وســـــواس

في أعماق النفس البشرية ، عالم غامض وأسرار عميقة ، وهذا أحد الأشخاص الذين بدأوا يفكرون حتى جاءهم عامل الوسوسة وبدأ هذا الحوار ، بينه وبين نفسه (( وسواس )) ...

الأول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إلى متى ونحن هكذا مصائب وهموم وقلق .
الثاني : الدنيا لا تستحق أن أعيش لحظة تعيسة ، يجب أن أرحمني من تفكيري المهموم ،
الأول : كيف ولا أهتم ، والوضع محيط بي ؟ ألا أرى ما نحن فيه ؟ هل فقدت شعوري ؟
الثاني : لا لم أفقد شعوري .
الأول : بل فقدته ، إلى متى وأنت ستستمر عابثاً ولاهياً ؟ يا فضل كن صاحب مسؤولية .
الثاني : أنا صاحب مسؤولية ورجل محترم والجميع يعرفني بإخلاصي .
الأول : لا لا لا هذه مجاملات الناس يجاملوني بها لأجل مصالح دنيا .
الثاني : سوف أنظر إلى وجهي في المرآة ، يا سلام أنا وسيم .
الأول : ما هذا إنه الشيب قد بدأ يظهر ، سأزيله بالصباغة .
الثاني : لا لا لن أزيله ، حتى يراه الناس فيمنحونني الوقار ، أنا محظوظ .
الأول : أخشى أن يراه المدير فيمنحني التقاعد فوراً ، يجب أن أزيله .
الثاني : لا هذه الشيبة ستكون بوابة إلى الترقية .
الأول : ولكن الترقية ستعجل بي إلى التقاعد ، سوف أزيلها .
الثاني : لحظة سوف أنتظر قليلاً حتى آخذ الترقية ومن ثم ازيلها.
الأول : ولكنني خائف أن يحدث غير ذلك .
الثاني : لا الوضع ممتاز فعلاقاتي ممتازة والكل ينظر إلي بمنظر كبير .
الأول : ولكن رئيسي قال لي : (( سنكون معاً حتى نهاية المطاف )) هل ينوي إزاحتي عن منصبي ؟؟
الثاني : لا لا لا ، ليس هكذا معناه واضح يقصد أن صداقتنا ستستمر إلى الأبد ، لأنه لم ينسى علاقاتي مع المسؤولين الكبار .
الأول : ربما سيشوه سمعتي عندهم .
الثاني : لن يقدر ذلك أبداً ، مكانتي أكبر من مكانته إلا أنه هو المدير .
الأول : إذن سوف أزيحه أنا لتكون الساحة لي وحدي .
الثاني : لست محتاجاً لذلك ، فالكبار هم من سيزيحونه ويضعوني مكانه .
الأول : ولكن الحال لا يقول هكذا .
الثاني : طبعاً لا يقول هكذا ، لأنهم سوف يزيحونه ويمنحوني مرتبة رفيعة .
الأول : وإذا لم يحدث هكذا سوف أنتحر .
الثاني : مستحيل إما أن يحدث هذا أو أفضل منه .
الأول : ولكن كل شيء جائز هذه الأيام ، والتمرد لا يترك أحداً إلا ابتلعه ، سأقرر من الآن طريقة الانتحار لأكون جاهزاً في وقتها .
الثاني : نعم سأجهزها ، كي أضيع الوقت ، أعلم أنه لن يحدث هذا أبداً
الأول والثاني معاً : آآآآه لا أقدر أكثر من هذا دماغي سوف تتفجر . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

وانتهى الوسواس إلى حين


والآن ، من يستطيع وصف حالة هذا الشخص النفسية ..

يموت اريح له

هذه وساوس تمر علينا يا رجل وكثيراً ما نحدث انفسا بها .

احيانا يضطر المرء لمخاطبة نفسه طالما لم يقدر على مخاطبة الآخرين وهذه فيها تنفيس عن ماداخله من هموم ومشاكل .

أما الوسوسه الوائده فهذه مشكلة ولابد من عودة إلى الله لكي تنحل هذه المشاكل .


موضوع ادبي جميل والتدرج فيه من المشاكل العامة إلى الخاصة جميل ايضا .

أخى الفاضل

نص حوارى رائع
أجمل ما فيه هو التحاور بين اثنين بضمير الفاعل
لم يقسم هذا الرجل نفسه لاثنين .. كل بكيان وبلسان
ولكنه مزج بينه وبين شيطانه مزجاً قوياً وجعلهما كيان واحد
وهذا ما يحدث لجميع بنى آدم ..منذ بدء الخليقة

حوار رائع ..وبديع ..

اجمل تحياتى العطرة

لا لا لا يا أيها المغترب ..

هذا مرض وليس مجرد وسواس ، فهذا الشخص لديه صفتين غير جيدتين ، التشاؤم والغرور

لذلك كان الحوار بينهما على شكل وسواس ، في أعماق هذا الرجل ..
وحتى في أعماقنا نحن ، تتناجى الصفات الحميدة وغيرها . لتحدد لنا ما يجب علينا أن نفعله .. إن كنا أخياراً فعلنا الخير ، وإن كنا أشراراً فعلنا أمور غير حميد ..


لذلك يا أيها المغترب أنت بعيد عن هذه الصورة ..

أختي الكريمة سنبلة ..

إن الفكرة التي تقوم عليها البرمجة اللغوية هي أن يقوم الشخص بمخاطبة صفاته وأعماله ، ويبدأ بفتح الحوار ليتخلص مما لايريده ..

وأما صاحبنا هنا ، لم يعطي نفسه للتفكير ، لذا قد أكل بعضه بعضاً وهذا الذي يسمى الوسواس القهري (( بشكل مبسط ))

تحياتي لكِ