صنـــــــدوق ..

الأضواء تتلألأ أمامه بكل مكان على المقدمة ، صوت المذياع تتصاعد منه أصوات أغانى شعبية ، من الضوضاء والصخب الصادريفقد المقوّد سيطرته على جسد السيارة فتتمايل كراقصة ( باليه ) محترفة .
أجلس في المقعد الأخير .. أرى باقي الركاب من الخلف فتحتُ ثقباً وتسلسل خيالي داخلهم .
شاب بدأ أولى الخطوات على بساط حياته الأخضر يحلم برفيقة عمره تسير إلى جوراه ترقص حولهما مشاعل السعادة ، تصاحبهم دفوف الفرح .
تجلس بجوار أبنتها تنظر إليها تحدث نفسها :
ذبحت شبابي وخضبت بدمائه عمرك ، بعت أثواب شعري السوداء دفعتها ثمناً لشبابك .
وها أنا أحمل شبابك حملاً ثقيلاً مرعباً لن أهنأ أو يرتاح لي قلب حتى أسلمها وديعة غالية لنصفها الآخر .
السائق سعيدٌ يغني ونحن نتلقى ضربات متتالية بمطارق أصوات المذياع .
أبنائي مازالوا صغاراً أحلامهم صغيرة أستطيع الآن استيعابها وتحقيقها لهم لكن يجب أن أفكر في الأيام المقبلة حاول الاجتهاد فى ضخ المياه بجيبي لأسقي مساحات عمرهم .
الأشجار تدفع أخواتها إلى الخلف خائفة من رياح غضب تقذفها السيارة على وجوههن .
صرفت العمر يوماً يوماً عليهم تركوني وأنا في أمس الحاجة إلى سياج حبهم يحوط بيت كهولتى ، حلمي أن يعودوا ليحملوا عمري الثقيل ويزينوا حديقتي الذابلة بزهورهم الصغيرة .
أغوص بخيالي تحت الأم الجافية لأصل إلى الحنون لترق عليهم .
تضغط الثانية قبل والثانية بعد بأيدي الزمن على الصندوق لننزف أحلامنا يلعقها لسان الاسفلت ..!

لا أجد ما أقول إلا أنك أديبة جد ممتازة ..


الدهشة تملكني دوما وأنا أقرأ لك


أيتها الأخت الزكية

جميلة ومؤلمة
لك الود

المبدعة "صابرين الصباغ ":

قصة رائعة حد الدهشة وأكثر ...!!

رائعة..

سلمت ودام نبضك
لك ودي وباقة ورد

لا أجد ما أقول إلا أنك أديبة جد ممتازة ..
الدهشة تملكني دوما وأنا أقرأ لك
أيتها الأخت الزكية

أخي وصديقي مجذوووب
دعني اصنع من دهشتك لوحتي
شكرا لعبق مرورك
مودتي واحترامي
صبر

جميلة ومؤلمة
لك الود

المبدع دوما
اخي محمود
نمتلك محبرة هى من اكبر محابرنا
محبرة الالم فنكتب بها كم الوجع الذي نسترده من خارجنا فيتفاقم داخلنا وينفجر فوق الاوراق
شكرا لعذب مرورك
واعتذر لو سببت لك بعض الألم
احترامي وتقديري

القاصة الرائعة : صابرين الصباغ

قرأت

و

لى عودة


انتظرينى

شذى الوردة لرائعتك


د. نجلاء طمان

الاخت / صابرين تحية طيبة وبعد /
شدنى هذا العمل الادبى الجميل والذى ان نم فهو ينم على وجود مستوى مميز ولكن ان لى بعض النقاط البسيطة ارجو ان تتقبليها منى ::
1: من جماليات القصة القصيرة .((عنصر التكثيف )) وهذا العنصر كان واضحا جدا فى
قصتك الجميلة ولكن استاذتى التكثيف ليس معنها ((ااختزال من المساحة الادبية بقدر ما هو((احكام المساحة الادبية )) بمعنى ان يكتب الكاتب كما يحلو له .على شرط ان يحكم الحالة
أو الحيز الادبى الذى يسير فيه فما المانع ان يطيل كتاباته ويمتعنا بها فى نفس الوقت . انا اعتقد ان هذا سيظهر امكانياته الادبية أما اذا اتجه الى التكثيف هروب من الوقوع فى مشكلات القصة القصيرة((التطويل ..اللونجير ... وقوع الايقاع الخاصة برتابة العمل او باثارة الاسلوب ... مشكلات اللغة .......الخ )) فهو يهرب بامكانيته المحدودة من اقلام واراء القارى ..
اذن لماذا التكثيف ؟
التكثيف عندما أعبر عن حدث ذاتى بشكل مباشر لا يعتمد على المفارقة او الادهاش
بل يعتمد على طرح نفسه من خلال جمل مكثفة ((بتقول كل حاجة فى حاجة ))
اما اعترضى على هذه الجزئية فى هذا النص قد يرجع الى ان هذه القصة كانت تحتاج الى شرح
تفاصيل اكثر أستنتج من خلالهاأدوار الشخصيات وعلاقاتهم بالموضوع .
فعلى سبيل الذكر(( انا شوفت قصة قصيرة كانت بتتكلم عن شخص ماشى فى شارع طويل
وكان فيه مشكلة ما على ما اتذكر والشخص ده وهوه ماشى لقى قطعة عملة مرميه على الارض. عمل ايه المؤلف؟
ساب الموضوع وقعد تلت ورقات يشرح فى تفاصيل قطعة العملة.
عايز اقول بالعامية ان القصة القصيرة جنون وروعة ازاى ؟ هو ده دورك كمؤلفة


دون معاينة للرأى , أخيك :
شريف سيد صلاح

أذهلتني حروفك .. صياغة متناسقة ومقتدرة في نص مؤلم بسرد جميل
أسلوب قصي متميز وملفت وبديع
أقاصيصك تمس القارئ بعمق لأنها تنبع من واقعه
أحييك مبدعة كبيرة وقلم جميل.

وما الحياة الا رحلة وما نحن الا صناديق تنقلنا على متن أيامها نبتلع ثوانيها الى أن يأكلنا وقتها ويلقي بنا على أسفلت الحقيقة
قصة رائعة وماتعة وتدعوا للتأمل
بورك اليراع المتألق
كل التقدير