ايها الخليل..
في ابو ذر وقفت وقفة متأمل..وعندما وصلت الى هذه النقطة اردت ان استفيض منكم..( الطبقية ... لاعلاقة لها بالمساواة ... ياسادةفرب فقير ويملك سعادة الاثرياء
ورب ثري ويملك تعاسة المعوزينالمسألأة تحتاج الى تعشيق البدن مع الروح).
وربما لي فيها رأي عساه لايكون مثار اختلاف بقدر ما يكون مثار رؤية ووجهة نظر تقبل الصواب والخطأ في آن واحد.
لنرجع النظر الى مسألة الطبيقية..كيف تخلق وتأتي للوجود، هل هي نتاج طبيعي لافرازات الحياة ، بالاخص الافرازات الاجتماعية، ام التجارية المالية الاقتصادية، ام السياسية..؟
هناك بلاشك جملة امور يجب ان تناقش قبل اطلاق الحكم على مسألة الطبيقية، فهي لم تحسم لحد الان، لان الاختلاف حول كيفية تكوينها وحتى ماهيتها لم يزل قائما، فرب قائل بانها افراز طبيعي لنسب وقيمة القبيلة ، وهناك من يقول بانها من افرازات الاقتصاد حيث التجار واصحاب المال هم يشكلون الطبقية هذه، وهنا من يقول بان الساسة هم من خلقوا هذه الطبقية للحفاظ على مصالحهم..اذا الامور هنا مجتمعة تشكل وجهة نظر اخرى، وربما المساواة تكون هي العنصر المشترك بينها من حيث اذلال الجميع تحت قيمة وحيدة وهي الاساس في التكوين الانساني منذ بدء الخليقة، حيث اسنان المشط هنا تمحو كل طبقية وتعالي لفرد على اخر الا من خلال قيمة روحانية اخرى الا وهي القرب والبعد من الله نفسه.
ربما خان القائل بالمساواة اللغة لانه جعلها وحيدة بشأ نابا ذر، لكن بلاشك المساواة تجعل العدالة الاجتماعية منفذا قويا لهدم الطبقية، واباذر انما دعا اليها من هذا الباب، وعلى رأي طه حسين ان في زمن عثما كانت قد ظهرت طبقة قوية من اصحاب الملكيات الضخمة، وكان بازائها المحرومون من سواد الناس ، وربما كان هذا الامر هو الدافع الاول والاهم لكون ابي ذر ينتفض ويبث دعوته للمساواة والعدالة الاجتماعية، وهي ذاتها ما اغضبت قريش وربما بني امية عليه، فكان النفي جزاء سعيه، وربما مقولة الامام علي هنا توضح الامر بوجهة نظر اخرى عندما قال لعثمان : اشير عليك بما قاله مؤمن آل فرعون فان يك كاذبا فعليه كذبه وان يكن صادقا يصيبكم بعض الذي يعدكم، ان الله لايهدي من هو مسرف كذاب.
اذا الطبقية هذه اراها نتاج طبيعي وافراز طبيعي اخر من افرازات عدم المساواة في الاجتماع الاسلامي انذاك وذلك لبزوغ تلك الطبقة المالكة التي احتكرت السلطة والحياة الاقتصادية معا من اجل مصالح ذاتية، ربما طعمت بصبغة عامة.