وأسرّ إلي القمــر (بين أحمد الفلاسي و سـمـو الكـعبـي)

شاعرية ولغة قوية وصور شجية ..
ما أجمل هذه المناجاة وما أروعها ..
وما أجمل متابعتكما ..

وبمتابعتك تصبح أجمل .

الأديبة سموّ الكعبي
الأديب أحمد الفلاسي

ناجيت القمر ، ولم يستجب لندائي، لعله انشغل بإسراركما إليه ، وقد أشاح بنظرهِ عني
فكيف لا ، وإغراء البوح على شرفات روحيكما أعذب وأسمى وألذّ..

لله دركما من مبدعين..

دخلت للتثبيت إعجاباً بهذا الرقي فكرةً ، وصياغةً ، وسحرا..

تحيتي لكما مع باقة وردٍ عطرة..

سمو ، احمد:

القمر اليوم بدرا...هل رأيتما ؟؟؟؟

ما إن رأيته حتى تذكرتما ..!!

بإنتظار المزيد من هطول سحركما

لكما ألف باقة ورد وفل

واكتمل البدر الليلة,والتقى طرفاه أيمنه وأيسره فلم يعد بينهما فارق , فازدادت وازدانت بالنور هالاته .
نجيّ القمر :
ألا ترى الليلة القمر قد اكتسى حُلـّة فارسية ووجاهة ٌ رومانية, كانت في عصر من العصور سيدة الدنيا إلا أنها سقطت من عل ِ, لتذوب مع غيرها من الحضارات السابقة,فتبقى أثرا بعد عين وغبرة ً بعد عج ٍ عاصف.
أما أنت- أيها القمر- يا بهِي الطلعة ... ووشيّ الحُلـّة ...وضيء الطلـّة... وأبِّي النظرة ..... ومهـِيب المعشر ..... جميل المنظر,تكتمل في نصيف كل شهر, وما حكمة اكتمالك ثم نُقصانك ثم اكتمالك...... إلا لحكمة سياسية اتخذتها ,وطريق أنت آخذٍ بناصيتها, حيث علمت أن الحسن الدائم المُقيم حريٌّ بأن يكون سببا لسقوط الأنفة والزهوة .
فكم من جميل بين أيدينا إلا أن أبصارنا عنه عُمي, وعقولنا عنه في ضلال,أما أنت فارتفعت وتواضعت وكمُلت ونقصت, وغبت وظهرت,أمسكت بيد المتناقضات فلم تسطع إلا أن تزيدك جمالا .

أديب القمر و مُناجي ضوءه إذا ظهر:
مع اكتمال القمر أسأل نفسي , لماذا كلما هلـّلت جمعت ما تناثر مني,ولملمت آمالي لأبدأ معك بداية النقص عندما تكون محاقا إلا أن نقصك يكتمل وأظل أنا وآمالي عُرجونا قديما بالياً في القِدم.
وما مثلي ومثله إلا كفراش سابقتْ نسرا, فحلق هو عاليا ,وبقيت هي مُجهدة الجناح ,فتاهفت على ضوء نارٍ لتجد سقوطها هناك .
أيها القسيم في المناجاة :
أرقهْ-أي القمر- خشية أن يسقط على الأرض من عيني على الرغم من أني لست بحاسد, وسأرقي نفسي أيضا مخافة أن يُصيبها الهلع والجزع.
متّع الله ناظريك أيها القسيم في المناجاة وأدام لك نورا يزيد نورك .

الأديبة سموّ الكعبي
الأديب أحمد الفلاسي
ناجيت القمر ، ولم يستجب لندائي، لعله انشغل بإسراركما إليه ، وقد أشاح بنظرهِ عني
فكيف لا ، وإغراء البوح على شرفات روحيكما أعذب وأسمى وألذّ..
لله دركما من مبدعين..
دخلت للتثبيت إعجاباً بهذا الرقي فكرةً ، وصياغةً ، وسحرا..
تحيتي لكما مع باقة وردٍ عطرة..

الغالية صاحبة القلب الكبير منى الخالدي ..
كل الشكر والامتنان لمبادرتك الغالية إلى تثبيت الموضوع ،وقبل ذلك تشرفنا بمتابعتك الكريمة للحوار هنا ..تقبلي وابل تحياتنا وتقديرنا لشخصك الكريم الغالي.

سمو ، احمد:
القمر اليوم بدرا...هل رأيتما ؟؟؟؟
ما إن رأيته حتى تذكرتما ..!!
بإنتظار المزيد من هطول سحركما
لكما ألف باقة ورد وفل

كل الشكر لك أختي سحر ،وسعادتنا بمتابعتك لا حدود لها .

يانجية القمر ....
عجبتُ هذه المرة من إسراره إلي وترداده الحديث على مسمعي كمَنْ يحاول رفع ثقلٍ من على الأرض فينوء به حمله،وكمن عهد إلى جسد خاوٍ وأذن موقرة فرجا منهما إصغاء ولات حين مسمع.ماليَ –يانجيتَه-كلما عدوتُ بحرا استقبلني محيط،وكلما قتلتُ الفيافي ضَرْبَ مسيرٍ استجدتْ لي عرصُاتها بِكْرا لم تُسبَرْ،وختْما لم يُكْسَرْ!!..مالي ،ثم مالي الليلة أفجؤُهُ بهذا الذهول ،وأحيَّره بهذا الشرود!وأنا الذي رَسَتْ في ضحوة وجهه أعلامي ،وتسربلتْ بفيض نوره أحلامي ..مالي ثم مالي ..ثم مالي!!.
الليلة أسرَّ فلم يلتفتْ إلا إلى حدقتيَّ النافرتين عن مجمع الأنْسِ به،فكان الحديثُ مؤلما مؤلما ..قال لي مالكَ؟ أهيَ وقفة استراحة بين نبضة وأخرى من نبضات الشوق الهائم بأهله؟ أم ترى هي مناشدة للقمر من نوع خاص أيها النجي القسيم؟..ثم أسرّ قائلا: لو علوتَ بالفكرة علوَّ مكاني لاستعلتْ بك الفكرة استعلاء مكانتي ، وكم بين المكان والمكانة من وشائج قلَّ ما تلتقي إلا في نفوس لم تلامس هامتها صعيد التراب ..فهلا أبنت لي عن سر هذا الوجوم ! وكشفتَ لي استفزازات تلك الهموم!!..فقلتُ: أيها المستعلي مكاناً المبجل مكانةً..ما خالج القلب الليلة هم خارج عن حدود وطنيته ،إنها خلسة التعرف على الأوراق الأخيرة في خزانة هذا القلب ،ولا أخفيك- أيها النجيُّ-أن قلباً كقلبي لا يبدد جماع أمره شيء كنظرة واحدة يفرقها بين مرحلتي الإنقضاء والمتبقي في مراحل السير الحثيث ،فيرى ومن تلقاء ذاتية النظرة أن عمرا مديدا مضى والمخلاة فارغة مما تمنى الإنسان وأراد ،وتلك ساعة من ساعات الندم لو أن اضطرامها شب في حجر لحوله إلى رماد متطاير ،كيف لا والساعات الجارية بتلابيب العمر أبعد من مد يد التلافي ،وأنجع من نظرة الإحاطة والاستبيان ،وما أنا ببالغ أمنية واحدة من أمنيات القلب الحالم ،ولا إخالني محققا له ما تمنى ولو من رجاء من لا يخون رجاؤه أملي.
يا قمر السهارى ..ما من ليلة من ليالي تجلياتك إلا وفيها آمال طالما شبهناها باستنارة وجهك تحقيقا وتمكنا ،وكنا كلما أبرمنا أمرا قالت العيون لبعضها :سنذكر ليلتنا القمرية هذه وكأنما نشهدها علينا ..ولا أنسى يا نجيَّ العشاق يوم تشابكت أصابع يدينا على العهود وأنت تعكس بإسقاطات نورك إسقاطات عهودنا ،فأنت أنت والعهود هي العهود لكنها سرعان ما تبددت مع أول خيط من خيوط الشمس .
اعذرني يا بهي الطلعة هذه الليلة ،فما أنا وأنت إلا نجيان أحدهما شاهد والآخر مشهود ،وبين الطرفين جراح وآهات ولوعات هي طبائع لنا معشر العشاق من بني البشر ،أما أنت فرفعتك لم تمَكَّنْ منك سهما غادرا ،ولم تَفسَحْ لأكذوبة أن تنغِّصَ عليك نشوة بهائك .

الأديبة سموّ الكعبي
الأديب أحمد الفلاسي
ناجيت القمر ، ولم يستجب لندائي، لعله انشغل بإسراركما إليه ، وقد أشاح بنظرهِ عني
فكيف لا ، وإغراء البوح على شرفات روحيكما أعذب وأسمى وألذّ..
لله دركما من مبدعين..
دخلت للتثبيت إعجاباً بهذا الرقي فكرةً ، وصياغةً ، وسحرا..
تحيتي لكما مع باقة وردٍ عطرة..

شكر ٌ يتلوه شكر , وتحياتي لك قمرية للتثبيت.

نجي القمر:
سمعت وشوشتك أنت وجليسك القمر, فاستشعر جسدي تلك النغمات والهمسات وما ذاك إلا أن فكري قابع بين هالات سمائه الرمادية التي تُظلني,وفي وجهه البراق الأرض التي تُقلِني .
وكان حديثكما كغزل نُسجت خيوطه من حرير رقة وعذوبة, كعادة أرباب الجمال, وعشاق الوفاء من ذكر الغياب ولوعته ومراراته .
فاسمعا واسمحا لي بالمشاركة في غزلكم الرقيق .
أيها القمر المُكتمل بالجمال الخَاتِم على كل بهاء وسناء.
وأنت يا نجيه ُ – الأديب الأريب – يا رهيف الحس المُترفع عن كل جَبس :
للغياب ظروف وأسباب ,وفي غياب الأحبة عن ناظر العين صنف من صنوف العذاب, لا تطقهُ النفوس الجَلِدة الصلِدة ,ولا يكون هذا الأمر إلا في حالات الحلول والتداخل,كما يتداخل الضوء والعتمة في لحظة سَحريّة.
فكيف بمن غذّى نفسه باللين والرحمة والحب؟.
فيكون التجاذب القوي كما بين طرفي مغناطيس , وهل يُلبَّس الثوب بأحد نصفيه ؟
ويطير الطائر عند فقد أحد جناحيه ؟
و اليد هل تصفق يمناها دون يُسراها ؟.
حينها نُقدِر اللحظات تلو اللحظات ويُكثر الحَسبُ والحساب, فنشعر حينها بالشتات الموزع في كل جهة ما بين الشرق والغرب الشمال والجنوب , وإن كانت أعضاؤنا منطوية منزوية على بعضها وحتى إن أوثقت وثاقا لا يفكه أحد فلا اجتماع .
ويكثر السؤال عن متى نسمع حتى قرقعة نعالهم ونسيم هوائهم .
وتمضي تلك اللحظات تلك... وتلك... وتلك.. ويمضي معها جزء ليس بالهين من صمائم نفوسنا,ويذوب معها شيء ليس باليسير من قبضات النفس وخلجاتها.
لعمري ذاك الأشد الأقوى.
ولو ذهبت يانجي القمر لتشتم جميع مُخلطات العطور بحثا عن ريحهم ,ومسك أثرهم, فلست بواجد لهم أثرا , و لربما مررت على عطرهم إلا أنك لن تميزه, أتعلم لماذا ؟
لأن ما نشتاق فيهم هو ريح عطرهم الممزوج بأريج نفوسهم وعبق شذاها .
وهنا مَعدِن الحب الخالص ولـُب الود المحض ,الذي لا ينضب ولا يعتق, بل يزداد رونقا وجمالا كلما أخذت به الرحال مسيرا على مرابع الروح, مثل المُعتق من دهن العود إلا أن هذا الحب يفوقه, حيث نضوب دهن العود وارد من قارورته , غير أن دهن الروح يزاد كلما توغلت في غمر الروح والقلب .
حقا أن تفقد حبيبا... عزيزا... غاليا ... و...و.. وماذا بعد ؟ تكاثرت الأوصاف وتنازعت كل وصف يريد أن يسبق الآخر .
ويزول ذلك النزاع كله ويتلاشى عند وقع سنديان مطرقة الروح عند تلاقيها برْوح روحها وريحانها .
فيذوب كل شيء .
وبقدر ما مضى تأتي لحظات النشوة والراحة ساعة تشعر فيها أن صدرك أكبر حجما من التبانة ذاتها,وأخف وزنا من نسمة هواء حملتها سحابة صيفية, أو ريشة طائر السنونو حديث عهد بالطيران .
ويظل وصفي قاصرا ..... يا نجي القمر .

أختي الأديبة الموقرة سمو

نعم الداعي ، ونعم المدعو ، و نعم المدعو إليه ، وما أكرمك حين قلت : " ومع ذلك لا نستغني عن مداخلاتكم جمهورنا الكريم " .

إنها لدعوة جديرة بأن تجاب وتلبى كيف لا وقد قالت حاتمية الأدب : " دونك المحبرة والمداد "

فيا نجيي القمر أسمعانا شيئا من أسراره التي لا يفشيها إلا لكما .