|
و مضى رمضان |
تمضي السنونُ ..و تنقضي الأزمانُ |
أنا منذُ عـامٍ واقف ... متخـوِّف |
أنِّي أمـوتُ و تَسْـرقُ الأكفـانُ |
مني لقاءكَ يا حبيـبُ ...و إنَّـما |
منَّ الإلهُ الواهــبُ المـــنانُ |
و بقيت حيًّا ...كي أراكَ و أرتوي |
من نهرِ ريِّكَ ........أيُّها الرَّيـانُ |
فأنا ملأتُ صحائفي بفضــائحي |
و عصيتُ ربِّي .....ويْحَهُ الإنسانُ |
يمضي جريئًا في المعاصى للرَّدى |
في رغبةٍ تشتـــاقُها الأبــدانُ |
لا يَرْعوي عن خُسْـرِهِ مُتَسَــفِّلا |
نحوَ الجحيمِ يقــودُهُ الشَّيــطانُ |
لا ينتــهي عن غَيِّهِ حتى يُـرَى |
تحـتَ الترابِ. تَعُـضُّه الدِّيـدانُ |
هوَ و الضَّلالةُ و الغِوَايَةُ و الخَـسا |
رةُ و الشَّقاوةُ و الهوى أخْــدانُ |
مَلأتْ قُرابَ الأرضِ مِنْهُ عظـائمٌ |
الكذبُ.... والتزويرُ..... و البهتانُ |
و الغلُّ و الحسـدُ الممزِّق صدرَهُ |
و الحقدُ ..و البغضاءُ و الأضغانُ |
إلا الـذينَ بحبلِ خيرِكَ أمسـكوا |
فَسَمَا بهمْ نحـوَ الهُدى الإيــمانُ |
إلا الذين تعايشــوا في غُــربةٍ |
ورفيقُ غربتِـهمْ بِها القُـــرآنُ |
هذا قليلٌ مِنْ كثيرٍ ..........لمْ أقُلْ |
أرأيتَ حــالَ القومِ يا رمضانُ؟! |
فامـدُدْ يديْــكَ بكلِّ خيرٍ صُـنْتَهُ |
للمتقين ليسمــوَ الإنســــانُ |
و افتحْ لـنا أبوابَ تقــواكَ التي |
نحــتاجُــها لِيَعُمَّـنا الغُفْـرانُ |
و اشفــعْ لنا في حفرةِ القبرِ التي |
فيها الشُّـجاعُ الأقـرعُ الثعـبانُ |
واشفعْ لنا في ساحةِ العَرضِ التي |
فيها الصِّراطُ و تحـتَهُ النِّــيرانُ |
لما تزاحَمَـتِ الخلائـقُ تَرتَـجي |
صَرْفَ الجُموعِ ...و ربُّنا غضبانُ |
و الشمسُ تدنو للرؤوسِ فتـمتلي |
عرقًا ... و تغـرَقُ تحتَهُ الآذانُ |
ثقِّلْ مـوازينَ العبــادِ شـفاعةً |
في هولِ ساعـةِ يُنْصَـبُ الميزانُ |
بلِّغْ لـنا في ليـلةِ القـدرِ الرِّضا |
مِنْ ربِّنا ..... فينـالَنا الإحـسانُ |
تأتي .. فيأتينا الصيامُ ....فتزدهي |
أيامُنا .... و بخــيرِهِ نَــزْدانُ |
تأتي ...فتأتينا الصلاةُ .... فتنتشي |
ليلاتُنا .... و يُرَدَّدُ القــــرآنُ |
تمحو الخطايا و الذنوبَ .. فتنتهي |
أحزانُنا .... و تُغَسَّــلُ الأدرانُ |
علَّمْتَنا أنَّ الســعادةَ في التُّـقى |
أنَّ الحــياةَ تَخيُّـلٌ و دُخــان |
و سحـابُ صيفٍ زائلٌ في لحظةٍ |
و صغـيرُ عُشْبٍ بعدَهُ الطُّـوفانُ |
و كلامُ ليلٍ زائفٌ ... طلعَ الضُّحى |
فإذا بِـهِ التَّخْريـصُ و الهَذَيَـانُ |
نجري وراءَ الوهْـمِ طولَ حيـاتِنا |
و الموتُ يرْقُـبُ و الرَّدى ألْـوانُ |
و القـبرُ ينتظرُ الجمـيعَ بِظُـلْمَةٍ |
تحـتَ الترابِ يهابُـها الشُّجعـانُ |
لـمَّا يُفارِقُـنا الحبـيبُ و يَنْـثَني |
و يدوسُ فوقَ رؤوسِـنا الأعْوانُ |
و العرضُ يا ويلَ المُسيء إذا غدا |
عريانةً حسناتُه العــــــريانُ |
و إذا تعودُ لنا ... يعـودُ ثبـاتُنا |
و يعـودُ في خـيراتِه الإنـسـانُ |
و إذا المسـاجدُ بعـدَ هجـرٍ ظالمٍ |
ترتـادُها الفتــياتُ و الفتــيانُ |
و إذا دَوِيُّ النَّحْـلِ في جنـباتِـها |
و إذا المـآذنُ شــاقَـهـن أذانُ |
تجفو مضاجِعَها الجُنوبُ و ترتدي |
ثوبَ الخشوعِ ... و تدمعُ الأجفانُ |
فيصـومُ عن أكلِ الحـرامِ ببطنِهِ |
و يصومُ عن نطقِ الحـرامِ لسانُ |
و يصومُ عن مشيِ الحـرامِ برجلِهِ |
و يصومُ عن لمسِ الحـرامِ بَـنانُ |
و يصومُ عن رصدِ الحـرامِ بعينِهِ |
و تصومُ عن شهـواتِها الأركـانُ |
و الناسُ في العشرِ الأواخرِ شَمَّروا |
يتنافسون .... فيثـمرُ المَــيدانُ |
بينَ اعتـكافٍ و اعتــمارٍ. كلُّهمْ |
يتعـبدون .... دليـلُهم رمضـانُ |
والآنَ تمضي في جـلالٍ صامتٍ |
فمتى سترجـــــعُ أيُّها الرَّيَّانُ |
يــا ربِّ .... بلِّغْـنا بِهِ آمالَـنا |
ياربِّ .. يا رحمنُ .. يا رحمنُ |
محمود آدم |
|