اليوم أقف متكئاً على جذع السدرة.. ناهزتُ التسعين، أو زدتُ عنهم قليلاً، ملتحياً، أشيباً، محدودباً، تحت ظل السدرة مقبرتي.. هذه كانت وصيتي. مازلتُ أذكر أصوات أطفال القرية وهم يرددون:
لما الثعلب فات، فات، وفي ذيله سبع لفات!
حينها أخبروني بأن أمي قد ماتت، وهي تخبز لي العجين. أنظر إلى حفيدتي وهي ترنو إليّ، ويسرّها مناداتي يا المبروكة، وكانت فيما تحفظه مواعيد ملء الإبريق، أو هذا كل ما أعرفه عن أحفادي وأنا متكئاً هنا في الانتظار.
الخرطوم 25/11/2011
يحيى البحاري
** لما الثعلب فات: من الألعاب الشعبية السودانية