أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: [ .. مَسِيْرَةُ حَيَاْةٍ .. ]

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    العمر : 36
    المشاركات : 32
    المواضيع : 5
    الردود : 32
    المعدل اليومي : 0.01

    [ .. مَسِيْرَةُ حَيَاْةٍ .. ]

    همسة:
    أرجو أن تسامحوني على الأسلوب الركيك , ولكني كتبتها منذ فترة
    وأسلوبي كان أضعف , ولصغر سني أيضاَ , فإن عمري ثلاث عشرة سنة فقط.




    قرر ذلك الأب , أن ينوم ابنه , بغير مساعدة أمه , فقال له قصة من ماضيه , عندما كان طفلاً:

    رأيته , هو ذاك العجوز , كان يسري نحو البحر , تعجبت مما يفعله , لأن الموسم موسم الشتاء.
    جلس بمحاذاة الماء , ونفحات من نسيم البحر , كانت تأتي , وكأنها ريح من رياح الجنة.
    تمعنت بالنظر إليه , فلحظت الدمع يذرف بغزارة من مقلتيه , وزاد من تعجبي وحيرتي , فقررت الذهاب إليه , علي أفهم ما الكنه الذي يبكيه , وما الكنه الرئيسي الذي جعله يأتي إلى هذا المكان الشديد البرودة , وهو كهل كبير ,
    فقلت له: السلام عليكم.
    فشاح بوجهه , ثم رمقني رمقة واهنة , ارتسمت على قسمات محياه الأجعد , بسمة ليس بها من روح البسمة شيئاً , فقد يكون مصدرها هو استرداد الذاكرة ماضيها , حينما كان صغيراً.
    فرد قائلاً: وعليكم السلام , ما الذي جاء بك إلى هنا , رغم برد الشتاء.
    قلت له: أنت , نعم أنت من جاء بي إلى هنا , فإنك كبير السن , وليس من المفترض أن يكون هذا مكانك.
    قال: هيه , تقال هذه الكلمات من شفاه بريئة , لا تعلم ما ماضي الكهل الذي أمامها.
    قلت: صحيح , إني لا أعرف عنك أي شيء , سوى أنك كهل كبير , وأن هذا الجو سيأتيك بالحمى.
    قال: لا , اعتدت على برودة الشتاء , وحرارة الصيف.
    قلت بتعجب: أتأتي كل يوم إلى هنا ؟!
    قال: نعم.
    قلت: غريب ! , لا بد من أن لك ماضياً أجهله , أرجوك قل لي عن حياتك.
    قال: حياتي ! , ولماذا تريد أن تعرفها ؟!
    قلت: لأني أحب أن أعرف كل مجهول.
    قال: ولكن أحياناً , معرفة المجهول قد تؤذي مشاعرنا.
    قلت: إلا أننا إن لم نعرفه , سنبقى عائشين في وهم.
    قال: ولكن أنفسنا وألبابنا وقلوبنا , ألن تحرق حرقاً على حقيقة كنا بالماضي مرتاحين منها ؟!
    قلت: كل منا سيبقى على رأيه , أرجوك قل لي عن حياتك.
    قال: بما أن الإصرار يملكك , سوف أقول لك بشرط.
    قلت: وما هو ؟!
    قال: أن لا تفشي هذا السر , لأنه سر لا أريد أحداً أن يعرفه.
    قلت: بالطبع لن أفشيه.
    نظر إلى العنان فامتد بصره إلى السديم , الذي دثر غيهب الليل , فأضفى للمكان راحة وجمالاً , ثم شاح بناظريه تجاه البحر وبدأ بقول مسيرة حياته: عندما كنت طفلاً , وهي أجمل مرحلة من مراحل حياتي , كنت أسعد طفل بالعالم , الأصغر في بيتي.
    قلت مقاطعاً: أصحيح , أنت الأصغر ؟!
    قال: نعم.
    ثم أكمل قائلاً: لم أطلب شيئاً إلا ويصلني , تعودت على الترف وهناءة العيش , كنت أُضرب من قبل أصدقائي , فأبكي , وأقول لأخي الذي يكبرني بعشر سنوات , عن الشخص الذي ضربني , ويذهب له ليضربه , كانت أمي أحن وألطف إنسانة بالكون كله بنظري , أحببتها ولا أزال وسأبقى , فهي التي سهدت علي في عتمة الليل , ونور الصباح , إلا .. إلا أنها أخطأت بشيء وهو أنها دللتني دلالاً مفرطاً , ولكن لا تثريب عليها , فأنا الذي أتيت بعد انتظار ثمانية أعوام , أما أبي فكان يحبني , وينصحني إن أخطأت , فهو الوالد الحاث الناصح , هكذا هي طفولتي.
    كبرت وأصبحت في سن المراهقة , مراهقتي جميلة على نحو ما , لكثرة أصدقائي.
    في يوم من الأيام عندما كنت في طريقي إلى منزلي , رمقت فتاة كالملاك , حباها الله بجمال كجمال يوسف , هي فتنتة لكل رجل , ونار تحرق فؤاد كل امرأة , فالرجل يحب جمال المرأة , أما المرأة فلا تحب جمالاً حبيت به فتاة تماثلها , فهي من تريد سحر ألباب الرجال.
    تبعتها إلى منزلها فحفظت أين مكانه , وبدأت أتردد بين الفينة والأخرى إليه , وحلمي هو أن أرى الملاك الذي رأيته يوماً ما.
    أعاد لي القدر المشهد الذي حصل قبل مدة , فرأيتها تمشي أمامي , ونظرت لها , فرمقتني رمقتها الأولى وأعادت النظر إلى الأسفل , وبقت عيناي معلقة النظر إليها , نظرت إلي مرة أخرى ووجدت نظرتي كما هي بل زادت شوقاً وحنيناً , فتوقفت في مكانها , تعجبت من فعلها , قالت لي: لمَ تنظر لي ؟
    فقلت: إني أنظر إلى جمال مشكل على هيئة فتاة !
    قالت: حقاً ؟! , تفوه بهذه الجملة الكثير الكثير , وأنت واحد منهم , أرجوك دعني في حال سبيلي.
    قلت: إني لست كهؤلاء الذين يجرون لاهثين وراء شهواتهم وغرائزهم وهواهم , إني أحببتك من أول نظرة.
    قالت: أصحيح ما تقوله ؟!
    قلت: ولماذا أكذب ؟!
    قالت: لكي تطيح بي بشباكك.
    قلت: قلتِ لكِ لست كالباقين.
    قالت: أمتأكد ؟! , سوف أختبرك , إن كنت صادقاً فسوف أرضى بك أعز صديق , وإن كنت كاذباً فاتركني , قل لي , هل تكذب أم لا ؟ , انظر لعينيَّ وجاوب.
    فنظرت بعينيها وقلت: والذي نفسي بيده , لم أكذب ولا بحرف واحد مما قلته.
    قالت: إذن , سأرضى بك صديقاً.
    وفتحت العقدة ذات الربطة الواهية.
    فبدأت أتجاذب معها أطراف الحديث , وأقول لها ما هو طريف وظريف , وما هو مهم وما هو غير مهم , إلى أن وصلنا إلى نهاية الزقاق , فودعتها وودعتني.
    بدأت علاقتنا تزداد يوماً بعد آخر , حتى أقبلنا على آخر سنة مدرسية , كانت تدرس ليل نهار , أما أنا فكان معدل دراستي قليلاً إلى حد ما , وعندما انتهت السنة
    هي أحرزت 97.5
    ونسبتي كانت 71.2
    كان كل شيء أمامها مفتوح الأبواب , أما أنا فكل الأبواب موصدة بوجهي , إلا ثلة قليلة
    فدخلت تخصصاً بسيطاً.
    لم أعلم ما خبأه القدر لي , فقد كانت صدمة كبيرة واجهتها , وهي أن نصف روحي سوف تذهب لديار أخرى للدراسة , حيث أن جميع تخصصات الطب موجودة هناك.
    صعقت بالبداية ولكني تقبلت الوضع بعدها , لأنها ستحقق حلماً جسيماً بالنسبة لها.
    وعدتني ووعدتها بأن الرسائل لن تقف بيننا أبداً , وهذا ما حصل , فلا يمر أسبوع حتى أرسل لها رسالة , ولا يمر يوم إلا وأرى منها رد على رسالتي , بعد مدة قلت الرسائل بنحو كبير , ثم أصبحت بالشهر مرة واحدة , وفجأة انقطعت انقطاعاً نهائياً , كان قلبي لا ينام رغم نوم جسدي , فكنت دائم التفكير بها , لدرجة أنها أصبحت هاجسي الأول والأخير.
    حان الموعد المرتجى , فذهبت في صبيحة ذلك اليوم إلى المطار , بقيت منتظراً تسع ساعات وبعد هذا الانتظار , أبصرت تلك الفتاة الجميلة التي تشبه ملاكي , ففرحت جداً , وذهبت إليها , لكنها ليست هي , فيئست وعجت أدراجي.
    بعد يومين من يوم ذهابي إلى المطار , قررت الذهاب إلى حامل أحزاني وصديق الوفي , إنه البحر , أحس عندما أكون بقربه , أني قاطن بمدينة نائية , خاوية من البشر , فجلست كجلستي هذه , بقيت ساعتين ثم قررت الذهاب , فأبصرت فتاة متدثرة بثوب أسود , ذات وجه أبيض , ذا وجنتين حمراوين كزهر الجوري , وقوام ممشوق كغزال الريم , عندما اقتربت ألفت هذا الوجه أكثر , فنهضت من مكاني ونفضت الثرى عن يدي , واقتربت , ثم اقتربت , فاقتربت أكثر , فإذا .. فإذا هي ملاكي , ذهبت وضممتها , فأبعدتني وقلت لها: ولماذا تدفعيني , ألست الحبيب ؟!
    قالت بارتباك: إني .. إني ارتبطت.
    ففتحت عيناي , حتى كادتا أن تسقطا من محجريهما , وتحولت قسمات وجهي من الفرح , إلى قسمات وجه ليث يريد افتراس فريسته , فمسكتها من عنقها والدموع تملأ مقلتي وقلت: ماذا قلتِ ؟! , ماذا قلتِ ؟!
    وبدأت بخنقها أكثر
    وهي تحاول إبعادي وأنا أردد مراراً وتكراراً "ماذا قلتِ ؟!"
    وترد علي بصوت متحشرج بالكاد يسمع: ارتبطت .. اتركني .. ا .. ا .. اتركني.
    فضغطت بقوة فأصبح وجهها احمر ثم تحول إلى الأزرق , وهي تختنق وتختنق , وأنا أنظر إليها نظرة مجنون , إلى .. إلى
    بكى الرجل عندما قال هذه الكلمات ثم أكمل: إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة
    وقالت قبل أن تموت: إني أحبك وسأبقى كذلك.
    ولقيت أجلها المحتوم , ففككت يدي عن عنقها , فإذا هي تسقط جثة هامدة , قتلت شهيدة ممن أحبت.
    بدأت أنحب بحرقة , فحضنتها , وكنت أقول: لا .. لا تموتي .. إني أحبكِ , لا ترحلي وتتركيني.
    وصل الخبر إلى الشرطة , فجاءوا بشرعة وقبضوا علي
    , وإذا بالمحكمة تحكم بخمس وعشرين عاماً , وكان عمري ست وعشرين سنة ,
    فأمضيت خمساً وعشرين عاماً, حياة كاملة في مكان موصد الأبواب , كانت زيارة أهلي لي بالبداية كثيرة , إلا أنها قلت مع الزمن.
    خرجت قبل عشرين سنة , وحتى الآن أنا أزور هذا الشاطئ , الذي قتلت به أعز نفس على قلبي , وحب حياتي , ونصف روحي , هذه هي قصة حياتي كاملة من الألف إلى الياء.
    فقلت بتعجب: ياه ! .. ما أغرب حياتك ! , من يراك لا يتوقع لكهل مثلك كل هذه المسيرة المليئة بالأحداث , التي تأسر القلوب والمشاعر.
    قال: قد تكون كلماتك صحيحة.
    قلت: أللآن تحبها ؟!
    اغرورقت مقلتا العجوز وقال: لا تفتح جرحاً لم يلتئم بعد , أرجوك لا تذكرني بالماضي أكثر.
    قلت: آسف , لم أقصد أن أهيج مشاعرك الجياشة تجاه الماضي.
    قال: لا عليك.
    صمتنا لبرهة ثم قال: لقد أسدلت خيوط الصباح , وعلي الذهاب , اذهب أنت أيضاً.
    قلت: طيب , وداعاً
    فقال: وداعاً.
    وذهب في حال سبيله.

    قال الصغير باستياء: أبي , ما هذه القصة ؟! , إنها للكبار , وأنا أريد قصة أستطيع فهمها.
    فاستسلم الأب لواقع الحال وقال لأمه: تعالي يا أم هذا الطفل , الذي لم تعجبه قصتي.
    فقالت له والبسمة مرتسمة على شفتيها: أولم أقل لك ؟!


    تمت ,,,
    بـ21ـقـ3ـلـمـ2010ـي.

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    بداية أرحب بك أخي الفاضل في واحتنا الطيبة
    أراك تمتلك الفكرة وطريقة للسرد دون الأسلوب القصصي المناسب
    فنصك احتوى على الكثير من الكلمات البعيدة عن اللغة وكذا بعض الهنات والتكرار
    ولكن بداية طيبة تبشر بالخير
    عليك أخي الفاضل بالقراءة لكبار كتاب القصة والاستفادة من علمهم في هذا المجال
    وفي انتظار جديدك
    ينقل النص لمدرسة الواحة وستجد هناك الرعاية والتوجيه إن شاء الله
    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    أين أنت يا بدر العريفج؟
    من يأتي مدرسة للإبداع يحرص على أن لا يضيع فرصة التعلّم بمتنابعة ملاحظات الأساتذة

    كم أتوق لقراءة حرفك اليوم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,159
    المواضيع : 318
    الردود : 21159
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    رغم صغر السن فهناك موهبة أدبية تحتاج إلى الصقل والتهذيب
    بكثرة القراءة والكتابة وبحسن التوجيه.
    ترى بعد هذه السنوات .. إلى أين وصلت بموهبتك وقلمك.

  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    الموهبة لا عمر لها لكن حين اكتشافها يجب العناية بها
    حرف واعد
    ثابر على القراءة وتطوير ذاتك ولا تهمل حديقة حروفك
    مدرسة الواحة ترحب بك
    بوركت
    تقديري

  7. #7
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    ما رأيك بأن تعيد كتابتها اليوم مستعينا بما اكتسبت من الخبرات الأدبية في السنوات الأربع التي مرت على كتابتها؟

    أشكرك
    -

المواضيع المتشابهه

  1. حياة/لا حياة..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-03-2009, 05:13 PM
  2. تأملات فى مسيرة حركات التغيير المصرية
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-10-2005, 10:25 PM
  3. تأملات فى مسيرة العلمانية فى الوطن العربى
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-09-2005, 12:39 PM
  4. مسيرة العقاب
    بواسطة طالب نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-04-2005, 11:06 PM
  5. مسيرة للمعارضة / قصة قصيرة
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2005, 05:44 PM