهبي و طويل و تلفه على شكل ذيل حصان , ولون عيناها أخضر عسلي , قال (كايتو) وهو لا يزال مندهشا :
    -لقد كنت أعرف أنك هنا منذ البداية و لكني ظننتك جاسوسا تتبعي (رانمارو) , فلم أكن أظن أنك التي أنقذتيه.
    نظر (رانمارو) تجاه (كايتو) و صرخ فيه قائلا :
    -كيف تقول عنها بشرية ؟ كيف لبشرية أن تتبعني إلى هنا ؟! مؤطد أنها دخيلة أو جاسوسة!!
    هز (كايتو) رأسه نفيا و رد قائلا :
    -كلا (رانمارو) , فللأسف هي ليست كما تظن , انظر (رانمارو) , إن أي شخص ليس ببشري سوف تحيط حول رأسه حلقة من لون معين , كل لون يرمز إلي الوحش الخاص به , أو إلى العائلة التي يتبعها , كل على حسب نوعه من ساحر إلى أي نوع آخر , ولكنني لا أرى تلك الحلقة حول رأسها, و بالتالي هي بشرية عادية !
    نظر (رانمارو) نظرة الغير مصدق إلى (كايتو) , ثم أشار بيده اليسرى إلى رأس (كايتو) و قال :
    -ولكنني لا أرَ تلك الحلقة حول رأسك كايتو.
    زفر (كايتو) زفرة تعب واضحة , و كأنه مل من الأسئلة السخيفة التي يطرحها (رانمارو) , ثم قال :
    -انظر بني , إذا استطاع أي بشري عادي أن يرَ تلك الحلقة لعرفوا على الفور بوجودنا أو وجود العوالم الأخرى , انظر رانمارو , لا يستطيع أي شخص رؤية الحلقة إلا إذا كان فردا من أي جنس آخر غير البشريين العاديين , و أنت حتى الآن تعتبر بشري عادي , فأنت لم تقم بأي تعويذة على الاطلاق و لكن بعد أن تقوم بأول تعويذة في حياتك سوف تتمكن من رؤية الحلقة حول رأس أي فرد الآن , و كذلك سوف تظهر الحلقة الخاصة بك حول رأسك أنت أيضا فيعرف الآخرون أنك لست بفرد عادي , أفهمتني الآن؟!!
    أومأ (رانمارو) برأسه ثم وجه كلامه إلى (ساكورا) قائلا:
    -ما اسمك إذا ؟! - ساكورا !
    -لماذا أتيتي إلى هنا ورائي؟!
    هنا سقطت (ساكورا) على ركبتها و هي تبكي و هي تقول :
    -بعد أن قتــ..بعد أن أنقذتك من الموت ركضت لا أعرف إلى أين حتى وصلت إلى الحديقة العامة , و هنا أخذت أفكر في ما حدث , و توصلت إلى أن هذا الشخص غير عادي على الاطلاق , كما أنك غير عادي أيضا , فلقد هبطت من مسافة عالية دون أن يحدث لك أي مكروه , فرأيت أنه إذا حدث لي مكروه فالوحيد الذي يستطيع أن يؤكد روايتي للناس جميعا و ينقذني هو أنت , و إلا سيعتبرني الناس مجنونة و سأنضم إلى مستشفى للأمراض العقلية , و هنا خفت أن تهرب , فعدت إلى منزلك و تواريت خلف مجموعة من الطوب الأحمر هناك عند بيتك , و ما خفت منه قد حدث , فرأيتك تخرج من البيت و معك حقيبة , فتأكدت أنك هارب من المكان خوفا من أن أطلب شهادتك , و هنا قررت أن أتبعك إلى أن جئت إلى هنا.
    -ماذاااااااااا!!!
    صرخ (رانمارو) بكل دهشة إلى (ساكورا) بعد سماع كلامها , وأردف :
    -هل تعني أنكي كنتي هنا منذ البداية؟!
    -نعم , و لقد سمعت كل شيء , ورأيت كل ماحدث , إن هذا لشيء عظيم أن يكون المرء ساحر و أن..
    قاطعها (رانمارو) و هو يوجه كلامه إلى (كايتو) قائلا :
    -وأنت كنت تعلم هذا أيضا ؟!
    أومأ (كايتو) برأسه موافقا , فانفعل (رانمارو) غاضبا للدرجة التي اهتز فيها جسمه كاملا , و هنا قال (كايتو) :
    -عزيزي , أنا أرى أنه لا يوجد سبب لهذا الغضب.
    -اصمت !!!
    قالها (رانمارو) و هو يتجه ناحية (ساكورا) التي وضعت ساعد يدها اليسرى أمام وجهها من الخوف و أغمضت عينيها حيث شعرت أنه سيقوم بضربها , و هنا حدث أغرب شيء على الاطلاق.
    -إني أشكرك على انقاذك لحياتي , إنني مدين لك بحياتي.
    قالها (رانمارو) بكل رقة و رومانسية , قالها و هو يجثو على ركبته اليسرى و يمسك بأصابع اليد اليمنى (لساكورا) بأصابع يده اليسرى , ثم أحنى رأسه و طبع قبلة رقيقة على يدها , هنا أحمرت وجنتيها من الخجل و سحبت يدها بسرعة و أعطت لهما ظهرها و هي تمسك وجهها بيدها في رقة و خجل و تقول :
    -ل ل ل لا داعي لذلك رانمارو , أنا..أنا فعلت ما ظننته صحيح وقتها.
    كانت تقول ذلك و هي تضحك , و لكن بداخلها كانت سعادة أخرى , سعادة لم تعرفها من قبل كما لم تعرف سبب لها أيضا.
    -رانمارو!!!
    قالها (كايتو) وهو غير مصدق للتحول الشديد في شخصيته.
    -انظر كايتو إنني لم أكن غاضبا من أي منكما لما حدث , أنا كنت غاضبا فقط لأني سأعرض حياة من أنقذتني و أدين لها بعمري للخطر , فأنا الآن في أول طريقي للحصول على برائتي , وكما قلت لي سابقا , أمامي الكثير من الأعداء الأقوياء , و أنا بحالتي هذه لا أستطيع أن أدافع عن نفسي , فكيف يفترض أن أدافع عنها إذا؟!!
    نظرت (ساكورا) نحو (رانمارو) , كانت عينها تقول الكثير , كانت تقول له أنه لا يهمها حياتها مادامت بجانبه , إنها مستعدة للموت في سبيل أن يحيا هو , إن لحظة معه أفضل عندها من العمر بدونه , و لكن لسانها أبى أن يتحرك , صوتها أبى أن يصدر , كل ما فعلته هو التحديق فقط.
    -كلا رانمارو , إنني أعترض معك في ذلك.
    قال (كايتو) ذلك و هو يشبك ساعديه في بعضهما أمام صدره و هو مغمض لعينه و ينظر لأسفل بكل أسى , و أكمل :
    -انظر رانمارو , إن من حاول قتلك لهم مهرة , و هو ليس شخص واحد بل العديد منهم , من المؤكد أنهم سيبحثون عن ساكورا , كلا , لو كانوا بمثل المهارة التي أتصورها , فمن المؤكد أنهم قد عثروا على بيتها الآن , و اكتشفوا أنها ليست موجودة به , إني أرى رانمارو أن أكثر الأماكن أمنا لها و هي بجانبك , و لا تحزن من كونك ضعيف الآن , فغدا ستصبح من أقوى الأشخاص.
    عم صمت تام علي المكان , كان يبدو أن (رانمارو) يزن ما قيل له في عقله , ثم بعد فترة بسيطة من التفكير قال:
    -حسنا , ساكورا أنتي تعلمين كم المخاطر التي سوف أواجهها , أليس كذلك؟! - نعم أعلم.
    -حسنا إذا , و هل أنتي مستعدة لكي تتحملي كل هذه المخاطر معي؟!!
    نظرت (ساكورا) إليه , و بعينها دمعة خفيفة أبت أن تجعلها تسقط , و قالت :
    -نعم إنني مستعدة لأن أظل معك للنهاية , و أشهد معك لحظة إعلان برائتك.
    ابتسم (رانمارو) , ابتسم (كايتو) , ابتسمت (ساكورا) , ابتسم الجميع , لقد سوي الأمر إذا , ستظل (ساكورا) مع (رانمارو) في طريقه المظلم الشائك حتى النهاية.
    -الآن سأذهب , اعتنِ بنفسك جيدا رانمارو , و راقبيه جيدا ساكورا حتى لا يندفع في أي عمل أحمق , أتمنى لكما التوفيق .
    أشار بيده مودعا لهما و قد ردا له السلام أيضا , ثم رفع العصا و قال :
    -كاي!
    فتحولت إلى شكلها المعتاد , ثم تابع :
    -مانسيو موشو !
    و هنا ومض طرف العصا ثم ظهرت آشعة مضيئة بلون فضي مالبثت أن أحاطت (بكايتو) على شكل نصف دائرة كبيرة , ثم اختفى و هو يودعهم بيده و هم يبادلونه ذلك حتى هدأ المكان و رجع الظلام يكتنفهم مرة أخرى , هنا نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , و قبض على يدها , و قال لها :
    -هيا بنا نحن أيضا فلنغادر هذا المكان .
    تحرك الاثنان بعد أن أخذ (رانمارو) الحقيبة على ظهره مرة أخرى و أمسك بعصاته الغالية معه , أخذت (ساكورا) الجعبة على ظهرها , و أمسكت القوس بيدها اليسرى , ثم تابعت (رانمارو) في سيره نحو الطريق المؤدي بهم إلى خارج المقابر , نحو طريقهم نحو المجهول.
    يتـــــــــــــــــــــــ ـــــــبع.....................

  3. #13
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفصل الثامن
    قريه اليوشيكومو
    مشت (ساكورا) بجانب (رانمارو) وهي صامتة حتى أنهوا الطريق المؤدي إلى مقبرة والديه , ثم خرجوا من البوابة الرئيسية , عندها تكلمت (ساكورا) لأول مرة قائلة :
    -ممم , رانمارو!
    توقف (رانمارو) و التفت اليها وقال لها:
    -ماذا هناك؟!!
    صمتت قليلا و هي تنظر نحو الأرض حول قدميها و هي تشبك يديها معا , ثم قالت و هي تلتفت إلى جانبها خشية اصطدام عينها بعينه :
    -ألديك أي فكرة عما سوف نفعله الآن؟!
    نظر إليها ثم ابتسم ابتسامة خفيفة , و ذهب إليها و أمسك يدها بيديه , و هنا احمرت وجنتاها خجلا , واتسعت عيناها و هي تنظر نحوه , فقال لها :
    -ساكورا , لا تحملي هم أي شيء مادمتي معي , فلقد ساعدتيني وأنا وحدي , و حمتيني وأنا ضعيف , فلا تحملي هم أي شيء من الآن , فأنا سأصبح أقوى من أي شخص آخر , أقوى و أقوى و أقوى حتى لا يستطيع أي شخص أن يتفوق علي , و حتى أستطيع أن أظهر برائتي.
    نظرت إليه و هي غير مدركة لأي كلمة قالها , ففي داخلها كان قلبها يقوم بثورة عليها , كانت دقاته سريعة جدا , هي لم تعرف هذا من قبل , كانت تشعر أن العالم كله لو وقف أمامها في هذه اللحظة لما حملت أي هم على الإطلاق , لقد أدركت هنا حقيقة واحدة ...إنها تحب رانمارو.
    -انظري ساكورا , لا نستطيع أن ندخل على أي فرد الآن هكذا , لابد و أن تحدث بعض التغييرات , اسمعي و احفظي جيدا ما سأقوله لك ...
    تكلم (رانمارو) قليلا , ثم فتحت (ساكورا) فمها و هي مندهشة و تقول له :
    -كلا , لا يمكنني , هذا خداع!!
    -نحن لا يمكن أن ندخل على أي شخص و نقول له حقيقتنا , و إلا ماذا تعتقدين؟!
    نظرت إليه للحظة , ثم نظرت إلى الأرض و قالت:
    -أنا آسفة , هذا هو الصواب فعلا , إن عرف الناس حقيقتنا فمن الممكن أن ندخل في مشاكل لا حصر لها .
    رفعت رأسها و كأنها تذكرت شيئا هاما وقالت :
    -صحيح , ماذا سنفعل الآن؟ لم تجاوبني رانمارو.
    -حسنا , أولا و قبل أي شيء لابد و أن نرمي ماضينا خلفنا إلى الأبد , نحن لم نعد أطفال مدارس بعد اليوم , لابد لنا أن نعمل و نحصل على قوت يومنا , ثم بعدها نفكر في التدريب وأي شيء آخر.
    -ولكن كيف لنا أن نحصل على ذلك ؟!
    -انجدوووووووونـــــــي...لص , لص!!
    نظر (رانمارو) و(ساكورا) إلى الطريق المقابل فوجدوا شخصا يجري و معه حقيبة سوداء و خلفه سيارة حديثة الطراز و إمرأه تصرخ و هي خارجها :
    -انجدووووووونـــــــي ...لص ...لص !!
    فجأه و بدون مقدمات جرى (رانمارو) بأقصى سرعته , كان لا يعرف لماذا جرى , نعم إنه يكره السارقين , لكنه ليس من هذا النوع الذي يعرض حياته للخطر من أجل شخص آخر لا يعرفه , و لكنه جرى , و جرى , و جرى , حتى وصل إلى اللص , و هنا كان بجانبه , نظر إلى اللص , و نظر اللص إليه , و هنا فعل شيئا لم يتخيل أنه قد يفعله , لقد قفز إلى أعلى , و لف حول نفسه , و مد رجله اليسرى و هو يلف فاصطدمت برأس السارق فطار إلى الخلف في الهواء قليلا ثم تدحرج على الأرض حتى وصل إلى الحائط الفاصل بين الإتجاهين, كانت ركلة قوية و غير متوقعة , (رانمارو) نفسه لم يكن مصدق كم الثقة و القوة التي كانت به , وقف اللص و هو ينهج من شدة الضربة و يمسك برأسه بيده اليسرى , و الحقيبة بيده اليمنى , عندها جرى ناحيته (رانمارو) , فقذف اللص بالحقيبة ثم قفز فوق السور الحاجز بين الطريقين ثم اندفع في الظلام , قفز (رانمارو) خلفه محاولا اللحاق به .
    -رانمارو !!
    صاحت (ساكورا) عليه , فوقف فجأة , فمال جسمه إلى الأمام , و حاول أن ينقذ نفسه من السقوط بتحريك يديه في الهواء , نجح في ذلك , فالتفت نحوها و صاح فيها غاضبا:
    -ماذا تريدين مني الآن؟! لقد جعلتيه يهرب.
    -لقد رمى الحقيبة , فلا شأن لنا معه الآن , هيا فلنعد الحقيبة لصاحبتها .
    هدأ (رانمارو) هو ينظر إليها , ثم أخذ نفسا عميقا و أغمض عينيه ونظر نحو (ساكورا) و قال:
    -حسنا .
    تحرك إلى الحقيبة و التقطتها , ثم سار هو و (ساكورا) حتى وصلا إلى السيارة التي كانت واقفة , فهرولت صاحبة الحقيبة إليهما , و اختطفت الحقيبة منهما , و ضمتها إلى صدرها و تنهدت بارتياح , ثم نظرت إليهما و قالت لهما :
    -شكرا جزيلا , هذه الحقيبة ميراثا غاليا لأمي , أنا لا أتصور أن أفقدها أبدا !
    نظر (رانمارو) إليها بشك , ثم قال :
    -حسنا , لقد اطمئننا على أن حقيبتك قد عادت لصاحبتها , هيا بنا ساكورا.
    قالها و استدار مستعدا ليمشي بعيدا , فاستوقفته السيدة قائلة :
    -إلى أين ستذهبون؟! أستطيع أن أوصلكم إلى أي مكان تريدونه , و اعتبروه كرد للجميل , فأنا الآن أدين لكما بشيء ثمين.
    نظرت (ساكورا) إلى (رانمارو) ثم قالت بحزن:
    -للأسف نحن لا نملك مكانا نذهب إليه , لقد مات أبوانا و لا يوجد لدينا أي فرد من أقاربنا على قيد الحياة , فنحن الآن وحيدان !
    قالتها (ساكورا) و نظرت تجاه (رانمارو) , كانت بعينيها ابتسامة خفيفة , ابتسامة انتصار , حيث اندفعت المرأة و قالت :
    -حسنا إذا , أنا عندي مكانا للعمل و المبيت , أنا اسكن في قرية (اليوشيكومو) , أمتلك مزرعة و أحتاج إلى نجارين و طباخات , هل يمكنكما أن تعملا عندي.
    قالت الجمله الأخيرة و هي تبتسم , نظر (رانمارو) و(ساكورا) إليها , ثم قال (رانمارو) :
    -كلا , نحن لا نقبل شفقة من أحد , لقد ساعدناكي لأنكي كنتي تحتاجي مساعدة فقط , نحن...
    -لا تكمل , أنتما ستعملان عندي , وسوف تأخذان أجوركما , و طعامكما و إقامتكما متوفرة عندي في المزرعة , و أهل القرية عندي طيبين , و سوف تتعودان على المعيشة هناك , فلتأتيا معي هناك , و إذا لم تستريحا فأنتما ستظلان تحت رعايتي حتى تجدان عمل جديد.
    نظر (رانمارو) و (ساكورا) لبعضهما , ثم قال (رانمارو) :
    -حسنا إذا , لقد سوي الأمر , لكن هلا تخبريننا باسمك على الأقل ؟!
    -حسنا , تفضلا اركبا معي , و اسمي هو كاجومي , وأنت رانمارو , أليس كذلك ؟!
    نظر إليها (رانمارو) ثم قال لها :
    -نعم , و هذه هي ساكورا !
    ابتسمت السيدة ل(ساكورا) و قالت لها :
    -مرحبا بكي عزيزتي !
    ردت (ساكورا) الابتسامة بابتسامة أخرى , ثم ركبوا السيارة جميعا ,استغرقت الرحلة حوالي الساعة , تحدثا فيها كثيرا , أفهماها أنهما أخ و أخت ,و أن أبواهما قد توفيا , وصلا إلى قرية هادئة بعيدة عن المدينة , كانت (كاجومي) هي التي تقود السيارة , كانت سيدة تبلغ من العمر حوالي ثلاثون عاما , كانت جميلة , شعرها أسود داكن و ناعم و لكنه متوسط الطول , كان يبدو عليها عدم الاهتمام بأي تسريحة أو موضة , كانت ثيابها عادية , أما عينيها فكان لون بؤبؤها أزرق صافي.
    -تفضلا هنا , يا ساشيو.
    هنا خرج كهل عجوز يبلغ عمره حوالي السبعين عاما , كان شعره قد تطاير معظمه و الباقي تلون باللون الأبيض , كان يتوكز على عصاته , جاءها , وقال لها :
    -نعم يا سيدتي , كل شيء على ما يرام.
    -حسنا فعلت ساشيو , و الآن أرِ ضيوفي مقر نومهم الجديد , فرانمارو و ساكورا سوف يقيمان هنا معنا و يعملان كنجار و كطابخه , هيا ساشيو و لا تضع الوقت , أرهم المكان ثم عد إلي سريعا .
    قالت ذلك ثم استدارت لتواجه (رانمارو) و (ساكورا) , ثم أردفت :
    -و الآن أستاذنكما , فإنني متعبة جدا , و سأترككما في رعاية ساشيو , و هو سيريكما مكان إقامتكما , استريحا الآن فمن الغد سوف تعملان .
    -حسنا يا سيدة كاجومي.
    قالها (رانمارو) , فارتسمت شبه ابتسامة رضا على وجهها , ثم اتجهت نحو سلم القصر الموجود بالقرية و صعدت إليه , فقال (ساشيو) لهما في حدة :
    -هيا أيها الكسالى , لا وقت لدي لأرى صعود السيدة إلى آخر السلم , هيا فلدي أعمال كثيرة .
    قالها و هو يدير ظهره إليهما و يعتمد على عكازه في السير , فتابعوه و هما ينظران إلى بعضهما و ينظران إليه دون أن يتفوها بأي كلمة , ظلا هكذا حتى وصلا إلى منزل خشبي من طابق واحد و كبير نسبيا , يحتوي على حجرتين للنوم و صالة على الأقل , و به حديقة صغيرة تحيط به من الخارج , كان يبدو أن منظره سيكون بديعا في الصباح .
    -خذا , هذا هو مفتاح البيت , البيت به كل شيء تقريبا , إذا احتجتما إلى شيء نادياني , و لكن لا تتجولا في الليل بمفردكما , هذا ممنوع منعا باتا هنا و له عواقب وخيمة إذا فعلتما ذلك , أنتما ستتحملان عواقب ذلك من السيدة كاجومي , نظر كل منهما إلى الآخر بشك , ثم تكلم (رانمارو) قائلا :
    -حسنا , نحن لا نحب المشاكل , و لن نضع أنفسنا فيها أبدا , هيا بنا ساكورا فإني متعب أريد النوم.
    تحركت (ساكورا) بسرعة إلى داخل البيت تتبع (رانمارو) الذي قد دخله , في نفس الوقت الذي رحل فيه (ساشيو) , و لكن (رانمارو) لم يغلق الباب فورا , بل واربه و هو يراقب (ساشيو) , كان يشك بشيء ما , و فجأة وجد ضالته في سلوك (ساشيو) الغريب , ثم أقفل الباب , و دخل إلى داخل البيت مع (ساكورا).
    يتبـــــــــــــــــــــع ........

  4. #14
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل التاسع

    المــــــــــــــــــــــ ـــــــأزق

    استدار (رانمارو) بعد أن أغلق الباب خلف (ساشيرو) , ونظر في عيني (ساكورا) و قال :
    -إن هذا لا يبدو لي سليما.
    اتجه إلى حجرة النوم المقابلة للباب بعد أن مر بالردهة , و تبعته (ساكورا) , و عندما دخلت الغرفة كان (رانمارو) بالفعل قد أوقد الإضاءة فيها و جلس على الفراش و هو يسند رأسه على ذراعيه و ينظر إلى الأرض , اقتربت منه (ساكورا) و جلست بجانبه و بادرت بالتساؤل قائلة:
    -هلا شرحت لي ما تفكر فيه ؟
    -أوه , حسنا!
    قالها و اتجه إلى مقدمة الفراش , و عدل من وضع وسائده حتى يستطيع أن يركن ظهره مستقيما عليها و هو يريح جسده , و شبك يديه خلف رأسه و استراح على الوسائد و أغلق عينيه و قال:
    -أولا أنا أشك في كايتو !
    بدت الدهشة واضحة على (ساكورا) , التي رفعت يدها اليمنى إلى أعلى أمام فمها و عينيها متسعة , ثم قالت :
    -كلا , لا يمكن !
    قالتها و هي تهز رأسها في قوة و ساعديها مضمومين بجانب بعضهما بالطول على صدرها ثم تابعت :
    -لو ...لو كان كايتو عدو لقتلنا على الفور , أليس كذلك؟!!
    -نعم , هذا صحيح , و هذا ما يؤرقني , فلم أجد له تفسيرا إلى الآن.
    -و لكن ....و لكن لماذا تشك في كايتو ؟ لقد كان لطيفا معنا , و لم أشك به لحظة واحدة !
    -ممممممم , نعم , حتي أنا لم أشك فيه طوال فترة جلوسي معه , و لكنه قال شيئا انتبهت إلى خطورته و زرع الشك في نفسي من ناحيته.
    -ماذا قال؟!!
    -ألم يقل أنه تعرف عليكي بأنكي بشرية عادية بعدم وجود الطوق على رأسك؟! كما أنه لم يتعرف علي إلا كإنسان عادي نظرا لأني لست ساحرا بعد , و الأجناس الأخرى خلاف البشر العاديين يمكنهم رؤية الأطواق هذه و التعرف على بعضهم البعض.
    شبكت (ساكورا) ساعديها أمام صدرها , و همهمت و هي ترفع رأسها إلى أعلى مغمضة العينين , و كأنها تفكر فيما قاله (رانمارو) , ثم فتحتهما و قالت :
    -أنا لا أرى فيه أي شيء يدعو للريبة .
    -أوه , ساكورا , ركزي معي من فضلك , الآن أنا ساحر متهم بقتل والداي , و أنا آخر فرد في عائلتي , و هذا يعني كوني مستهدف لكي أشارك أي شخص قواي , و بالطبع هذا لأنني ضعيف جدا و لا أعلم شيئا , لكن المعضلة الكبرى هي كيف سيجدني من يريد قتلي ؟! هل فهمتي ما أعنيه , كوني إنسان بشري عادي يعني أنني في أمان , و لن يجدني أي شخص إلا بصعوبة بالغة و بعد زمن مثل ما حدث معي مع الساحر الذي قتلتيه , و لكن إذا نشطت قواي الآن , و استخدمت أول تعويذة في حياتي , فسوف يتكون طوق مميز خاص بعائلتي معروف جيدا لأعدائي حول رأسي , هذا يعني أنني سوف أواجه الكثير و الكثير , و هذا طبعا في الوقت الذي لن أستطيع فيه التدريب بشكل كاف , كايتو لم ينبهني إلى تلك النقطة على الرغم من بساطتها و أهميتها , لكنه أغفل ذكرها لي , و هذا ما يقلقني , لقد علمني كل شيء عن حياتي ,و عن التدريب , بل و أعطاني موعدا و مكانا لألقاه إذا احتجته , أعطاني موعدا بدون أن يفكر أو يتردد , و كأنه كان مستعدا لسؤالي هذا , لو كان كايتو فعلا صديق لوالدي , فكان اتخذ أحد طريقين , أن يساعدني في طريقي , أو يبتعد عن طريقي للأبد , و لكنه اختار طريق وسطا , طريق المراقب من بعيد , إنني لأشعر أنه يدبر لي شيئا , و أن كل ما حدث إلى الآن لم يكن مجرد صدفة , و لكن هذا احساسي فقط , و لا أملك عليه الدليل.
    شردت (ساكورا) و هي تنظر تجاه الحائط المقابل , و صمت (رانمارو) قليلا , ثم أكمل قائلا:
    -و الآن نحن موضوعون في مأزق كبير , فأنا أظن أن القرية التي نحن فيها ليست عادية , أهلها أحس و كأنهم ليسوا بشرا عاديين , هذا المدعو (ساشيرو) كان به شيئا يحيرني منذ أن رأيته أول مرة , و عندما استدار ليسير بعيدا راجعا إلى سيدته , رأيت يديه , كانت يديه تبدو ناعمة و طرية , في حين أن أي شخص كبير في السن لابد وأن يكون جلده مجعد , هذا إضافة إلى أنه كان يتوكز على عصاه , و يمشي ببطء منحنيا , و لكنه حين استدار ليعود أدراجه , استدار و هو يقف , و كان ظهره سليما و لا تبدو عليه انحناءات , و كذلك لم يضع يده على ظهره بعدها و هذا هو المفترض إذا كان عجوزا حقا.
    اتسعت عينا (ساكورا) من الرعب , و لمست بأطراف أصابع يدها اليسرى شفتها السفلى و هي فاتحة فمها من الخوف و تهتز من الفزع , و نظرت إلى (رانمارو) الذي كان يبدو هادئا و صاحت :
    -ماذا سنفعل رانمارو؟!
    -لا شيء , أنتي لن تفعلي شيئا الآن , أما أنا فسأخوض غمار التدريب مع معلمي الجديد طوال الليل , يجب ألا تنامي الليلة , أريدك أن تمسكي القوس و تدافعي عن نفسك إذا حدث شيئا , أما أنا فسأكون مخفيا عنهم , و إذا حدث شيء أول ما تفعلينه هو أن تنبهيني بخبطة على جسدي , أنت ستعرفين مكان تدريبي , و ستجلسين بجانبي , فإذا حدث شيئا نبهيني فقط و سأقطع التدريب لإنقذك.
    -كلا , إذا تدربت سوف...
    -وإذا لم أتدرب سوف نموت , ألم أقل لك أننا في مأزق , إذا لم أتدرب هناك خطر كبير أننا سنهاجم بواسطة من في هذه القرية و الأعداء خارجها الذين يبحثون عنا , وإذا تدربت فسوف نواجه مخاطر كبيرة , و لكن فلنواجهها و نحن أقوياء و لنا أمل في النجاة على أن نواجهها و نحن في هذه الحالة التي يرثى لها , و إلا فما رأيك؟!
    صمتت (ساكورا) عن الكلام و هي لازالت تنظر محدقة إليه , ثم نظرت إلى أسفل و هي تقول في حزن :
    -أنا أعلم أنني سأكون عقبة في طريقك , أنت تريد أن تتدرب و تصبح قويا , أما أنا فلا أملك سوى هذا القوس و أنا بشرية عادية , فعدني أنني إذا أصبحت عبئا علــ...
    لم تكمل (ساكورا) , بل الأحرى أن نقول أن لسانها و عقلها و قلبها قد توقفا عن أي شيء كانت تريد أن تقوله , و تفكر فيه , و تشعر به , فلقد أصبحت فجأة في حضن (رانمارو) , لقد اجتذب يداها في منتصف حديثها إليه , استقرت في حضنه وصمتت و عيناها تمتلئ بالدموع , و هنا تحدث (رانمارو) :
    -ألم أقل لك أيتها العنيدة أنني سأحميك إلى آخر قطرة في دمي ؟! كيف تقولين على نفسك ضعيفة و لا حول لك و أنتي التي استطعتي انقاذي من هذا الساحر ؟! أستصبحين عبئا علي ...يا للغباء ساكورا , طالما أنا بجوارك أنا الذي سأصبح عبئا عليكي , فلولاي لما كان لك دخل بأي حدث هنا , إنني لازلت ألوم نفسي على تعريضك للخطر بسببي.
    -را...نما....رو!!!
    قالتها (ساكورا) بصوت ضعيف رقيق جدا , ووجنتاها قد احمرتا خجلا , ثم أمسك (رانمارو) بكتفها و هو يبعدها عن حضنه ببطء و نظر في عينيها وقال:
    -هل نبدأ الآن ما اتفقنا عليه ؟! أنتي ستجلسين هنا مكاني و أنا سأجلس بجوارك و أدخل إلى عالم التدريب , لا تقلقي عزيزتي طالما أنا موجود !
    لم تدر ما تقول , لم تجد ما تفعله سوى أن تهز رأسها إيماءا بالموافقة , عقلها قد توقف عن التفكير , قلبها كان يدق بشدة و كأنه يريد الخروج من قفصها الصدري , جلست مكانه بدون أن تنطق بأي كلمة , أحضر لها القوس و الجعبة , ثم جلس هو بجانبها القرفصاء , ونظر إليها و قال :
    -أراكي بعد التمرين , اعتني بنفسك .
    استعد (رانمارو) للدخول إلى التدريب لأول مرة في حياته , جلس القرفصاء , وضع يديه في الوضع الخاص بالتدريب و أمسك بالعصا في موضعها السليم , ثم أخذ نفسا عميقا هدأ به نفسه المضطربة , و فرغ عقله من أي تفكير سوى تفكير واحد ...ضرورة التدريب حتى يكون قويا ...قويا إلى الدرجة التي تكفيه لإخراج (ساكورا) من هذا المأزق حية على الأقل إن لم يستطع أن ينقذ نفسه هو الآخر, أغمض عينيه, ثم قال :
    -كايتـــــــــــــــــو!
    حتى هذه اللحظة كان (رانمارو) يعتقد أنه بعد أن يقول هذه الكلمة سيفقد وعيه و سيتدرب مع الوحش و هو نائم , و لكنه كان مخطئ , بعدما قال التعويذة , وجد ضوء ساطع قد أحاط به , ساطع إلى الدرجة التي أغمض فيها عينيه ووضع ساعد يده اليمنى أمام عينه كاسرا الوضع الذي كان عليه , و لكن يبدو أنه لم يكن هناك تأثير على التعويذة حيث استمر الضوء في السطوع , ثم فجأة أحس (رانمارو) و كأنه في ظلام دامس , أغمض عينيه قليلا حتى تعتاد على الظلام ثم فتحهما , في البداية لم يرَ شيئا , ثم تدريجيا أخذت الصورة تتضح , هذا منخفض , و هذا تل , و هذه صخرة ضخمة , و هذا و هذه و ذاك و تلك , إلى أن استطاع رؤية كل شيء حوله , أيقن أنه في حلم , لقد كان خارج مكان أشبه ما يكون بكهف كبير تحت الأرض , و هو يقف في بداية طريق لولبي طويل مرتفع عن الأرض المظلمة لا يبدو له نهاية في هذا الظلام الدامس .
    -رانمارو!
    صدر هذا الصوت الرخيم الذي سمعه (رانمارو) من قبل , و لكنه لم يبد انفعاله السابق , كان يقف متماسكا و هو ينظر إلى الأمام من حيث سمع الصوت , حينها ظهر , كان تنينا هائلا جدا أكبر من الذي قد رآه من قبل , و لكنه كان يقف و كأنه في نهاية الكهف , كان وحشا لونه أحمرا , كانت النيران تصدر من كل جسمه , كان له جناحان هائلان , كانا مثنيان على ظهره , و لكنه لو كان فردهما على آخرهما لكان قد أسقط الكهف عليهما .
    -أين أنا؟
    تكلم (رانمارو) بحزم , كان لا يملك شيئا يخسره سوى الوقت الثمين , فعليه أن يدرك كيفية التدريب و يتدرب حتى يخرج من المأزق هذا.
    -هل انعدم الاحترام من آخر فرد من عائلتي ؟!!
    نظر (رانمارو) إليه و هو لا يرمش له جفن , سادت فترة من الصمت , أنهاها (رانمارو) عندما أحني ظهره , و هو يقول:
    -آسف جدا سيدي على ما حدث مني , و أرجو أن تتقبل اعتذاري , فأنا كنت في حالة نفسية سيئة جدا.
    صمت المكان مرة أخرى , و هنا تحدث الوحش بعد فترة قائلا :
    -حسنا رانمارو ,إنني لأعرف ما تشعر به , فلا تنس كوني مرتبط بك عن طريق عصاتك , كما أعلم كل ظروفك , ولكني لن أدربك.
    أحس (رانمارو) و كأن صاعقة قد سقطت عليه , لم يدر ماذا يقول , اعتدل من انحنائته , و نظر إلى الأرض و هو يقول :
    -أتقول لي الآن أن أتركك و أرحل ؟! أبعد كل هذه المشقة تقول لي أن أرحل ؟! أبعد كم الأعداء في انتظاري تريدني أن أستسلم !
    -لقد قلت كلمتي ,أنت ضعيف و أنا لا أحب الضعفاء , أنا لن أدر...
    -اصمت !!!
    صرخ (رانمارو) بأعلي صوته , و هو ينظر تجاه الوحش , لم تكن تلك عيني (رانمارو) , بل كانتا كقطعتين من نار , نظر الوحش إليهما و قال بغضب :
    -احترم نفسك أيها الصبي الصغير واعرف مكانتك جيدا و إلا فستموت هنا أمامي , أنت لا تملك شيئا تفعله , إن قلت لن أدربك فلن أدربك!
    هنا أحس (رانمارو) بأن كل خلية من جسده تشتعل , أحس أن قلبه مليء بنار الغضب , أحس بأن كراهيته لما حدث له قد اندمجتا مع إصراره على تحقيق برائته , تلفت حوله فوجد سيفا مرميا بجانب مدخل الكهف , انقض عليه و رفعه بيده اليمنى , كان يبدو أن السيف ثقيل , لكن (رانمارو) لم يشعر بوزنه , رفعه عاليا موجها إياه نحو الوحش و قال :
    -إذا لم تكن تريد أن تتدربني بإراداتك أيها اللعين , فسوف أحملك على تدريبي !
    قالها و اندفع تجاه الوحش , كان يبدو أحمقا , كيف سيحمل وحش أن يفعل ما يريده , كان يبدو مستحيلا , بعد لحظات قليلة كان (رانمارو) قد تخطى بوابة الكهف التي كان يقف خارجها , و عندما أصبح داخلها ,
    -توقف , فسأقوم بتدريبك.
    تكلم الوحش إلى (رانمارو) , قالها فجأة , توقف (رانمارو) و هو مندهش من سلوك الوحش الغريب , لم يستوعب ما حدث , فمنذ لحظات كان الوحش نفسه لا يريد أن يدربه , و الآن قرر فجأة أن يدربه , فصاح (رانمارو):
    -أتمزح معي أم ماذا ؟!!
    كان غاضبا جدا , و ما أحنقه أكثر هو ضحكة الوحش بصوت عال , كان يبدو أنه يريده أن يغضب أكثر و أكثر , جز (رانمارو) على أسنانه بقوة , ثم هدأ الوحش عن الضحك قليلا و قال :
    -إن جنس البشر غير صبور على الاطلاق , كما توقعت تماما !
    صمت الوحش و هو يتبادل النظرات مع (رانمارو) الغاضب , ثم أكمل :
    -حسنا سأشرح لك ما حدث , أنت بالتأكيد تعلم مقدار قوتي , و تعلم إنني لست بوحش عادي قد تقابله و أنت تسير في الطرقات , أنا من أقوى الوحوش و مصنف في الفئة الأولى , إضافة إلى كوني وحش عائلتي النبيلة , ماحدث معك الآن لم يكن شيئا شخصي , إنه اختبار صغير , اختبار أعرف به من هو جدير بأن أمد له كل قوتي كاملة و من غير جدير بأن أمد له و لو قدر ضئيل منها.
    كان يبدو على (رانمارو) عدم الفهم على الاطلاق , فتمتم:
    -اختبار.....جدير و غير جدير .....قوتك الكاملة....أنا لا أفهم شيئا.
    -أولا اجلس على الأرض فالوقت أمامنا طويل , نعم هكذا , و الآن سأشرح لك ما أعنيه , انظر رانمارو , ما الذي يميز شخص عن آخر في الرتب في العائلة ؟ إنها قوته , هل يكون سليما أن يكون الأشخاص كلهم بنفس القوة ؟! بالطبع شيء سخيف و غير طبيعي على الاطلاق , هذا هو اختباري , فأنا أمتلك القدرة على أن أجعل الشخص الذي أمامي قويا جدا أو ضعيفا , أنا لا أحمل ضغينة لأي شخص و لأي فرد من عائلتي , على النقيض تماما , أنا أريدهم أقوياء جدا , و لكني في الوقت نفسه أخاف عليهم , هل تتصور ماذا يمكن أن يحدث لو أن شخصا ضعيفا امتلك قوة هائلة تفوق قدراته ؟ ببساطة لن يستطيع أن يتحكم فيها هذا الشخص , بالعكس , سوف تتحكم القوة فيه إلى أن تدمره , أنا لا أريد هذا , أنا أريد جميع أفراد العائلة أقوياء و في نفس الوقت أصحاء , و لكن كيف سأفعل ذلك ؟ إنني لن أعطي طاقتي إلا لمن يستطيع أن يتغلب عليها , أنا لا أقصد طبعا القوة الجسدية لأنه من المحال أن يتفوق أي شخص و لو علي قدر ضئيل من قوتي أو قوة أي وحش آخر مهما بلغ ضعفه , و لكني قصدت قوته الروحية.
    تمتم (رانمارو) و هو مأخوذ بكلام الوحش :
    -قوته الروحية؟!!
    -نعم رانمارو , قوته الروحية , انظر , أنا أعرف أنك لم تترب في مجتمع السحرة فربما ستجد هذا صعبا قليلا و لكن اسمعني جيدا , حتى يقوم الساحر بأي تعويذة يحتاج قوتان , قوتي أنا الوحش و يستمدها من العصا , و قوته الروحية , أما الأولى فأنا الذي أعطيها له و أحدد كميتها , و قوتها , و أما الأخرى فالذي يحددها هو قوة قلبه , فمثلا لو شخص بلا أي آمال أو طموحات , بلا أي انفعالات أو مشاعر قوية جياشة , هذا الشخص يصبح قلبه ضعيف , و تصبح قوته الروحية ضعيفة , أما من يملك الحافز و الدافع ,و من يملك الآمال و الطموحات , و من لديه عواطف قوية جياشة , هذا الشخص قوته الروحية قوية جدا , فبالنسبة إلى قوتي , أنا أريد شخصا قوته الروحيى تستطيع أن تتغلب علي , شخصا لديه المقدرة على أن يتحكم في قوتي الكبيرة المدمرة , و بهذا فإنني أقوم بهذا الاختبار البسيط في بداية تعارفي مع الشخص , فإذا جاء إلي الشخص يطلب مني تدريبه , فأقول له أني لا أريد ذلك , فإذا رجع عن طريقه أنادي عليه و أدربه و لكن أعطيه قوة ضئيلة من قوتي , ذلك لأن الشخص هذا قوته الروحية ضعيفة , و هذا جيد لسلامته , أما إذا تحداني الشخص فإنني أهدده بقوتي كما فعلت و أن صرخت فيك بأن تعرف مكانتك , و هنا جميع الأشخاص بلا استثناء يتجمدون من الخوف , و لكني أكون قد عرفت أن قوتهم الروحية قوية جدا فأعطيهم قدر كبير من قوتي , و لكن في حالتك أنت كان هناك شيء غريب , لم أجد شخصا طوال حياتي الطويلة السابقة قد اندفع يريد أن يرغمني على شيء لا أريده , لم أقابل شخصا لم يخف من قوتي و لا من تهديدي و اندفع إلي , لم أجد شخصا لديه القدرة على أن يفعل ذلك , كلا , بل لم تحدث مثل تلك الحادثة مع أي وحش آخر على الاطلاق من قبل , أنا لا أعلم كيف و لكن قوتك الروحية قوية جدا , أقوى قوة رأيتها في حياتي , و أقوى قوة سمعت بها طوال فترة معيشتي , إنني أعترف باندهاشي لما فعلته , فعلا أنت ولد غريب .
    صمت (رانمارو) , و ابتسم , ابتسم لأنه شعر أنه فعلا قوي و لأول مرة في حياته , أحس أنه مميز جدا , نعم كان متفوق , نعم كان متميزا في أخلاقه و سلوكه , ولكنه لم يكن بمثل هذا التميز من قبل , أحس بشعور غريب , شعر أنه يقدر على فعل أي شيء الآن , لكن كانت هناك ملايين و ملايين من الاستفسارات في عقله يريد لها أجوبه , رفع رأسه لينظر إلى الوحش وسأله :
    -ولكن ماذا تعني بقوتك الكاملة ؟! و ماذا تعني بأنك ستمدني بقوتك , أنا لا أفهم , هل يعني هذا أنني سأفعل التعاويذ القوية بسهولة؟
    -كلا رانمارو , انظر , إن أي تعويذة من الممكن أن تكون مميتة و من الممكن أن تكون بلاي أي تأثير , سأضرب لك مثالا صغيرا حتى تفهمني , إذا جاء طفل صغير و لطمك على وجهك بيده , هل تؤثر فيك هذه الضربة ؟ فماذا لو جاء رجل كبير مفتول العضلات ؟ فماذا لو جئت أنا و ضربتك؟ أفهمت ما أعنيه , كل هذه لكمات , و لكن واحدة بلا أي تأثير , و الأخري تأثيرها أقوى , أما الأخيرة فستقتلك , هذا هو الحال مع التعاويذ , مبدأيا قوة التعويذة تتوقف على مقدار القوة الروحية و قوة الوحش , فإذا كبر إحداهما قويت التعويذة , أما في حالتك , فأنت تستطيع أن تمتلك قوتي كاملة بالقدر الذي يجعل أضعف التعاويذ أقواها على الاطلاق , و لكن هذا ليس كل شيء , إن ما أعنيه بأنني سأقدم قوتي أو بعض منها لتلاميذي من عائلتي , فهذا لا يقتصر على أداء التعاويذ فقط , هناك طريقة يمكن بها أن تستحضر كمية الطاقة التي تتحكم فيها من وحشك إلى الواقع , بمعنى كمية طاقة الوحش التي يمدها لك , بالطبع تتجسد الطاقة على شكل الوحش ذاته , فإذا كانت طاقتك الروحية ضعيفة فأنت تستطيع إحضار وحشك في صورة مصغرة جدا و ضعيفة , أما إذا كنت قوي فأنت تستطيع إحضار وحشك في صورة قوية و كبيرة , و كلما كبر وحشك كلما كانت قوتك الروحية أقوى , و لكن هنا معك يا رانمارو فأنت لن تستطيع أن تستحضر هذا الشكل مني فقط , بل تستطيع استحضاري كاملا إلى الواقع , عملية لم يفعل مثلها أي شخص على الاطلاق , ستكون الأول من نوعك في هذا , هذا إضافة إلى أن طبيعتي غير التي تراها , فهذه صورة أضعف قليلا من قوتي و ذلك حتى لا تؤثر قوتي الضخمة على أتباعي من عائلتي .
    -ماذا؟!!
    قالها (رانمارو) و هو مندهش جدا , لم يكن يتصور أن هذا الوحش إنما صورة أضعف من حقيقته , و أنه يستطيع أن يحضره بصورته الحقيقة إلى الأرض في أي وقت شاء .
    -هل يمكنك أن تريني صورتك الحقيقية؟!
    -بالطبع , فأنا لا أخاف عليك , و لكني لن أكون بها معك أبدا , سأستخدم صورتي الضعيفة في التدريب معك و ذلك حتى لا تؤثر عليك قوتي تأثيرا مزمنا لا يظهر إلا بعد فترة طويلة , و الآن فسأريك شكلي الحقيقي.
    فجأة أضاء جسد التنين بضوء أحمر كبير , و هنا رأى (رانمارو) ما كان يعنيه الوحش بخوفه على حياة أتباعه , فأمامه تحول التنين إلى تنين يبلغ من الضخامة ثلاثة أمثال ما كان عليه , و ظهر له ثلاثة رؤوس , و ذيل كبير جدا و ضخم , و بدلا من جناحيه ظهر أربعة صفوف من الأجنحة متوازيين بالطول في كل جانب , يبدأ كل جناح من مكان ما خلف الرقبة و ينتهي إلى مكان عند مستوى الذيل أو أعلى منه بقليل , كانت الأربعة أجنحة مليئة بالريش الأحمر اللامع , و كأنها مصنوعة من البللور , أما عن جسمه فبدلا من النار التي كانت تظهر مشتعلة منه , كانت موجات النيران تندفع من جسمه إلى ماحوله في شكل دوائر تتسع تدريجيا و مع اتساع الدائرة تخمد النيران إلى أن تصل إلى مدى تنطفئ تماما , و لكن الريح الناتجة عن الدائرة تستمر في الاتساع , عندما كانت تصل أي حلقة منهم إلى (رانمارو) , كان يشعر و كأن يد قوية صفعته على وجهه و ألقته بعيدا , و لكنه أمسك بصخرة في الأرض و صرخ :
    -يكفي هذا لقد فهمت ما تعنيه جيدا !
    هدأ كل شيء حيث تحول الوحش إلى شكله الأول مرة أخرى , و هنا وقف (رانمارو) وهو ينهج من شدة التعب , لقد أحس وكأنه كان يُضرب بشدة , و أن هذه لكمات و ليس لفحات من الهواء , نظر تجاه الوحش و هو يجلس على الأرض و قال :
    -هل تعني أنني أستطيع أن أستحضر هذه الصورة منك الآن ؟!
    أجابه الوحش و هو يبتسم ابتسامة مكر و خبث:
    -نعم و لا !
    تعجب (رانمارو) من هذه الإجابة , و أحس في نفسه أن التعامل مع هذا الوحش لن يكون سهلا , فسأله:
    -ماذا تعني؟!
    - أعني أنك نعم تستطيع أن تستحضر هذه الصورة , و كلا لا تستطيع استحضارها الآن.
    -ولم لا أستطيع الآن؟!
    -نعم أنت لديك قوة روحية كبيرة , و لكنك لا تعلم بعد كيفية استخدامها , بل أنت لا تعلم ما هي استخداماتها أصلا .
    -نعم؟!! إنني أستخدمها لأداء التعاويذ , أليس كذلك؟!
    -نعم و لكن هذا استخدام واحد فقط , انظر , إنك عندما تستخدم طاقتك الروحية فأنت تحاول أن تستجمع أقوى مشاعرك , فبدل من أن تشعر بغليان في دمك كما يحدث مع الناس البشريين العاديين , فستشعر بوجود حرارة في قلبك , هذا يعني أن طاقتك الروحية موجودة , وجاهزة للاستخدام , اسمعني جيدا رانمارو , إن الأوعية التي تسير فيها الطاقة هي شرايينك و أوردتك الدموية , إن الطاقة تخرج من قلبك و تتجه إلى أنحاء الجسم ثم تعود مرة أخرى , هذا لكي تزداد طاقتك في قوتها , فالحركة تعطي طاقة , هذا هو القانون المعروف , و الآن أنت مؤكد تعرف أنه بجلدك توجد فتحات صغيرة دقيقة يخرج منها العرق إلى الخارج , هذه المسام الموجودة لديك و لدي أي ساحر أو جنس آخر بخلاف الجنس البشري العادي تستطيع الطاقة الروحية أن تخرج منها , لا تبدُ مندهشا هكذا , إن طاقتك تلف إلى جميع أنحاء الجسم مع الدم , و عندما تصل إلى الجلد فإنها تستطيع الخروج على هيئة قطرات غير محسوسة , أنت نفسك لا تدرك هذا , فعندما تكون واقف أو جالس أو مستريح , تخرج الطاقة الروحية باستمرار منك , و هنا تتخذ شكلا مميزا و لونا خاص بعائلتك فقط , و هو الطوق الذي يكون محيطا برأسك , و هو هالة على شكل دائرة تحيط برأس أي فرد من أجناس أخرى غير البشر العاديين , و هذا نتيجة إلى خروج طاقة الفرد الروحية باستمرار بدون أن يشعر الشخص بها و اتخاذها هذا الشكل المميز , و لكن على الرغم من هذا , فإن لهذا الأمر فوائد عظيمة , فمثلا تستطيع أن تحدد قوة شخص ما بكمية الطاقة التي يستطيع اطلاقها للخارج من جسمه , مثلا أنت تواجه أعدائك الآن , و أنت تريد أن تريهم مقدار قوتك , فأنت تخرج قوتك الروحية من فتحات جلدك عن طريق إرادتك , فتستطيع أن تخرج كمية كبيرة جدا , و الطاقة الروحية تظل متصلة بإراده صاحبها حتى و هي خارج جسمه , فأنت تستطيع أن توزع الطاقة في أي مكان و في أي اتجاه , فإذا كنت قوي فأنت ستخرج كمية هائلة من الطاقة , تحتاج هذه الطاقة إلى شغل حيز كبير من المكان الذي توجد فيه , فإذا أردت إثبات قوتك , فأنت ستخرج كمية كبيرة من الطاقة دفعة واحدة , و ستتحكم فيها بالقدر الذي يجعلها تضغط إلى أسفل , أي أن الطاقة الجديدة التي ستخرج من جسمك سوف تصعد إلى أعلى الغرفة مثلا و تقوم بالضغط على ما يوجد أسفلها و هكذا , فكلما أخرجت كمية أكبر من الطاقة , كلما ازدادت قوة الضغط على أعدائك , قوة قد تصل في بعض الأحيان إلى الدرجة التي لا يستطيع الشخص الحركة تحت وطئتها حتى وإن جرى بأقصى طاقته أو تصل للدرجة التي قد يختنق فيها الشخص من تأثير ضغط الطاقة على صدره و منعه من التنفس , و هنا يخر ساقطا و من الممكن أن يموت , ولكن إذا كان هناك من يمتلك طاقة روحية قوية هو الآخر فسيقوم بإخراج كمية كبيرة منها و يجعلها تحيط به في شكل كرة تحميه , و هنا لن يتأثر بتأثير طاقتك الروحية , و هنا تدرك أن هناك شخص مثير للإهتمام , و إذا كان هذا الشخص أقوى منك فربما عكس الوضع و تتغلب قوته الروحية على قواك و من الممكن أن يهزمك , أفهمت ما عنيته؟!!
    -هذا يبدو معقدا تماما , و لكني قد فهمت مغزاه العام , و لكن ما علاقة هذا كله بكون عدم مقدرتي على إستحضارك بصورتك الكاملة الآن؟
    ابتسم الوحش و قال :
    -انظر رانمارو , لقد قلت لك مسبقا إنني أخاف على صحة أفراد عائلتي الأعزاء , فأنا لن أعطي لفرد قوة هو لا يستطيع التحكم فيها و هذا طبعا حتى لا تستولي القوة عليه و تدمره , الحال ينطبق عليك أنت أيضا , نعم أنت تمتلك قوة روحية كبيرة و لكنك لا تستخدم إلا قدر ضئيل منها , أنت لكي تستطيع أن تستحضرني كاملا يجب أن تكون قوتك الروحية مماثلة على أقل تقدير لقوتك عندما هممت بالهجوم علي هنا , أي هذا يعني أن شعورك يجب أن يكون مثل ما كان في هذه الفترة , أنت طبعا من الممكن أن تحضر مثل هذه القوة و لكن إلى أي فترة من الزمن تستطيع أن تجعل احساسك و شعورك و تركيزك و بالتالي قوتك الروحية تصمد في هذا المستوى ؟ ثانية ؟! ثانيتان ؟! كلا رانمارو , إن الشخص حتى يستطيع أن يتحكم بالقوة يجب أن تكون قوته مستمرة , أنت نعم لديك المقدرة على ذلك , لكنك يجب أن تتدرب حتى تقصر المدة المطلوبة لوصولك إلى قوتك الروحية القصوى , و كذلك إطالة المدة التي تبقى فيها محافظا على تلك القوة و لا تضعف , عندها فقط سوف تستطيع أن تستحضرني وقتما شئت , إن العبرة رانمارو ليست بمقدار القوة فقط , اعلم هذا جيدا , إنما أيضا بمقدار الزمن الذي يستطيع الشخص أن يحافظ على قوته بنفس المقدار دون أن تضعف , و لهذا فأنت تحتاج إلى كمية من التدريب قوية و كبيرة حتى تنمي قوتك الروحية .
    -حسنا , و لكن قبل أن نبدا هل تقول لي كيف تعرف كمية الطاقة التي ستعطيها لأي شخص؟!
    -هذا سهل جدا , فأنا أطلب من الشخص أن يخرج طاقته الروحية حوله على هيئة كرة نصف قطرها عشرة أمتار في جميع الإتجاهات , ثم أقوم بإخراج طاقتي الروحية في كل إتجاه , و أستمر بالضغط على طاقته , فإذا صمد أقوم بزيادة طاقتي , و أستمر هكذا حتى يصغر نصف قطر الكرة عن 5 أمتار , عندها أتوقف عن زيادة قوتي و الكمية التي استخدمتها هي التي سوف أمدها للشخص ليستخدمها و هكذا إذا زادت قوته الروحية تزداد معها أيضا قوتي الممنوحة إليه , و هكذا , أفهمت هذا واستوعبته جيدا ؟!
    -نعم و لكن إذا استطاعت قوتك التغلب عليه إلى الحد الذي جعل الكرة الروحية المحيطة به يصغر حجمها إلى نصف حجمها الأصلي , ألا تُعتَبر هذه الطاقة كبيرة عليه نسبيا؟!!
    -كلا , فأنت يجب ألا تستهين بقوة الإنسان الروحية , فهو في لحظة من الممكن أن يكون قويا جدا , أنت يجب أن تضع هذا في الحسبان , و من خبرتي الطويلة أستطيع أن أؤكد أنه لا يوجد شخص لا تقوى قوته الروحية مع كل صراع يخوضه ,و لهذا فأنا أستعد مسبقا بزيادة طاقتي إليه من الأساس حتى يستخدمها في قتاله , أفهمت ؟!
    -نعم سيدي !
    -حسنا , و الآن سنبدأ أول درس , كيفية التحكم في طاقتك الروحية , أأنت مستعد؟!!
    -مستعد تماما يا سيدي !
    -حسنا فلنبدأ إذا !

    يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــع...................

  5. #15
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفصـــــل العاشــــــر
    الطاقـــه الروحيـــه
    - كما قلت سابقا فإن الطاقة الروحية هي أهم عامل في تحديد قوتك و قوة أعدائك , أنا أعرف أنك لم تستطع إستيعاب كل ما قلته لك , و لكن في المقابل أنا أدرك أنها شيء لا يمكن تعلمه بالكلمات وحدها , فهي مهما كانت تجربة تُكتسب بالخبرة في التعامل معها , و الآن فلبندأ , أريدك أن تتذكر شعورك في أكثر موقف أحزنك أو أغضبك أو أسعدك !
    نظر (رانمارو) إلى أعلى و أصبعه السبابة الأيسر يلمس طرف شفته السفلى و هو يفكر , ثم قال للوحش :
    - لا يوجد !
    نظر الوحش إليه , و زفر من التعب منه , و قال :
    - حسنا , ما هو أغلى شخص لديك الآن؟!
    - صديقتي ساكورا !
    - أليست تلك هي الفتاة التي أنقذتك ؟!
    - نعم , هي بعينها.
    - حسنا إذا.
    قالها الوحش , ثم انبعثت من جسمه سحابة حمراء , طفت في الهواء قليلا حتى وصلت إلى مكان قريب من (رانمارو) , ثم نزلت على الأرض , عندما هبطت و انقشع السحاب كشف عن مفاجأة...
    - انقذني رانمارو!!
    كان ما أمام (رانمارو) محيرا جدا , فما كشفت عنه السحابة ما كان سوى شاب قوي لا يعرفه (رانمارو) يحيط عنق (ساكورا) بذراعه اليمنى و يخنقها , نعم (ساكورا) , هذا ما كان يحير (رانمارو) , ابتسم الوحش و قال :
    - هل ستقف صامتا و من تحبها ستقتل.
    نظر إليه (رانمارو) و هو غير مصدق , أفاقته صرخة عالية من (ساكورا) , التفت نحوها سريعا , وجد لون وجهها يصفر قليلا و يبدو شاحبا و بدت و كأنها ستفقد وعيها , لم يدرك (رانمارو) ما كان يشعر به , كل ما أحسه هو الغضب قد اشتعل بقلبه , و هنا امتدت إليه سحابةه حمراء قادمة من الوحش , عندما دخلت داخله شعر و كأن نار حقيقية مشتعلة بجسده كله , أمسك ببطنه و سقط على ركبتيه على الأرض و هو يصرخ من الألم , هنا اختفت (ساكورا) , و اختفى الشخص الغريب , واختفت أيضا سحابة الوحش من أمام (رانمارو) , حينئذ هدأ قليلا , التقط انفاسه و هو ينهج بشدة , أحس و كأنه كان فعلا يحترق , وقف بصعوبة على قدميه و هو يرتجف بشدة و لا يزال يمسك بطنه بيديه , هنا تحدث الوحش إليه و قال :
    - كما توقعت , أنت لا تزال غير معتاد على طاقتك الروحية !
    - لا تهزأ معي , هذه النار المشتعلة في جسدي هي طاقتي الروحية ؟!
    نعم , هي كذلك , هذا التأثير ما جاء إلا نتيجة تجربتك الأولى , جسمك لا يعرف ماذا تعنيه تلك الطاقة , مجسات الإحساس داخل جسمك لا تعرف كيف تحس هذه الطاقة بعد , و لهذا فأنت تشعر بها على هيئة ألم , و نظرا لشدتها فأنت تحسها نار مشتعلة , سيستمر هذا الأمر قليلا حتى تعتاد على تلك الطاقة و يتكيف جسدك عليها.
    - كم من الوقت يلزم حتى أعتاد عليها ؟!
    - مممممممم , إذن في حالتك البائسة هذه سنتان على الأقل !
    - ماذا؟!! أنا لا أملك كل هذا الوقت معي , أنا في مأزق كبير!
    - أنا لا أستطيع أن أساعدك أنت الذي من يحدد هذه المدة , عليك فقط أن...
    - انقذنيييييييييييييي رانمااااااااااااروووووووو !!!
    دوت تلك الصرخة في جنبات هذا الكهف الضخم , دوت إلى الدرجة التي اهتزت فيها جدران الكهف...
    - ساكورا !!!
    تسمر (رانمارو) في مكانه , كان ذلك هو صوت (ساكورا) , هذا يعني أن شيئا سيئا قد حدث لهما الآن , و عليه أن يعود , لكنه لم يتعلم شيئا بعد .
    - كلا ... علي أن أذهب لإنقاذها.
    قالها ثم جرى راجعا عبر الطريق الذي جاء منه إلى خارج الكهف , و هو خارجه وجد أنه لم يكن على الطريق اللولبي الذي رآه من قبل داخل الكهف , بل كان في أسفل أرضية الكهف , لم يكن لديه الوقت للتساؤل , ف(ساكورا) هناك في خطر كبير.
    - اتركيني أيتها اللعينة !
    - هاهاهاها , هل تظني أنني سأتركك هكذا ؟! إذا كنت تريدينني أن أتركك فلتجبريني على ذلك.
    - اتركيني أيتها المخلوقة البشعة , راااااااانماااااااااارووو وو!!!
    زادت (كاجومي) من قبضتها على معصمي (ساكورا) حتى تأوهت الأخيرة من الألم و قالت :
    - مخلوقة بشعة ؟! من البشع أيتها البشرية القذرة ؟! هل تظنين أنني لم أكن أستطيع أن أمسك بهذا اللص؟! كلا و لكن نظرا لوجودكما فلم أستطع التحرك , و لكن الآن أنتِ بمفردك و قد تركك هذا الآخر , لقد اختار نهايته بنفسه , إنه سيواجه في الخارج أعدادا هائلة من جياع القرية سوف يجعلون نزهته بالخارج ممتعة...
    - راااااااانماااااااااروووو و!!!
    - هاهاهاها , اصرخي أكثر و أكثر فهذا يمتعني حقا.
    فجأه ومض ضوء أبيض ساطع غمرالغرفة كلها , و كأن الشمس قد أشرقت هناك فقط , وضع من بالغرفة أيديهم على أعينهم , و هناك إثنان قد رقدوا على الأرض يرتجفون من الألم من جراء تعرضهم لهذا الضوء الشديد , ثم اختفى الضوء فجأة كما بدأ , هدأ جميع من بالغرفة...
    - من هناك؟!
    سألت (كاجومي) حيث أنها شعرت بوجود شخصا غريب هناك مكان الضوء الساطع...
    - كككككاااااااييييييييي!
    ظهر ضوء أحمر خفيف حول هذا الشخص , اتسعت عينا (كاجومي) و من بالغرفة , فهناك و على الفراش كان يقف (رانمارو) , كان يمسك بالعصا التي تحولت على هيئة فقاز غطى ربع جسده تقريبا , كانت عيناه تتقد نارا من الغضب عندما رأى (ساكورا) و هي ممسوكة هكذا.
    -م م ماهذا ؟! أنت ساحر ؟! كيف ؟! لم تكن هناك تلك الهالة عندما رأيتك , من أنت أيها اللعين؟!!!
    - أنا من سوف يجعل اليوم آخر أيامك !
    قالها و نظر إلى الأسفل و تابع :
    - من يلمس شعرة واحدة من ساكورا....
    رفع عندها رأسه قليلا فلم يظهر في الظلام منها شيء , فتابع :
    - سوف أقتله !
    قالها و لمعت عيناه فجأة بنور أحمر غريب , تراجع كل من بالغرفة خطوة إلى الوراء فزعا , تراجعوا و كأنما عين (رانمارو) قد ضربت كل منهم بقوة , هنا صاحت (كاجومي) :
    - اقتلوه لا تتركوه حيا , اهجموا عليه الآن .
    قالتها و اندفع من بالغرفة و من خارجها يهاجمون (رانمارو) , كانوا عشرة أشخاص , لم يكن عددهم ما يهم (رانمارو) , ما كان يهمه فعلا هو كيف سينقذ (ساكورا) من هذا المأزق , هو لم يتعلم شيئا سوى مبادئ الطاقة الروحية , و لكن قلبه يشتعل نارا , ماذا سيفعل ؟!
    ((- انظر رانمارو , كلما كانت مشاعر الشخص قوية كلما قويت قوته الروحية , , كلما حافظ على تلك المشاعر أطول مدة ممكنة كلما احتفظ بهذه القوة أطول مدة .))
    دوي صوت الوحش في عقله و تردد صداه أكثر من مرة , هنا أخذ نفسا عميقا , ثم صرخ بأعلي صوته :
    - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
    كان يمسك قبضتيه معا و كأنه يستجمع كل قواه , لم يكن يفكر سوى في شيء واحد , كيفية إنقاذ (ساكورا) , كان يتصور شكلها و هي مقتولة فتشتعل ناره أكثر , عندئذ أحس بتيار من النار ينتشر من يده الممسكة بالعصا , كاد أن يصرخ مرة ثانية من شدة الألم .
    - راااااانماااااااارووووو !!
    تلفت (رانمارو) و نظر إلى (ساكورا) , أحس أن الوقت يمشي ببطء شديد , سمع ضربات قلبه و هي تدق , كانت الأصوات من حوله تخفت , كانت الصور تهتز و تبهت , لم تثبت سوي صورة واحدة , لم يسمع سوى صرخة واحدة , كانت (ساكورا) فقط هي التي يراها و يسمع صرخاتها , لا يهم الآن أي ألم , لا يهم الآن أي تعب , أحس و كأن النار التي تسري في يده قد هدأ ألمها و خفت و كأنه قد استخدم مرطب أو ملطف لها , استمرت الطاقة تسري في جسده حتى وصلت إلى قلبه , هنا شعر باحساس غريب لم يشعر به من قبل , أحس بروحه و كأنها داخل جسمه تلف , كان يستطيع أن يري ما بداخل جسمه من أعضاء أو مناطق إذا أراد ذلك بالتركيز في المنطقة التي يريدها , هنا تردد صوت الوحش و هو يقول :
    ((- إن الطاقة الروحية تظل مرتبطة بصاحبها حتى و هي خارج جسمه , و بذلك أنت تستطيع أن تتحكم فيها و هي خارج جسمك و تجعلها تتخذ أي شكل أو تتوزع في أي إتجاه.))
    لازال كل ما يحيط ب(رانمارو) يسير في بطء شديد , و لا يزال يسمع صرخات (ساكورا) تتردد بعنف في عقله , لم يكن هناك وقت يضيعه , لقد وصل إلى استخدامه الأول لطاقته الروحية...
    - الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!!
    قالها و هي يصرخ , ركز (رانمارو) كل تفكيره على المنطقة المحيطة به , و كما توقع اندفعت طاقته الروحية تحيط به في المنطقة التي حددها بعقله , بدا (رانمارو) و كأنه يشتعل لمن حوله , حيث اندفعت فجأة سحب حمراء اللون بسرعة و بقوة تحيط به على شكل هالة , كان أول شيء حدث بعدها هو اصطدام أول مهاجم بها , لكنه توقف عن اندفاعه لحظة اصطدامه بالسحابة هذه...
    - أتظنون أنني بتلك السهولة أيها الملاعين ؟!
    ركز (رانمارو) تفكيره بأن تتشكل قبضة تضرب الشخص إلى الوراء , وبالفعل تشكلت قبضة كما تخيلها من السحابة التي لازالت تخرج منه بكثرة , و في وسط دهشة المهاجم ضربه (رانمارو) بقوة فاندفع إلى الخلف بقوة هائلة اصطدم على إثرها بحائط المنزل و دمره و استمر في اندفاعه إلى الخلف لمسافة تقارب العشرة أمتار ثم سقط أرضا و هو يتدحرج , كان هذا كفيل بضرب جرس الإنذار لكل من حوله , لقد عرف من بالقرية وجود أشخاص غير مرغوب فيهم , شعر (رانمارو) بهذا أيضا , فأكمل ما كان يفعله بضرب باقي من بالغرفة بالقبضة فتطايرت الأجساد من الغرفة إلى خارجها في كل الإتجاهات , هنا كانت (كاجومي) لا تزال متسمرة في مكانها , كانت تنظر بعين واسعة محدقة في (رانمارو) و ما فعله للتو.
    - أنت ...أنت تعرف كيف تستخدم قوتك الروحية , م م من أنت أيها اللعين ؟!
    - لا شأن لك بمن أنا !
    قالها و ارتفعت بعدها (كاجومي) في الهواء و كأن هناك شيء ما يمسكها , كانت يد (رانمارو) اليسرى ترتفع أيضا في الهواء بنفس المعدل , لقد كان بسيطا حيث أن (رانمارو) قد أمر قوته الروحية بالانتشار في جميع أرجاء الغرفة , أو الأحرى أن نقول أنه لم يأمرها , كل ما فعله هو أنه تخيل الغرفة كلها فانتشرت قوته فيها , لم يكن يعلم كيف و لكنه بدأ يفهم ما كان يعنيه الوحش من قوته الروحية و أنه لا يمكن أن يتعلمها إلا بالممارسة , ابتسم (رانمارو) قليلا بينما كانت (كاجومي) تصرخ و هي تتوعده :
    - انزلني أيها اللعين , أتظن أنك ستخرج من هنا حيا , أنت ميت , ميت , استسلم , هيا انزلني ...
    - اصمتي !
    قالها (رانمارو) بلهجة آمرة , بعدها حرك يده ناحية اليسار بسرعة و فتح قبضته , فتحركت (كاجومي) إلى اليسار , اصطدمت بجدار البيت , دمرته , أكملت طريقها لمسافة أطول من أقرانها في الهواء ثم سقطت على الأرض تتدحرج , نظر (رانمارو) إليها لحظة , ثم اتجه إلى (ساكورا) , كانت (ساكورا) تنظر إليه نظرة غريبة , كانت تفكر :
    ((- كيف أصبح بهذه القوة ؟! أهذه هي قوة السحر ؟! أم أنها قوة العائلة ؟! أم أنه فعلا قوي جدا كما قال كايتو عندما نشط عصاه في البداية ؟!))
    - هل أنتي بخير ؟
    قالها (رانمارو) قاطعا حبل أفكارها , نظرت إليه وهلة تركز فيما قاله , ثم قالت بسرعة :
    - نعم , نعم أنا بخير !
    - أنا آسف جدا على تأخيري , إن كان قد حد...
    - لا تكمل فأنا الآن بخير كما أنك قد أنقذتني.
    قالتها (ساكورا) و هي تضع أطراف أصابع يدها اليمنى على فمه لمتنعه من الكلام , نظر إليها و هو متعجب من قولها , ثم ابتسم و قال:
    - هذا لا يعفيني من المسئولية , فهذه المرة استطعت إنقاذك , و الله أعلم ماذا سيحدث المرة القادمة.
    - لا تفرح كثيرا أيها الوغد فأنت لازلت معنا هنا .
    تلفت (رانمارو) و نظر هو و (ساكورا) إلى المتحدث , و جد قرابه سبعون شخصا يمسكون هراوات غليظة واقفين على مقدمة المنزل , كان المتحدث هو نفسه العجوز (ساشيرو) , ولكنه كان أكثر شبابا , كان يبدو أنه في حوالي الأربعين تقريبا , نظر (رانمارو) إليه وقال :
    - لقد كنت محقا بشأنك أيها اللعين , أنتم مصاصي دماء , أليس كذلك ؟!
    كان (رانمارو) يرى الحلقة التي تحيط برأس كل فرد فيهم , كانت الحلقة عبارة عن هالة من الضوء الأزرق تحيط بكل فرد فيهم , و لكن حجمها و كثافة لونها كانت تختلف من فرد للآخر , استنتج (رانمارو) أنها لابد و أن تكون مرتبطة بقوة كل فرد الروحية , تحدث (ساشيرو) الذي كان يملك أكبر حلقة و أغمق لون فيهم قائلا:
    - نعم أيها الساحر الماكر , أنا و كل من بالقرية مصاصي دماء , و قد استقبلناكما هنا حتى نتغذى عليكما و نطعمكما للصغار الجياع , و لكن لم أظن قط أنه يوجد من يستطيع أن يكتم قوته الروحية بينكما , هذا لشيء غريب , و لكنك الآن أمامي ها هنا , و صدقني أنت لن تخرج من هنا حيا أبدا !
    ابتسم رانمارو , و شبك ساعده امام صدره في ثقه و اغمض عينيه , كان يجمع قوته الروحيه , احس رانمارو بشيء غريب , انه لم يحتاج الي الشعور بالغضب حتي يجمع قوته الروحيه , احس و كأن قوته الروحيه العاديه قد اكتسبت نفس قوتها السابقه عندما انقذ ساكورا بها , هذا عني له شيئا واحدا , ان قوته الروحيه بالفعل قوية جدا كما قال له الوحش , ابتسم رانمارو اكثر , احس بالثقه اكثر , عندها كانت قوته الروحيه قد بدات تتوزع في جميع الاتجاهات و بقوة , بدا رانمارو و كان دخان غليان احمر اللون بدا يظهر منه و يرتفع الي اعلي , كان رفيعا ثم اخذ في التضخم حتي اصبح يحيط به تماما , كان من يراه يشعر بانطباع و كان رانمارو حديد ساخن تم صب ماء بارد عليه فاصدر هذا الدخان , تراجع كل الاشخاص الاخرين للخلف , بالطبع شعروا بفارق القوة بينهم و بين رانمارو الا ساشيرو , اغمض عينيه هو الاخر و ابتسم , و صدر عنه نفس الشيء , دخان ازرق صعد منه و اخذ في التضخم , حتي احتواه كله , ابتسم ساشيرو و قال :
    - هاهاهاها , هل تظن انك الوحيد القادر علي استخدام الطاقه الروحيه هنا ؟ انت مخطئ , انا ايضا و غيري كثيرين يستخدمونها , هذه لم تعد ورقتك المربحه بعد الان , هاهاها....
    -اصمت.
    قالها (رانمارو) بحزم و فتح عينه , و هنا تغير لون الهواء المحيط بالجميع بمن في الغرفة و خارجها , كانت قوى (رانمارو) الروحية قد انتشرت في المكان كله كما خطط لها , كان يتبع تعليمات الوحش بحذافريها , حيث تردد صوته عاليا في عقله و هو يقول :
    ((- عندما يتحكم الشخص بقوته الروحية خارج جسمه من الممكن أن يجعلها تذهب في أي إتجاه يريد , فممكن أن يجعلها تضغط و بقوة على كل ما يقع أسفلها من أشياء و أشخاص , قد تكون قوية فتمنع الأشخاص من الحركة مهما بذلوا من جهد , و قد تبلغ من القوة حدا يجعلها تمنع الأشخاص من التنفس بمنع حركة قفصهم الصدري , و بهذا يختنقوا و يموتوا أو يفقدوا الوعي على الأقل.))
    تسمر كل شخص في مكانه , كان (رانمارو) ينظر بحزم نحو جميع من حوله , كان قد فهم الآن بعض ما قاله الوحش , كانت قوته لا تزال متقدة , كان يحافظ عليها بتفكيره الدائم فيما سيحدث إذا ماتت (ساكورا) و أنه المسئول , كان هذا التفكير وحده كفيلا بتحريك جسمه لو كان ميتا , وقع الآن إثنان من المصاصين فاقدي الوعي من عدم القدرة على التحمل , و بعدها الثلاثة الموجودين على باب المنزل , ثم هؤلاء السبعة , ثم , و ثم , حتى لم يتبقَ غير شخص واحد , نظر (رانمارو) نحو (ساشيرو) و تردد صدى الوحش و هو يقول:
    ((- سوف يتأثر الجميع بقوتك الروحية , إلا من يملك قوة روحية هو الآخر قوية فسوف يطلقها حوله في شكل هالة تحميه , و إذا كانت قوته أقوي منك فسوف ينقلب الأمر عليك و تنهزم بقوته الروحية .))
    كان (ساشيرو) يحيط نفسه بهاله من اللون الأزرق , أغمض (رانمارو) عينيه , ثم صرخ :
    - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآه !!!
    كان يستجمع قواه بهذه الصرخة , كان يفكر في شيء واحد :
    ((- ماذا إذا تفوق ساشيرو علي بقوته الروحية ؟! كلا , إنني أقوى منه في القوة الروحية و لهذا سأقهره.))
    تردد صوت الوحش مرة أخرى بقوله:
    ((- تذكر هذا جيدا , ليس المهم هو قوة الفرد الروحية فقط , بل أيضا مقدار المدة التي يستطيع الحفاظ فيها على قوته الروحية بنفس المعدل.))
    حدث (رانمارو) نفسه و هو يقول :
    ((- أيها الوحش اللعين , الآن فقط قد فهمت ما تعنيه , أنا أشعر بالضعف الشديد في جسمي , يبدو أن آثار القوة لم يعتد عليها جسمي بعد , إذا استمريت على هذا سأنهزم , أنا لا يمكن أن أخسر , سأقضي عليك ساشيرو في لحظة.))
    أكمل (رانمارو) صرخته المدوية , ثم فجأة انفجرت منه طاقة روحية هائلة , ارتفعت الطاقة إلى أعلى بقوة كأنها انفجرت من بركان ثائر للتو , قابلت سقف المنزل فدمرته على الفور و تابعت طريقها إلى أعلى قليلا , ثم فتح (رانمارو) عينيه ونظر بكل صرامة نحو (ساشيرو) الذي رفع سيفه في الهواء و قفز ليضرب به (رانمارو) , يبدو أنه قد أحس بمدى قوة خصمه و قرر أن ينهي الصراع بأسرع ما يمكن , ابتسم (رانمارو) و قال له :
    - أنت تريد إنهاء الليلة بسرعة , على الرحب و السعة .
    قالها و اختفت فجأة السحابة التي تصاعدت منه, اتسعت عيني (ساشيرو) من الرعب كأنه يعلم ما سيحدث له , فجأة هوى (ساشيرو) على الأرض و هو في منتصف القفزة و أحاط بهالته الروحية لون أحمر غامق أخد يندفع نحوه مخترقا درع طاقته حتى وصل إلى جسمه و بدد طاقته كلها , هنا اخترقت الطاقة جلده , و أخذت تدمر جسده بين صراخ (ساشيرو) الدائم , ثم سكت عن الصراخ , و توقف عن الحركة السريعة التي كانت تنم عن ألم شديد , فاختفت الطاقة الحمراء الخاصة (برانمارو) , نظرت( ساكورا) و هي متسمرة في مكانها من المفاجأة , ثم قامت من مكانها تجري نحو (رانمارو) و هي تضحك و تصيح :
    - لقد فعلتها رانمارو , كنت متأكدة من أنك ستفعلها , هذا أنت أيها البطـــ...!
    توقفت (ساكورا) في منتصف جريتها , حيث قال (رانمارو) بوهن شديد :
    - نعم ...لقد فعلتها و أنقذتك !
    قالها و اهتز في وقفته و كأنه يفقد وعيه , ثم مال جسده إلى الخلف , ووقع نحو الوراء , فاندفعت (ساكورا) ناحيته و استطاعت أن تمسك بجسده في اللحظة الأخيرة قبيل إرتطامه بالأرض , كانت عيناها تمتلئ بالدموع ,لم تكن تفكر إلا في كيف ستخرج (رانمارو) و نفسها من هذا الموقف, و في وسط هذا كله سمعت صوتا يقول:
    - ابحثوا عنهما , لا تتركوهما , اقتلوهما حيث وجدتموهما , احذروا من قوتهما القوية لقد تفوقوا على ساشيرو , ابحثوا عنهما في هذه المنطقة أولا, هيا !!!
    نظرت (ساكورا) في إلتياع , و لا يوجد بعقلها سوى تفكير واحد , كيف ستخرج من هذا المأزق الرهيب؟!!!
    يتبــــــــــــــــــــع.. ..............

  6. #16
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الفصـــل الحادي عشــــــــــــر
    ياكــــــــــــــــو
    تلفتت (ساكورا) حولها , فلم تجد سوى القوس و الجعبة التي كانت معها , وضعت (رانمارو) بحرص شديد على الأرض تاركة رأسه ترتطم بهدوء بها و هي ممسكة بها بيدها , ثم اتجهت إلى القوس و الجعبة و هي تزحف على بطنها حتى لا يراها أي أحد من الأعداء , كانت لحظات عصيبة , أحستها و كأنها دهرا كاملا , و أخيرا وصلت إلى القوس و الجعبة , أخرجت سهمين من الجعبة ووضعتهما في القوس و شدت الوتر , ركزت على اثنين ممن كانوا يقتربون , كانت بطلة يتوقع لها الكثير , لكن تلك لم تكن قوتها الكاملة باستخدام القوس , كانت تستطيع إصابة أربعة أهداف مختلفة من ضربة واحدة , كانت ماهرة جدا , ركزت و أخذت نفسا عميقا ثم أطلقت يدها , اندفع السهمان بسرعة و بقوة نحو هدفيهما , أصابت كل منهما هدفه في مقتل , أمسكت بسهمين آخرين , لكن حدث ما لم تتوقعه , لقد قام الشخصان اللذين أصيبا بسهميها , أطلقت شهقة فزع , كانت قد أدركت الآن أنها لن تستطيع أن تقتلهما بمجرد سهم كما فعلت مع الساحر, قهقه الآخرون الموجودون بالخارج و قال أحدهم :
    - يبدوا أننا سنستمتع الليلة بعرض فكاهي , هيا أطلقي علينا ما شئتي أيتها البشرية العنيدة فنحن خالدون و لن نموت بتلك الألعوبة الخشبية , هيا أرنا مهارتك في التصويب .
    استمروا في الضحك و استمرت (ساكورا) في اطلاق سهامها نحوهم فلم تكن تملك سوى هذه الوسيلة للدفاع عن (رانمارو) و عن نفسها , كانت دموعها تسيل على وجنتبها و هي تطلق السهام في كل اتجاه , و كلما أصيب واحد منهم و يسقط , يقف بعدها و كأن شيء لم يحدث له , و فجأة وصلت (ساكورا) إلى آخر سهم لديها , فوضعته جانبا حتى إذا احتاجت إليه , هنا لم يعد لديها أي شيء معها , كان المصاصون الموجودون بالخارج لا يتحركون , كانوا يقفون كأهداف سهلة لها , و كأن الأمر يسليهم فعلا , عندما توقفت (ساكورا) عن اطلاق السهام , قال أحدهم :
    - يبدوا أن فريستنا قد يأست و انتهت ذخيرتها , هيا فلنهجم عليها و نكمل استمتاعنا معها في مكان آخر.
    اندفع كل المصاصون في اتجاه البيت المهدم معظمه من جراء معركة (رانمارو) معهم , صرخت (ساكورا) و هي تضم ركبتها إلى صدرها و تمسك يديها أمام وجهها من الخوف , اقترب المصاصون من المنزل , أصبح اثنان على مسافة متر واحد من الباب , نصف متر , عشرة سنتيمترات , داخـ...
    - فوبوكي جامون !
    هنا اندفعت رياح شديدة محملة بكرات من الثلج , كان الجو لا ينذر بهبوب كل هذه الثلوج , لكن الأمر أمام البيت الذي يتواجد فيه (ساكورا) و (رانمارو) كان مختلفا تماما , كانت الرياح شديدة حتى أنها هزت أرجاء البيت بقوة و عنف , تطاير المصاصون خارج البيت مع الرياح ثم هدأت العاصفة , و سكنت الرياح , و أصبح خارج البيت مغطى تماما بالثلج , نظرت (ساكورا) بخوف إلى الظل الذي خرج من بين الأشجار , تقدم الشخص حتى سقط ضوء القمر عليه , كان فتى يبلغ حوالي الثامنة عشر من عمره , كان يمسك بعصاة تحورت نهايتها لتشكل رأس نسر أو صقر , كان هذا الشخص القادم ساحر , أمسكت (ساكورا) بالسهم الأخير الذي خبأته , و وضعته في القوس و صوبته نحو القادم , توقف الفتى فجأة و هو على باب المنزل و و أشار بيديه الإثنتين إشارة النفي و هو يقول :
    - كلا , أنا لست عدوا لكي , أنا جئت لأنقذك , اخفضي هذا السهم كي لا يسبب أي مشـ...
    - ماذا ؟!!!
    قالها الشخص الغريب عندما وقعت عيناه على (رانمارو) الفاقد للوعي .
    - هذه الحلقة , و هذا اللون , هذا الفتى من عائلة اليوشاهارو , هل يكون...؟!
    قالها ثم التفتت إلى (ساكورا) و أكملت ما كان يفكر فيه الشخص الغريب بقولها :
    - رانمارو , نعم هذا هو رانمارو , و الآن هل تظن نفسك صديق بعد كل هذا أيضا ؟!
    نظر الغريب غير مصدق إليها ثم نظر نحو (رانمارو) مرة أخرى و قال :
    - أنا لا يمكن أن أخطأ في لون هذه العائلة العظيمة , و هذا الشخص بالذات أنا لا يمكن أن أخطأ في شأنه , و لكن هذا يجعلنا أكثر من أصدقاء , هذا يجعلنا حلفاء .
    قالها و ابتسم (لساكورا) , تراخت يدي (ساكورا) عن القوس الذي تحمله و هي تردد قائلة :
    - يجعلنا هذا حلفاء ؟! لم ؟! أليس رانمارو منبوذا من مجتمع السحرة كله؟!
    ضيق الغريب عينيه و هو ينظر (لساكورا) و يقول :
    - هذا أمر يحتاج إلى وقت طويل للنقاش , و لكني حقيقة مندهشا لكون رانمارو قد نشط قواه السحرية , أظن أنه قد تلقى معونة من شخص ما , الآن دعينا نغادر هذا المكان قبل أن يعثر علينا أي شخص آخر من هذه القرية المجنونة .
    قالها ثم دخل إلى البيت دون أن ينتظر جواب (ساكورا) , رفع (رانمارو) بعصاه السحرية , فقد قال شيئا لم تسمعه (ساكورا) , كان كل تفكيرها ينصب في هل فعلا من السلامة خروجها معه من هنا أم ترفض ؟ كان الأمر أقل خطورة قليلا مع هذا الغريب , فحتى ولو كان من الأعداء ,و حتى ولو كان يضمر شرا (لرانمارو) , فبعد فترة سوف يستيقظ (رانمارو) و عندها ستختلف الأمور , و لكن الأهم الآن هو الخروج من هذا المأزق الرهيب , قامت (ساكورا) من الأرض و مشيت وراء الغريب الذي قادها في طريق ملتوي متعرج بين الأشجار حتى خرجوا من القرية , و ساروا نحو سهل كبير مشوا فيه و هي لا تعرف إلى ما نهايته .
    *******************
    - سيدتي هل طلبتيني؟
    - نعم يا إيكويا , هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه , لقد وصلت أخبار جديدة الآن.
    نظرت (إيكويا) إلى سيدتها , فهي رئيسة فريق الأخبار و التحريات الخاص بالمجموعة , و لكن هل هناك جاسوس ينقل الأخبار إلى سيدتها فقط و لا يخبرها إياها.
    - لا تقلقي إيكويا , هذه ليست من قسمك , إنها شيء من معارفي و اتصالاتي الخاصة.
    نظرت (إيكويا) إليها بشيء من الريبة , إذا لم يكن هناك شيء قد وصل إلى قسمها فهو إذا شيء غير مهم , لكن إذا كانت سيدتها قالت أنها شيء يهمها فهذا يعني أن قسمها به خلل , و لابد من تطويره.
    - نعم إيكويا , قسمك يحتاج إلى التجديد بدماء جديةه فيبدو أنه قد تلف قليلا.
    اتسعت عينا (إيكويا) في دهشة من مدى تعمق سيدتها في قراءة أفكارها إلى هذه الدرجة , ثم ابتسمت و قالت :
    - شيء متوقع من سيدتي , ماذا هناك إذن ؟!
    - لقد هوجمت قرية اليوشيكومو بشخص يعتقد أنه ساحر.
    - ماذا تقصدين بأنه يعتقد أنه ساحر؟
    - هذا هو المثير للإهتمام , أنت تعرفين عادات هذه القرية , فهناك يجتذبون أشخاص عاديين للعمل معهم , ثم يجعلونهم طعام لصغارهم حتى إذا هلك الأشخاص منهم يبحثون عن غيرهم و هكذا .
    - نعم هذا أمر متوقع من هذه القرية , ماذا هناك إذن؟!
    - هذا المساء استقدموا اثنين للعمل في القرية , ولد و فتاة , يقاربون السادسة عشر على الأكثر , عندما جائوا ليجعلونهم طعاما لأولادهم هاجمهم الفتى بقواه الروحية و قتل من كان يحاول أن يهجم عليهما.
    - ماذا؟! ألم يستطيعوا التفرقة بين العادي و الساحر ؟! هذه بلاهة.
    - كلا , لا تتسرعي في الحكم الآن , لقد قال لي جاسوسي هناك أنه قد رأى الشخصين , و كانا عاديين بلا أي هاله تحيط بأي فرد منهم.
    - هل تعني أنه يوجد من يستطيع أن يخفي قوته الروحية منهما؟!
    - ممكن , أو هناك من نشط طاقته السحرية .
    - أنت لا تعنين...؟!!
    نظرت (إيكويا) و هي تنظر بعينها في أي إتجاه بنظرات عشوائية حيث كانت تفكر في ما قالته للتو سيدتها , قاطعت سيدتها حبل أفكارها بقولها :
    - نعم هذا ما أظنه , أظن أن الفتاة البشرية مع رانمارو الآن , كما أن رانمارو قد نشط بالفعل قواه السحرية.
    صمت جميع من بالغرفة الآن , ظل الصمت موجودا فترة ثواني معدودة قتلته بعدها (إيكويا) بقولها بصوت صارم:
    - وأين هما الآن ؟! في القرية ؟!
    - لا أعرف , فالجاسوس ذهب إليهما حتى يوافيني بأحدث التطورات لكنه لم يرجع إلى الآن , و في أغلب الأحوال فقد مات.
    رفعت (إيكويا) بصرها إلى سيدتها و قالت بدهشة:
    - هل تعنين أن رانمارو هذا يملك قوة كبيرة إلى هذه الدرجة ؟!
    - لا تستخفي بأي فرد من عائلة اليوشيهارو , بصفة خاصة رانمارو هذا , و إلا لن تفيقي إلا و أنت مقتولة على يديه.
    بلعت (إيكويا) ريقها بصعوبة , لم تتذكر أن سيدتها حذرتها من شخص تخاف منه غير (جنتو) , فهل (رانمارو) هذا يصل إلى مستواه ؟ إنها تدرك جيدا مدى قوة سيدتها , هي لم تر (جنتو) هذا من قبل لكنها أخذت انطباع أنه أقوى بكثير من سيدتها , فهل (رانمارو) هذا قوي مثله , نظرت (إيكويا) إليها ثم قالت :
    - حسنا , سأتذكر نصيحتك , و الآن أعذريني فسأذهب إلى القرية لأستكشف و أجمع المعلومات ففي أغلب الظنون لابد وأنهما قد تركا المكان الآن.
    أومأت السيدة (لإيكويا) للذهاب , ثم بعدما ذهبت , قامت من مجلسها الرومانسي إلى النافذة , و تطلعت إلى ضوء القمر , فكرت , هل فعلا (رانمارو) قد نشط قوته أم أنه شخص آخر تصادف الحظ أن يكون هناك , هذا هو السؤال المحير و لن تجد له إجابة حتى رجوع (إيكويا) .
    ************************
    - كايتو.
    - نعم سيدي.
    - يبدو أن صديقنا الصغير قد بدأ يظهر على الساحة.
    - ماذا تعني بذلك؟ هل نشط قواه السحرية؟
    - نعم , على ما أظن , لقد جاءني تقرير من قرية اليوشيكومو , لقد هوجمت القرية بفرد يعتقد أنه ساحر.
    - أليست هذه هي القرية التي تستقدم أشخاص عاديين بدعوى العمل فيها ثم تجعلهم طعاما لصغارهم؟!
    - نعم , إنهم أولئك الناس , و لكن عندما استقدموهم كانوا عاديين , لكن في الليل عندما جائوا ليطعموهم للصغار أصبح واحدا منهم فجأة ساحرا.
    أمسك (كايتو) ذقنه بيده اليمنى معتمدا على اليسرى الموضوعة أمام صدره يفكر في هذا الأمر , ثم رفع رأسه و قال :
    - لا خطأ في ذلك , إنه رانمارو بلا شك.
    - هذا جيد إذا , و لكن نحتاج للتأكيد , انتظر التأكيد من الجاسوس , و هذا جيد إن كان رانمارو , فخطتنا تسير في طريقها السليم.
    - نعم إن الخطة تسير كما نريد.
    ضحك الإثنان ضحكة وحوش مفترسة وجدت فريستها بلا أي حراك , ضحكة مرعبة , ضحكة ترددت صداها في جنبات المقر السري .
    ********************
    - ماهذا الظلام الذي يحيط بي؟! أين أنا ؟!
    - هاهاها , أنت طفل صغير و سوف أقتلك ,هاهاها.
    كان ذاك صوت (هاكو).
    - أنت قتلت أبواك.
    كان ذاك صوت (كايتو).
    - أنت تأخرت في حمايتي و قتلني المصاصين.
    كان ذاك صوت (ساكورا).
    - أنت لا تستطيع أن تتحمل جزء من طاقتي , فكيف تستطيع أن تكون قويا إذن؟!
    كان ذاك صوت الوحش.
    ترددت صدى هذه الأصوات في وسط الظلام الدامس مع ظهور صورة كل فرد منهم أمام (رانمارو) و هو يحدثه , أمسك برأسه و سقط على ركبتيه و هو يصرخ:
    - كلااااااا , هذا ليس بعيب في , أنا أريد أن أكون قويا , أنا أريد أن أحمي الجميع , أنا لم أقتل أبواي , كلاااااااااا !!!
    فجأة فتح عينيه , كان جسمه كله مليء بالعرق , كان ينهج و كأنه كان في ماراثون للجري , نظر حوله فإذا هو في تجويف تحت الأرض تحت جذر شجرة كبيرة , تلفت فرأى (ساكورا) و هي تنظر إليه باشفاق , كانت عيناها تدمع , تنفس الصعداء عند رؤيتها سالمة.
    - حمدا لله على سلامتك ساكورا.
    - أخيرا قد رجعت لوعيك.
    نظر (رانمارو) باتجاه محدثه ,كان فتى طويل و نحيف قليلا , كان تقريبا أكبر منه بعمر لا يتعدى الأربعة سنوات , كانت عيناه لون بؤبؤها أخضر صافي غريب , نظر إلى يده فوجد بها عصاة سحرية تغطي نصف ساعده بجلد أبيض سميك به خطوط رماديه خفيفة , و امتدت العصاة من يده اليمنى لتنتهي برأس نسر جارح , نظر (رانمارو) إلى محدثه وسأله:
    - من أنت؟!!
    - أنا ياكو , تشرفت بمعرفتك أيها العظيم رانمارو.
    يتبــــــــــــــــــــــ ــــع..............

  7. #17
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفصــــل الثانـــــي عشــــــــر
    هارونــــــــــــــــــا
    - كم أكره هذه الحياة.
    قالتها (هارونا) و هي تنام على سريرها بقفزة تحتضن الفراش فيها بقوة , كان وجهها مقابلا للفراش , عدلت من وجهها و نظرت يسارا و هي لازالت تجلس عليه ببطنها و ترفع رجليها الإثنتين و تحركهما كطفلة صغيرة تلعب , كانت عابسة الوجه , رغم ذلك كانت جميلة أيضا , كانت عيناه أجمل مافيها بلونها الأزرق الصافي الغريب , فكرت (هارونا) و قالت في نفسها:
    - هذه الحياة لم أعد أطيقها , والدتي لا تفكر سوى في مصلحتها , من المجنونة التي ترضى بهيكاشي هذا , نعم إنه ظريف قليلا , و لكن والده هذا أحمق كبير , من يظن نفسه بإعلانه أنه يتبع مبادئ كارا , هذا شيء غريب , الكل يعرف بالطبع مدى دموية عائلته البغيضة و لكن أن يصل به الحد إلى إعلانه عن تأييده لمبادئ كارا , هذا لا يطاق.
    قامت من الفراش و جلست على مفعد هزاز يقابل مدفأة قديمة الطراز , كان يبدو أنها تعيش في جو من العصور الوسطى , أمسكت بكتاب تقرأ فيه , هنا اندفع قط إليها و جلس على قدمها و هو يموء بهدوء شديد , كان سياميا , و كان لونه بني , كانت أنثى , أغلقت (هارونا) الكتاب , و وضعته على رف بارز بالمدفأة و قالت للقطة و هي تداعبها :
    - كم أنت مسلية , يبدو أن مالكك السابق كان يهتم بك كثيرا.
    كانت (هارونا) قد وجدت القطة و هي ضعيفة منهكة أثناء سيرها في أحد الأيام من هذا الأسبوع , كانت تبدو عليها أنها لم تأكل ليومين على الأقل , أخذتها (هارونا) و أطعمتها , ثم أخذتها معها إلى البيت , و أدخلتها بدون علم والدتها , كانت والدتها تخاف من القطط , و إذا علمت بوجود قطة في المنزل ستطردها , أو ربما قتلتها , كانت (هارونا) تحب هذه القطة جدا , لم تعرف ما اسمها , إلا أنها أحست أنها كانت ملك لشخص عطوف , حيث أن القطة لم تتعرف عليها و تعتاد عليها إلا بعد فترة أطول من المعتاد و كانت لديها عادة جميلة , لا تنام إلا و هي في حضنها , أحست أنها عادة كان مالكها يتبعها مما أعطى انطباع أنه كان وحيد أو حزينا جدا.
    - هارونا , هيا استيقظي.
    أفاقت الخادمة سيدتها من النوم , تثائبت (هارونا) بكسل و هي في الفراش و قالت :
    - كم الساعة الآن ؟!
    - إنها الثامنة مساءا , سيدتي أبلغتني أن أوقظك حالا لأن اللورد ماكيتو و ابنه النبيل هيكاشي سيحضران بعد قليل.
    - أوه ألا يملان من الحضور , حسنا اذهبي الآن و طمأني والدتي أنني استيقظت.
    أكملت (هارونا) تثاؤبها و هي على فراشها وتابعت خروج الخادمة ببصرها , ثم تغير وجهها العادي إلى وجه أكثر عبوسا و هي تقول :
    - هذا اللعين و ابنه , و أمي التي لازالت مصرة عليه , لابد و أن يعلما أنني أكرهما , و لكن لماذا يتابعان حضورهما هنا , أنا لا أزال لا أفهم ذلك .
    قالتها و قامت من فراشها و مشت بتثاقل و بملل , دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا ثم خرجت , و لبست فستانا زمرديا لامعا , يغلب عليه الطابع الأسطوري , كانت تكرهه جدا لإنه قديم الطراز , و لهذا كانت تلبسه باعتياد عند حضور الضيفان الكريهان , تزينت (هارونا) بكامل زينتها , بدت أميرة في زيها الأسطوري هذا , نزلت السلالم الرخامية في تعالٍ أضاف إلى جمالها الكثير , ارتفعت عينا الضيفان إليها و هي تنزل , فلكز الأب الولد بكوعه و هو يداعبه بقوله :
    - لقد اخترت جيدا يا ولدي , جمال و قوة عائلة , إنك محظوظ !
    نظر الولد بخبث نحو أباه و قال :
    - لا تقل هذا يا والدي العزيز بصوت عال حتى لا تضيع الصورة الوردية التي تظنها عني و يضيع مجهود سنتين سدى.
    نظر الأب بفخر إلى ولده , كان ولده أكثر من أباه قوة في الشخصية و المكر على ما يبدو , نظر الأب إلى (هارونا) مرة أخرى , و هنا جاءت والدتها تحييهما قبيل وصول (هارونا) فقالت :
    - آسفة جدا على التأخير حيث لم تنبهني الخادمة الحمقاء عند وصولكما.
    - لا تأسفي يا راريسا , فهذا شيء عادي من أناس حقيرون مثل هؤلاء الخادمين.
    قالها و طبع قبلة علي يد راريسا ثم جلسوا جميعا , فنظر الولد إلى (هارونا) التي أصبحت بالقرب منهم الآن و قال:
    - لا تقل هذا يا أبي عنهم , فهم مثلنا مصاصي دماء و يجب ألا نفرق بين أحد تبعا لمقامه.
    نظر الأب تجاه ابنه و هو يحاول إخفاء ابتسامته بصعوبة , حيث أن ابنه كان يلعب اللعبة صحيحا , أكمل الولد كلامه :
    - أبي , أنا لا أتفق معك في آرائك تجاه الناس و طباعهم , أنت تنظر إليهم من أعلى , أنا أحب أن أراهم كأي شخص عادي.
    - بني , انت لا تعلم من هم في الأساس , نحن من عائلات نبيلة إنما هم عائلات شاركت قواها مع أغراب.
    - أنا لا أتفق معك في هذا يا لورد ماكيتو , أنا من رأي ابنك.
    قالتها (هارونا) و هي تجلس بينهم , نظر إليها الأب و هو يبتسم في سره و قال :
    - يبدو أن الجيل الجديد لا يعجبه أي شيء منا حتى وإن كان رأينا في الحياة.
    - أنا يا أبتي لا أتفق معك أبدا , أنا أظن أنك تعيش في عالم و أنا في عالم آخر.
    ابتسمت (راريسا) و قالت :
    - يبدو أن ما قلته يا ماكيتو صحيح , فما عندك عندي , ابنتي أيضا تعاندني في معظم الأمور , و لكن نحن الكبار لابد و أن نأخذ الأمور بترو , حتى يكبروا و يدركوا حقيقة الواقع.
    ضحك (ماكيتو) و ضحكت (راريسا) , بينما كانت عينا (هيكاشي) مثبتة على (هارونا) , كانت (هارونا) تتضايق كثيرا من عينا (هيكاشي) , كانت تكره الزيارات بسبب أنه كان لا يرفع بصره من عليها , كان يظن أنه بذلك يستطيع أن يأسر قلبها , على الرغم من أسلوبه اللطيف و آرائه التي تتوافق مع بعض آراءها إلا أنها أحست بأن شيئا غامضا فيه , شيئا لا يستريح له قلبها.
    - سيدتي !
    قالتها الخادمة و هي تقترب منهم , نظرت (هارونا) إليها و قالت :
    - ماذا هناك؟
    - انها سيدتي ناجامي تريدك , إنها عند الباب تقول إنها قد اتفقت معك على الخروج من قبل.
    - أها , حسنا قولي لها أن هارونا لن تستـ....
    - قولي لها أنني سأكون معها حالا.
    نظر الجميع إليها كانت (هارونا) قد وقفت الآن , قالت بسرعة شديدة :
    - أستمحيك عذرا يا لورد و هيكاشي , فقد وعدت ناجامي بالخروج معها في حفلة راقصة , إنها شيء من عدم التوافق بين الأجيال.
    ضحك (ماكيتو) و قال :
    - يبدو أن الفروق عندك يا راريسا مثلما يوجد عندي , فهيكاشي أيضا يحب الحفلات , هل يمكنه الحضور؟
    - كلا للأسف لا يمكنه و ذلك لأن الحفلة للفتيات فقط .
    قالتها و غمزت للورد فضحك و قال :
    - يبدو أن المتعة لازالت موجودة في هذا الجيل أكثر من جيلنا , أليس كذلك يا راريسا؟
    نظر نحو (راريسا) , كانت الأخيرة تنظر بغضب تجاه (هارونا) , التي سلمت على اللورد و (هيكاشي) بسرعة , و صعدت السلم و هي تجري و هي تقول :
    - سوف أتأخر اليوم يا أمي , لا تنتظريني.
    - حسنا و لكن اليوم يوم مميز لا تنسي هذا .
    - توقفت و هي على ثاني درجة سلم و تلفتت إلى أمها و قالت :
    - ولماذا هو مميز؟!!
    - وذلك لأن اللورد طلب يدك إلى ابنه !
    - ماذا؟!!!
    نظرت (هارونا) بدهشة شديدة , في حين أكملت والدتها قائلة :
    - وقد قلت له نعم , و أظن أنك لا تعارضيني في ذلك.
    - و لكن ...
    - ماذا ؟! ألديكي شيء تقولينه لي الآن ؟! لقد وعدتهم بالإجابة و أنت تعرفين أنه عندما نقول نعم يكون الأمر نعم , و إذا قلنا لا فهو إذن لا , هذا أمر غير قابل للمناقشة.
    دمعت عينا (هارونا) , و لم يجعلها تصحو من حزنها هذا إلا صوت الخادمة تذكرها بسيدتها المنتظرة بفارغ الصبر , نظرت (هارونا) إلى الخادمة ثم نظرت نحو الأرض بأسى , صعدت السلم ببطء شديد , نظر اللورد إلى (راريسا) و قال :
    - أظنك قسوتي عليها راريسا, كان لابد أن تأخذيها بالتدريج.
    - كلا أيها اللورد , لا تتدخل من فضلك في تربيتي بابنتي , أنا أكثر من يعرفها و أعرف طباعها , لولا هذا لرفضت , والآن لن تستطيع أن تقول شيئا.
    نظر اللورد إلى ابنه , ثم سكتوا جميعا , و هنا تحدث اللورد و قال :
    - هل نترك الأمور الآن إلى ما ستصير إليه , ونتكلم عن مواضيعنا الخاصة؟
    - نعم هيا ما أخبار كارا؟ و ما آخر الأوامر من القيادة؟!!
    *************************
    - ها أنتي هنا , لم هذا الحزن عزيزتي.
    قصت (هارونا) على (ناجامي) كل شيء بالتفصيل , نظرت (ناجامي) إليها و قالت :
    - لا أعلم لم تفعل أمك هكذا , إن اللورد هذا معروف بانتماءه الشديد لكارا , لابد وألا تسكتي , فهذا مستقبلك.
    - نعم عزيزتي و لهذا فإنني قد أخذت كل أغراضي الأساسية , و سأهرب.
    - ماذا؟!!
    - نعم سأهرب , ستساعديني على ذلك.
    - أنا؟!!
    - نعم , أريد منك أن تغطي على غيابي ليوم او إثنين على ما تستطيعي...
    - ولكن كيف سأفعل هذا , و كيف ستتمكني من العيـــ...
    - انظري العيش لوحدي أفضل بكثير من العيش مع هذا المعتوه القاتل , أنا لا أريد لأبنائي أن يكونوا قتلة , أنا أريدهم أن يكونوا صالحين , أنا لا أحب الشر , أترين أنني مخطأه في هذا؟
    نظرت (ناجامي) إلى صديقتها , ثم سكتت , كانت لا تستطيع أن تقول لها شيئا , وصلت إلى طريق مظلم و هدأت من سرعة السيارة , نزلت (هارونا) , وودعت صديقتها الغالية وسط دموعهما الحارة , ثم تركتها و ذهبت , عدلت (هارونا) من وضع حقيبة السفر على ظهرها و أخذت تسير نحو طريقها المظلم , طريقها إلى المجهول.
    يتبع.......................

  8. #18
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل الثالث عشر

    الواقع بصورته الكاملة

    - ياكو؟
    قالها (رانمارو) بوهن و هو ينظر نحو الشخص الواقف على بوابة الكهف , عندما دقق النظر وجد هالة حول رأسه لونها أبيض ناصع , قال و هو متفاجئ:
    - أنت لست ببشري عادي , أأنت ساحر؟!!
    - نعم , أنا ساحر من عائلة البياكورا , أحد عائلات قرية الريح البيضاء قبل أن تتدمر.
    - وما الذي جاء بفرد من هذه العائلة هنا ؟!
    قالها (رانمارو) و هو يقف بمساعدة (ساكورا) و أسند يده إلى حائط الكهف , تبادل النظرات مع (ياكو) حتى تحدث الأخير قائلا :
    - حسنا , أنا أعرف أنك تفكر الآن في كون عدو لك , و لكن يبدو أنك لم تعرف الحقيقة كاملة بعد...
    نظر (رانمارو) بعين ضيقة و هو ينظر إلى (ياكو) ثم قال :
    - حسنا قل ما عندك , و لكن..
    قالها ثم أخرج عصاه و قال :
    - كاي!
    تحولت العصا إلى شكلها المعتاد , نظر إليه (ياكو) في فزع , أكمل (رانمارو) قائلا :
    - و لكن إذا فكرت في خيانتنا فاعتبر نفسك ميت .
    ابتسم (ياكو) ابتسامة خفيفة , و قال و هو يحك مؤخرة رأسه بيده اليسرى :
    - أنا , لا تظن أنني سأفعل هذا , أنت فعلا صديق لي أو حليف بالمعني الأدق , و سيتضح لك السبب بعد ما أشرح لك حقيقة الوضع , هاهاها.
    ضحك ضحكة بلهاء و هو يحاول لن يخفف من حدة الوضع بينهما , و لكن (رانمارو) لم يتغير شكله , بل قال:
    - أتمنى أن يكون ما تقوله يستحق أن تذكره , و إلا فسوف أقتلك , هيا تكلم و قل ما عندك.
    - رانمارو , لا تعامله هكذا لقد أنقذ حياتنا.
    قالت (ساكورا) ذلك و هي تقف بين (رانمارو) و (ياكو) , نظر (رانمارو) إليها متفاجأ من موقفها الغريب , نظر إليها و قال :
    - هل أنت متأكدة ساكورا من أنه الذي أنقذنا أم كانت لعبة ؟!
    - لو كانت لعبة لكنا متنا و أنت نائم , فلماذا يتكبد شخص عبء إنقاذنا من أولئك الوحوش ثم ينتظر حتى تصحو و تستخدم قوتك ؟ أجنون هذا ؟!!
    صمت (رانمارو) , كان يفكر فيما قالته (ساكورا) , نعم ما قالته كان يبدو سليما , كما أنني أشك في كلام (كايتو) إلى الآن و أريد أن أعرف ما كان غرضه الحقيقي , فلابد و أن أستمع إليه ,نظر (رانمارو) إلى (ياكو) و قال :
    - حسنا ياكو , آسف على ما قلته و لكن إذا حاولت خيانتنا فأنت ميت لا محالة.
    - لا تقل هذا , فنحن سنصبح أصدقاء , كما أني أقدر ما مررت به , فقد حكت لي ساكورا كل ما حدث لكما , لكنها رفضت الإفصاح عن شخصية الشخص الذي قال لك معلومات عن عالمك و جعلك تنشط قوتك , و مهما كان فهو عدو و ليس صديق.
    قال جملته الأخيرة و هو يتقدم إلى داخل الكهف ليجلس بجوار (رانمارو) و (ساكورا) اللذان قد سبقوه بالجلوس على الأرض , ثم تابع بعد جلوسه معهما :
    - أولا أحب أن أوضح بعض المعلومات التي لابد و أنت لا تعرفها بعد
    نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) ثم نظر الاثنان إلى (ياكو) الذي تابع :
    - حسنا , أولا أنت تعرف أنك من عائلة اليوشاهارو النبيلة أحد عائلات قبيلة الريح البيضاء , هذه القرية التي تدمرت منذ حوالي أربعة عشر عاما مضى , لكن الشيء الأهم هو اتهامك بقتل والديك , مهما كانت الحقيقة سواء أكنت قد قتلتهما أم هذا كذب فهذا قد حدث لمصلحة البشر و للجميع.
    نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إليه , وقال :
    - سواء كنت من قتلهما أم لا فهذا جاء في مصلحة الجميع , ماذا تقصد بهذا؟!
    -حسنا , هناك في عالم الأجناس غير الطبيعية ثلاث مجموعات , الأولي تسمي كارا , و الثانية تسمي بوكاهاتسو , والثالثة موجودة للصراع ضد الإثنتين .
    - كارا , بوكاهاتسو؟!!
    - نعم , كارا أصلا تعني الفراغ , و هي ترمز إلى المكان الذي يشغله البشر العاديين الآن , فتلك المجموعة تنظر إلى البشر كنفايات , و أنهم يشغلون مساحات كبيرة بأعدادهم الضخمة عننا , و يستهلكون ثرواتنا , و إنهم لابد وأن يكونوا عبيد عندنا لا أن نخفي وجودنا عنهم كما نحن الآن , هذه المجموعة دموية جدا , و للأسف قوية جدا , و جميع أعضاءها قد بلغوا من القوة حدا إلى إعلان هويتهم إلى المجتمع العام لدينا , غير خائفين من أي رد فعل ضدهم .
    - هل أصبحوا أقوياء بمشاركة قواهم مع سحرة آخرين؟
    - ممم , ليس بالضبط , انظر رانمارو كقانون في تلك المجموعة يجب عليك أن تشارك قواك مع جميع الموجودين , هل تعرف ما يعنيه هذا ؟ هذا يعني أن الشخص الواحد منهم يمكن أن يكون لديه أكثر من سيد و أكثر من قوة , وهذا يعني قوة هائلة بالطبع.
    - و لكن كل قوة لها آثارها الجانبية , وإن لم تكن قويا لتتحكم بالقوة فإنها سوف تتحكم بك.
    نظر (ياكو) إلى (رانمارو) بدهشة , لقد كان يعرف ما كان يفوق ما توقعه من معلومات , ابتسم (رانمارو) و قال :
    - لا تتفاجأ هكذا , هذه المعلومات جئت بها من الوحش الخاص بي .
    - حسنا هذا يبدو منطقيا , نعم إن هناك الكثير منهم لا يستطيع أن يصمد أمام سيدين , سيده الأصلي و سيد الشخص الذي شاركه قواه , و لكن هناك قلة منهم من تستطيع أن تجمع بين ثلاثة أو أربعة أسياد في وقت واحد,ولكنه أمر غير مؤكد إلى الآن , حسنا فلنكمل , قرية الريح البيضاء كانت من أقوى القرى , و كانت تمتلئ بالكثير من العائلات النبيلة مما جعلها في أعلى أهداف هذه المجموعة , كانوا يرون أنه عندما يدمرون القرية فإنهم سوف يستولون على كل ما فيها من كنوز , و لكي يفعلوا ذلك كانوا يحتاجون إلى جاسوس , فرد قوي جدا لا يشك فيه فرد في القرية , يأتمنوه على أسراهم و أمنهم , و هنا يخونهم و يقودهم إلى هزيمة القرية.
    نظر (رانمارو) إليه و عينيه متسعتين من الدهشة و هو يقول :
    - لا تقل لي ...!!
    أومأ (ياكو) برأسه موافقا و قال :
    - نعم إنهم هما رانمار...!!!
    - لا تقل ذلك , هذا مستحيل , لقد كان والداي من أقوى من في القرية و أفضلهما على الإطلاق , كانا أبطال.
    صرخ (رانمارو) في وجه (ياكو) و عينيه تدمع , نظر (ياكو) إليه بشفقة و قال :
    - أنا أعرف أن هذا أمر صعب عليك و لكن هذا شيء قد كشفه رئيس القرية قبيل الهجوم بساعتين , و عندما حاول أن يوقفه قتله أبواك , و هنا حاول أقوى من في القرية التصدي لوالديك و لكنهما فشلا , و لكن لسبب ما ماتا , و قال الشهود أنهم رئوك و أنت ترمي عليهم التعويذة , لا أحد يعلم كيف , كانت معجزة , أنت بقتلك لهما قد أتحت بعض الوقت لجعل الصغار يهربون , الصغار الذين كبروا ليصيروا كبار مثلي الآن.
    نظر (رانمارو) نحوه و كأنه لا يصدق ما سمعه , نظر إلى (ساكورا) و قال :
    - إنه يكذب , أنا لا أصدق ما قاله هذا كذب .
    قالها و هو يصرخ , وقف بسرعة , ثم رفع عصاته السحرية إلى أعلى , ظهر ضوء أحمر قوي حوله و بدا و كأنه يشتعل , كان يبدو أنه يستخدم طاقته الروحية , نظر (ياكو) إليه في فزع , و رفع عصاته هو الآخر , فجأة قفزت (ساكورا) تمسك (برانمارو) , نظر إليها و هي تقول له :
    - هل تكف عما تفعله الآن , أنا أعرف شعورك و لكن إذا كانت هذه الحقيقة فماذا بيدك أن تفعله , هذا شيء كان بيديهما و ليس بيدك.
    قالت ذلك و هي تبكي , ارتمت في حضنه و هي تبكي , نظر إليها (رانمارو) , اختفى الضوء الأحمر حوله , و أخفض عصاته , و أنزل يده على ظهر (ساكورا) , و ضمها بقوة إليه و قال و هي يبكي :
    - أنا لا أعرف ماذا أفعل , أحس و كأني ضللت الطريق , هل قتلي لوالدي صحيح أم أن شخصا آخر قتلهما , هل كانا بطلين أم كانا خائنين , أنا لا أعرف , ماذا أفعل ساكورا ؟!!
    ابتعدت (ساكورا) عن حضنه , و مسحت دموعه بيديها , ثم نظرت إلى (ياكو) الحزين و قالت :
    - لابد وأن هناك شيء خطأ , إذا كان والدي رانمارو خائنان , فلماذا إذا قد نبذ ؟!
    أفاق كلام (ساكورا) (رانمارو) , فتوقف عن البكاء و رفع بصره إلى (ياكو) و قال له بسرعة:
    - نعم هذا صحيح , إذا كنت بطلا بقتلي لهما فلماذا إذن أنا منبوذ ؟!
    نظر إليهما (ياكو) و هو أكثر حزنا و قال :
    - للأسف الذي عرف بهذا الموضوع هم قلة قليلة , و جميعهم قد قتلوا بأيدي والديك إلا شخص واحد فقط و هو نائب رئيس القرية , وهو الذي ساعدني أنا و ثلاثة معي على الفرار و أخبرنا بما حدث لأنه كان يشك في أنه سينجو , بالفعل قد قتل في هذه المعركة التي انتهت بتدمير قريتنا.
    - هل تعني أن الحقيقة قد ظلت مخبأة إلى الآن ؟!
    - نعم , أنا و ثلاثة آخرون فقط نعرف هذه الحقيقة.
    - وكيف لي أن أتأكد إنكم لم تتفقوا على هذه الكذبة ؟!
    - ولماذا نكلف أنفسنا عناء ذلك , و أنا كان بمقدوري قتلك و أنت مغمى عليك , ثم للأسف نحن الأربعة افترقنا بعد تدمير القرية حتى لا يتعرف علينا أحد , فكلما قل العدد كلما قل الخطر.
    نظر (رانمارو) إليه و قال :
    - هل تعني أنك لا تعرف أين باقي الثلاثة ؟
    - أنا لا أعرف أن كان الثلاثة على قيد الحياة أصلا .
    صمت الجميع , كان (رانمارو) يفكر , نعم إنه لو كان عدو لقتله على الفور , و لكنه أنقذه فعلا , و لم يؤذيه , ثم هذا الموضوع المتعلق بوالديه , يبدو أن موضوع والديه شائكا , و حتى الآن لم يعرف غرض (كايتو) الحقيقي من جراء مساعدته , فكر (رانمارو) , و توصل إلى قراره , فقال (لياكو):
    - حسنا إذن , نحن سنبحث عن الباقي إن كانوا أحياء , و إذا أكدوا كلامك فعلا فسوف يكون هناك أشياء لابد من فعلها.
    نظرت (ساكورا) إليه , و قالت:
    - هل يعني ذلك إنك ستبحث عنهم ؟ و لكننا لا نعرف من هم و كيف نجدهم.
    - أظن أن لدي خطة.
    قالها (رانمارو) , فنظر إليه كل من (ياكو) و (ساكورا) , و سأله (ياكو) قائلا :
    - ماذا تفكر رانمارو؟
    نظر (رانمارو) إليهم بمكر و قال :
    - أفكر في أن لكل عائلة لون مميز صحيح ؟
    - نعم هذا صحيح !
    حسنا , هذا ما سنفعله .
    قالها ثم تحدث بصوت خفيض عن خطته , و بعد أن انتهى نظر إليه الآخران بتعجب ثم قال (ياكو) :
    - أنت مجنون أتعرف ذلك !
    - نعم رانمارو هذا لجنون أنك بهذا سوف تقول لأعدائنا أنك هنا أمامهم و تنتظرهم.
    - ولكن هذا هو الحل الوحيد هل يوجد لديكم شيء آخر ؟!
    نظر الآخران إليه و قال (ياكو) :
    - لا للأسف , و لكن يجب أن نكون أقوياء مستعدين لأي شيء .
    - نعم هذا ما سنفعله في الوقت القادم يجب أن نتدرب بشدة و نصبح أقوياء , و نعلم أنفسنا بأنفسنا و ذلك حتى نتغلب على أي عدو لنا.
    - حسنا إذن.
    قالها (ياكو) و هو ينهي الكلام , إلا أن (رانمارو) سأله :
    - لقد قلت إن هناك ثلاث مجموعات و لم تتحدث إلا عن واحدة , فما هم الإثنان الآخران ؟
    - أها , آسف فقد نسيت , إن المجموعة الثانية و هي اسمها بوكاهاتسو , و هي تعني الإنفجار , و هي جماعة ترى أن البشر نعم كائنات تشغل مكانا و أقل مكانة مننا , و لكن لها فوائد , فمصاصي الدماء مثلا يحتاجون إليهم , و لهذا فإن غالبيتها من مصاصي الدماء , و هي تهدف إلى جعل العالم كله من البشر الغير عاديون مثلنا , و حجز البشر العاديون في أماكن محددة , كما و كأننا نربي قطيع , عندما نحتاج منه ما نريد نستخدمهم و إذا انتهينا نعيدهم إلى حظيرتهم , إذا رأيت الأمر على خريطة قد رسموها للعالم قبل و بعد التوزيع , فإنك ستشعر بحدوث انفجار انتشرت بعدها مجموعات البشر الخارقون أمثالنا و انحسرت فيه مجموعات البشر العاديين مثل ساكورا , و لهذا فإنهم قد سموا أنفسهم الإنفجار.
    - هذا بشع.
    قالتها (ساكورا) و هي تتخيل ما قد يحدث إذا وضعت في مكان كحظيرة و منعت من التحرك , و كأنها سجينة لشيء لم تفعله.
    - نعم هذا صحيح , إنه لعمل بشع حقا و غير إنساني على الإطلاق.
    قالها (رانمارو) و هو ينظر نحو (ساكورا) , هنا تابع (ياكو) قائلا :
    - حسنا أنا أتفق معك , و كذلك كثيرين , و لهذا فإن هناك المجموعة الثالثة , هذه ليست لها أي اسم , و لكن هدفها هي حماية البشر من طغيان المجموعتين المجنونتين , هذه المجموعة أعضاءها غير محددين , إن أي فرد ينقذ بشري من أي خطر يعتبر منها , و أنا أعتبر نفسي أنتمي إليها , إنني لأشعر بالفخر لكوني فردا منها , يكفيني فخرا أن جنتو عضوا فيها.
    - جنتو ؟ من جنتو هذا ؟!
    - ماذا؟!! ألا تعرف جنتو ؟! إنه أشهر مصاص دماء على الإطلاق.
    - كلا للأسف , و لكن لم هو أشهر مصاص دماء ؟!
    - أولا لأنه قديم جدا , البعض يقول إنه عاش حوالي ألف عام , و البعض يقول أكثر من ذلك , لا أحد يعرف بالضبط , كما أن لا أحد يعرف وجهه الحقيقي , لكنه أقوى مصاص دماء على الإطلاق , قوته الروحية رهيبة , كما يقال أنه قد شارك ساحر قواه , يقال إنها عائلة جينكيوكيتسكي , و هي عائلة مصاص الدماء الفضي المنقرضة , هذه العائلة التي اندثرت على الرغم من قوتها , بينما يعتقد البعض أن جنتو في الأصل آخر فرد من العائلة وتحول إلى مصاص دماء , لكن في النهاية جنتو هو أقوى مصاص دماء على وجه الأرض و لا يستطيع أن يقف في وجهه أي شخص , و هو لحسن الحظ في جانبنا.
    - ولكن إذا اتحدت المجموعتان فهو هالك , أليس كذلك ؟!
    - لحسن الحظ لم يهزم جنتو من قبل على الإطلاق , كما أن المجموعتان لحسن الحظ ليسوا على وفاق , فهم أعداء مريرين فيما بينهما , فلا أي واحد منهما يريد أن تنجح الأخرى في تحقيق أهدافها , هناك نوع من المنافسة و التعالي على بعضهما , و هذا ما يعطينا فرص كثيرة للتفوق عليهما.
    - وهل تعمل بمفردك ؟
    قالتها (ساكورا) (لياكو) الذي رد قائلا :
    - نعم , فكما قلت لك أعضاء المجموعة الأخيرة لا يعرفون بعضهم , كما أنه لا يوجد أي تنسيق أو قائد , إن القاعدة الذهبية هي أنك إن وجدت بشريا في حاجه للمساعدة ساعده ولو على حساب حياتك , فأنت بهذا تنفذ قواعد و مبادئ المجموعة , هذا هو الحال هنا , و لهذا فعندما رأيت شخصان عاديان يدخلان القرية في عربة بها أناس بها حلقات حول رأسهم قررت أن أتجسس , ولهذا السبب دخلت القرية , فوجدتهم يهاجمونكما , فقررت أن أتدخل لإنقاذكما.
    صمت الجميع مرة أخرى , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , فأومأت برأسها موافقة , يبدو أنهما كانا يفكران بنفس الفكرة , نظر (ياكو) اليهما مندهشا ثم قال رانمارو :
    - حسنا نحن الآن في فريق المجموعة الثالثة , هل يوجد أي مانع لذلك ؟!
    تبادل (ياكو) نظراته معهما , كان مندهشا , فهو كان يتوقع أنه سيواجه معاندة كبيرة منهما أو إنهما لن يرضيا بهذا , و لكن أن يوافقان على ذلك فهذا شيء جميل , ابتسم لهما ثم قال :
    - حسنا إذن , سوف نكون فريق واحدا نحن الثلاثة.
    قاطعه (رانمارو) بقوله :
    - لا تضع حدا للفريق.
    نظر إليه (ياكو) غير متفهما فأكمل :
    - نعم , فإنني سأكون ليس فريق و لكن نواة , نواة لإعادة بناء قريتي , سأسمي فريقي هذا فريق الريح البيضاء , و سنبدأ بتجميع أعضاء القرية من أصدقائك أولا ثم من أي شخص يريد الإنضمام إلينا.
    نظر (ياكو) إليه متعجبا , هذا ليس شخص عادي , إنه فعلا عظيم , إنه يستحق اللقب , العظيم رانمارو.
    يتبــــــــــع..............

  9. #19
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــــل الرابـــع عشــــــر

    مشاعــــر و أحاسيـــس.

    قامت (ساكورا) و هي تتثائب و تقول لهما :
    - والآن كيف سندبر أمور حياتنا أولا ؟!
    - حسنا هذا ما سنفكر فيه , أمامنا أن نعمل مع البشر و بما فيه من مخاطر كبيرة , أو ننشيء عالمنا السحري و نعيش فيه و هذا يحتاج إلى قوة كبيرة
    قالها (ياكو) و نظر إلى (رانمارو) , تبادل معه النظر ثم قال له :
    - لماذا تحدق في هكذا؟ أنا قوتي كبيرة نعم و لكن أنا لا أعلم أي شيء عن مثل هذه الأمور.
    - حسنا , انظر رانمارو , أنت و أنا من عائلات نبيلة , و لكني للأسف لا أستطيع استخدام وحشي كما ينبغي , هو بنفسه قال لي أن هناك شيء يمنعني من استخدام قوته كاملة , و هذا ما يؤرقني , و لكنك أنت الوحيد هنا الذي تستطيع أن تفعل أي شيء بقوتك
    - ياكو , أنا فعلا لدي قوة عظيمة , و لكني لا أعرف كيف أستخدمها بعد , أنا جديد هنا , و أحتاج إلى المزيد و المزيد من الوقت للتعلم , ثم كيف كنت تعيش في السابق ؟ أكنت تعيش بمفردك؟
    - لا , لقد التقطتني عائلة ثرية إلى حد ما و ربتني كولدها حيث إنهم لم يكن عندهم أية أبناء , و هم كانوا أفرادا عاديين , و المحيطين بهم كذلك , و أنا أدعوهما بأبي و أمي إلى الآن , ولكني رأيت بعض من الأشخاص الغير عاديين , و أنا أخاف أننا عندما نصبح ثلاثة سنسبب الضرر لهما , و هما أغلى ما أملك الآن و أحبهما جدا و لا أريد أن يكون نتيجة المساعدة هو الضرر.
    نظر (رانمارو) إليه , وقالت (ساكورا) :
    - أنت ممكن أن تدخلنا كأصدقاءك كما أننا لن نمكث طويلا فسنغادر كي نستطيع إيجاد باقي الأعضاء , و سوف نغادر أيضا إلى مكان بعيد بعد أن يتكون الفريق.
    فكر (ياكو) قليلا , وهو ينظر تجاه الأرض , فقال (رانمارو) :
    - لا تخف , فنحن لن نخرج على الإطلاق أو يرانا أحد غير من بالمنزل , كما أننا سنمكث وقت قليل مثل ما قالت ساكورا بالضبط , و هذا لن يجعلنا موضع شبهة , أليس كذلك ؟!
    فرك (ياكو) ذقنه و هو يفكر ثم قال :
    - حسنا إذن , لم الخوف و نحن نعيش فيه من الأصل؟ حسنا , سنذهب للعيش هناك حتى نضع خطتنا و نتم استعداداتنا للمغادرة من هناك.
    - حسنا , هذا جيد
    قالتها (ساكورا) و هي تبتسم , ثم نظرت إلى (رانمارو) فوجدته عابسا , فسألته :
    - ماذا هناك رانمارو ؟!
    نظر (رانمارو) إليها ثم قال :
    - أنا لا أعرف من أنا ؟! منذ أيام قلائل كنت رانمارو الذكي الملتزم , ولدا في المدرسة مثل باقي الأولاد , و الآن أنا ساحر , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي ماتا في حادثة , و منذ يوم واحد فقط ظللت أظن أن هناك من قتلهما و ألصق التهمة بي و الآن أنا أظن إنني الذي قتلتهما , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي عاديان , و لكن حتى أمس فقط كنت أظن إنهما ساحران عظيمان دافعا عن القرية بأرواحهما , والآن أنا أمام حقيقة أنهما خائنين , أنا لا أعرف ماذا أظن و ماذا أعتقد , أنا لا أعرف ما الصواب و ما الخطأ , أريد أن أعرف , أريد أن ...
    ولم يكمل ما قاله , حيث ارتمى على الأرض و هو يبكي , يبكي بحرقة شديدة , اتجهت إليه (ساكورا) , و نزلت على ركبتيها على الأرض , و مدت يدها اليمنى تلمس ظهر (رانمارو) بحنان و هي تقول :
    - عزيزي , لا تيأس , هناك أكيد شيء خطأ , من يعلم ماذا جرى في تلك الليلة المشئومة ؟! كما أن هناك الكثير من التفسيرات , و هذا يعني أن الحقيقة ضائعة تائهة , و أنت لابد و أن تجدها.
    قالتها و (رانمارو) لم يتوقف عن البكاء , ثم رفع رأسه و هو يمسح دموعه و قال :
    - أنا خائف جدا ساكورا , إنني أريد إثبات برائتي , و كنت قد هيأت نفسي لذلك , و لكن...
    قالها ثم اهتز جسمه بشدة و هو يرفع يديه الإثنتين أمام وجهه و تابع :
    - و لكن الآن أنا أبحث عن برائتي في مقابل إثبات خيانة والداي , أنا لا أعلم و لكن هل ما أفعله صواب؟! هل أبحث عن برائتي و أدينهما ؟! أم أموت و أنا قاتل أمام الناس برئ أمام نفسي ؟ أنا لا أعلم ماذا أفعل , أنا تائه ساكورا.
    قالها و عيناه تمتلئ بالدموع , ضمته (ساكورا) بسرعة في حنان و هي تبكي هي الأخرى , فاحتضنها كما يحتضن الابن أمه , ثم قالت له :
    - أنا أريد أن أهون عليك و لكن هنا , و في هذا الموقف بالتحديد أنا لا يمكن أن أقول لك سوى الحقيقة , حقيقة رأيي تجاه هذا الموضوع , الكل يحب أباه و أمه جدا و يخاف عليهما , و لكن ماذا تفعل إذا كانا قد أخطئا فعلا ؟! أتدفع أنت ثمن جريمة لم ترتكبها بسبب طيش أبواك ؟! يجب أن تعلم جيدا رانمارو أن الكبار يخطئون و هم يعلمون جيدا عواقب ذلك , أنا لا أقول لك اكرههم , و لكن إذا كانا جاسوسان فعلا فهذا خطؤهما , و إذا لم يكونا كذلك فعليك أن تثبت برائتهما مع برائتك , لكن أن تضحي بنفسك مقابل سمعتهما فهذا حرام و لا ُيرضي أي شخص .
    - ولكن ... ولكن هما أبواي ساكورا و لا أستـ...
    - لا تضيع حياتك مقابل خطأ لم ترتكبه , هذه حياتك أنت , فوالداك قد ماتا , سواء خائنين أم أبطال فقد ماتا , أنت الآن الذي تعيش على قيد الحياة , أنت أملهم إذا كانا أبطال فعلا , و أنت عدوهم إذا كانا خائنين , من يخون بلده يخون أي شيء آخر , لا تيأس , نحن معك و بجانبك , أنت لست بمفردك من الآن.
    قالها (ياكو) فرفع (رانمارو) رأسه , و نظر إليه , ثم نظر إليها, ثم قال :
    - لا أعرف ماذا كنت فعلت من دونكما
    قام و هو يمسح دموعه , و نظر إلى (ياكو) و قال :
    - حسنا ياكو , الآن هل نذهب إلى منزلك ؟!
    - حسنا هيا اتبعاني .
    قالها واتجه خارجا من الكهف الصغير الذي كانوا فيه , ثم تبعه الإثنان الآخران في طريقهم الطويل نحو بناء قرية الريح مرة أخرى.

    ***********************
    -سيدتي.
    - نعم , أهذا هو المكان ؟
    - نعم سيدتي.
    كانت (إيكويا) شاردة الذهن تفكر و هي تنظر إلى الأفق البعيد من زجاج السيارة حديثة الطراز من ماركة رينو الفرنسية , كانت مساعدتها هي التي نبهتها إلى أنهم قد وصلوا إلى المكان المقصود , قطعت المساعدة حبل أفكار سيدتها , حيث كانت تفكر في شيء هام جدا , أمر متعلق بحياتها و بمصيرها.
    - حسنا هيا بنا .
    قالتها (إيكويا) و نزلت من السيارة بخفة و رشاقة , نظر إليها الجميع فانحنوا إحتراما لها , نظرت إليهم بلا مبالاة , و تابعت سيرها حتى وصلت إلى البيت الخشبي المتهدم معظمه من جراء المعركة, نظرت إليه بعين مفتوحة من الدهشة , نعم كانت تعلم أن (رانمارو) قوي , و لكنها لم تكن تتصور أن فتى عهده بالسحر لم يتجاوز الإسبوعين قد وصل به الأمر إلى هذه الدرجة , نظرت (إيكويا) تجاه الأرض فوجدتها مغطاة بالثلوج , ضيقت من نظرتها عندئذ حيث أن الطقس لم يكن ينذر بهبوب لأي ثلوج على الإطلاق , تقدمت (إيكويا) إلى الأمام , ثم قالت :
    - كاي !
    تحول الرداء الأحمر الذي كانت ترتديه إلى أسود اللون يغطي كل جسمها و يلمع بخطوط مموهة لا تأخذ لونا معينا حيث أنها كانت تتطبع بلون أي شيء يقع خلفها , و كانت رسمة العائلة المميزة لكلب أسود له نفس الخطوط الغريبه عليه و هو يشم الأرض .موجودة على معطفها الجلدي منقوش في المقدمة و الخلف
    - انظر جيدا , إنها عبقرية عائلة الكلب المموه , انظر إلى قدرتها على التحري .
    قالها أحد الواقفين و هو يلكز زميله الذي كان مشدوها بمنظر (إيكويا) الغريب , نظر إليه زميله هذا و أومأ برأسه ثم رجعا ينظران إليها مرة أخرى , رفعت (إيكويا) قبضة يدها اليسرى و أطبقت على صوابع يدها , و هنا امتلئ الهواء المحيط بالمكان باللون الأسود الخفيف , و كان أحيانا يختفي اللون تماما و كأنه غير موجود ثم يظهر مرة أخرى , هنا قالت (إيكويا) :
    - يوروتورا موروساكي راي !
    هنا تحولت عيناها إلى اللون البنفسجي , و تحول الهواء إلى نفس درجة اللون تماما , كانت هناك آشعة فوق بنفسجية تخرج من عينيها لتغطي المكان المغطي بقوتها الروحية, فظهرت بقع مضيئة لامعة فسفورية , قالت :
    -لقد جرت معركه هنا , الدماء تغطي المكان كما ترون.
    نظر الجميع إلى بعضهم البعض , لقد قامت هذه العبقرية بما لم يستطيعوا جميعا القيام به , إنهم يعرفون كم تحتاج هذه التعويذة من قوة و طاقة كبيرة , أغلقت (إيكويا) عينيها فاختفى الضوء , و هنا سكت الهمس بين الجميع ناظرين نحوها , صمتت قليلا ثم قالت و هي رافعة قبضة يدها اليسرى أيضا و مطبقة عليها :
    - كانشيكي اتسوسا !
    و هنا تحول لون عينيها إلى اللون الأحمر , كانت هذه هي تعويذة خاصة بالآشعه تحت الحمراء , نظرت إلى المنطقة التي بها ثم إلى المناطق الموجودة بالقرية و همهمت في نفسها:
    ((- كما ظننت , لا يوجد ثلج في أي بقعه أخرى سوى هذه , رانمارو لا يملك هذه الطاقة و مستحيل أن تكون البشرية تملكها , لقد تلقى مساعدة من أحدهم , ولكن من؟! و لماذا ؟!
    غيرت (إيكويا) بصرها إلى اللأمام نحو الأفق البعيد
    - لقد سمعت أنها وصتل إلى المستوى الثالث في هذه التعويذة.
    - ماذا؟!! الثالث ؟!! إنه لمستوى متقدم جدا بالنسبة لهذه التعويذة القوية.
    - نعم , ألم أقل لك , إنها عبقرية فعلا.
    تبادل الشخصان السابقان هذه الكلمات ثم نظروا نحو (إيكويا) مرة أخرة , يبدو أن سمعة (إيكويا) كبيرة و شهرتها واسعة جدا .
    نظرت (إيكويا) تجاه الأفق البعيد , كانت قوتها في هذه التعويذة تتيح لها تفحص أي شيء في نطاق دائرة نصف قطرها ثلثي ميل , كانت مسافة شاسعة بالطبع , لكنها اعتادت عليها ,أخذت تبحث ,و تبحث هنا و هناك , و تبحث حتى ,
    - ها هم , نعم أنا لا يمكن أن أخطئ , ثلاثة أشخاص , واحد عادي و اثنان لهم لمعان لأن لهم طاقة روحية , هذا مؤكد هو الذي قد ساعدهما , حسنا.
    أغلقت عينيها , و التفتت راجعة إلى السيارة , ركضت نحوها المساعدة و قالت :
    - هل وجديتهما ؟!
    نظرت إليها (إيكويا) , و قالت و هي تركب السيارة :
    - كلا , لم يحالفني الحظ في ذلك.
    قالتها فتأوهت المساعدة من الأسف , و قالت و هي تركب أيضا السيارة :
    - لقد جئنا متأخرين , يا للأسف !
    أغلقت (إيكويا) عيناها , و فتحتهما ناظرة نحو الأفق مرة أخرى و شردت في التفكير و قالت و السيارة تبدأ التحرك :
    - نعم لقد جئت متأخرة على ما يبدو.

    يتبـــــــــــــع................ .

  10. #20
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 83
    المواضيع : 5
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــــل الخامس عشــــــر

    الاســــــــتعداد

    - ها هو ذا
    - يااااااااااكووووو!
    قالتها سيدة و هي تقف في شرفة منزل مكون من ثلاث طوابق و يحتوي على حديقة و لها سور من حديد , كان يبدو على أهل المنزل الثراء , هرولت السيدة بعد نزولها إلى أسفل لتعانق (ياكو) بشدة و هي تبكي , كانت تبدو أنها في نهايات الأربعينيات , بعد وابل من القبلات و الأحضان الممزوجة بالعواطف الجياشة و الدموع الغزيرة , قالت السيدة وهي لازالت تحتضنه :
    - لماذا هربت ياكو ؟ لقد ظننت أنك لن ترجع مرة أخرى , أفعلنا لك شيئا سيئا ؟! ألم نقم بشيء تحبه فحزنت مننا ؟!
    قالتها السيدة بحرقة , حرقة إمرأة , لا , بل حرقة أم كأن ابنها ضل منها , كلا , بل و كأنه قد مات في الحرب أمام عينها , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) و عيناهما تمتلئ بالدموع , قال (ياكو) في وسط ذلك :
    - أنا آسف يا أمي , لكني لم أقصد الهروب , من قال لكي ذلك؟
    قالها و هو يمنع نفسه من البكاء بشتى الطرق , كان وجهه محمرا إلى الدرجة التي يظن الذي يراه أنه محموم جدا , ابتعدت الأم عنه , و هي ممسكة بذراعيه بيدها و نظرت نحوه و في عينيه وقالت :
    - ألم تختف فجأة دون أن تقول أي شيء لنا , ماذا يعني هذا ؟
    - آسف جدا سيدتي و لكن هذا خطأنا نحن وليس بخطأ ياكو .
    أخيرا تكلم (رانمارو) , هكذا فكر (ياكو) في عقله , كان كلامه في الوقت الصحيح , نظرت إليه الأم و تابع :
    - حسنا , أنا و ابنة عمي أصدقاء ولدك ياكو منذ زمن و لكننا لسنا من هنا , ولم نتقابل من قبل على الإطلاق , و لكن للأسف فقد مات والدي كل منا في حادثة سيارة و لم نكن نملك أي مكان نذهب إليه فعرض علينا ياكو أن نأتي إلى هنا , و نعيش معه قليلا حتى نتدبر أمورنا بأنفسنا بعد ذلك , أنا آسف جدا سيدتي.
    قالها و أحنى ظهره احتراما لها , نظرت (ساكورا) إليه , كانت مشدوهة من كلامه , و لكن بعد ذلك بثانية أدركت مغزى ما قاله , فانحنت هي الأخرى و هي تقول :
    - جو ميناساي (كلمه تعني آسف باليابانية)
    نظرت المرأة إليهما , و قالت :
    - لا لا , لا شيء على الإطلاق , لم لم تقل لي ذلك يا ياكو؟
    قالتها و هي تلتفت نحو (ياكو) الذي كان يقع بجانبها , نظر (ياكو) إلى (رانمارو) المنحني و قال و هو مضطرب :
    - حـ حـسنا , لـ لقد نويت أن أقول لك , و لكنني قررت أن أجعلها ...مفاجأة , نعم الأمر كذلك , أنا قررت أن أجعلها مفاجأة.
    نظرت المرأة بريب و قلق نحو (ياكو) ثم قالت له :
    - و لكن إذا كان الأمر كذلك فلم تأخرت كل هذا الوقت إذا؟!
    نهض (رانمارو) من انحنائته و قال :
    - هذا أيضا بسببنا , فلقد نسينا التذاكر في مكان لا نعلمه , و لهذا أخذنا نبحث عنها حتى تخلفنا موعد القطار , فاضطررنا مقهورين إلى حجز مقعدين في القطار الذي يليه بميعادين نظرا لإتمام الحجوزات , و هذا ما أخرنا , كما أننا لم نكن نملك أي إمكانية للاتصال بياكو , آسف مرة أخرى على هذا الخطأ.
    قالها و انحنى مرة أخرى , نظرت الأم إليه ثم ابتسمت , و قالت :
    - يبدو أن ابني قد اكتسب أصدقاء جيدين فعلا , هذا أمر لا شك فيه , إن حدسي يخبرني أنكما عظيمان في الأخلاق و أنه سيكون لكما شأن كبير في المستقبل , و حدسي هذا لا يخطئ أبدا, هيا ادخلا مع ياكو , هيا يا ياكو اذهب و أريهم المكان الذي سيمكثون فيه معنا , الطابق الثالث أنت تعلم أنه مرتب جيدا و لا يوجد به أحد و ذلك حتى يستريحا , هيا لا تتكاسل هيا.
    قالتها السيدة , ابتسم (ياكو) و هو ينظر إليها , قال :
    - نسيت أن أعرفك عليهما أماه , هذا رانمارو و هذه ساكورا.
    - أهلا بكما, و آسفة لما حدث لوالديكما و أتمنى ألا يكون ياكو قد أزعجكما , فأنا أعلم أنه شقي .
    قالتها و هي تقرص أذنه في حركة مضحكة , قفز بعدها (ياكو) إلى أعلى بصورة مضحكة و هو يقول :
    - أماه لماذا تحبي دائما هذه الأذن , لديكي الأخرى .
    قهقه الجميع سعيدا , قال (رانمارو) بعد أن اعتدل من انحنائته :
    - لا تقلقي سيدتي فإنه معنا لا يمكن أن يلعب كثيرا , فنحن نعرف كيف نمنعه من أن يلهو كثيرا.
    ضحكت السيدة و قال (ياكو) مازحا :
    - لا يوجد أحد مثلك يا رانمارو يستطيع إيقافي على وجه هذه الأرض.
    نظرت (ساكورا) إليه و قالت ضاحكة :
    - أنا موجودة أيضا , أم نسيتيني ؟ النساء لهن قوة أكبر على وجه هذه البسيطة منكم أيها الرجال , أليس كذلك سيدتي ؟!
    قالتها و غمزت لها بعينيها , ضحكت السيدة و قالت :
    - نعم , لا تنس مكانك , نحن الآن غلبة عليك , هاهاها.
    ضحك الجميع , ثم بعدها سأل (ياكو) والدته :
    - أين أبي يا أمي؟
    - إنه في سفر إلى كوريا الجنوبية في رحلة سفر ستستغرق شهر على الأكثر.
    -شهر كامل؟!!
    -نعم , فمن الممكن أن يذهب إلى الصين بعدها ثم إلى تايوان , و ربما يذهب إلى أندونيسيا , و بعدها سيعود.
    - أوه , كل هذا السفر إلى كل هذه البلاد؟!!
    قالتها (ساكورا) و هي تبدو مستمتعة بفكرة السفر , نظرت السيدة نحوها و ابتسمت و قالت :
    - نعم , إن والد ياكو لرجل أعمال مهم , و لكن لا تفرحي كثيرا , فالسفر يبدو جيدا في أول الأمر ثم يصبح عبئا علينا , إن الأمر أصبح سيئا الآن.
    - لماذا ؟! أنا لو بمقدوري لقضيت كل وقتي على سطح طائرة عملاقة تلف بي العالم من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه.
    قالتها (ساكورا) و هي تتخيل هذا الوضع , ثم أغمضت عينيها و ضمت يديها إلى صدرها و قفزت من الفرحة و هي تصيح من السعادة .
    نظرت إليها والدة (ياكو) , و ابتسمت , ثم قالت :
    - هيا , ياكو اريهم غرفهم , و يا حبيبتي إذا أردتي أن تاتي لتساعديني قليلا فأنا انا أرحب بذلك , أنا كنت أتمنى أن يكون لدي فتاة إلى جانب هذا المشاغب.
    - و يكون من حسن حظها ألا تكون قد جائت.
    قالها (ياكو) و هو يضحك , نظرت إليه أمه بصرامة مفتعلة و قالت :
    - لا تقل هذا على أختك التي من المفترض أنها كانت معنا الآن !
    قالتها و ضحك الجميع , كان يبدو أن الأزمة قد تجاوزوها بنجاح , توجه (ياكو) إلى الطابق الثالث معهما , في حين دخلت السيدة معهما إلى الطابق الأول ثم تركتهم لتدخل إلى المطبخ , عندما دخلوا الطابق الثالث , وجدوا ثلاث غرف نوم و حمام عام إضافة إلى حمامين خاصيين في غرفتين للنوم فقط , هناك أيضا صالة إضافة إلى الأثاث الفاخر و الأجهزة الكهربائية من تكييف إلى كمبيوتر و تلفاز , نظرت (ساكورا) بانبهار ,و قالت و هي تهتف بسعادة :
    - كم احلي ان يكون المرء غنيا .
    قالتها و أخذت تجري كالطفلة عندما يقدم إليها هدية من الحلوى أو عروسة , أخذت تجري هنا و هناك و تبحث في هذه الغرفة وتلك و تقول :
    - سأرى أي غرفة أفضل , و سأختارها , لن أدعك تحصل على الأفضل دائما رانمارو.
    ضحك (رانمارو) و (ياكو) على ما تقوم به , و تركوها تفعل ما تريده ثم جلسا على أريكة بالردهة , قال (رانمارو) له :
    - إن والدتك طيبة جدا !
    - أفهمت ما كنت أعنيه بأنني لا أريد أن أسبب لهما المشاكل ؟ أنا فعلا أحبهما , أحبهما كأبي و أمي.
    - حسنا و لكن الآن سنستريح و بعدها في الليل لابد و أن نجلس لنحدد كيفية الاستعداد , هذا ضروري , ألا ترى ذلك ؟!
    - نعم , في المساء سوف نتحدث , و الآن دعني أذهب إلى والدتي
    قالها و قام و ذهب باتجاه الباب , و هنا أوقفه (رانمارو) بسؤاله :
    - لم تقل لنا ما اسم والدتك ياكو ؟
    - اسمها فوميهو.
    - حسنا .
    قالها و ترك (ياكو) يغادر , صمت (رانمارو) و قام يفرغ حاجياته في دولاب غرفته التي اختارتها له (ساكورا) , و قالت له إنها أفضل من المتبقية حيث أنها أختارت أفضل غرفة , كان متعبا للدرجة التي عندما وضع جسده على الفراش بعد تغيير ملابسه نام على الفور.

    *****************************

    - إيكويا قد جاءت.
    - ما الأخبار؟
    - يبدو أنها لم تجد شيئا
    - هل تصدقيها؟
    - أنا لا أعلم , و لكن لم تكذب علي ؟
    - أنا لا أعلم و لكن ألا يمكن أن تكون قد استيقظت مرة أخرى ؟
    أحست السيدة الجالسة بالغرفة المضيئة باللون الأحمر الرومانسي بقشعريرة باردة أسفل رقبتها و قالت :
    - لا يمكن أن يحدث هذا , فنحن بعد هذه السنوات ... كلا لا لأظن ذلك , و أتمنى ألا يحدث.
    - نعم , أنا أيضا أتمنى ذلك و إلا لن يوقفها شيء الآن , فالذي كان يستطيع إيقافها قد مات.
    - نعم , و الآن ما آخر الأنباء لديك؟ هل تمكنت من نيل عائلة الدب الأزرق العينين؟
    - للأسف لا , لقد هربت ابنتها.
    - ماذا؟!! كيف حدث هذا؟!! و أين كنت أنت في هذا الوقت؟!!
    قالتها و قد وقفت من الغضب و ضربت المنضدة الموضوعة أمامها بقبضة يدها فدمرت الخشب المصنوعة منه المنضدة و دميت يدها , فأخذت تمتص ما يقع من يدها من دماء و هي تجلس على الأريكة و تابع المتحدث معها قائلا :
    - لا تغضبي كثيرا , فابني الآن على رأس فريق من المتحريين ليجدوها , لن يمر طويلا من الوقت حتى يجدوها , و لكن اطمئني فعندما سنجدها سوف تقع في أيدينا قوة هذه العائلة , كما أن والدتها موافقة وترحب بشدة هذا الزواج , و هذا يعني استمرار الخطة كما هو مخطط لها.
    - نعم و لكن هذا معتمد على إيجادك لتلك المشاغبة الصغيرة , لقد أخبرتك بالتأثير عليها بتعويذة تحكم.
    - ولكن إذا كانت والدتها اكتشفت الأمر فلن نجد حلا سوى تدمير الخطة , لا , بل و إضافة عدو جديد قوي إلى قائمة أعدائنا , كلا هذا ليس بصحيح , لنترك الأمر كما هو عليه و ندع الأمر في يد فريق التحري الخاص بي , و لكن ألا يمكن أن تعيريني إيكويا قليلا ؟!
    - كلا , أنا قلقة جدا من احتمال استيقاظها , فإذا كان هناك تصدع الآن بصورة قليلة في تعويذة الحجب فلا يجب أن ندعمه بصدمات أخرى إليها , يكفي أن مجرد استعمالها لقوتها يزيد من فرص استيقاظها مرة أخرى.
    - حسنا , هل هناك أي شيء آخر؟
    - كلا , انتهى البث.
    قالتها و قالت :
    - أوراهارا كاي !
    و هنا انطفأ نور يدها اليسرى , و اختفت صورة الشخص الذي كان يجلس أمامها , جلست السيدة في تراخي على الأريكة و أغمضت عينيها , و أخذت تفكر في شيء واحد , متى سيأتي الوقت المناسب لقتل (إيكويا) ؟!!
    يتبـــــــــــــــــع........ ...

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. السر الدفين
    بواسطة محمد الطيب الحواط في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 21-06-2018, 12:26 PM
  2. الارض الطيبه((الكنز الدفين
    بواسطة زياد الشرادقه في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-04-2014, 02:22 AM
  3. الشاعر أسامة تاج السر السوداني في الواحة أهلا به..
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-10-2006, 08:20 PM
  4. مفاعل ديمونا.. السر الغامض والخطر القادم الذي يهدد المنطقة
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-01-2004, 01:50 AM