.
هل نجحت قمة الرياض ( القمة العربية ) فعلاً قبل أن تبدأ ، أو بعد بدايتها ، أم أنها فشلت قبل وأثناء وبعد إنتهائها .؟
أي عمل لا يرتكز على أسس ومعايير علمية وموضوعية تتفق والفطرة والمنطق كذلك ، لا يمكن أن يكتب له النجاح ، وأي فريق سيتجاوز مشروعية هذا العمل إلى ما سواه كلياً أو جزئياً سيخسر لا محالة ، ولن يوفق أبداً ما دامت السماوات والأرض .. الرسول صلى الله عليه وسلم قام بأعمال شملت كافة مناشط الحياة " دعوية واجتماعية وسياسية وعسكرية ..الخ " منذ أن أُمر بالقراءة وحتى توفي ودرعه مرهون لدى يهودي بالمدينة ، وكانت أعماله عليه أفضل الصلاة والسلام وفق إرادة الله عز وجل ورضاه ، وهي في حقيقتها تشريع سياسات ، ونظام عمل ، وهوية فكر ، وترسيخ معتقد ، فأسس دولة أسلامية قوية في قلب الوثنية واليهودية والصليبية حتى كان النظام في جزيرة العرب إسلامياً ، ومن كان من غير المسلمين فإنه خاضع وفق شروط إقامة تُفرض عليه إلى جانب الإحتكام للنظام الإسلامي في كافة شئونه ومعاملاته مع أفراد المجتمع ، ثم جاءت الخلافة الراشدة من بعد عهد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فساروا على الطريق نفسه مستقين من كتاب الله عز وجل وسنة نبية صلى الله عليه وسلم النظم كافة داخلياً وخارجياً ، فساد المسلمون وتوسعوا وكانت الغاية هي أن يكون الدين كله لله عز وجل وأن يبسط الولاة عدل الله في خلقه وأرضه ، وأن يحسنوا كما أحسن الله إليهم ، وألا يبغوا في الأرض الفساد لأن الله لا يحب المفسدين .. هذه الأعمال الجليلة ، وهذا الدستور العظيم الكامل والشامل الذي ما فرط الله فيه من شئ ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) يمكن أن نقيس عليه أعمالنا سواءً أكانت عسكريةًً أو سياسيةً ، أو اقتصادية .. الخ . ومتى كان الإلتزام والدقة في التنفيذ كان النجاح هو المحصلة النهائية ، وكانت العزّة كذلك ، وعلى العكس .
ويتعيّن علينا ونحن أحوج ما نكون لهذا النجاح وهذه العزّة أن تكون كافة أسس ومعايير أعمالنا مستقاة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله سبحانه وتعالى أنه لاينطق عن الهوى إنه هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ، لأن فيهما النجاة ولا يمكن للباطل أن يأتيهما فالله عز وجل تكفل بحفظهما ( إن نحن نزلنا الذكر ، وإن له لحافظون ) ، وألا نأخذ بأقوال الطاغوت عوضاً عن دستورنا الذي ارتضاه الله لنا التماساً لرضى شخصاً أو أشخاص لا يقيم الله لهم وزناً لاستحبابهم الكفر على الإيمان ، والفساد في الأرض والبغي بغير الحق ، وألا نخشى في أعمالنا وأقوالنا إلا الله عز وجل ، وما سواه ما هم إلا خلق من خلقه لا يستطيعون دفع الضر عن أنفسهم ولا هم يستعتبون .
قمة الرياض التي حاكت رغبات هذا الصنف من البشر وجمعت لها من العُرب والغجر "البر والفاجر " جعلت أسسها ومعاييرها التي ارتكزت عليها هي القومية ، والقومية هي " في شكلها الأحدث والأكثر انتشاراً الأمة انطلاقاً من أسس علمانية وثقافية، وهي تساوي بين الأمة و/ أو بين مجموعة من الناس يملكون لغة مشتركة "على إختلاف المذاهب والمشارب والعقائد ... فـ هل دولنا علمانية حقاً .؟
لنفترض ذلك ، وأن الأنظمة العربية ستقف جنباً إلى جنب مع بعضها البعض بأمانة وإخلاص وصدق ، وأن لا إحتمالات لحدوث خيانات ومؤامرات ومغامرات مستقبلاً بعد هذه القمة إنطلاقاً من أسس عقيدة الوحدة العربية الجديدة ( القومية ) ، كيف يمكن أن تضغط الدول العربية على إسرائيل والعمل العسكرية مستبعد تماماً .؟ ، هل نتوقع حصاراً إقتصادياً مثلاً يجبرها على قبول مبادرة السلام العربية .؟ هل ستتوقف الرحلات من وإلى تل أبيب في الظلام .؟ ، ماذا لو قدمنا التنازلات ورفعنا رايات الاستسلام وأعطينا إسرائيل كل ما تريد ومالا تريد ، هل سيسلموننا ، بمعنى هل سنأمن على أنفسنا ، وأموالنا ، وأوطاننا ، وأولادنا ، وعروشنا ، وكروشنا .؟ ، هل ستمنحنا إسرائيل نافذة أمل نأنس من خلالها حيث تكون حظائرنا .؟ ، هل سيكون هناك سلاماً إسرائيلياً حقيقياً مقابل إستسلامنا .؟ هل نفهم هذا الآخر الذي نتعامل معه !!!!!.؟
تحياتي للجميع ،،،
عبدالعزيزالجبره،،،