أحدث المشاركات
صفحة 45 من 49 الأولىالأولى ... 15353637383940414243444546474849 الأخيرةالأخيرة
النتائج 441 إلى 450 من 485

الموضوع: رسائل في صندوق – العقل –

  1. #441
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    قصة الولد الغبي والحلاق :

    كلما ذهب هذا الطفل الصغير لمحل الحلاقة

    يهمس الحلاق للزبائن : هذا أغبى طفل في العالم !!!
    انتظروا وأنا أثبت لكم ذلك ’

    وقام الحلاق بوضع جنيه بيد و ربع جنيه باليد الاخرى!!

    ونادى الولد وعرض عليه المبلغين أخذ الولد الربع جنيه ومشى

    *قال الحلاق: ألم أقل لكم هذا الولد لا يتعلم أبداً…وفي كل مرة يكرر نفس الأمر

    وعندما خرج زبون من المحل قابل الولد خارجاً من محل الايس كريم فدفعته الحيرة أن يسأل الولد

    تقدم منه وسأله لماذا تأخذ الربع جنيه كل مرة ولا تأخذ الجنية ؟؟؟

    *قال الولد: لأن اليوم الذي آخذ فيه الجنية تنتهي اللعبة..!!ا
    _____________

    أحيانا يعتقد البعض انهم هم الاذكى و ان الناس أقل ذكاء ...
    والواقع انهم يستصغرونهم على جهل في انفسهم
    فمن الخطاء تحقير الاخرين و الاستهزاء بهم

    *فالغبي فعلا هو من يظن ان الناس أغبياء
    ******************************

    منقول من مواقع التنمية البشرية.
    الإنسان : موقف

  2. #442
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    قوة العادة:
    لماذا نفعل ما نفعله بحكم العادة وكيف نغيره
    لمؤلفه شارلز دوهيج


    لماذا نفعل الأمر ذاته بنفس الترتيب كل مرة؟‏..‏ كيف تتكون العادات؟‏..‏لماذا يستطيع البعض التخلص من عاداتهم السيئة بينما يفشل البعض الآخر في ذلك ؟
    هل النجاح في الحياة والعمل يرتبط بشكل أو بآخر بعاداتنا ؟ وإلي أي مدي ؟وكيف يمكننا التحكم في الأمر؟.. أسئلة كثيرة يحاول هذا الكتاب الإجابة عليها مقدما دليلا إرشاديا لقارئه مستعرضا نماذج وقصصا واقعية من الحياة استطاعت أن تحرز تقدما في الحياة الخاصة والحياة المهنية عبر فهم العادات والتحكم فيها سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات وشركات أو حتي مجتمعات.
    يؤكد المؤلف أن العادات تلعب دورا مهما في تشكيل حياتنا سواء في الحاضر أو المستقبل لأنها تشكل40 % من روتين حياتنا اليومية وقد تبدو في كثير من الأحيان مستعصية علي الحل أو التفسير, حيث تتمسك بها أدمغتنا وتستبعد كل شيء آخر في كثير من الأحيان حتي ولو كان ذلك هو الحس السليم, إلا أنه يري في نفس الوقت أنها أمر يسهل التحكم فيه وتغييره, موضحا أن تكون العادة يبدأ من المخ عبر ثلاث خطوات تبدأ بتلميح أو إشارة في موقف معين تخبرالمخ بالذهاب لوضع تلقائي بعينه وكيف يتعامل مع هذا الأمر و أي سلوك يتخذه ليبدا بعد ذلك تكرار ذلك الروتين والحفاظ عليه, سواء كان روتينا جسديا أو عقليا أو عاطفيا وعادة ما يتم ربط ذلك بالمخ بمكافأة ما كعامل مشجع علي الاستمرار, مشيرا إلي كلود هوبكنز الذي روج لفرش الأسنان في عام1900 كان التلميح الخاص به رؤيته لفيلم غريب عن الأسنان فصمم إعلانات قدم من خلالها حلا للمشكلة رفعت شعار فرشاة كل صباح وكانت المكافأة هي الحصول علي أسنان نظيفة وصحية, وهكذا منذ يومها تشكلت لدينا جميعا عادة غسل الأسنان بشكل متكرر يوميا وارتباط ذلك بالحفاظ عليها.
    وكما تنشأ العادات الإيجابية تنشأ أيضا العادات السلبية بنفس الطريقة, فالتلميح أو الإشارة قد يكون الشعور بالحزن لأي سبب كان, ويبدأ المخ في تكوين روتين بالتدخين أو تعاطي الممنوعات أو الإفراط في تناول الطعام, وتكون المكافأة هنا هي نسيان المتاعب وسبب الحزن ولو حتي بشكل مؤقت, لذا ينصح المؤلف من يريد تغيير عاداته بالعثور علي الإشارة أو التلميح المناسب واختيار وتحديد المكافأة بنفسه, ولا شك أن الأمر يعتمد بشكل كبير علي توافر قدر من الفهم والإدراك للذكاء العاطفي والاجتماعي والقدرة علي ضبط النفس وبالتأكيد فهم للعادات ولماذا أصبحنا نؤديها بهذا الشكل حتي يمكننا تغييرها؟!.
    ويشير أيضا إلي أنه من خلال فهم طبيعة العادات يمكننا التأثير علي سلوك المجموعة, مدللا علي ذلك بأمثلة تحولت فيها الشركات من الخسارة إلي الربح بعد فهمها عادات عملائها المستهدفين وقيامها بتوظيف ذلك في حملتهم الإعلانية وتسويق منتجاتها للتأثير علي عادات الشراء لديهم, ضاربا المثل بمحال البقالة التي تضع الفواكه والخضروات في واجهة المحل لأن معظم الناس الذين وضعوا هذه المواد الصحية في عربات التسوق هم أكثر عرضة لشراء الوجبات السريعة وكذلك قبل خروجها من المتجر., وكيف استطاع المسوقون في شركة بروكتر أند غامبل ملاحظة نمط جديد في عادات الناس ساهم في بيع منتج جديد كان يحقق خسائر وأصبح فيما بعد يجني أرباحا بملايين الدولارات سنويا.


    أنها دورة تعتمد على 3 خطوات :

    1- العلامة الرمزية أو Cue ثم ..

    2- روتين متكرر routen ثم

    3- المكافأة. reword

    ولتبسيط الفكرة شرح المؤلف قصة تجربة معملية على القرود، موصول بأدمغتها إبر دقيقة لقياس النبضات الكهربية داخل دماغ كل قرد. التجربة قامت على جعل القرد يجلس على كرسي، ثم يضع يده على مفتاح للضغط عليه، وجعله يشاهد شاشة تعرض أشكالا هندسية ملونة مختلفة، ثم وصل أنبوب بلاستيكي بفم القرد لضخ قطرات من عصير حلو يحبه كل قرد.
    التجربة قامت على مكافأة القرد عندما يضغط المفتاح تفاعلا مع ظهور أي شكل على الشاشة. في البداية كانت القرود تقاوم بشدة الجلوس ساكنة، لكن مع وصول العصير إلى فمها، بدأت شيئا فشيئا تهدئ وتجلس، ثم بدأت تسكن تماما في انتظار الشكل الهندسي الذي على أساسه تحصل على المكافأة. بمرور الوقت لاحظ العلماء زيادة مفاجئة في النشاط الكهربي لمخ القرد حين يحصل على قطرات العصير. بمرور الوقت أكثر، بدأت أدمغة القرود تظهر هذا النشاط الكهربي المفاجئ لمجرد رؤية الشكل الهندسي الذي كانت تكافئ بسببه، كما لو كانت القرود حصلت على المكافأة.
    بعد انتظام هذه الحالة من ردود فعل القردة، بدأ العلماء تغيير هذه العادة، وذلك بأن تركوا القردة بدون مكافأة، أي يشاهد القرد الشكل فيضغط المفتاح ويتوقع العصير ثم لا يحصل على شيء. وجد العلماء أن القرود التي ترسخت لديها هذه العادة أظهرت علامات الغضب العارم لعدم حصولها على العصير. القردة التي لم تترسخ لديها هذه العادة بسبب عدم مرور وقت طويل على تكرار العادة، أظهرت بعض الغضب، ثم تحولت لأشياء أخرى تشغلها.

    العلامة الرمزية كانت رؤية الشكل. الروتين كانت الضغط على المفتاح. المكافأة كانت العصير. لعل كلنا سمعنا أو قرأنا شيئا قريبا من هذا المعني، الجديد هنا هو انتقال النشاط الكهربي الدماغي، من وقت نيل المكافأة، إلى ما قبل نيل المكافأة، ثم إلى ما قبل ذلك أيضا، بما يشبه الادمان. دعونا نقف عند هذه النقطة لنعود إليها بعد فقرة تالية.

    قبلها شرح المؤلف عنصر صغير في المخ اسمه بصل جانجليا أو العقد القاعدية. هذا الشيء الصغير في المخ له وظيفة بسيطة: أي شيء يفعله المخ بتكرار، ينقله المخ إلى هذا الشيء الصغير، لينوب هذا الشيء الصغير في المستقبل عن المخ في أداء الوظائف المتكررة، وهذا مثلا ما يسمح لك بأن تقود سيارتك بحرفية تامة في عز الزحام بينما أنت مشغول بآخر تدوينة كتبها شبايك وكيف أنها هراء كبير.

    هذه طبعا لفتة جميلة من المخ وتفسيرها كما يقول العلماء هو أن المخ يريد أن يستمر في التفكير في الجديد، لكن هناك جزئية سلبية صغيرة. لكي يبدأ عمل وتحكم بصل جانجليا، لا يلزم الأمر سوى أن يلاحظ المخ العلامة الرمزية (التي ذكرناها من قبل)، ثم ينتقل التحكم لا إراديا ولا شعوريا إلى بصل جانجليا. أي بكلمات أبسط، إذا كانت لك عادة، فستجد نفسك تكررها دون أن تدري، فالمخ يأنف من التكرار والملل، ولذا يعهد إلى أجزاء أخرى داخله لتتولى هي تكرار الأوامر، في محاولة من المخ البشري للنجاة من براثن الملل.

    لهذا حين تجلس مع أناس يأكلون، فستجد نفسك تأكل معهم دون أن تدري، وكذلك حين تشاهد التلفاز فتشعر برغبة شديدة في شطيرة شهية أو مشروب بارد.
    المصيبة هي أن المرء منا قد لا يشعر أو يدرك حين تبدأ بصل جانجليا في العمل، أو حين تنشأ العادة لدينا، فهذه الأمور تتطلب تركيزا عاليا جدا من المخ ليدرك أنه أسير عادة ما، فالعادات لا تكشف عن نفسها بكل وضوح لنا.

    غني عن البيان أن غالبية صناعة الإعلانات تلعب على هذا الوتر الحساس، فحلم أي شركة هو بيع منتج يدمنه العملاء ويشترونه باستمرار، على أن تحقيق هذا الادمان له شروط كثيرة، ويضرب المؤلف المثل ببداية فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث اشتهر معجون أسنان جلب للشركة المنتجة له ملايين عديدة من الأرباح. قامت فكرة الإعلان على أمر بسيط: رسالة مفادها عزيزي الانسان، هل تعلم أن هناك طبقة رقيقة تتكون على أسنانك، فتجعل لونها باهتا، وتحرمك من الابتسامة الساحرة؟ هيا حرك لسانك فوق أسنانك لتشعر بهذه الطبقة. اشتر هذا المعجون لتزيل هذه الطبقة وتعود لك ابتسامتك الساحرة.

    /

    منقول .

  3. #443
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    الليبرالية الجديدة


    يظل موضوع تدخّل الدولة في الاقتصاد شائكًا ، ويلعب دورًا مهمًا في شرعنة مصالح الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة على مستوى الدول فيما بينهم(الخارج) وعلى مستوى الدولة الواحدة ( الداخل). حيث "الحرية" الاقتصادية محكومة بدور الدولة كمتدخّل ضامن ومسيطر في فرض الحماية لتلك الحرية فصرنا نسمع عن "الاقتصاد الحر" المسؤول عن الظروف المناسبة لتحقيق الأرباح
    للشركات "القومية" من منافسة الشركات المنافسة ، والواقع يرينا السياسي المتمثل بقوانين ( الدولة) وقد أصبح أداة بيد الاقتصادي على عكس ما شهدناه عبر التاريخ ، فقوّة الدولة وتفوقها مرهون بفرض شروطها على الدول الأخرى وذلك بغاية تحسين وضعها في المنافسة العالمية. وهذا مشروط بالبقاء على اقتصاد قوي لاتؤثر فيه المنافسة بل تزيد من قوته.
    قامت المدرسة الليبرالية بانتشار أفكار (آدم سميث )في كتابه (ثروة الأمم) عام 1776. حين دافع عن إلغاء تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية، وطالب بإزالة جميع الحواجز والقيود على التصنيع وعلى التجارة ، وعدم فرض التعريفات الجمركية. وأدى غياب ملكية الدولة إلى تنظيم عمليات الصناعة والتمويل، وبالتالي خلق مرونة في أسواق العمل الدولية ..فالدولة الأقوى هي التي تفرض المناخ الدولي لنشاطها أمام الدول الأضعف من خلال وضع القيود لحماية ذاتها خصوصًا بعد انهيار الاشتراكية وتفرد النمط الرأسمالي وقد غدت حرية الاقتصاد تؤسّس لنفي الحرية ذاتها وذلك بإبتكار انماط الاحتكار تفضي إلى انهيار شركات دول اوربا وآسيا وتمركز أخرى في رأسمالية اميركية تستغل تلك الدول ، وهو ما شهدته شركات بالغة الضخامة (متعدية القومية) مارست احتكار دفع الشركات الأقل ضخامة إلى الإفلاس عبر الاندماج المبرمج في النمط الرأسمالي جعلها متفوّقة تستحوذ بالتراكم العلمي والمعرفي واستثمار سعة الأسواق لصالحها سواء تم تنفيذ ذلك عن طريق مؤسسات مثل (صندوق النقد ) و(البنك ) الدوليين أو عن طريق اتّفاقات الشراكة أوعبر الضغط السياسي أو العسكري لأميركا. فشهدنا تراجع الدخل العام للعمال والموظفين بل وحتى تشريد مئات آلاف منهم ، حيث أصبح الاقتصاد تابعا لقرار الرأسمال الإمبريالي ..
    في ثلاثينيات القرن الماضي ظهر الكساد العالمي ، فقام الاقتصادي البريطاني ( جون مينارد كينز) بوضع نظريته التي تقر بتدخل الحكومات والبنوك المركزية لزيادة فرص العمالة وانقاذ الموقف . وصمم الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) وفق مقتضى تطبيق إصلاحات الاقتصاد لإنقاذه من الركود. فعادت الدولة لتلعب دورًا جوهريًا لضمان تحقيق النفع العام
    حتى جاءت الثمانينات من القرن الماضي ، ومعها تقليص معدلات الأرباح للشركات المملوكة من كبار الرأسماليين. وظهور الليبرالية الجديدة كعقيدة اقتصادية مسيطرة على الفكر الاقتصادي خلال الربع الأخير من القرن الماضي وحتى يومنا هذا وذلك عبر برامج واسعة تستهدف: خصخصة وحدات القطاع العام ، وإزالة القيود الحكومية ، والفتح الكامل لأسواق السلع ورأس المال ، وإتباع سياسات اقتصادية كلية متشددة ... واعتلى الليبراليون الجدد سدة الحكم في كبرى الدول المتقدمة والمؤسسات المالية الدولية
    ومن أجل كل هذا ظهر مفهوم الليبرالية الاجتماعية كحركة إصلاحية ترى أن من واجب الدولة الليبرالية توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم كحقوق مدنية. وهي حركة تدعو إلى احترام الحرية الفردية وتهتم بقدرة الأشخاص على المشاركة في العمل وتعتبر أن حق العمل وحق أجر مناسب على العمل لا يقل أهمية عن حق التملك ، فكانت تسعى لتقليل نسب التضخم وتقليل البطالة لتحقيق موازنة بين الحرية الاقتصادية والمساواة بما يخدم الصالح العام.
    لقد ظهرت بعض الأحزاب الليبرالية الاجتماعية كحزب (الديمقراطيين الأحرار) في بريطانيا ليعالج تعارض أخلاق التسلط الليبرالي ويسعى لإشراك العمال والموظفين في صناعة القرار والقيام بتشجيع انشاء مؤسسات باحثة التوفيق بين الحرية والمساواة
    وخلال حقبة التسعينات من القرن الماضي، كان الضغط من أجل تطبيق برامج الإصلاح الليبرالية الجديدة على الدول النامية أشد وأوسع حين فشلت الإصلاحات التي تم تنفيذها في حقبة الثمانينات بعد أن زاد اعتمادها المالي على الدول المتقدمة وعلى مؤسسات التمويل الدولية. كما ساهم انهيار الشيوعية في تتبع فروض الليبرالية الجديدة. وهنا علينا تأمل القيود التي تربط أيادي حكامنا
    وهي مكبلة بتطبيقات الليبرالية الجديدة المفروضة من الخارج! لنعود إلى ما بدأنا به هذا المقال من أثر وتأثير تدخل الدولة في الإقتصاد .. حيث "الحرية" الاقتصادية محكومة بدور الدولة كمتدخّل ضامن ومسيطر في فرض الحماية لتلك الحرية .. ولكن وللأسف فإن دولنا محكومة بقرار خارجي مفروض عليها يصعب الفكاك عنه خصوصًا بعد الربيع العربي المشوش في رؤيته لأساسيات الأقتصاد لدولنا .

  4. #444
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    البابا المستقيل و«علامات الأزمنة»
    رضوان السيد

    أجرى الفيلسوف البارز يورغن هابرماس، حوارا مع الكاردينال جوزيف راتسينغر عام 2004 عن الإيمان والعقل. وفي عام 2005 وعلى أثر وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، انتخب مجمع الكرادلة راتسينغر خلفا له فسمّى نفسه: بنديكتوس السادس عشر. وأشهر الذين سُمُّوا بهذا الاسم في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية كاهنان: بنديكتوس مؤسِّس الرهبانية البندكتية في القرن الثاني عشر الميلادي، وهي طائفةٌ شديدة التقشف - وبنديكتوس الخامس عشر، الذي كان بابا روما في الحرب العالمية الأولى، واشتهر بإعطاء كلّ ما تملك الكنيسة لخدمة فقراء ومُصابي تلك الحرب.

    وقد سأل بيتر سيفالد، كاتب سيرة البابا الجديد وصديقه الفيلسوف هابرماس عن الفروق بين شخصيتي الرجلين: بنديكتوس ويوحنا بولس من وجهة نظره، فقال بعد تردُّد: أمّا راتسينغر فتشغله مسألة الإيمان، واستعادة «روح الكنيسة» من طريق الالتزام بالتقاليد المسيحية العريقة، وأما يوحنا بولس فإنه يريد تغيير العالم! وعلى اختلاف شخصيتيهما؛ فإنّ يوحنا بولس الثاني، عندما أراد الانطلاق لتغيير العالم (من بولندا وحركة التضامُن، وشعار: الإيمان والحرية)، عيّن الكاردينال الألماني راتسينغر رئيسا لمجمع الإيمان، أي أنه ائتمنه على «استقامة العقيدة» في الكنيسة، وانصرف هو لهدم الشيوعية بالاشتراك مع رونالد ريغان والولايات المتحدة والإنجيليات الجديدة.

    وفعل البابا بنديكتوس عكس ذلك تماما: انكمش على نفسه، وانصرف إلى جمع «الخراف الضالة»، واعتبر أنّ خلاص الكنيسة من الدنيوية الهائلة والمتصاعدة، والعلمانيات، وإنجيليات البروتستانت، وتكاثر أعداد المسلمين، إنما يحصل بالعودة إلى الذات وتحقيقها، والابتعاد عن التفسيرات الاجتماعية والسياسية للدين. وما استجاب لأي من مطالب شبان العالم، وشبان الكاثوليكية: من تكهين النساء، وإلى زواج المثليين، وإلى الإجهاض، فإلى لاهوت التحرير. وهكذا فقد ظلَّ مصرا على القيام بالمهمة التي كلّفه بها صديقه يوحنا بولس منذ عام 1981 حين عينه رئيسا لمجمع الإيمان، أي العمل على تجديد شباب المسيحية في اعتقاده من طريق بعث حرارة الإيمان في قلوب المؤمنين، واستعادة «التقاليد» التي استقرت عليها الكنيسة منذ قرون، حين اضطرّت إلى مُغادرة الطموحات الإمبراطورية إنما بعد فوات الأوان، أي بعد أن صارت المسيحية مسيحيتين، وقامت الدول الوطنية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وأعملت الثورة الفرنسية سيوفها في أعناق الكهنة، وفصلت الدين عن الدولة فصلا عنيفا!

    هل كان البابا بنديكتوس «رجعيا»، لأنه ما أصغى لعلامات الأزمنة ومتغيراتها؟ هو لا يعتقد ذلك. لقد عمل طوال حياته - كما قال - على وعي المسيحية الصحيحة (أي الكاثوليكية) باعتبارها حارسةً للإيمان بالله من خلال خدمة الناس، وعمل الخير، وإنتاج الأخلاق الصالحة، بعيدا عن مطامح وجبروت التشبُّث بالدنيا وزينتها. وهذه «البساطة» الظاهرة، ليست آتيةً من ثقافته البسيطة؛ فهو أحد أكبر أساتذة اللاهوت الكاثوليكي في القرن العشرين. وهو ما كان ليُنكر على العلمانية جبروتَها المتمثّل في ثقافة وعقلية الإنكار، والاقتناع الأعمى بالاستغناء عن الله، لو أنّ ذلك اقتصر على الاستئثار بإدارة الدول والسلطات. وإنما أنكر عليها محاولتَها - في أزمنة الحداثة - إخراج الدين من المجتمع. وكيف يمكن أن تستمر المجتمعات البشرية، ويستتبَّ السلام، ويتقاسم الناسُ خيرات العالم بالرحمة والصبر، إذا خرج الإيمان، وخرجت «الثقة» التي تنشرها أخلاقيات الدين الحقّ بين الناس؟

    هكذا فقد اعتبر أنّ مشكلات الكنيسة (بل وسائر الأديان) آتيةٌ من أمرين اثنين: اعتقاد الاستغناء بالعقل (العملي) عن الدين وأخلاقياته، وشهوة التملُّك والسلطة والسلطان. والمخرجُ من هذين المأزقين يكونُ ببثِّ نور الإيمان في عوالم العقل، والتسديد على طريق الخير والحق والحقيقة من خلال «التقليد» الموروث. وقد قال له هابرماس: لكنّ التقليد لا يمكن تجديده من داخله؟ فأجاب: إنّ هذا هو البلاءُ الذي نزل بالبروتستانت؛ إذ لدى شبانهم تلك الجذوة المشتعلة، والإرادة الطيبة، لكنّ تنكُّرهم للطريق ومعالمه (أي للتقليد أو للكنيسة) هو الذي جعلهم في كل وادٍ يهيمون. أمّا مشكلةُ المسلمين فهي في استيلاء شهوة التملُّك والسلطة والسلطان على أجيالهم الجديدة، مغترين بالأعداد المتكاثرة، ومعتبرين أنّ ذلك من مقتضيات الدين وأخلاقه وشريعته، رغم أنّ «التصوف» كان جزءًا أصيلا من تجربتهم التاريخية. ولا يختلف الأمر مع اليهود؛ إضافة إلى أنّ قلّة الأعداد نمّت إحساسا لديهم بالخصوصية والتفوق! ولذلك ورغم التأكيد المستمر من جانب البابا بنديكتوس على النية الطيبة والإرادة الطيبة تجاه جميع البشر وعلى اختلاف أديانهم؛ فإنه أثار غضب المتحررين والعلمانيين، والإنجيليين واليهود والمسلمين. وبعد كلّ أزمةٍ، كان البابا يسارع للاعتذار بأنه لم يقصد هذا الأمر أو ذاك أو هذا المعنى أو ذاك. وما حظي برضاه وإعجابه غير الكنيستين الأرثوذكسيتين في روسيا واليونان: «لرقة القلوب وشفافيتها وللمعاناة الطويلة في التاريخ والحاضر، وكيف تستقيم أخلاقُ الدين والثقة دون مُعاناة؟».

    استقال البابا إذن، ففعل ما لم يفعلُه بابا آخر منذ القرن الخامس عشر. لكنّ بابا القرن الخامس عشر الذي استقال كان مرغما على ذلك، لإنهاء الانقسام بداخل الكنيسة والناجم عن وجود اثنين يتنازعان شرعية المنصب: فهل استقال بنديكتوس مرغما أيضا؟ هو يقول إنه استقال بسبب تقدمه في السن، وعدم قدرته الذهنية والجسدية، نتيجة ذلك، على القيام بمهامّ منصبه على الوجه الأفضل. والذين يعرفون البابا يقولون إنه صادقٌ ونزيهٌ في القرار الذي توصَّل إليه. لكنه يضيف في كلمته: إنّ التحديات تكاثرت، وتحتاج إلى من هو أقوى منه لمواجهتها. ورغم أنّ الكنيسة الكاثوليكية ما تزال تنمو بقوة خارج أوروبا بحيث زادت أعداد الكاثوليك على المليار؛ فلا شكّ أنّ القضايا والمسائل غير المحلولة تتزايد وتتكاثر: ومن عزوبية الكهنة واعتداء مئات منهم على الأطفال خلال العقود الماضية، إلى التنظيم الهرمي والعقدي المتشدّد للكنيسة، والفساد الإداري والمالي في جسدها العريق والهشّ في الآن نفسه. وقد اعتقد البابا أنّ النهج الذي سار عليه مع يوحنا بولس (الاعتصام بالداخل، والانطلاق الظاهري باتجاه العالم) ولعدة عقود قد نجح، بدليل عدم تفكك الكنيسة، وعدم ظهور «إحيائيات» فيها، شأن الأديان الأُخرى جميعا. بيد أنّ استمرار النبي سليمان في «الاتكاء» شاخصا على كرسيه، لم يحُلْ دون موته!

    هذه العبارة ذكرها لي زميل البابا وخصمه البروفسور هانز كينغ، الكاثوليكي الليبرالي المعروف. فقد قال لي إنه صالح البابا بعد انقطاع الكلام بينهما منذ السبعينات من القرن الماضي، وعندما سألتُه: هل سبب ذلك خوفك وقد شِخْتَ أيضا أن تموت خارج الكنيسة؟ فلم يضحك بل أجاب بعد تفكُّر: بل يا مستر سيّد لأنني اكتشفت أنّ الإيمان لا حلاوة له دون الاعتصام بتقليدٍ عريق! وهكذا فقد تكون المفارقة أنّ كينغ الليبرالي الراديكالي، اكتشف أهمية «التقليد»، وأن بنديكتوس المحافظ، اكتشف أنّ «التقليد» ما عاد يمكن تجديده من داخله!

    عرفت البابا المستقيل أستاذا للاهوت الكاثوليكي في مطلع السبعينات من القرن الماضي بجامعة توبنغن، واستمعتُ لبعض دروسه، ثم غادرته إلى كينغ. وما رأيت عنده كاريزما كينغ، ولا الكاريزما التي عرفناها من بعد لدى يوحنا بولس الثاني. وأنا أزعُمُ على قصر مدة الدراسة عليه، أنه شديد الصدق مع نفسه، ويملك ما يشبه «الإحساس الطهوري» المعروف عن البروتستانت وليس الكاثوليك في العادة. فاستقالتُهُ تشبه شخصيته، وشخصيات ألمان كثيرين، يتوقفون طويلا أمام «علامات الأزمنة» فإما أن يكسروها، وإما أن تكسرهم!

  5. #445
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    يورغن هابرماس
    فيلسوف وعالم اجتماع ألماني معاصر (18-06-1929 دسلدورف - ) يعتبر من أهم علماء الاجتماع والسياسة في عالمنا المعاصر. ولد في دوسلدورف، ألمانيا وما زال يعيش بألمانيا.يعد من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية له ازيد من خمسين مؤلفا يثحدث عن مواضيع عديدة في الفلسفة وعلم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي...وهو الفيلسوف الوحيد الذي فرض نفسه على المشهد السياسي والثقافي في ألمانيا كـ"فيلسوف الجمهورية الألمانية الجديدة" وفقاً لتعبير وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، وذلك منذ أكثر من خمسين عاماً.
    انه بالفعل يعتبر الوريث الرئيسي المعاصر لتركة مدرسة فرانكفورت كما يعبر عن ذلك ايان كريب، وعلى الرغم من أن هناك افكارمشتركة واضحة بينه وبين أسلافه، فإنه نحا بهذه المدرسة منحى مختلفاً. واذا كان ما يجمع أعمال أدورنو وهوركهايمر وما ركوزه الاهتمام الشديد بحرية الإنسان مهما بعدت إمكانية وجود تلك الحرية عن أرض الواقع، فإن هابرماس أقل حماسا في هذا الجانب رغم وجوده.إنه يتحرر من التذبذب بين التفاؤل والتشاؤم ويركز جل تفكيره بدلاً من ذلك على تحليل الفعل والبنى الاجتماعية، ولا جدال في انتماء هابرماس إلى اليسار، إلا أنه، وربما بشكل غير متوقع ينتقد التقاليد الفكرية التي تنتمي إليها، الأمر الذي اتنهى به إلى النأي بنفسه عن الحركة الطلابية التي ظهرت في الستينات. ويمكن النظر إليه، أولا، باعتباره متماسكا بتصور يزاوج بين البنية والفعل في نظرية كلية واحدة.وثانيا، بوصفه مدافعاً عن مشروع الحداثة، بالأخص عن فكرتي العقل والاخلاق الكليين.أما حجته في ذلك فهي أن مشروع الحداثة لم يفشل بل بالأحرى لم يتجسد ابداً ،ولذا، فالحداثة لم تنته بعد. ويظهر أن هذا الموقف يضعه في اتجاه معارض تماماً مع أسلافه بالنظر إلى موقفهم من نقد عقل التنوير، إلا أن موقفه يتضمن الإصرار على جدل التنوير، أي أن عملية التنوير لها جانبان: يتضمن أحدهما فكر البناء الهرمي والاستبعاد، في حين يحمل الجانب الآخر إمكانية إقامة مجتمع حر يسعد به الجميع على الأقل.إن نظرية ما بعد الحداثة تفتقد حسب هابرماس إلى هذا العنصر الأخير.
    أما المصالح المعرفية فتعني عند هابرماس أننا دائما نطور المعرفة لغرض معين، وتحقيق ذلك الغرض هو أساس مصلحتنا في تلك المعرفة، والمصالح التي يناقشها هابرماس هي مصالح مشتركة بين الناس جميعاً، بحكم أننا أعضاء في المجتمع الإنساني، فيذهب هابرماس إلى أن العمل ليس وحده ما يميز البشر عن الحيوانات، بل واللغة أيضاً، فالعمل يؤدي إلى ظهور المصلحة التقنية، وهي المتمثلة في السيطرة على العمليات الطبيعية واستغلالها لمصلحتنا. وتؤدي اللغة، وهي الوسيلة الأخرى التي يحوّل بواسطتها البشر بيئتهم إلى ظهور ما يدعوه هابرماس "المصلحة العملية" وهذه بدورها تؤدي إلى ظهور العلوم التأويلية. ويذهب هابرماس إلى أن المصلحة العملية تفضي إلى نوع ثالث من المصلحة وهي مصلحة الانعتاق والتحرر، وهذه الأخيرة تسعى لتخليص التفاعل والتواصل في العناصر التي تشوههاعن طريق إصلاحها ومصلحة الانعتاق والتحرر تؤدي إلى ظهور العلوم النقدية.
    يتوجه هابرماس في أعماله الأخيرة وبخاصة في" نظرية فعل التواصل" (1984-1987) إلى فلسفة اللغة ابتغاء توسيع أساس التظرية النقدية وقد قدم أطروحة صعبة سنجملها في مراحل ثلاث:
    1- المرحلة الأولى: يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوعي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات والموضوع (أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي).
    2- المرحلة الثانية: يمكن أن يتخذ الفعل صورتين، الفعل الاستراتيجي وفعل التواصل. الأول يتضمن الفعل الغائي العقلاني، في حين أن فعل التواصل هو ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم.
    3- يترتب على فعل التواصل الأولية عدة أمور:
    أولاً، العقلانية بهذا المعنى ليس مثالا نقتنصه من السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، إن هذه العقلانية تستلزم نسقاً اجتماعياً ديمقراطياً لا يستبعد أحداً.
    ثانياً، ثمة نظام أخلاقي ضمني يحاول هابرماس الكشف عنه، وهو الأخلاق الكلية الذي لا يتوجه إلى تحليل مضمون المعايير بقدر توجهه إلى طريقة التوصل إليها، والتوصل إليها -حسب هابرماس- يكون عبر نقاش حر عقلاني.
    ويمكن ملاحظة أن مناقشة هابرماس للرأسمالية الحديثة تفتقد للحماس الذي اتسمت به أعمال الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت. فهابرماس يرى في الرأسمالية، أساساً، مرحلة يمكن أن تنحرف فتؤدي إلى كارثة، لكنها عنده ليست شراً مستطيراً. ولقد ركز شأن الرعيل الأول على ظاهرة الهيمنة التقنية والعقل الأداتي السائد في هذا النظام. وحول ماركس يرى هابرماس أن الجزء المبدع لأعماله أصبح مدفوناً تحت خرسانة النزعة الأداتية والوصفية. ويرى هابرماس أن مسؤولية ذلك على عاتق ماركس نفسه، وعلى تركيزه تركيزاً شديداً على العمل باعتباره الخاصية المميزة للبشر.
    لقد وجهت لهابرماس مجموعة انتقادات أهمها اثنان:
    1- لم يثبت ولا يستطيع أن يثبت أولوية فعل التواصل على الفعل الاستراتيجي.
    2 – مرتبط بالنقد الأول، أن أطروحته حول الانعتاق والتحرر لم تثبت، ليس هذا فقط، بل إن محاولة إقامة النقد على التفرقة بين النقد والحياة اليومية تقوض وضع التحرر الذي يزعمه والمشكوك فيه أصلاً. وبذلك يظهر أن مشروع هابرماس يعاني بمجمله من تناقض في الأهداف، فإن أخذنا مشروعه الأكبر بأوضح معانيه، فسيظهر أن محاولة تأمين أولوية التواصل في فلسفة اللغة، تجهضها تلك التفرقة التي يقيمها بين النسق والحياة اليومية. وهكذا إن إعطاء الأولوية لطرف على آخر في معادلة الفعل أو البنية تقوض النظرية من عروشها.
    في سياق علم الاجتماع، مساهمة هابرماس الرئيسية كانت تطويرالنظرية الشاملة للتطور الاجتماعي الحضاريِ وتركيز الحداثة modernization على الاختلاف بين العقلانية - المذهب العقلي الذي يقول بأن العقل غير مسعف بالوحي الالهي، والعقل هو الهادي الوحيد إلى الحقيقة الدينية أو المعرفة والعقلانية التواصلية من ناحية إستراتيجية /العقلانية الأداتية. هذا يتضمن نقد من وجهة نظر صريحة لنظرية التفاضل أو التمايز differentiation- المؤسسة للنظم الاجتماعية المطورة من قبل نيكلاس لوهمان، وتالكوت.
    دفاعه عن الحداثة والمجتمع المدني modernity and civil society كان مصدر إلهام للآخرين، واعتبر كبديل فلسفي رئيسي لتنويعات ما بعد البنيوية poststructuralism. وقد طرح أيضا تحليلا مؤثرا ً للرأسمالية المتأخرة.
    رأى هابرماس في العقلانية، والأنسنة humanization، ودمقرطة المجتمع من الناحية المؤسساتية institutionalization الإمكانية للعقلانية المتأصلة في الفاعلية التواصلية communicative competence التي هي حالة متفردة للنوع الإنساني. اعتقد هابرماس أن الفاعلية التواصلية طورت من خلال مسار التطور، لكن المجتمع المعاصر- الذي يقمع في أغلب الأحيان عن طريق المجالات الرئيسية للحياة الاجتماعية، مثل السوق، الدولة، والمنظمات - سيطر عليه عن طريق العقلانية الإستراتيجيِة / الأداتية.
    يقدّم هابرماس مفهوم “ إعادة بناء العلوم ” Reconstructive science لهدف مزدوج: لوضع “ نظرية عامة للمجتمع ” بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ولرأب الصدع الحاصل بين “ التنظير ”theorization و“ البحث الميداني ” empirical research. نموذج “ إعادة بناء العقلانية ” يمثّل الخيط الرئيسي للمسوح حول "بنى" عالم الحياة ("الثقافة" و"المجتمع" و"الشخصية") واستجاباتها "الوظيفية" الخاصة (إعادة الإنتاج الثقافي، التكامل الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية). لهذا الهدف، فإن الجدل حول “ التمثيل الرمزي ”symbolic representation “ يجِب أن يعتبر الحاق البنى لكل عوالم الحياة (العلاقات الداخلية) و“ إعادة الإنتاج المادي ” للنظم الاجتماعية في تعقيداتها (“ العلاقات الخارجية ” بين النظم الاجتماعية والبيئة). يجد هذا النموذج تطبيقاً، قبل كل شيء، في “ نظرية التطور الاجتماعي ”، بدءاً من إعادة بناء الشروط الضرورية للفيلوجينيا phylogeny (التطور العرقي) لصيغ الحياة الثقافية الاجتماعية ("الانسنة") حتى تحليل تطوير “ الصيغ الاجتماعية ”، التي يقسّمها هابرماس لصيغ معاصرة وحديثة وتقليدية وبدائية.
    هذا الطرح محاولة، أولاً، لصياغة نموذج “ إعادة بناء منطق التطوير ” “ الصيغ الاجتماعية ” لخصت من قبل هابرماس من خلال التفاضل أو التمايز بين العالم الحيوي والنظم الاجتماعية (، وضمّنها، من خلال “ عقلنة عالم الحياة ” و“ النمو في تعقيدات النظم الاجتماعية ”). ثانياً، يحاول البعض عرض التوضيحات المنهجية حول “ تفسير الديناميكيات ” “ العمليات التأريخية ”، وبشكل خاص، حول “ المعاني النظرية ” لمقترحات النظرية التطورية.

    حوار مع بابا الفاتيكان بنيديكت السّادس عشر :

    في أوائل 2007، صحيفة إجناتيوس Ignatius نشرت حوارا بين هابرماس وبابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر Benedict XVI، عنون ب"جدلية العلمانية" Secularization. عالج الأسئلة المعاصرة المهمة من مثل: هل الثقافة العامّة للمنطق والحرية المنظمة ممكنة في عصر ما بعد الميتافيزيقا؟ هل هذا الانحراف عن العقلانية يشير إلى أزمة عميقة للدين نفسه؟

    في هذا النقاش، التغيير الأخير لهابرماس أصبح واضحاً. بشكل خاص التفكير ثانية بالدور العام للدين. تصريحات لعلماني صرف نصف قرن وهو يجادل ضد الحجّة الأخلاقية للدين، بعض تصريحاته كانت مدهشة، في مقالة 2004 المعنونة ب "عصر التحول" كرر: "المسيحية، ولا شيء ما عدا ذلك، المؤسسة النهائية للحرية، والضمير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. إلى يومنا هذا، نحن ليس لدينا خيارات أخرى. نواصل تغذية أنفسنا من هذا المصدر. كل شيء آخر ثرثرة ما بعد الحداثة"!!.



    منقول ..

  6. #446
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    كتب الدكتور عمارأحمد يقول ..


    عبدُ الله ابني .. وحيدي .. بكى بحرقةٍ وأبكى أمَّه؛ لأنّي لمْ أشترِ له مسدسا أو سلاحا رشّاشا .. يا عبدَ الله يا قرةَ عيني ..يا لبَّ كبِدي، ونبضَ قلبي: إنَّ روحي تبكي معك .. ولكنْ .. لنْ اشتريَ لك سلاحا ..
    اهنأ بألوان براءتك الآن، لأبرِّأ ذمتي من طفولةِ ألوانك..
    ستكبرُ وتعرفُ أيَّ سلاحٍ يجبُ أنْ تَستخدِم .. ثمةَ عدوٌّ حقيقي .. يضحكُ الآن ملْء بشاعتِه ثَمِلا بعداواتِ الأخوة الطائفينَ دمًا وأشلاءً على جداولِ الطوائف ..!!

  7. #447
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    الأشخاص الطيبون ستجدهم في كل زاوية في الأرض !! ولكن للأسف الأرض ليس بها زوايا ..

    سعد نجم.

  8. #448
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    يحاذرني حتفي كأني حتفه .. وتنكزني الأفعى فيقتلها سمي
    (المتنبي)




    وما أنا وَحدي قلتُ ذا الشّعرَ كُلّهُ
    ولكنْ لشعري فيكَ من نَفسه شعرُ

    المتنبي

  9. #449
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    محمد عساف : أزمة الجمال.

    حين قرأت ما كتبه الشيخ القرضاوي والشيخ النبهاني في مسألة الغناء ... تأكدتُ أن الخطاب الشرعي منشغل بالجدل أكثر من اتشغاله بالواقع المفزع ، وتأكدتُ أن محاولات التوفيق بين التعميم والتخصيص لم تزل بحاجة إلى معالجات متجددة .. وأن تفاوت توظيف مشكلاتنا اليومية يضخم هذه المشكلات .. فنحن اليوم بحاجة إلى أن نستوعب أي حدث - أولًا - ثم تجاوزه - ثانيًا - لنصل إلى توظيف التدين لأجل تجمّل الحياة .. فالأصل في الأشياء الإباحة كما تقّر ذلك قواعد اصول الفقه .. وقضيتنا الحقيقية ليست ( جدوى عساف بالقياس إلى ضرره ) .. وقضيتنا الحقيقية أن يسهم عساف مع رجل السياسة ورجل الدين ورجل الجيش في تحرير قدسنا .. وقضيتنا الحقيقية توضيح رؤيتنا عن حقنا المسلوب في القدس وفضح الصهاينة وعدوانهم ..

    محمد عساف .. يحمل ثلاث هويات ، فهو : إنسان ومسلم وفلسطيني .. صوته جميل .. حائر بين نداء فلسطين الأم ( الأرض ) والحبيبة ( الحلم ) ..
    ومن يسمع محمد عساف .. يحمل أحد ثلاث هويات ، فقد : يظن أنه سبب لضيِاع فلسطين .. أو يظن أنه سبب لتحرير فلسطين .. أو يظن أنه صورة لجمال فلسطين ..

    أما الذين لا يسمعون ... فهم يعتقدون ويريدوننا أن نعتقد معهم .. أن غناء عساف لا غاية له إلا زيادة حسرتنا وخساراتنا .. وأن الوطنية ممنوعة عمن يغني لفلسطين ونحن ننتظره أن يحررها !!


    القاسم المشترك عند كل هؤلاء ... أن صوت عساف : جميل

    وأن الجمال أن تستمتع قلوبنا .. في صوت خرير ماء او هفيف شجر او غناء برئ لبشر ..

    دعونا نجتمع .. لا نتفرق .. سواء الرافض منا والموافق ..
    دعونا نتجاوز سوء فهمنا لبعض .. ثمة فرصة متجددة لأن نهتم بواجبنا تجاه وجودنا المستقبلي ... لا تجعلوا عساف صورة ( عدو أو صديق ) فقد مضى زمن التفكير بطريقة ( إما / أو )
    دعونا ننشغل بتحرير طريقة تفكيرنا ...

  10. #450
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    دعونا نتعلم من هذه الفطرة ... فالمعدة تعمل بنظام ( قبول الآخر ) ثم تجاوز الضار إلى جهاز الإخراج .... إنها تجمع النقائض لكنها قوية بمكان بحيث أنها تقبل ماينفع وتطرد مايضر دون هياج أو صراخ أو عنف ... ثمة عمل دؤوب ..

    نعم : المعدة تعمل بصمت ... فتنجز.

    للأسف : نحن منشغلون بتجسير الفجوات .. لا نفكر في تسمية التناقضات بمسمياتها .. لانمتلك ثقافة المصارحة للواقع ومبدعون في تجميله بالفذلكات اللغوية حيناً والفكرية احياناً ... والفلسفة تريد تعليمنا : بدل أن نصف خراب بيتنا أن نبني للآخرين بيتاً جديداً وهم سيسكنونه طواعيةً ...


    لنجتهد في تغيير طريقة تعاطينا لأصل المشكلة ... قبول الآخر.


    أصدقائي .. لنحاول !!

صفحة 45 من 49 الأولىالأولى ... 15353637383940414243444546474849 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رسائل في صندوق القلب / 5
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 111
    آخر مشاركة: 19-10-2012, 04:27 PM
  2. رسائل في صندوق الغابة
    بواسطة عبير عيسى غزلان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-09-2011, 01:10 PM
  3. فِي صُنْدُوقِ بَرِيدٍ عَصَبيّ!
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30-05-2010, 03:50 PM
  4. صندوق بريدكم الإلكتروني (مما لذ وطاب من صندوق الوراد)
    بواسطة فضاءات يراع في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 22-06-2008, 03:35 PM