ألم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه؟
أن آتاه الله الملك ..
إذ قال ابراهيم : ربي الذي يحيي ويميت
قال: انا أحيي وأميت
قال إبراهيم : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق , فأت بها من المغرب .
فبهت الذي كفر!!والله لا يهدي القوم الظالمين ..
....... هنا لعمر الله يطول الحديث .. وتتوارد الخواطر نهرا يجرفك فلا تعرف كيف تبدأ..
نحن امام حالة جديدة : فريدة , وسابقة في التاريخ فلا اعلم قبله مدعيا للالوهية منذ ابليس: حالة طريفة ايضا .. ورسالة من ابجديات الاشياء
أن آتاه الله الملك: لو لم يؤته الله ملكا لما شعر بقوته .. وهنا نجدنا نخاف من قوة او نعمة يمعمها الله علينا
فهي فتنة مالم يثبت العكس ..
اليس غريبا ان تكون نعمة الله دافعا للكفر به؟ انتبه جيدا فكلما كبرت النعمة كبر هامش الخطر.. واذا وجدت نفسك فقيرا الا من الايمان فلربما نعمة لا تشعر بها ..
الحوار الذي يدور : مافائدته؟ وما هدف روايته؟
هنا اجد الكلام ايضا يطول: ولعلي الخص افكاري حوله اختصارا غير مقل/
تعليم ادب الحوار .. وتقبله فيما هو ممكن ومهو غير ممكن .
هل ثمة اعظم من وحدانية الله مبدءا؟ لقد قبل النقاش .. بل والحجة مقابل الحجة (حاج) صيغة تفاعل بمعنى طرفين متاججين ..
هنا اذكرهذه الايام قوما صاروا اوصياء على الدين فمنعوا النقاش في كل شئ .. وحرموه في اغلب الامور حتى صرنا لا نفرق بينهم وبين التعاليم الكنسية وعلماء الكهنوت .
لم يقل ابراهيم له : انت كافر , ويجب قتلك . ولم يقل له لعنك الله اتق الله وسيدخلك جهنم.. ولم يهدده وينفره ولم يفعل شيئا سوى البرهان .
سيقول احدهم ان ابراهيم في موقف ضعف ولا يمكنه تهديده .. حسنا سؤال وجيه.
كان بامكان الله الذي ارسل ابراهيم ان يخسف به الارض عقابا مستحقا .. او يقلبه قردا في ساعتها .. او يفلجه او يشله ويجعله عبرة للمتوسمين .. ولكنه جعله عبرة لماهو اعظم .. للحوار والدعوة بالحكمة ةالموعظة الحسنة.. والمجادلة بالتي هي احسن . اما عقابه فهو تحصيل حاصل .. فلا تشغل نفسك بها لانها سنة الأولين... الم يقل لموسى وهرون عندما ارسلهما لمدع الوهية اخر: فقولا له قولا لينا : لعله يتذكر او يخشى.. انظر سعة رحمة الله .. يضع احتمالا ان يتذكر او يخشى وهو اعلم انه لن يؤمن .. ولكنه درس لمن يقف موقفهم في قادم الأيام .. لمن يبتيله الله بجدال الجاحدين ..
ثم لدينا هنا فن من اصول الجدال: وقاعدة ذهبية:
اختصر قدر ما شئت مع الجاحدين .. وابهتهم باقصر الطرق واقلها تكلفة خصوصا اذا علمت انهم مجادلون فقط..:
لم يشرع ابراهيم بتفنيد رأي النمرود واثبات ربوبية الله وبيان دجله وكذبه عندما ادعى انه يحيي ويميت وانها دلالة الوهيته واتى بحجة ساذجة.. بل اختصر على نفسه الوقت والجهد وانتقل الى حجة لا يمكنه ان يجد منها مخرجا.. هنا نرى ان على المتصدر لهذه المهام ان ينمي ملكاته العلمية ويتمتع بلماحية لا بأس بها لانه في هذا الموقف يمثل الحق .. ولا يمكن للحق ان يُغلب..
قال له ايت بالشمس من المشرق .. فبهت .. هكذا اخرسه ببساطة .. تشبه البساطة التي شاء الله ان يقتله بها فيما بعد .. ببعوضة .. وهي قصة للمعتبرين. . واراح نفسه من عناء اثبات ما يمكن ان يكون خصمه موقنا بها ولكنه منكرلها كبرا وغرورا( وحجدوا بها , واستيقتنها انفسهم ظلما وعلوا). لاخظ اقتران الظلم في الموضعين.. نعم فالظالمون ليسوا اهلا للهداية .. وهم من ابغض الناس الى الله .. فانء بنفسك عن اي شكل من اشكال الظلم .. سواء ظلم نفسك او الناس.
اعتذر للاطالة.
عاقدجاجبيه